إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

أيضاً لم يكن ممكناً أن نلقى السلاح.. بل لا بد لإحراز النصر السياسي من أن نكون مستعدين لاستيعاب درس المعركة والتأهب لأي قتال جديد. واضطرنا كما تعرفون إلى تنويع مصادر السلاح ليكون فى أيدي أبنائنا من الضباط والجنود دائماً أرقي وأحدث سلاح. كان هذا كله بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار العالمية فى كل شيء.. هذا هو الذي جعل قيمة دعم السلع الأساسية فى ميزانيه 1976 - 511 مليون جنيه ندفعها لنقيم عازلاً معقولاً بين الارتفاع الرهيب للأسعار فى الخارج وبين السوق الداخلية بحيث لا يتفاقم الموقف فيه خلال فترات البناء الصعبة للقاعدة العريضة من أبناء شعبنا.

         ولكن كل هذا لا ينفى أن الحياة بالنسبة للأغلبية الساحقة ليست سهلة.. ومن أجل هذا أعلنت سياسة الانفتاح لأن المدخرات المصرية لا تكفى للقيام بكل ما نريده من مشروعات، ولأن التكنولوجيا الحديثة لا بد أن نتعلمها ونستخدمها فى إنتاج حاجاتنا بأكبر كمية وبأرخص تكاليف.

         ولأنه ليسعدني أن اقرر عن رحلتى فى البلاد العربية أن الأشقاء العرب الذين زرتهم لم يكونوا مقصرين معنا، وكما عرفتم ونحن الآن نتباحث معهم لتنظيم العملية كلها في إطار صندوق استثماري يركز فى حدود مبلغ سنوي على إنجاز المشروعات المطلوبة.

         ... وفي رحلتي إلى أوروبا الغربية وجدت درجة عالية من التفهم سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية واهتز الوضع الإسرائيلي تماماً في بلاد كانت تظنها إسرائيل كما قلت معاقل لها وكان مستشار ألمانيا الاتحادية شميث الذي بدأت زيارتي به عند أعلى درجات التفهم السياسى والاقتصادي وقدم أكثر من 200 مليون مارك لأعمال تقوم بها ألمانيا في هذه السنة وأبدى الجميع تلهفهم على أن يقدموا لنا خبرتهم فى كافة الميادين سواء كان ذلك في فرنسا أو إيطاليا أو فى يوجوسلافيا أو فى النمسا.

         الرحلة الثالثة أو التحرك الثالث الذي كان بدوره ناجحاً إلى آخر الحدود هى الرحلة التي قام بها الأخ حسني مبارك نائب رئيس الجمهورية إلى جمهورية الصين الشعبية لقد كانت التحية التي وجهها الشعب الصينى إلى الشعب المصري ممثلاً فى شخص نائب رئيس الجمهورية كانت تحية رائعة تفوق كل تصور وتوصلنا إلى عقد اتفاقات تجارية واتفاقات عسكرية بالغة الأهمية معهم.. وإنني لأنتهز هذه الفرصة لأوجه باسمكم وباسم شعب مصر كله من أرض البطولة فى السويس للرئيس ماوتسي تونج ولشعب الصين العظيم تحية التقدير والإعجاب لهذا الفهم وذلك التقدير لظروفنا الصعبة التى لا بد أن نجتازها بعون الله..

         لقد أثبتنا بذلك للعالم قدرتنا على التحرك واتخاذ المبادرات وعلى متين الصداقات التي لمصر فى نفوس الكثيرين فى العالم بفضل نضالها الوطنى الطويل وثباتها لامتحان الحرب واستقامة المبادئ السياسية التى نسير عليها.

<10>