إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مقر الاتحاد الاشتراكي العربي، في الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر، 28/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 288 - 307"

         وابتدوا يضربوا مصر بسوريا.. أنا كنت فى الاتحاد السوفيتى يوم أول مايو 67، وحضرت الاحتفالات هناك، وقابلت القادة السوفيت. يومها كانوا بيضربوا مصر بسوريا، وبيقولوا بقى سوريا هى حزب البعث اللى طالع وهو اللى حا يحرر الأمة العربية وبيغيظوا عبد الناصر اللى لابسين قميصه النهاردة، وبلغونى رسمى فى مايو 67 وأنا هناك وأنا رئيس مجلس الأمة بلغونى رسمي أن اسرائيل حاشدة عشر لواءات أو حداشر مانيش فاكر.. عشرة أو حداشر على سوريا.. سوريا البطلة المجاهدة الوحيدة اللى واقفة في الميدان لوحدها.. طبعا.. سوريا عزيزة علينا.. وما يتقال حاشدة.. ما نسكتش وقت ما هم بيبلغونى.. بأبلغه لعبد الناصر هنا.

         ده الكلام ده فى مايو 67 أما أحد شهوده مانيش عاوز أتكلم بقى على اللى جرى بعد ذلك لأنه أنا اللجنة بتاعة حسنى ان شاء الله - اللى حاتبدأ فى القريب - حا تعلن لكم وحا تبدأ حتاخذ تحقيق كل هذا كله.. يومها كانت الحكومة السوفيتية مدلعين البعث وبيضربوا مصر بسوريا.. على طريقتهم زى قبل كده ما ضربوا مصر بالعراق، والعراق بمصر.. أيام عبد الكريم قاسم هم عادتهم كده.. فأيامها كانوا التاريخ بيعيد نفسه تماما.. بعد قرارات الخبراء السوفيت.. انهالت الأسلحة على سوريا.. انهالت لدرجة انى بأقول بأقول لكم.. ان ابتدينا المعركة ووراء كل مدفع سورى من 8 - 11 خط ذخيرة.. أنا ابتديتها- بأقول- وكان عندى خط ونص وخطين وثلاثة للمدافع.. ودخلت المعركة.. كسبت أرض وما اتزحزحش بوصة من كل بوصة خدتها فى سيناء.

         نفسى العملية بيكرروها النهارده عايزين يضربوا مصر بسوريا برضه.. وحافظ الأسد بالسادات زى ما كانوا بيضربوا صلاح جديد بعبد الناصر.. هى نفس العملية موش جديدة.. الاتحاد السوفيتى أنا قلت لكم.. وأنا باخد قرار وقف اطلاق النار.. أنا خدته ليه.. فحبى ان زى ما كانت أمريكا قدامى.. كان فى ظهرى الاتحاد السوفيتى وخايف منه زى ما أنا خايف من الأمريكان تماما..

         ودخلت.. ووقفت.. واللى حسبته لقيته.. طلعت من المعركة .. 14 شهر ما يبعتليش قشاية .. 14 شهر.. وسوريا تفقد دباباتها كلها ومعظم سلاح طيرانها.. يعوض لها جميع دباباتها وجميع طائراتها.. قبل وقف اطلاق النار فى 23 أكتوبر قبل وقف إطلاق النار تتعوض الدبابات والطائرات.. أنا.. إلى هذه اللحظة.. وادى احنا فى سبتمبر 75.. ما جانيش استعواض حتة سلاح واحدة.. اطلاقا اللى جاني فى يناير الماضى.. من عقود كانت تستحق الأداء فى 73 و 74، ما جانيش حتى فى الكوبرى الجوى فى 73، وما جتش فى 74، ومع ذلك ما كملوهاش لغاية النهارده .. بعتوا جزءا، وراحوا واقفين منذ الجزء الأساسي لغاية تاريخه.

         أنا باسمع الكلام ده لحزب البعث السورى علشان يعرف.. أنا مانيش على رجلين الروس زيهم.. أنا هنا من وقت قرار الخبراء السوفيت، واضح انه قرارى هنا فى مصر.. أنا مش قلت لهم الكلام ده بس للخبراء لا.. من يوم واحد واثنين مارس.. أول زيارة لى 71 لهم قلت هذا الكلام وجيت هنا قلته للجنة العليا، قلت لهم أنا لا أقبل قرار مصر إلا قرار مصرى.. قرارى أنا.. وقرار شعبى.. ما فيش قرار أجنبى أبدا.. زى ما حسبت لقيت.. سابونى 14 شهر.. لولا بومدين.. الله يكرمه.. سافر.. أثناء المعركة واشترى لنا دبابات.

400 دبابة حول الثغرة

         ما كانش بعتوا لى.. لكن الدبابات اللى نجدتنى بسرعة علشان الثغرة.. أبو مدين ب 150 دبابة، تيتو بـ 140 دبابة.. أدى 300 تقريبا و 100 كنت ليبيا خدناها منها كانت عندنا.. خدناها.. استردوها تانى معلهش.. استردوها لكن- يعنى نذكر لكل واحد- أننا موضوعيين، ونذكر لكل واحد موقفه يعنى في أقل وقت ممكن كان عندى حوالى الثغرة 400 دبابة، لو كان عندى 100 دبابة منهم وقت الثغرة كانت خلصت الثغرة من زمان.. قوى.. لكن 400 دبابة وبعدين.. فين.. على ما بعت لى الاتحاد السوفيتى بعد ايقاف اطلاق النار.. وبعد الاختراق على السويس اللى حاولوه اليهود ما يقدروا يعملوا حاجة.. الله !! .. طيب ما امبريالية واستعمار لكن بيقولك يا أخى عايز أحل وياك.. وماشى معاك بشرف.. تمشى معاه والا لا.. وبعدين ده طرف رئيسي .. ان مكانش هو الطرف الرئيسي فهو طرف رئيسى فى المشكلة .. تتجاهله ازاى وانت رجل سياسة عايز تحل مثل هذه المشكلة.. أنا بأحل على الواقع.. وباشتغل بعقل وبحسب.. لأنى مطلوب منى ده أمام بلدى وعلشان على الأقل أحترم نفسى شوية وأحترم تفكيرى وأحترم عقلى قبل ما أكلم الناس.. وقبل ما أجر شعبى لأى حاجة.

         مشينا.. تم فض الاشتباك الأول.. وزى ما سمعتونى فى الخطبة دكها قامت قيامة سوريا.. انعقاد مؤتمر جنيف الأول.. قالوا ده الانعقاد ده بس صورة وواجهة علشان الاتفاق اللى حصل بين أمريكا ومصر اتفضح خلاص.. جاء جنيف وفات، قام ما حصلش حاجة قالوا لا ده فض الاشتباك اتفاق ومصر خرجت من المعركة.. زى الكلام اللى بيقولوه دلوقتى تماما.. نهاجم.. وبعدها بشوية عملوا هم فض اشتباك هم الآخرين وزى ما حكيت وكلكم سمعتم والأمة العربية سمعت، جايب لهم أنا فض الاشتباك والخط بتاعهم من قبل ما يتعمل عندى حاجة على الجبهة المصرية على الاطلاق أي فى نوفمبر 73 علما بأنه فض الاشتباك عندنا ما تمش إلا فى يناير 74، ما حدث بعد يناير 74 حدث فض الاشتباك، وأنا حكيت لكم الفترة دى كلها.. دخلنا فى سنة 75 جه فض الاشتباك الثانى اللى جه كيسنجر وفشل فيه فى مارس.. برضه قبله قالوا للدنيا ان مصر اتفقت اتفاق منفرد.. وحل منفرد وخرجت من المعركة و.. و.. و.. وبعدين صبحوا الصبح، اتفاجئوا كلهم ان مصر رفضت قالت لا ماحصلش اتفاق، وحصل ان كيسنجر رجع وأعلن فشله فى مهمته وعرف العالم كله.

         وبعدها التقيت بالرئيس حافظ الأسد وعاتبته في هذا.. وشرحنا كل اللى شرحته لكم ده بوضوح.. ما فيش فايده.. جت رحلة سالزبورج وقابلت فورد.. ورجعناهنا.. وجه كيسنجر للمرة الثانية على فض الاشتباك.. راحت قائمة الزعبورة تانى.. وقامت القيامة تانى.. مصر خرجت من المعركة.. ثقل مصر.. دلوقتى سوريا زى ما ورد دلوقتى ناسيين كلام الرئيس حافظ الأسد..

<16>