إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

هذا هو السبب الرئيسي للحملة. وليس سرا ان الحزب الشيوعي، لا يشكل في مصر وزنا ولا  قوة ، ولا سيما بعد التطورات الاخيرة التي حدثت داخل الاتحاد الاشتراكي، وتعدد المنابر فيه. ونحن لم نمنع الماركسيين من ان يكون لهم منبر يتكلمون منه بكل حرية. اما اذا حاولوا ان يعملوا فى السر فهناك سيادة القانون. وخلافي مع الشيوعيين ومن هم وراء الشيوعيين هو الارادة الحرة لمصر. والدليل، انهم كانوا يتعرضون لي في وقت كنت اهاجم فيه روجرز بأعنف ما في القاموس من كلمات، وذلك عندما اخلف وعده معي، خوفا من اليهود. لقد وقفت غولدا مئير، وشتمته من فوق منبر الكنيست، فتراجع، ونكث بوعده ، فهاجمته، واتهمته بالغش والكذب والتضليل هو وسياسة اميركا. في هذا الوقت بالذات، كنت اتعرض لهجوم عنيف من اليسار. مع الاسف، فاليسار تائه ومرتبط.

         س- تقصد الشيوعيين؟

         ج - الشيوعيون جزء من اليسار. ولكن احقاقا للحق، يجب الاشارة  الى ان عندنا يسارا وطنيا. اما اليسار المرتبط فأمره ليس في يده.

         س - مع ان الرئيس الاميركي فورد مدح موقف الاتحاد السوفياتي من ازمة الشرق الاوسط عندما كان في هلسنكي، ووصفه بأنه متجاوب!

         ج - السوفيات والاميركيون متفاهمون على حدود اللعبة. ولكن الشيوعيين في العالم العربي يلعبون على التناقضات العربية، وهم لا يزالون اسرى النظريات القديمة "الدوغما"، فهم لا يتحركون "لا يمين ولا يسار". اما اليسار الوطني فقد تحرر عن التبعية، وتفاعل مع اماني البلد، وهو يشترك معنا في اشياء كثيرة جدا.

         س - اين وصلت العلاقات مع الاتحاد السوفياتي؟ وكم تبلغ ديونه التي تطالبون بفترة سماح لتسديدها؟ وهل صحيح ان المفاوضات التى اجراها وزير المالية المصرية اخيرا في موسكو قد علقت؟

         ج - الموقف من الاتحاد السوفياتي لم يتغير منذ خروج الخبراء في يوليو (تموز) 1972. فبالرغم من الكوبري الجوي عام 1973، وبالرغم من زيارة اسماعيل فهمي لموسكو 1974، والوعد الذي قطعه بريجنيف بزيارة القاهرة، وبالرغم من سفر وزير المالية الذي عاد من موسكو قبل يومين، لا يزال الموقف على حاله. في بعض الاحيان تحدث حركات تكتيكية، انما العلاقات لم تتغير استراتيجيا حتى الآن. ولا اكتمك اني كنت مقدرا ان زيارة وزير المالية لن تسفر عن شيء، وانهم وقعوا ضحية "واحد من بتوع البطاطا" في بيروت، لقد ضحك عليهم، واخبرهم بأن السادات قرر الغاء المعاهدة المصرية السوفياتية في 23 يوليو [تموز]. فالسوفيات يستقون اخبارهم من "بتوع البطاطا"

<15>