إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر : "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

عن كيسنجر، ويقال ان كل وثائقه ومعلوماته مآخوذة من وثائق البيت الابيض ووزارة الخارجية، جاء فيه ان الدكتور كيسنجر اوضح لوزراء الخارجية العرب، عندما اجتمع بهم  في نيويورك يوم 25 سبتمبر (ايلول) 1973، أن خطة اميركا في بلوغ السلام في الشرق الاوسط، هى البحث عن اساليب تحول ما هو غير مقبول الى وضع مقبول. كان ذلك قبل حرب اكتوبر [تشرين الاول] بعشرة ايام. وبعد حرب اكتوبر [تشرين الاول] بشهرين، استقبل كيسنجر زعماء اليهود الاميركيين في مكتبه بالبيت الابيض، وكان ذلك يوم 6 ديسمبر [كانون الاول]. بالضبط، وقال لهم انه لا يمكن ان يتخلى عن اسرائيل ، بل بالعكس ، انه يحاول انقاذها من ائتلاف يضم الاوروبيين الجبناء والعرب المتعصبين. ألا ترون ان كيسنجر قد حقق هذين الهدفين اللذين اعلن عنهما؟

         ج - ومن قال لك ان اميركا تخلت عن اسرائيل؟ قبل معركة اكتوبر [تشرين الاول] ، ذهب حافظ اسماعيل الى اميركا والتقى بالدكتور كيسنجر مرتين. مرة في فبراير (شباط)، والثانية في ابريل (نيسان)، وكان ذلك اول لقاء لنا معه. وخلاصة المقابلتين ان كيسنجر قال لحافظ اسماعيل: لا تطلبوا المستحيل. نحن نتعامل مع الواقع. انتم مهزومون، واسرائيل متفوقة. وليس في استطاعتكم ان تطلبوا كثيرا قبل ان تنجحوا في تغيير الواقع. كنا نتكلم في ذلك الوقت عن حقوقنا الاساسية التي اعترفت لنا بها الامم المتحدة. ومع ذلك، قال لنا لا تطلبوا المستحيل، نحن نتعامل مع الواقع. هكذا كان الموقف في فبراير [شباط] وابريل [نيسان].  تعال معي بعد ذلك ليوم 13 اكتوبر [تشرين الاول] 1973، عندما ايقظني السفير البريطاني في الفجر، يحمل رسالة من كيسنجر يقول فيها انه وافق على وقف اطلاق النار على الخطوط الحالية، بعد ما كانت اميركا تطالب بوقف اطلاق النار وعودة القوات المتحاربة الى الخطوط التي كانت قبل بدء العمليات. كان كيسنجر صادقا عندما قال: "نحن نتعامل مع الواقع". وعلينا ان نعرف بأن اميركا ملتزمة بأن لا تفرط باسرائيل . ولكن التفريط باسرائيل شيء، ومعالجة القضية في ضوء الواقع الجديد بعد حرب اكتوبر [تشرين الاول] شيء آخر. وقد قلت لهم مرارا: انا لا اطلب منكم أن تتخلوا عن اسرائيل، ولا عن صداقتكم الخاصة بها، واعطوها ما تشاء وتشاؤون من السلاح، ولكن انصحوها بأن تكون واقعية، وتدافع عن نفسها داخل حدودها. لقد سألتهم مرارا: هل انتم تدافعون عن اسرائيل داخل حدودها التي كانت عام 1967، ام في الاراضي المغتصبة؟ وهم لم يجيبوا عن سؤالي هذا حتى الآن.

<7>