إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

مجلس الامن القضية الفلسطينية؟

         ج - لأ. طرحت قضيتنا نحن، ازالة آثار العدوان. انا الذي ارسلت لفرنجية، وألحيت عليه ليدعو مجلس الامن للاجتماع، ووافقني الرجل، وطلب لبنان عقد جلسة للمجلس. وخلال مناقشة مقتل الزعماء الفلسطينيين الثلاثة، ارسلت الزيات للمجلس، وطرح القضية، وبعد جهود استمرت شهرين، حصلنا على القرار. كل هذا كان اعدادا لحرب 1973، من توحيد الموقف العربي، الى توحيد الموقف الافريقي، الى القرار الذي حصلنا عليه في مؤتمر دول عدم الانحياز، الى قرار مجلس الامن. والآن، وبالرغم من اني كنت حريصا على مراعاة مزاج القذافي، ووضع ليبيا كبلد غني يخشى ان يأخذ الغير فلوسه كما كنت حريصا ان تكون الوحدة مبنية على اساس سليم بعد الدرس الذي اخذناه في سورية. سليم يعني ايه؟ ان لا نلحق اي ضرر بشعب لمصلحة شعب آخر. وانا هنا اقصد مصالح الشعب الليبي، لاننا في مصر وصلنا الى اسوأ ما يمكن ان نصل اليه . رغم هذا كله، فاجأني القذافي بأنه يريد "فركشة" وحدة العالم العربي التي بذلنا جهودا مضنية ودؤوبة حتى حققنا الحد الادنى منها. وذهلت. امس فقط كنا متفقين على كل شيء، وتحدثنا عن لجنة الصياغة، واليوم اختلف كل شيء. انه يضع شروطا لم تكن واردة ولن تكون. فقلت له: يا ابني، انا آسف. هناك كلمة مأثورة "ويل للمغلوب" . ويظهر انك تعتبرنا مهزومين ومغلوبين. انت غلطان. وانا غير مستعد ان ادخل معك في كل هذا الكلام! كان ذلك في شهر يوليو (تموز). وفي اول أغسطس (آب)، جاءت المسيرة والمهزلة التي حدثت فيها. وفي 29 اغسطى (آب) وصل الى القاهرة، دون ان يعطي علما بحضوره. وكنت انا وقتها في بلودان ، حيث اتخذت مع حافظ الاسد قرار المعركة. وتلقيت منه برقية تقول انه وصل القاهرة ، فطلبت ان ينتظرني. ولما عدت، وقابلته، قال لي: "لقد اقترب اول سبتمبر [ايلول] ولم نفعل شيئا". فأجبته: "لقد شرحنا موقفنا، وانت تعرفه". وقلت له ايضا - وكان ذلك بحضور عبد السلام جلود: "انا تائه معك. لا اعرف ماذا تريد. كل يوم لك رأي، وحال غير الحال الذي كنت فيه!" المهم، اتفقنا على اعلان "ميت ابوالكوم" الذي نص على تشكيل جمعية تأسيسية تضع الدستور. وقلت له: "هذا البيان سيصدر، ولكن الناس ستقول إن شيئا ما لم يتم". فقال: "اذن ، تعال نتفق على خطوة عملية". قلت له: أنا عندي فكرة. الآن نحن في اول اغسطس [آب]، ما رأيك في ان نقتطع مائة كيلومتر مربع من الاراضي المصرية المجاورة لكم، تبدأ ببلد اسمه "براني"، ومائة كيلومتر مربع من الاراضي الليبية تبدأ بطبرق، نجعل منها المحافظة الاولى لدولة الوحدة ، ويكون محافظها عضوا من اعضاء مجلس الثورة الليبي،

<18>