إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، في مقر الاتحاد الاشتراكي العربي، في الذكرى الخامسة لوفاة الرئيس جمال عبد الناصر،  28/9/1975
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الخامس 1975، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1982، ص 288 - 307"

         قامت قيامة العالم العربى.. مش العالم العربى طبعا كله .. انما اخواننا الفلسطينيين بالذات كانوا أشرس من الشراسة في الحكاية دى جرحوه جرحوا عبد الناصر الله يرحمه.

         وطبعا الهجوم انصب مش على عبد الناصر.. على عبد الناصر وعلى مصر.. نفس اللى تكرر أخيرا في عملية فض الاشتباك الثاني وقبلنا مبادرة روجرز وعبد الناصر، قال كلمة الانسحاب لما تيجى يبقى لازم نشتغل عليها ونتكلم فيها ومانضيعش هذه الفرصة أبدا وأى انسحاب على الأرض لا بد نقبله.

         أنا باحكى الكلام ده ليه.. باحكى الكلام ده لانه النهاردة الاتحاد السوفيتى من ضمن اللى لابسين قميص عبد الناصر لبسوه كثير اللى كانوا بيشتموا عبد الناصر اللى أنا حكيت عنهم هنا.. في الخطة التنظيمات والتيارات وحزب البعث في سوريا.. وفي العراق وفي كل دول يعنى معروف ايه اللى قالوه لانه مسجل في الصحافة والصحافة موجودة، لكن النهاردة من ضمن بقى اللى لابسين قميص عبد الناصر الاتحاد السوفيتى.

         بعد عبد الناصر الدنيا راحت طبعا بخلاف الثانيين اللى لهم أغراض في نفوسهم واللى حكيت عنهم أنا هنا.. قبلنا المبادرة واليهود فوجئوا بقبولنا المبادرة لأنهم وافقوا عليها على أساس أنه مية في المية عبد الناصر هيرفضها.. وفعلا قعد أكثر من شهر ونص مايردش وعلى عادتنا احنا العرب اليهود متعودين.. لا.. لا.. لا..

         والانفعال اللى مالوش أساس .. اتورطوا وأعلنوا قبولهم للمبادرة قام جه عبد الناصر وقال أنا قبلت المبادرة عندئذ بدأ تحرك جديد أنه اليهود عايزين يتخلصوا لان المبادرة فيها كلمة انسحاب، وهم لما وافقوا وقالوا عبد الناصر بقاله شهر ونص وفي موسكو موش هيوافق عليها والعالم العربى طبعا حوالينا أخواننا المتحمسين والعنتريين كلهم قالوا رأيهم و.. و.. و..

         اتخموا اليهود فيها.. وافقوا.. لما جه عبد الناصر ووافق اسقط في أيديهم يعملوا ايه.. طلعوا حكاية ان مصر حركت الصواريخ نقضا لمبادرة روجيز.. الله طيب دى أرضي .. ده الضفة الغربية أرضي والضفة الشرقية برضه أرضي . تحريك صواريخ ايه.

         هما عايزين يخلصوا من كلمة الانسحاب اللى عبد الناصر ورطهم فيها بقبول مبادرة روجرز.

         وبدأت مناورات عنيفة وفي ذلك الوقت كان طبعا خطوطنا كلها مقطوعة في كل اتجاه وخاصة مع أمريكا صاحبة أكبر قسط في هذه المعركة.

         أمريكا خدت الدعاية الاسرائيلية ومشتها.. عبد الناصر نقض مبادرة روجرز وعليه.. فالمبادرة اتنقضت وفي هذا الجو المحموم اللى العرب بيشتموا فيه، والفلسطينيين بالذات بيشتموا بشراسة- يشتموا عبد الناصر ومصر - واللى اليهود والأمريكان بيرتبوا علشان اسقاط هذه المبادرة مات عبد الناصر في 28 سبتمبر سنة سبعين.. واتوليت انا.. كان على انى اكمل.. وانا باحكى حكيت الجو ده ليه.. علشان اقول ان الععلية بتكمل بعضها كلها.. العملية حلقات متصلة مع بعضها البكا على عبد الناصر وقميص عبد الناصر النهارده .. طيب ما هو وافق ما هو خط المسار واحد والمسار واحد وماشي وبيتطبق حسب كل مرحلة وحسب المتغيرات اللى بتجرى من حولنا فى كل مرحلة بل زى ما باحكى في ثورة التصحيح استطعنا أن احنا نقفز قفزة ضخمة جدا نحو اشياء كثيرة جدا كانت مؤجلة الى ما بعد ازالة آثار العدوان.

         توليت في هذا الجو المحموم .. من جانب اللى بيهاجمونا ومن جانب أمريكا واسرائيل علشان اسقاط المبادرة.. وكان التسعين يوم كانوا ينتهوا في نوفمبر سبعين فجمعت المسئولين واتخذنا قرار إن إحنا نجدد لتسعين يوم أخرى جديدة وبعثنا - كان محمود رياض وقتها وزير الخارجية - راح الأمم المتحدة واستطعنا ان احنا نجدد تسعين يوم جديدة لكن اتفقنا ان ده اخر وقف نجدد فيه خلاص موش هنجدد غير دى لان احنا كان قريتوا يمكن جزء وبقية الأجزاء عن الصراعات اللى كانت موجودة في الفترة بعد وفاة عبد الناصر مسجلها وحاططها لكن تحفظ في تاريخ هذا البلد.. كانت صراعات رهيبة حقيقة.. فكان علينا ان احنا نلم نفسنا قبله داخل البيت وبعدين.. من أجل هذا اتفقنا ان احنا نأجل نمنح تسعين يوم جديدة للمبادرة من نوفمبر سبعين تنتهى في 4 فبراير واحد وسبعين.

         البديل لعدم القبول بمبادرة روجرز أو اسقاطها البديل الوحيد هو اننا نبتدى حرب الاستنزاف تاني على طول .. لانه زى ما قلت في أغسطس لما قبلنا الفقرة الثانية من المبادرة وقف اطلاق النار لمدة تسعين يوم.. فعندما تسقط هذه المبادرة أو تنتهى يبقى لا بد نبدأ على طول في حرب الاستنزاف مرة أخرى.

         في يناير جمعت اللجنة التنفيذية العليا.. وكان أغلبيتها من أخواننا بتوع مراكز القوى.. وجمعتهم في القيادة في مدينة نصر في العباسية، وحطيت الموضوع قدامهم وبحضور القائد العام للقوات المسلحة ومدير المخابرات، وقلت لهم قولوا لى رايكم ايه وإحنا في يناير لانه فبراير هييجى ولازم يا اما نحدد هذه المبادرة - واحنا متفقين انه ما فيش تجديد اخر - أو نسقط هذه المبادرة وما يترتب عليها وقولوا لى رأيكم ايه.

         في هذا الوقت كانت المناورات خدت حدها من مراكز القوى، ويظهر انهم قالوا انه يعنى يكفى بأه ده على.. يعنى تكفى المدة اللى أنا قعدتها كفاية.. لغاية يناير .. يبتدوا يعملوا علشان أمشي زى ما كان في تقديرهم في ما كان في تقدير الأمريكان والانجليز والكل كانوا مدينى من أربع لست أسابيع بعد عبد الناصر.

         ابتدأت المناورات واحنا قاعدين في هذا الاجتماع كلكم تذكروا لما ابتدينا حرب الاستنزاف في 68 في سبتمبر وبعدين وقفناها واستأنفناها تاني في 69 و 70 كلكم تذكروا اللى جرى في نجع حمادى للمحول الكهربائى.. المحطة الكبيرة أنا رحت بنفسى شفتها وضرب كوبرى قنا .. اللى حصل هناك .. وضرب قناطر نجع حمادى.. منذ ذلك الوقت كان عبد الناصر كان موجود اتفقنا مع الاتحاد السوفيتى علشان يبعت لنا دفاع عن المنشآت بتاعتنا اللى في الصعيد .. اللى هى القناطر الثلاث اسنا ونجع حمادى

<5>