إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

العربية العليا. واذا كانت مصلحة القضية العربية العليا تقتضي ان نسالم، فسنسالم. وفي اليوم التالي، وجه لي احد المواطنين من الوجه البحري سؤالا عن الذي اقصد بالمفاوضات التي اشرت اليها في خطاب امس، هل هي مفاوضات مباشرة او لا ؟ فكان ردي- وكان الكلام منقولا كله على الهواء - فقلت: لا، ليست هناك مفاوضات مباشرة. هذا مبدأ لا رجوع فيه، وان المفاوضات تجري بواسطة طرف ثالث هو اميركا. بعد الظهر، وبعد سماعه لما حدث في جلسة الصباح التي اذيعت على الهواء، ادلى رابين بتصريحه عن المفاوضات المباشرة! هذه  هي القصة، وانا متتبعها!

         س - ما هي معلوماتكم عما كتبه بعض الصحف الاميركية الموثوقة، عن امتلاك اسرائيل لعشر قنابل ذرية قادرة على استعمالها وقت الاضطرار؟ واذا كانت هذه المعلومات صحيحة فكيف سيستطيع العرب شراء قنابل ذرية مضادة؟

         ج - امس، قلت للصحافيين المكسيكيين اننا لن ندخل السلاح الذري الى المنطقة، اما اذا ادخلته اسرائيل، فسنكون احرارا في الرد.

         س - ماذا نستطيع ان نفعل؟

         ج - هناك وسائل كثيرة. وارجو ان تثقوا بي في مثل هذه المواضيع، فكما رأيتم في 6 اكتوبر [تشرين الاول] كيف كان ردنا اكبر، سيكون ايضا ردنا هذه المرة، فنضرب اسرائيل بأكثر من القنبلة الذرية.

         س - يعني قنبلة نووية؟ ومن اين؟

         ج - بلاش نتكلم في التفاصيل، فمثل هذه القضايا الدقيقة لا تناقش من وراء الميكروفون.

         س - هل قرأتم التقرير السياسي للحزب الشيوعي المصري؟

لقد اعلن بهذا التقرير عودته الى ساحة العمل، بعد 11 عاما من حل نفسه في يوليو [تموز] عام 1964. ويدين الحزب في تقريره الاتجاه المصري نحو المعسكر الامبريالي الاميركي، وابتعاد مصر عن المعسكر الاشتراكي، ورهانها على حل اميركي للازمة يعطيها بضعة كيلومترات من صحراء سيناء، مقابل حل منفرد مع اسرائيل. فماذا يعني تصاعد الحملة الشيوعية على سياستكم الدولية والعربية والداخلية؟

         ج - لم أقرأ البيان، ولكني لا استغربه. فمنذ الشتاء وانا اتابع التحركات الشيوعية التي تجري في الداخل. والقضية ليست قضية بضعة كيلومترات في سيناء، فلو أخذنا كل حدودنا التى كانت قبل 1967 في قفزة واحدة، فسوف يهاجموننا أيضا. لماذا؟ لاني أعدت الى ثورة 23 يوليو [تموز] وجهها الحقيقي، وهو الارادة الحرة المصرية.  هنا شعر الشيوعيون انهم فقدوا الكثير، ففي مرحلة من المراحل، وقبل مايو (أيار) 1971، كادوا يصلون الى جميع المراكز الحساسة في الدولة. بل كان هناك قول مأثور: ان الطريق الى اي منصب في القاهرة يجيء عبر موسكو.

<14>