إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر : "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

على هذه العملية فستضرب. هذه هي السياسة الموضوعة، لم تتغير". قلت: طيب ما هو الحل؟ قال: هل توافق على الذهاب الى جنيف، قلت: بالحساب، اسرائيل هى التى تخاف من جنيف لا انا. قال: وقبل ان نذهب الى جنيف، وبدلا من الالحاح على الاسرائيليين للعودة الى خط 22 اكتوبر [تشرين الاول] (خط وقف اطلاق النار الذي خرقه الاسرائيليون) وهو الامر الذي لن يفعلوه، لانه مقتل لهم كما هو الحال في الجيب، ففي الامكان ان نصل الى اتفاقية لفصل القوات، وينسحب الاسرائيليون الى شرق القناة بدون معركة الا اذا كنت "غاوي معارك"‍‍‍! وقلت له: ابدا، انا لست "غاوي معارك"، ولكني حريص على تحديد حجم انتصاري كاملا، والمحافظة عليه. وقال: كل هذا يمكن ان يتم في "فض الاشتباك".

         هذه الوقائع تعطيك صورة عن تعهدات اميركا لاسرائيل، وهي تعهدات لا تزال قائمة. ويجيء البعض ليتهمني بأني وثقت بأميركا ووعودها . انا علي ان اتعامل مع اميركا كما هي، سواء عن طريق نيكسون ام فورد ام كيسنجر، بصرف النظر عن الصداقات والعداوات والعواطف والانفعالات. على ان اتعامل مع اميركا لان اوراق القضية كلها موجودة عندها. لقد كان في الامكان ان تستدرجني لذة الانتصار العسكري في معركة كان يمكن ان تكون من اروع معارك العرب. كانت المعركة مضمونة مائة بالمائة. كان عندي 800 دبابة، وكان عندهم 400، يعني عندي دبابتان لكل دبابة عندهم، وصاروخ ونص لكل دبابة بالتعداد. وكان هذا الواقع معروفا من البنتاغون الاميركي، وقد صوروه كما قال لي كيسنجر. اذن، لماذا لم ادخل المعركة؟ لاني لست "غاويا"  ان ادخل معركة مع اميركا، واضحي بأولادي، في الوقت الذي استطيع ان احقق الهدف الذي اريد. علي ان اتعامل مع اميركا، ولكن هذا لا يعني اني اثق بها ثقة عمياء. علينا ان نرى الحقائق كما هي وبدون انفعال. انا مؤمن، كما سبق وقلت، ان الدكتور كيسنجر يحاول ان يصلح الوجه القبيح لاميركا الذي صنعه جونسون. اقبح وجه، واقبح حقبة كانت ايام جونسون بلا جدال. وهذا كلام قاله ليبمان الذي هجر اميركا وهجر الصحافة بسبب عهد جونسون الذي وصفه بأنه اسوأ ما رأت اميركا في تاريخها. والامانة تقضي ان اقول ان نيكسون كان صادقا معي، وفورد كان صادقا معي، وكيسنجر كان صادقا معي. فلماذا يحاول بعض الناس ان يحولوا الصدق الى اتهامات؟

         س - ولكن هناك وقائع اخرى تعطي صورة معاكسة. ففي الكتاب الذي وضعه الاخوان "مارفن وبرنارد كالب"

<6>