إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) فقرات رئيسية من حديث صحافي خاص للرئيس أنور السادات، حول بعض القضايا الراهنة، 15 و 22 / 8 / 1975
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 334 - 344"

         س - سيدي، حتى ولو كان الاميركيون صادقين في الوصول الى تسوية، ألم تقدر ان قوة الضغط الصهيوني، التي لها تأثير حاسم على الكونغرس، قادرة عل موازنة اي ضغط قد يصدر عن الادارة الاميركية؟ لقد استطاع اللوبي اليهودي ان يجمد قرار اعتبار الاتحاد السوفياتي من الدول الاكثر رعاية، حق تفتح الابواب للهجرة اليهودية. وكذلك فعل الكونغرس مع رومانيا. واللوبي اليوناني استطاع ان يجعل الكونغرس يوقف تزويد تركيا بالسلاح، رغم وجود القواعد العسكرية الاميركية فيها. فعلى اي شيء غير الوعود، كنت تعتمد في رهانك على الاميركيين للوصول الى تسوية؟ لقد كتب كيسنجر قبل ان يصبح مستشارا في البيت الابيض، وقبل ان يعين وزيرا للخارجية: "ان محك رجل الدولة هو في صحة تقديره للنتائج والاحداث". هل تعتبر ان تقديراتك كانت صحيحة في الرهان على الموقف الاميركي؟ أليس هناك احتمال بأن نخرج من هذه التجربة لا مع اميركا بخير ولا مع السوفيات بخير؟

         ج - ما تقوله هو دليل على ان اوراق القضية موجودة في اميركا، سواء كانت الادارة قوية ام ضعيفة، وسواء كان الكونغرس يعارض الرئيس الاميركي ام كان يؤيد الرئيس الاميركي. هذه حقيقة علينا ان نواجهها. اما على ماذا أعتمد في حساباتي، فقد قلت ورددت مرارا اني اعتمد على ثلاثة امور: اولا، رؤية واضحة تماما لكل ابعاد المشكلة، سواء داخل اميركا، ام داخل اسرائيل، ام داخل العالم العربي، ام بالنسبة للمتغيرات الدولية من حولنا؛ ثانيا، ارادة القرار الحرة التي املكها، وليس لاحد ان يتدخل فيها او ان يشكلها على اية صورة لا تتلاءم مع مصلحتنا او لا تتمشى معها؛ اما الامر الثالث، فهو صبر طويل جدا نتمتع به هنا منذ سبعة آلاف سنة، واصرار على الهدف مهما جرى. وقد قلت من قبل: قد تنجح خطوة مارس [آذار] او لا تنجح. اذا لم تنجح فسنكون اقوى. واقول الآن: قد تنجح الخطوة التي نحن بصددها، وقد لا تنجح، وسنكون اقوى. وقد نذهب الى جنيف، وقد يحدث تجمد الموقف، ولكننا لن نحيد عن هدفنا، وسنستمر. وعندما تفشل عملية السلام فشلا كاملا، وتعطى اسرائيل فرصة رفض السلام، بعدها سيكون لنا كلام آخر!

         س - هناك رهان آخر لاسرائيل. لقد سمعت من الملك حسين بعد عودته من واشنطن، ان اليهود يماطلون ويسوفون ويسعون الى تفشيل الوساطة الاميركية، او على الاقل تجميدها الى ما بعد الانتخابات الاميركية، على امل ان تنفجر الاوضاع الداخلية في مصر . وكثيرون في العالم العربي

<8>