إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية، فى عيد العمال

بأسرع ما يمكن.. وأن يعود الشعب اللبنانى النشيط الخلاق إلى وحدته وإلى العمل لاسترداد ما فقد ووصل ما أنقطع. وبهذا نؤكد تأكيداً حاسماً على أمرين أساسين لا يمكن أن نقف أمامهما مكتوفي الأيدي بأي حال

  • أولهما أننا بالقطع ضد أي محاولة لتقسيم لبنان مهما كان شكلها أو مصدرها
  • وثانيهما أننا بالقطع ضد أي محاولة للمساس بجسد الثورة الفلسطينية أو المساس بحرية إرادتها.

          لقد كانت لنا خلافاتنا مع منظمات فلسطينية شتى ولكن أسلوب خلافنا معها لم يتطرق أبداً إلى محاولة، إضعاف عزيمتها أو حرية إرادتها.. وسيكون هذا أسلوبنا دائماً معها فى الاتفاق وفى الخلاف.. حتى يصل شعب فلسطين الذي هو الأساس إلى تحقيق ما يريد. ولقد جاءنا العزاء فى هذه المحنة فعلاً من شعب فلسطين نفسه.. جاءنا العزاء من الشعب الفلسطينى الرازح تحت عبء الاحتلال الإسرائيلي حيث قامت الضفة الغربية المحتلة قومة رجل واحد.. خرج إلى الشوارع نساؤها ورجالها وأطفالها يصيحون ضد الاحتلال.. ويقذفون وجهه الكريه بالحجارة ويعبرون عن إصرارهم على استرداد حريتهم وعلى تمثيل المقاومة لهم ويعلنون فشل إسرائيل في استئناسهم أو ترويضهم كما كانوا يتخيلون.

          أننا نوجه من سويس السادس من أكتوبر دون ما تمييز عنصري أو تعصب دينى.. أقول.. نوجه من سويس أكتوبر تحية الإكبار والإعزاز للعمل النضالى العظيم الذي أنجزه شعبنا الفلسطيني فى الأرض المحتلة بقيادة منظمة التحرير وذلك حين تمكن من خلال وحدة الإرادة والتنظيم والهدف أن يتعامل بجسارة ووعى مع الواقع الجديد الذي أفرزته روح وانتصارات أكتوبر وأن يتصدى لبطش وإرهاب الاحتلال الإسرائيلى والانتخابات البلدية فى الضفة الغربية وأن يفرض ممثليه الوطنيين بنسبة فاقت الـ 80 % من مقاعد مجالس البلديات.. أن هذا الحدث التاريخى الذي يمثل منعطفاً لم يسبق له مثيل منذ عام 1948 هو درس نضالى عملى يقدمه الشعب الفلسطينى فى الداخل بتواضع بطولى لكل أولئك الذين يحاولون اليوم أن يملأوا الساحة العربية بضجيج الشعارات الثورية الزائفة تهرباً من تضحيات النضال الحقيقى ومن العمل الجاد المسؤول قومياً.. ويتعامون بالجهل حيناً وبالخوف حيناً آخر عن الظروف المواتية والإمكانات الجديدة الهائلة التى فجرتها حرب أكتوبر المجيدة لصالح أمتنا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة.. هذا الدرس البليغ من شعبنا المحتل على أرض الضفة الغربية يكشف عن أربع حقائق رئيسية:

  • أولها: سلامة خط النضال الذي نتبناه فى مصر والذي يوجد في حركته روحاً بين العمل العسكري والعمل السياسي فى التعامل مع إسرائيل وتحديها في كل المواقف الممتدة من ساحة الحرب والفداء إلى ساحة السياسية باستراتيجيتها وتكتيكاتها المعقدة.

          ولهذا فنحن نقيم موضوعياً دور منظمة فتح وقيادتها التى أصرت على خوض الانتخابات البلدية رغم معارضة ذلك النفر الذي لا يزال يفكر بعقلية الأربعينيات.

<8>