إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


خطاب الدكتور محمد مرسي يوم 24/6/2012

كلمة الرئيس محمد مرسى إلى الأمة في ميدان التحرير[1]

القاهرة، في 29 يونيه 2012

بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.." قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " (صدق الله العظيم).

أيها الشعب المصري العظيم..أيها الأحباب الكرام يا شعب مصر العظيم..أيها الواقفون في ميدان الثورة في ميدان الحرية في ميدان التحرير..الواقفون في كل ميادين مصر، في كل قري ومدن ومحافظات مصر، يا من تشاهدوننا في البيوت، يا من تنظروا إلي هذا الموقف، أيها العالم الحر، أيها العرب.

الأخوة والأخوات الأبناء والبنات، المسلمون في مصر المسيحيون في مصر..أيها المواطنون الكرام أينما كنتم..أيها المصريون في داخل مصر وفي خارج مصر..أهلي وأحبابي..أعزتي..ها نحن اليوم نقول للعالم أجمع هؤلاء هم المصريون هؤلاء هم الثوار هؤلاء الذين صنعوا هذه الملحمة..هذه الثورة.

هذا هو ميدان الشهداء، ها هي أرواحهم ترفرف حولنا في ميدان التحرير ميدان الثورة ميدان الشهداء.

أيها الأحباب جميعا..أيها الشعب المصري العظيم..في البداية وقبل أن أقول كلمات ستخرج من قلبي إليكم في يوم الأحد الماضي في المساء عندما أعلنت نتيجة الانتخابات وكان قرار اللجنة العليا بفضل الله ثم بإرادتكم كان قرارها بتكليفي بأن أكون رئيسا لجمهورية مصر العربية هذا شرف عظيم وهذا تكليف اعتز به واحمله على ظهري في هذا اليوم..تحدثت إلى الشعب المصري كله في المساء وذكرت محافظات مصر وفئات كثيرة من أبناء مصر جميعا ولكني نسيت ولم أقصد بعض محافظات مصر وبعض الفئات المهمة التي أحترمها.

وأؤكد التحية إلي كل أبناء مصر إلي كل الشعب المصري وإلي من أنساني الشيطان ذكرهم في المحافظات دمياط والبحيرة والقاهرة والجيزة هؤلاء هم أهلي وأحبابي كباقي من ذكرت من المحافظات..وأتوجه بالتحية إلي كل فئات الشعب المصري، وأؤكد احترامي وحبي لأهل الفن والإبداع والثقافة ولرجال الإعلام المخلصين لمصر ولمتحدي الإعاقة.

وقال الرئيس الدكتور محمد مرسي "أخص وأكرر وأؤكد اهتمامي بالعاملين في مجال السياحة..كما إنني أقف اليوم في ميدان الحرية والثورة وفي كل ميادين مصر وعلي وجه الخصوص ميدان التحرير الذي شهد ميلادا جديدا لمصر..مصر الحرية والكرامة..مصر النهضة والحقوق التي لا تضيع.

أضاف الرئيس مرسي "أقف معكم اليوم لأحييكم جميعا وأحيي كل الثوار في كل ميادين مصر أقف معكم اليوم لأحيي كل الثوار وأحيي قبلهم شهداءنا الأبرار الذين تنطق جنبات هذا المكان بتضحياتهم العظيمة وتبرهن أن دماءهم الذكية هي التي روت شجرة الحرية.

وقال عندما نذكر الشهداء ننظر في التاريخ أيضا لنعرف أن شجرة الحرية قد غرس جذورها رجال كرام منذ عشرات السنين منذ بداية القرن الماضي وبعد ظلم دام طويلا وليل دام طويلا إلى 25 يناير 2011 فكان شهداء هذه الثورة.

وأحيي كل مصابي الثورة وأسرهم وكل من قدم لبلده وأعطي لوطنه وضحي في سبيل نهضته وتقدمه.. يا رجال الثورة الصامدين، الأولاد والبنات..أنا منكم كذلك كنت ومازلت وسأبقي دائما، كنا أثناء الثورة في هذا المكان نقول إن أهداف الثورة تقودها أهدافها والثورة مستمرة بأهدافها وتتبلور علي شكل إرادة واضحة وهي إرادة الشعب المصري برئيس منتخب للبلاد يقود سفينة الوطن..يقود هذه الثورة ويقف أمام الثوار ويقود مسيرتهم أمام الله وأمامكم عاملا علي تحقيق كل أهدافها.

أيها الشعب العظيم جئت إمامكم لأنكم مصدر السلطة والشرعية التي لا تعلو عليها شرعية أنتم أهل الشرعية ومصدرها وأقوي مكان فيها، من يحتمي بغيركم يخسر ومن يسر مع إرادتكم ينجح.

جئت إليكم لأنني مؤمن تماما أنكم مصدر السلطة والشرعية التي تعلو علي الجميع، لا مكان لأحد ولا مؤسسة ولا هيئة ولا جهة فوق هذه الإرادة، الأمة هي مصدر السلطات جميعها، وهي التي تعقد وتعزل من أجل ذلك أتيت اليوم إلى هنا، الكل يسمعني الآن، الشعب كله يسمعني، والوزارة والحكومة والجيش والشرطة ورجال مصر نسائها ورجالها في الداخل والخارج، أقولها وبكل قوة (لا سلطة فوق هذه السلطة) أنتم أصحاب السلطة..أنتم أصحاب الإرادة أنتم مصدر هذه السلطة تمنحوها لمن تشاؤوا وتمنعوها عمن تشاؤوا، من أجل ذلك أتيت اليوم إليكم إلى الشعب المصري..لا أرتدي قميصا واقيا من الرصاص، أنا مطمئن بفضل الله ثم بكم، فأنا لا أخاف إلا الله ثم أعمل لكم ألف حساب.

إنني أتيت اليوم إلي ميدان التحرير بعد أن حملني الأمانة والمسئولية لأجدد العهد معكم وأذكركم أنكم وحدكم الجهة التي دائما دائما سأبدأ منها، وطالبا من الشعب المصري كله بعد عون الله دعمهم وتأييدهم، فهل أنتم مستعدون، هل أنتم واقفون معي لنحصل علي كامل حقوقنا، لن ينتقص أحد كائنا من كان شيئا من حقوقهم ما دامت هذه إرادتكم بعد إرادة الله.

ها أنا أقف أمامكم أيها الشعب المصري العظيم قبل أي إجراءات أخرى وأقول أيها الشعب المصري العظيم يا من انتخبتموني ويا من عارضتموني أنا لكم جميعا في مكان واحد وعلى مسافة واحدة ولن ينتقص حق من حقوق من قالوا لي ( لا ) كما لا ينتقص حق من حقوق من قالوا لي ( نعم ) هذه هي الديمقراطية نحن نمضي إلي البناء.

أنني أقف أمامكم أقول بأعلى صوت في كل مدينة وقرية أنتم الأصل وغيركم عنكم وكيل، فإذا غاب الوكيل أو النواب أعود إليكم هكذا إلي الأصل.

 (أعاهد الله وأعاهدكم أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصا علي النظام الجمهوري وأن احترم الدستور والقانون وأن ارعي مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقرار الوطن وسلامة أراضيه "

أعاهد الله وأعاهدكم يا شعب مصر علي ذلك، وأتعهد أمامكم بالوفاء، بذلك أعاهدكم أن أعمل معكم من أجل تأكيد وحدتنا وعظيم قوتنا، أؤكد علي رفضي لأي محاولة لابتزاز قوة الشعب، أؤكد أني كرئيس للمصريين وبعد الإجراءات القانونية التي اقدرها واحترمها أنني سأحاول تخطي كل العقبات أؤكد رفضي لأي محاولة لأنني صاحب القرار بإرادتكم لا مجال لانتزاع قوة الشعب لن أتهاون في انتزاع أي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية، وليس من حقي أن أفرط في الصلاحيات والمهام التي اخترتموني علي أساسها، هذا عقد بيني وبينكم علي ذلك، وهذا هو مفهوم الدولة الحديثة)

لا يعني ذلك أننا لا نحترم القانون أو الدستور أو المؤسسات لا تعارض بين هذا أو ذاك، لن أتهاون في حق من حقوق شهدائها والجرحى القصاص لهم دين في رقبتي لن أتهاون فيه.

"سأعمل معكم في كل لحظة من ولايتي الرئاسية..سأغلب في ذلك مصالح الوطن العليا، عاقدا العزم على إرساء مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وإزالة كل أشكال الظلم والفساد والتمييز.. واعلموا أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته..وها نحن نرى أخذ الله للظالمين.

سأعمل علي نهضة الاقتصاد ورفع المعاناة عن ملايين المصريين من أجل حياة كريمة، سأتواصل مع الجميع وستظل أبوابي مفتوحة غير موصدة.. كما إنني أرحب بكم دائما وسأظل على اتصال دائم بكم.

وردد الرئيس مرسي مع الجماهير هتافات مثل " ثوار أحرار هنكمل المشوار".. ثم تابع قائلا "سنكمل المشوار في دولة مدنية وطنية دستورية حديثة، لا نعطل الإنتاج ولا نعطل المرور ولا نعتدي على الحريات الخاصة أو العامة، لا مجال للصدام ولا مجال للتخوين.

كل أبناء مصر في كل مكان وفي كل مدنها علي شرق البلاد وغربها وشمالها جنوبها.. كلنا يد واحدة وسأتواصل مع الجميع ولا أفرق بين مؤيدين ولا معارضين، أطلب النصيحة منكم والعون من الله ومن كل أبناء شعب مصر".

وسأعمل معكم على عودة مصر رائدة في إبداعها وثقافتها وتعليمها والصناعة فيها والإنتاج والزراعة بكل أنواع العمل والإتقان والله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه و سنتقن العمل معا لنصل إلى بر الأمان.

"يجب أن نكون شركاء في العمل الوطني وسأعمل على أن تعود مصر حرة في إرادتها في علاقاتها الخارجية وسأحذف أي معني للتبعية لأية قوى مهما كانت..فمصر حرة في كل تحركاتها.

لن نعتدي علي أحد ولكننا قادرون جميعا أن نمنع أي عدوان علينا من أي جهة كانت سنصنع معا أيها الأحباب مفهوما جديدا للعلاقات الخارجية وأحذر من أن ينال أحد كائن من كان من كرامة مصر أو كبريائها أو يفكر أن ينال كرامة شعبها أو رئيسها.

وأؤكد علي مفهوم الأمن القومي في العمق الأفريقي والعالم العربي والعالم الإسلامي وباقي دول العالم، فلن نفرط في حقوقنا ولن نفرط في حق أي مصري في الخارج وسيكون نظامنا هو المحرك لأي موقف في علاقاتنا الخارجية.

سأكون دائما أول الداعمين للثورة لتستمر في كل مكان من زوايا الوطن أريد لهذه الحناجر أن تستمر لتعلن دائما أننا أحرار وأننا ثوار وأننا سنكمل علي ذلك المشوار.. لنستمر جميعا ننشد نشيد وطننا بالحب فحب مصر فرض علينا نستمر جميعا ننشد نشيد الحرية والكرامة.

أيها الشعب المصري العظيم أؤكد لكم وأحب أن أبقى معكم ولا أحب أن أترككم وسأبذل قصارى جهدي لتحرير جميع المعتقلين ومن بينهم الدكتور عمر عبدالرحمن..فهذا حقهم علي وواجبي يحتم ذلك.



[1] الهيئة العامة للاستعلامات