إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

السويس، 1 مايو 1976
الأهرام، القاهرة، 2 مايو 1976

          بسم الله..

          أيها الأخوة والأخوات

          أيها العمال والعاملات من أبناء وبنات مصر التقى بكم اليوم وبكل العاملين الكادحين فى مصر في يوم أول مايو يوم عيدكم الغالي والتقى بكم وأنتم تمثلون كل العاملين الكادحين في مصر.. التقي بكم فى هذا المكان بالذات فى مدينة السويس الباسلة.. السويس ذات السمعة الوطنية والعالمية.. السويس التي ثأرت كل قطعة حجر فيها وكأنها كلمة فى ملحمة تاريخ مصر.

          التقى بكم فى أول مايو وفي مدينة السويس وأنه لميعاد للقاء ومكان للقاء يوحى إلىّ ولا شك أنه يوحى إليكم بكثير من المشاعر الجياشة والتجارب والذكريات المحفورة في ذاكرة أمتنا كلها أن لم أقل الدنيا بأسرها فى هذا الموعد وفى هذا المكان نذكر معاً أشياء كثيرة عزيزة.. نذكر فى البدء يوم 23 يوليه المجيد ذلك اليوم الذي كان نقطة تحول في حياة كل العاملين وكل الكادحين فى مصر وكان من أبسط مظاهره أن أصبح هذا العيد العالمى للعمال عيداً رسمياً وطنياً تحتفل به الأمة بكل فئاتها.

          وإذا كان الاحتفال بين العمال مسألة رمزية فكلكم تعرفون ثورة 23 يوليه حملت معها من التحولات العميقة فى حياة قوى الشعب العاملة وأنتم فى مقدمتها.. حملت ما تعرفونه جميعاً وما لا يتسع المجال لحصره.. فالنظم والحكومات والشعوب في عالم اليوم كلها تناضل من أجل من؟.. من أجل رفع مستوى معيشة أبنائها وخصوصاً مستوى معيشة أوسع الفئات فيها.. وهى في هذا الكفاح تعتمد على أي شيء؟.. تعتمد فى الدرجة الأولى على سواعد أبنائها وخصوصاً أبنائها المنتجين من العمال والفلاحين.

          ولذلك حين نقول أن ثورة 23 يوليه قامت بكم ومن أجلكم لا نقول كلمة إنشائية.. أنها قامت من أجل أن تغير وجه الحياة فى مصر فتخرج الإنجليز والقصر وتقضى على الامتيازات الموروثة وتعطى الفرصة لأول مرة لأبناء مصر العاملين فهى قامت من أجلكم وبكم أنها قامت على يد طليعة من أبناء القوات المسلحة، ولكن التأييد العارم المتدفق الذي لم يتردد ثانية واحدة منكم ومن كل أبناء الشعب العامل هو الذي أعطاها قوة اندفاعها وشرعيتها وجعلها تغير وجه الحياة فى أقدم دولة في التاريخ وفى أكثر البلاد مطمعاً في العالم.. جعلها تغير كل هذا دون إراقة قطرة دم واحدة.

<1>