إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

والشرطة كما قلت وفي التاريخ السياسي في أي مكان فى العالم يؤرخون لمعارك السويس في الإستراتيجية فى أي فرقة أركان حرب فى العالم يقولون شرق السويس وغرب السويس، ولكن نصر أكتوبر 73 وقتالكم على أبوابها أعطاها لأصحابها أبناء الشعب المصري إلى الأبد وصار علينا أن نتمم بأقصى سرعة ما بدأناه من تعمير السويس وأخواتها لكل الوسائل وإعادة أبنائها إليها بأسرع السبل وتحويل أماكن فيها لمناطق حرة نفيد منها ويفيد منها العالم كله، وتلك كله مهمات ثقال لا تتم بين يوم وليلة وتحتاج إلى زمن وإلى احتمال.. وقد احتملنا الأصعب وبقى الأقل صعوبة.

          ... أيها الأخوة والأخوات

          لا بد أن نستكمل تحرير الأرض.. أرض مصر وسائر الأرض العربية.. لا بد من التعمير وإعطاء الفرصة لأوسع فئات الشعب وها أنتم ترون العمل المنطلق بسرعة وعون الأشقاء العرب لنا لأنهم يعرفون الوفاء وينسبون الفضل لأصحابه ويعرفون أن السويس وما حولها ليست مفتاح مصر وحدها ولكنها مفتاح العالم العربى كله.

          أيها الأخوة والأخوات. أبناء شعبنا العامل فى مصر.. رغم أن هذا اليوم هو يومكم وكنت أرجو لحديثي هذا أن يقتصر عليكم إلا إن مجرى هذا الحديث ووجودنا فى السويس أيضاً يقودني إلى كلمة أقولها عن الموقف العربى كما هو اليوم حين ننظر إلى الأمور ببساطة وتجرد ونجد أن حرب أكتوبر المجيدة كانت هى نقطة التحول فى القضية كلها وفي اقدار أمتنا العربية بأسرها أنها ببساطة خلصتنا من عقدة الهزيمة التى عششت في نفوسنا طوال ربع قرن وحولت التيار لأول مرة من الحصار العربي المستمر إلى مجد عربى... كان الهدف وما زال هو تحرير الأرض العربية كل الأرض العربية وإنجاز حق شعب فلسطين فى استرداد أرضه وإقامة دولته وممارسة حقوقه على أرضه ولكن هذا الهدف كان ينقصه أمام العالم كله شيء أساسى هام ذلك هو قدرة العرب على القتال واستعدادهم لهذا القتال وكلنا نذكر المؤلفات والفلسفات التي غمرت العالم بعد 67 عن عدم جدارة العرب بخوض الحرب الحديثة وعدم استعدادهم لدفع ثمنها من المخاطرة والدم حتى من أبناء أمتنا أنفسهم من كان يروج لمثل هذه الدعايات الانهزامية ولكن حرب أكتوبر نسفت كل هذه الدعاوي الزائفة خضنا أول حرب إليكترونية حديثة وكسبناها دمرنا ودمرت لنا آلاف الدبابات في أيام ولم يهتز لنا عصب.. توحد العرب كما لم يتوحدوا واستخدموا سلاح البترول ولكنهم ضاعفوا من ثمنه الحقيقى فتمت لهم حقاً السيطرة عليه وحين ناقش البرلمان الكويتي منذ أسابيع الاتفاقية التي بمقتضاها سلمت الشركات البترول كاملاً لأصحابه سجل نواب الكويت الأوفياء فى محاضر برلمانهم الشكر لجمال عبد الناصر ولشعب مصر الذي كان أول من نادى بأن بترول العرب للعرب يوم كانت تلك الصيحة تجلب علينا عداء الأقوياء.. وبعد أن كان العرب يتساءلون فى تلك عن مستقبلهم صار هذا السؤال مطروحاً في إسرائيل وحدها وقد كان واضحاً بعد ذلك أن المرحلة هى مرحلة استثمار النصر العسكري سياسياً وبالفعل تمت خطوات متوالية فى استخلاص ثمار هذا النصر انسحب الاحتلال مرتين من مصر ومرة من سورية وضاقت حلقة الضغط العالمي على إسرائيل

<6>