إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مقر الاتحاد الاشتراكي العربي، في الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر،  28/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 288 - 307"

المشير اسماعيل والخطة الدفاعية

         وعينت اسماعيل الله يرحمه.. قلت له: يا اسماعيل وقف الخطة الدفاعية الأول، وبعدين حاتكلم وياك في الباقى.. فضلت من أواخر اكتوبر لما اتعين اسماعيل الى آخر نوفمبر، على ما رفع السماعة اسماعيل، وادانى تليفون وقال لى: تمام الخطة الدفاعية 200 جاهزة وخطتنا كاملة صرف 30 مليون جنيه خدهم مش بس فى اكتوبر ونوفمبر لا ده امتد صرفهم لغاية يناير وفبراير لانه عمل بيهم تجهيزات الهجوم.. انما بالجزء الأول من العشرين مليون جنيه فى اكتوبر ونوفمبر اكمل الخطة الدفاعية وإيامها طلعوا اليهود وقالوا المصريين غاويين بناء اهرامات.. هو جه تفادى العملية اسماعيل الله يرحمه بانه جه امام كل نقطة قوية وراح عامل فعلا هرم من التراب وسلحه من فوق بمواقع بحيث سيناء بقت بدل ما كان 17 متر الحواجز واحنا تحت.. احنا بقينا فوق وهما تحت وسيناء قدامنا مكشوفة بالكامل.

         يوم 20 نوفمبر كلمنى اسماعيل وقال لى تمام يا افندم الخطة الدفاعية كاملة.. قلت طيب ابتدى اتكلم بقى فى البلد.. الفتنة الطائفية حلتها دور فى الأزهر ودور مع البطريك وانتهت.

         خطبت فى مجلس الشعب فى ديسمبر وقلت لن اسمح ابتداء من هذه اللحظة بهذا التسيب.. وفى الوقت.. بعد ما خطبت بالليل الفجر كان جميع العناصر اللى بتثير مقبوض عليها ومتقدمة للنيابة.. طلعت نفس الصحيفة برضه والمجمع اللى فيها العشرين مليون جنيه فى اكتوبر ونوفمبر اكمل الخطة وقالوا انه الله طيب ده خطب وقال انه.. انا فعلا فى خطبتى قلت انا ح اعالج الحرية بمزيد من الحرية لكن لا أسمح بالتسيب.. قالوا ازاى بمزيد من الحرية ويبقى فيه قبض ع الطلبة و.. و.. و.. الطلبة طبعا شايفين قدامهم.. وباقول الطلبة هنا ما بقولش القاعدة الطلابية العريضة ابدا.. ده انا باتكلم عن عناصر محدودة.

         دخلنا على 73 بدأ احمد اسماعيل الله يرحمه يحط الهيكل الأساسى للخطة.. فبراير 73 سافر احمد اسماعيل للاتحاد السوفيتى وسافر حافظ اسماعيل للقاء كيسنجر لأول مرة.. يعنى منذ قرار الخبراء فى 8 يوليو بثلاثة اسابيع اتصلوا بينا الأمريكان ما حصلش الاتصال الأول بيننا وبين كيسنجر الا فى فبراير 73 واعلن عنه.. طلباتكوا معقولة نقدر نعمل لكم حاجة فى حدود المعقول، وفى حدود الحقيقة القائمة وهى انكم مش حتقدروا تتحركوا ونصيحتى لكم ما تتحركوش لانه حتبقى ضربة خطيرة عليكم وتنتهى.. ما عجبنيش الكلام لما رجع حافظ اسماعيل.. قمت بعت.. كان بقى زى ما قلت لكم احمد اسماعيل فى موسكو رسمى ومعلن وحافظ اسماعيل فى باريس رسمى ومعلن وبيقابل كيسنجر.. رجع لى احمد اسماعيل من موسكو بصفقة سلاح بعد ما أطمأنوا وكان 8 اشهر فاتوا بقى على قرارات الخبراء الروس واتأكدوا ان احنا ما عملناش طعنة فى ضهرهم مع الأمريكان او لا أخلاقية.. وعملوا معاه صفقة.

         ولأول مرة فى تاريخهم بدأوا يوردوها.. يودوا أجزاء منها بسرعة اثباتا لحسن النية.. فى نفس الوقت جانى حافظ اسماعيل زى ما قلت لكم وكلام كيسنجر.. قلت له الكلام ده مش عاجبنى ابدا.. يعنى معنى ده ونصيحة كمان ما نتحركش معناها ان احنا نقبل وضع الهزيمة خلاص.. يا سفير يا سوفيتى.. ندهت له عندى.. تبعت لموسكو وقول لهم انه حصل اتصال بيننا وبين امريكا ورجع لى حافظ اسماعيل وانا احب انه يبعتوا لى وزير الأمن القومى عندهم اندربوف.

         وده كان صديق شخصى لأحمد اسماعيل الله يرحمه.. اسماعيل لما رجع بعد عقد الصفقة قال لى اندربوف وزير الأمن القومى راجل كويس ومتفاهم وبيقول اى مصاعب تطلع فى العلاقات إدونى خبر وانا مستعد أجى ونزيل هذه المصاعب وكذا وكذا.. وما ترجعش تانى لعملية زى بتاعة الخبراء.. شكلها أضر بالعلاقات بيننا وبين بعض.. لكن خلاص ما بنرجعش للحاجات دى أديكوا أخذتم الصفقة أهه.. واحنا ما بنطالبش بشيء ابدا.. أكثر من أنه إذا حصل حاجة مستقبلا يعنى نتلافاها قبل ما تقع.

         فبعت.. بناء على كلام احمد اسماعيل ندهت السفير السوفيتى.. رسالة رسمية للقادة السوفيت ابعتوا لى اندروبوف وزير الأمن القومى بتاعكم علشان أتكلم معاه على مقابلة حافظ اسماعيل لكيسنجر لأن الكلام ما عجبنيش بتاع كيسنجر أبدا.. وكنت عايز أقول لهم أدى اهه أدى الواقع.. من غير ما نثبت.. كلام كيسنجر ملخصه بسيط .. من غير ما تثبتوا انكم بنى آدم وتحاربوا.. ما تطلبوش تغيير الوضع حا تفضلوا فى اللى انتم فيه.. هو كده.

         ده الواقع.. وده اللى ماشي بيه العالم.. وتطلبوا منا ليه حاجة غير الواقع! وغير الواقع ما نقدرش نعمل لكم حاجة.

وجهزت للمعركة عربيا ودوليا

         دخل مارس وابريل جت لى أجزاء من الصفقة التى عملها اسماعيل.. قلت الحمد لله المشير اسماعيل الله يرحمه ماشى فى الخطة وبيعرضها على فى مارس كانت منتهية بالكامل.

         الوضع العربى كنت باشتغل فيه بالكامل قبلها بسنة.. الوضع الأفريقى قررت أسافر مؤتمر الوحدة الأفريقية فى مايو.. وسافرت.. ولأول مرة نأخذ قرار رائع.. الوضع العالمى قلت لازم نروح مجلس الأمن ونأخذ قرار.

         حصل العدوان على الثلاثة القادة الفلسطينيين فى بيروت واللى موتوهم هناك.. وبعثت للرئيس فرنجية وقلت له أرجوك أطلب عقد مجلس الأمن الراجل استجاب.. عقدنا مجلس الأمن علشان يشوف عملية الثلاثة دول خليت الدكتور الزيات اتقدم فجأة بعرض القضية بتاعتنا علشان نأخذ قرار وأخذنا فعلا قرار فى يوليو بأربعة عشر صوتا ضد صوت واحد هو صوت أمريكا.

         فعربيا جهزت للمعركة..

         أفريقيا جهزت للمعركة..

         عالميا.. دوليا فى مجلس الأمن جهزت بقرار 14 من 15.

<13>