إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

في بيروت. وهذه كلمة مشهورة لجمال عبد الناصر كان يقولها داخل مجلس الثورة. كان يقول ان السوفيات يأخذون اخبارهم من "بتوع البطاطا"، يعني من ناس لا يعرفون شيئا، ثم يبنون عليها مواقفهم. فواحد من "بتوع البطاطا" في بيروت اخبرهم بأن السادات يفكر بالغاء المعاهدة في عيد الثورة. وقد مضى اكثر من ستة اشهر، وانا اطالب والح في الطلب على جدولة الديون، وهم يسمعون ولكن لا يتحركون. وفي يوم 20 يوليو [تموز] افاجأ برسالة من موسكو تطلب ارسال وزير المالية ليكون في موسكو يوم 23 يوليو [تموز]، اي في اليوم الذي سأخطب فيه. ضحكت طبعا، وقلت: "واحد بتاع بطاطا" في بيروت خدمنا، وجعلهم يتحركون. وذهب وزير المالية، ثم عاد ليقول لنا ان وفدا سوفياتيا سيجيء بعد ذلك الى القاهرة ليتحدث معنا، المهم، ان يوم 23 يوليو [تموز] فات، واطمأنوا الى ان شيئا لم يحدث مما كانوا يتوقعون. وانا لم يكن عندي اية نية لالغاء المعاهدة، ولم تطرح الفكرة اساسا علي بساط البحث. ولكن ماذا نفعل بأخبار "بتوع البطاطا " عندكم ؟

         س - على سيرة الديون، يقول الملك حسين ان بعض الدول العربية التي تعهدت في مؤتمر القمة بالرباط بدفع مبلغ مليار دولار وشوية، لكم ولسورية والاردن ومنظمة التحرير، لم تسدد ما عليها حتى الآن، كالعراق والجزائر. هذا في الوقت الذي تجاوزت المساعدات الاميركية لاعادة بناء الجيش الاسرائيلي الاربعة مليار دولار، حتى اصبحت اسرائيل - كما تقول الدوائر المطلعة - قوة عسكرية قادرة على انزال الهزيمة في الجيوش العربية مجتمعة. فكيف ستواجهون هذا الوضع العسكري، حتى لو سددت كل الدول العربية المليار دولار، بل ولو رفعته الى مليارين؟

         ج - يجب ان لا نقع، مرة اخرى، في حبائل حرب الدعاية عن قوة اسرائيل التي لا تقهر و و و. صحيح ان لدى اسرائيل قوة عسكرية، وهي تتبع خطة هذه المرة مع اميركا على اساس الاحتفاظ باحتياطي لمعركة طويلة، لكي لا تحتاج الى كوبري جوي سريع كالذي احتاجته في اكتوبر [ تشرين الاول] 73. ولكن مع ذلك فهي ستحتاج الى كوبري جوي، كما نحن ايضا سنحتاج الى كوبري جوي، فالذين لا ينتجون السلاح، ويدخلون الحرب، لابد من ان يحتاجوا لتموين وامدادات. وعلينا ان لا نأخذ الكلام الذي توزعه الدعايات عن قوة اسرائيل، فنخاف ونيأس ونتمزق كما كان حالنا في الماضي. لقد واجهنا قوة اسرائيل في حرب 1973، وانتصرنا، واستعدنا احترام العالم، واثبتنا قدرتنا العسكرية . ونحن على استعداد ان نواجه اسرائيل في معركة اخرى عندما تفرض علينا. اما بالنسبة للعرب، والدعم الذي تقرر في مؤتمر الرباط، فليس لدي ما اشكو منه اطلاقا. لقد قام الاخوان بواجبهم تماما. وعلى ما اذكر،

<16>