(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام أمناء الاتحاد الاشتراكي العربي، بمناسبة اجتماعهم الأول بعد الانتخابات، 15/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 276 - 286"

ايدى .. ده فى ايد الطرف الثالث اللى هو كيسنجر مش انا وهو اللى يقدر يخلص ديسمبر والا يناير وبيقول ادونى يناير بس وابتدى على طول فى العملية - وخلاص.. يعنى المسألة مش تقصير من جانبى ده الطرف اللى حيعمل هذا بيقول انه مش جاهز قبل يناير راح سايقين فيها حزب البعث وزى عملية وقف اطلاق النار راحت قايمة مسرحية جديدة  مصر اتفقت مع أمريكا ومع كيسنجر على فض الاشتباك. وانها تطلع من المعركة وتسوى وتعمل حل منفرد وحتروح جنيف وسوريا البطلة واقفة لوحدها.. ويا عرب الحقوا سوريا احنا اللى واقفين لوحدنا فى الميدان.

أكاذيب سوريا

         ويسافر وزير خارجية سوريا مبعوثا من حزب البعث ويقابل العرب على الخليج وسمعتونى فى الاجتماع الأخير باروى القصة. يجينى جواب من فيصل الله يرحمه.. الفجر وبعدها بساعتين وزير ثانى من الكويت يجينى وزير خارجية السعودية جانى بالجواب من السعودية ووزير الدولة جانى بالجواب من الكويت والاثنين فى فزع ليه.. سوريا بلغتهم انها بقت فى الميدان لوحدها.. ومصر خرجت من المعركة ومتفقة مع كيسنجر ورايحة جنيف ومرواحها جنيف ليس الا واجهة فقط لاعلان الاتفاق الذى تم بينها وبين أمريكا وخرجت مصر بمقتضاها وعملت حل منفرد حاجة تقرف.. مسرحية طلعت للامة العربية وللعالم العربى حاجة تقرف حقيقى.. قرف.. وجالى الوزيرين مفزوعين من فيصل ومن أخونا صباح السالم أمير الكويت وقلت للوزيرين ما تسمعوش لهذا الكذب والاختلاق مصر عارفه واجبها القومى ومصر رايحة جنيف لأنها ما بتخافش من جنيف واللى يخاف هى اسرائيل ولن يحدث فض اشتباك حتى على الجبهة المصرية قبل يناير زى ما قال كيسنجر وحيحصل على الجبهتين مصر وسوريا.

         ده موقف مصر ولا بنعمل حل منفرد ولا سايبين سوريا لوحدها ولا ولا.. ادى تانى عملية مسرحية.. المسرحية الأولى وقف اطلاق النار، والمسرحية الثانية حكاية جنيف.

         والمسرحية الثالثة.. فوجئت فى يناير.. جه كيسنجر رحنا بقى جنيف واتضح انه جنيف ما كانتش واجهة ولا حاجة لاعلان الاتفاق اللى قال عليه وزير خارجية سوريا للعرب ان انا متفق مع الأمريكان وماشيين ومخلصين والحكاية كلها اعلان بس.

         جه جنيف فى يوم 21 وخلص يوم 24 وقعدنا مجتمعين وعلى الكيلو 101 وقفت انا الاجتماع فى مرحلة من المراحل وقلت الكلام ده ما يعجبنيش.. فجه كيسنجر فى يناير وابتدى كما وعد عملية فض الاشتباك على الجبهة المصرية زى ما وعد بالضبط وتتلوها الجبهة السورية.

         قامت مرة تانية قيامة سوريا حزب البعث.. مسائل بالنسبة لهم انا قلت هنا انها بتبقى نظرات ضيقة ونظرات حزبية وأوضاع داخلية طب ليه ندخل فيها القضية الكبرى بتاعتنا ونضلل شعوبنا وامتنا لما بيكون عندنا.. هو فيه واحد منا بيخلى من مصاعب داخلية عنده ما أنا عندى مصاعب داخلية اقتصادية وحاجات كتيرة وعمال اعالج فيها لكن عمرى ما دخلت هذا فى القضية القومية ابدا ولا اتخذت حجة لا لمهاجمة حد ولا للتشنيع على حد لا.. حزب البعث فى سوريا غير كده لقى مصر هاتمم فض اشتباك ولقى حكاية ان مصر خرجت من المعركة واتفقت مع امريكا ما مشيتش وانكشفت الحكاية.. وجاء ديسمبر وعدا ولا فيه اتفاق ولا فيه فض اشتباك ولا ولا ولسه يناير جاى ابتدأت عملية يناير.. قامت قيامتهم تانى فى الأمة العربية وفضل كيسنجر رايح جاى على فى اسوان.. الاتفاق الأولانى لغاية ما تم وكان توقيعه يوم جمعة الصبح.. يوم الجمعة الصبح جانى الراحل الرجل الطيب احمد الخطيب رئيس وزراء الحكومة الاتحادية اللى بيننا وبين سوريا وليبيا وده من قيادة حزب البعث من القيادة العليا بتاعتهم يعنى ما هوش صغير مكانة كبيرة ورجل عاقل ورزين.. وجانى فى اسوان يوم الجمعة الصبح فى هذا اليوم انا قاعد مستنى كيسنجر يوصل من اسرائيل علشان التوقيع هيكون الظهر على الكيلو 101 ووقت التوقيع هانكون قاعدين لأنى كنت انوى اقوم برحلة للعالم العربى وفعلا بعد التوقيع نفس هذا اليوم يوم الجمعة بعد التوقيع سافرت على طول للعالم العربى وبدأت رحلتى على طول جالى يوم الجمعة الصبح الخطيب وقال لى الوضع يعنى قد يسوء ويعنى بحكمتك انت وزميلك وشريكك تقدروا تسووا هذه المواضيع قلت له انا ما بعملش منكر دا عندكم علم بهذا الكلام من نوفمبر اللى فات ومتفق على الخطين الخط اللى لمصر فض الاشتباك والخط اللى لسوريا.. ويعلم هذا الرئيس حافظ الأسد ويعلمه الرئيس بومدين.. اللى كنا مجتمعين عنده فى الجزائر فى نوفمبر،. واحنا النهارده فى يناير ايه لزوم ده كله.

         فهمت منه ان سوريا ادت اوامر انه كل سورى هنا اذا وقع هذا الاتفاق ينسحب بما فيهم السفارة السورية وكله وكله واللى فى الاتحادية.. وكله اذا وقع الاتفاق..قلت له والله انا اسف.. انا هااوقع الاتفاق النهارده.. خلاص.. وكيسنجر كان فى الطريق قلت له كيسنجر جاى فى الطريق.

         قال لى طيب تعالى كلم الرئيس حافظ الأسد نطلبه فى التليفون من أسوان قلت له وهو كذلك وطلبنا الأسد وأثناء ما انا بأكلمه دخل كيسنجر قلت لهم قعدوه فى الجنينة.. كلمت الرئيس حافظ قلت له الأخ الخطيب بلغنى كذا وكذا وكذا.. انا لعلمك هاوقع الاتفاقية النهارده.. وحيحصل فض اشتباك عندك الخط اللى حكيت لك عنه عندى والخط اللى عندك بعدى على طول.. طيب أجل.. قلت له ولا لحظة.. قلت له انا باسأل سؤال هل الكلام ده صحيح معناه قطع علاقات اذا كان كده انا عامل بروجرامى اننى اكون بكره عندك اذا كان الكلام ده حقيقى يبقى مافيش داعى آجى.. اذا كان مش حقيقى انا هاوقع النهارده.. قال لا ما خدناش قرار بهذا وانا مستنيك بكره.. وفعلا يوم السبت تانى يوم رحت واجتمعت فى مطار دمشق بالجبهة الوطنية، اللى فيها حزب البعث وفيها بقية الأطراف الأخرى وشرحت موقفى وكان معايا ايامها الأخ سيد مرعى وخدنا جلسة فى المطار شرحت لهم كل حاجة فيها .

         وتطلع المسرحية الجديدة.. مصر عملت فض اشتباك وسابت المعركة .. وسايبة سوريا لوحدها والحقوا يا عرب سوريا لوحدها

<6>