إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


خطاب الدكتور محمد مرسي يوم 24/6/2012

كلمة الرئيس محمد مرسي خلال القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز[1]

طهران، في 30 أغسطس 2012

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, اللهم صلي وسلم عليه وعلى آل بيته وصحبه وأرضى اللهم عن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ).

السيد الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

السادة أصحاب السمو والفخامة الملوك والرؤساء, ورؤساء الوزراء والوزراء.

السيد ناصر عبدالعزيز رئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة

السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة والسادة الحضور.

أعلن افتتاح القمة 16 لحركة دول عدم الانحياز يسعدني أن أشارك معكم اليوم في فاعليات القمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز تلك الحركة التي نجحت في تحويل رؤى آبائها المؤسسين من مبادئ إلى أفعال, ومن فكر إلى سلوك, ومن مكمن ضعف إلى مكمن قوة على الساحة الدولية.

ولا يفوتني أن أجدد الشكر لجمهورية كوبا لما قدمته من عمل صادق لدفع مسيرة حركة دول عدم الانحياز خلال فترة عضويتها بتلك الحركة في الأعوام التسعة الماضية, وأن أرحب بعضوية "تورويكا" الجديدة و الجمهورية البلوفيرية الفنزوالية التي ستستضيف القمة السابعة عشر للحركة في عام 2015 إن شاء الله.

أرحب بكل حب وإخلاص بالسيد بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة والسيد ناصر عبد العزيز رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة, وأن أثنى بحق على مشاركتهما في فعاليات هذه القمة الهامة التي تنعقد بطهران.

نجتمع اليوم في واحدة من أهم اللحظات في تاريخنا المعاصر بعد ثورة مصر, بعد ثورية الشعب المصري السلمية التي كانت بدايتها قبل ذلك بسنوات, ولكنها تبلورت في الخامس والعشرين من يناير من عام 2011 حيث تحرك المصريون على قلب رجل واحد ليغيروا نظاماً استبد بهم ولا يتحرك لمصلحة هذا الشعب.

استطاع المصريون بفضل الله ثم بتضامنهم ووحدتهم أن يعبروا مرحلة انتقالية صعبة فيها الكثير من التحديات وكانت وحدة الصف ووحدة الفعالية ووحدة الأهداف وقوة الأداء وسلمية هذه الثورة وانضمام الشعب والجيش وتوحد هذه الفعالية بين جيش مصر الأبي وشعبها صاحب التاريخ الطويل في النضال وفى الجهاد وفى مقاومة كل أنواع الظلم والاستعمار.

ولعل بدايات حركة دول عدم الانحياز كانت أيضا بمشاركة فاعلة من مصر بقيادتها حين إذن التي كانت تعبر عن شعبها فلقد كان عبدالناصر يعبر عن إرادة الشعب في كسر الهيمنة الخارجية على إرادة الشعوب الناهضة في ذلك الوقت.

لقد مثلت الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير حجر الزاوية بالنسبة لحركة الربيع العربي, حيث كانت قبلها بأيام قليلة ثورة تونس ثم تلتها ثورة ليبيا واليمن والآن ثورة سوريا على النظام الظالم فيها.

لقد نجحت بفضل الله الثورة المصرية في تحقيق أهدافها السياسية في انتقال السلطة الآن إلى سلطة مدنية حقيقية تم انتخابها بإرادة المصريين وحدهم, الآن مصر دولة مدنية بكل معنى الكلمة, الآن مصر هي الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة التي يتولى أبنائها بإرادتهم دفة أمورهم كاملة.

أيها الأخوة الأحباب الحضور جميعاً السيدات والسادة

نحن جميعاً الآن أمام تحديات كثيرة تواجهها دولنا الأعضاء, فالشعبان الفلسطيني والسوري يناضلان الآن ببسالة مبهرة طلباً للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ، والنظام الدولي الراهن يتعرض لاختبارات عديدة, علي خلفية الأزمة العالمية وعجز الأجهزة المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين, عجز عن الاضطلاع بمهامها.

كما تتعرض بعض دولنا لأخطار خارجية وداخلية غير مسبوقة وتتزايد علي الساحة الدولية مظاهر التمييز والعنصرية والتعصب والإرهاب الدولي الممنهج وتتفاقم معضلة تغير المناخ وتزداد معاناة بعض دولنا النامية من آفات الفقر والأمراض المتوطنة.

أيها الأخوة والأخوات أيها السيدات والسادة:ـ

إن قدر حركة دول عدم الانحياز أن تلعب دوراً محورياً في هذه اللحظات الفاصلة, فقد جاءت نشأة الحركة في أوج الحرب الباردة وفى ظل نضال الشعوب المستعمرة حين إذن كانت للحصول علي استقلالها وسيادتها, وأرست مبادئها العشرة ركائز حماية المصالح السياسية والاقتصادية بل إن شئت قل الاجتماعية والثقافية والدينية لشعوب دولها, وعلى الرغم من تغير الخريطة السياسية ومعها تغير العلاقات بين الدول بل والتركيبة الدولية برمتها.

وعلى الرغم من كل ذلك فإن الحركة قد حافظت على ثوابتها ولم تتغير بوصلتها ولم تنحرف عن المبادئ الأساسية التي نشأت من أجلها بل استطاعت هذه الحركة بهذا الكيان الجامع حماية مصالح الدول النامية حديثة الاستقلال ونجح في خلق مظلة دولية واسعة النطاق رسخت شرعية جديدة للسياسة الخارجية لدول عدم الانحياز, كانت ومازالنا نأمل ونصر على أن تبقى شرعية سمحت للدول حديثة الاستقلال حينئذ أن ترى منارة هدف جديد قائم علي مبادئ الحياد الإيجابي ومنع التحالفات القطبية وترسيخ مفهوم الاستقلالية الصحيح.

السيدات والسادة الحضور

إن العنوان الموضوعي الذي تم اختياره لقمتنا هذه هو "الحوكمه" العالمية المشتركة وعلاقتها بالسلام الدولي, هذا العنوان يعكس بوضوح رؤية يتعين أن تلتف حولها حركتنا بكل قوة, ونحن نرفع شعارنا نحو عالم أكثر عدلاً ، هل يمكن أن يتحقق هذا الشعار؟ وأن يتحول إلى واقع هذا ما نسعى إليه وهذا ما نصر عليه ، وهذا ما نتحرك من أجله جميعاً ، عازمين على أن نكون دائما طرفا فاعلا في النظام الدولي وإدارته.

إن مصر الجديدة بعد الثورة المباركة في 25 يناير 2011 تنشد نظاماً عالمياً عادلاً يخرج الدول النامية من دائرة الفقر والتبعية والتهميش إلى دائرة الرخاء والريادة والقوة والمشاركة الحقيقية في الشأن العالمي وهو الأمر الذي لن يتحقق بغير الوصول إلى قناعة دولية بضرورة تطبيق المبادئ الديمقراطية على النظام الدولي والتعددية على منظومته السياسية فلم يعد أبداً مقبولاً أن نحترم أساسيات الديمقراطية على مستوى الدولة الواحدة ونلفظها على المستوى الدولي بين الدول بعضها وبعض ولم يعد مقبولاً أيضاً أن نتطلع إلى مبادئ التعددية وننحيها جانباً في إدارة العلاقات الدولية.

ومن هنا وبهذه المعاني والإرادة والنظرة الواعية للمستقبل فإن مصر تؤمن بأن إحدى الركائز الأساسية لهذا النظام الدولي العادل الجديد الذي نريده تكمن في الأساس في تعزيز مساهمة الدول النامية في إدارة وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية لضمان عدالة المشاركة في صنع القرار وصياغة التوجهات على الساحة الدولية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ، ولعل الخطوة الأولى في تحقيق هذه الأهداف هي إصلاح وتوسيع مجلس الأمن بصورة شاملة ليكون أكثر تمثيلاً للنظام العالمي القائم في القرن الواحد والعشرين وليس انعكاسا لما كان عليه الوضع في القرن الماضي وبحيث تكون قراراته أكثر مصداقية فلم يعد مقبولا علي سبيل المثال استمرار الظلم التاريخي الواقع على إفريقيا جراء عدم تمثيلها بفئة العضوية الدائمة بمجلس الأمن بل وبضعف تمثيلها بالعضوية الغير دائمة .

رغم أن الكثير من القضايا المثارة على أجندة مجلس الأمن الدولي تتعلق بالقارة الإفريقية وبالتوازي أيضاً علينا تفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيادة مساهماتها في قضايا السلم والأمن الدوليين باعتبارها الجهاز الأكثر لدول العالم والشعوب والمؤسسة الأكثر تعبيراً عن رأى المجتمع الدولي, وقد شهدنا خلال الأشهر الماضية نماذج عدة لأهمية اضطلاع هذا الجهاز بدور أكثر فاعلية عندما شلت أيدي مجلس الأمن في معالجة العديد من الأزمات بسبب حق الفيتو الذي يمنع الحلول الناجعة لتلك المشكلات ، ولعل آخر تلك المشكلات التي مازالت تدمى قلوبنا جميعا الأزمة السورية.

السيدات والسادة

إن القضية الفلسطينية كانت منذ بداية حركة عدم الانحياز على رأس أولوياتها وستظل كذلك إلى أن يتم التواصل إلى حل عادل وشامل لها يضمن الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف يجعلها فقط للشعب الفلسطيني, حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإرادته وإقامة دولته الحرة بإرادة كل أبنائه داخل وخارج الأرض الفلسطينية.

واليوم أيها الأخوة, نحن مطالبون باستمرار الوقوف بجانب هذا الحق وتوفير الدعم السياسي وغيره من أنواع الدعم اللازم لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية داخل الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية بالمنظمة وتسليط الضوء على ما يعانيه هذا الشعب وخاصة سجناءه, من ظروف صعبة يفرضها الاحتلال تتنافى وكل أعراف ومبادئ القانون الدولي والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان فضلاً عن فريضة السماء أن يكون الناس أحراراً في أوطانهم وألا يطغى عليهم أحد.

ومن هنا أود أن أشيد بالإعلان الصادر عن الاجتماع الوزاري لمكتب تنسيق الحركة في شرم الشيخ في شهر مايو الماضي حول السجناء الفلسطينيين والذي أبرز الأوضاع المؤسفة للأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وأن الحركة تتضامن مع نضالهم الشريف ومقاومتهم للاحتلال.

ومن جانبها سوف تدعم مصر أي تحرك فلسطيني في الجامعة العامة أو مجلس الأمن للانضمام للأمم المتحدة إذا ما قررت القيادة الفلسطينية ذلك, وسنستمر في رعاية المصالحة الفلسطينية لدعم وحدة الصف الفلسطيني.

ومن هنا أحث الإخوة الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم على أن يتموا المصالحة وأن ينتقلوا إلى تنفيذ ما تم التوصل إليه مؤخراً دون الالتفات إلى خلافات ضيقة في ما بينهم حتى يمكنهم التركيز على قضيتهم الحقيقية وهى مقاومة الاحتلال والتحرر منه.

ولا يسعني هنا أن أغفل أو أغض الطرف عن الإجراء الإسرائيلي الأخير بمنع بعض وزراء دول الحركة من الدخول إلى رام الله في الاجتماع الوزاري الطارئ للجنة فلسطين والأراضي الفلسطينية في 5 أغسطس الماضي وهو الإجراء الذي استنكرته مصر ودول حركة عدم الانحياز.

السيدات والسادة

إن تضامناً مع نضال أبناء سورية الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية ينبع من إيماننا بمستقبل قادم لسورية الحرة الأبية وعلينا جميعا أن نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعادلة في سورية وان نترجم تعاطفنا هذا إلى رؤية سياسية واضحة تدعم الانتقال السلمي إلى نظام حكم ديمقراطي يعكس رغبات الشعب السوري في الحرية والعدالة والمساواة, وفى نفس الوقت يحفظ سوريا من الدخول في دائرة الحرب الأهلية أو السقوط في هاوية التقسيم والصدام الطائفي.

ومن هنا تأتى أهمية توحيد صفوف المعارضة بما يؤمن مصالح كل أطياف المجتمع السوري بدون تفرقة أو تمييز ويحفظ وحدة السلام لهذه الدولة الشقيقة ولهذا الشعب الحبيب, وأن مصر من جانبها على أتم استعداد للتعاون مع كل الأطراف سعياً إلى حقن الدماء والاتفاق على رؤية واضحة للمبادئ التي ستقوم عليها سورية الحرة الجديدة تدشيناً لمرحلة بناء ونهوض يطوق إليها كل سوري مخلص لوطنه وشعبه وأهله وتاريخه.

ولقد تقدمت مصر بمبادرتها في هذا الشأن في مؤتمر مكة في آخر رمضان الماضي وتدعو الأطراف الفاعلة لأخذ الخطوات اللازمة لإيجاد الحل المناسب للخروج من هذه المحنة التي يعانى منها الشعب السوري أن نزيف الدم السوري في رقابنا جميعاً، وعلينا أن ندرك أن هذا الدم وأوليائه لا يمكن أن يقف أو يتوقف بغير تدخل فاعل منا جميعاً لوقف هذا النزيف.

السيدات والسادة

نواجه جميعاً تحديات إضافية أخرى تتطلب منا مواصلة تعزيز وتعميق أواصل التعاون بين بلادنا لتحقيق تطلعات شعوبنا المشتركة فعلى الرغم من الدور المحوري لحركة عدم الانحياز في مؤتمر مراجعة معاهدة منع الأسلحة النووية عام 2010 في اعتماد اربع خطط عمل حينئذ من بينها خطة عمل بشأن الشرق الأوسط تضمنت خطوات محددة لعقد مؤتمر دولي في نهاية العام الجاري لإخلاء كل المنطقة من السلاح النووي وكافة أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط على الرغم من هذا الاتفاق إلا إننا لايزال أمامنا تحديات جمة في سبيل تحقيق الأهداف وتحقيق عالمية معاهدة منع الانتشار النووي بحيث تنطبق على الجميع بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط التي انضمت جميع دولها إلى المعاهدة باستثناء اسرائيل.

وعلينا أيضاً في نفس المقام الحفاظ على موقفنا الثابت بحق, وهذا أيضاً هو موقف مصر معكم الموقف الثابت بالتمسك بحق الاستخدام السلمي للطاقة النووية لأغراض سلمية مع الاحترام الكامل بالالتزامات الدولية التي تفرضها معاهدة منع الانتشار النووي في هذا المجال وعلى المستويين الاقتصادي والاجتماعي يتعين علينا أيضاً الاستمرار في تفعيل التنسيق بين حركة عدم الانحياز ومجموعة ال 77 والصين لتحقيق الأهداف المشتركة للدول النامية في مختلف المجالات بما يعزز التعاون بين دول الجنوب مع جنوب من جانب ومواصلة الحوار مع شركائها الدوليين واخرين من جانب آخر.

وعلينا أيضا التركيز على تنفيذ ما تحقق من انجازات في مجال تنفيذ أهداف الألفية والبناء على نتائج مؤتمر "ريو زاد" في البرازيل وتحقيق التوازن المطلوب والحفاظ على قواعد التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة وتوفير مناخ دولي يدعم جهود تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالإضافة إلى تكثيف الاهتمام بقضايا الشباب لتحقيق تطلعاتهم إلى مستقبل أفضل ومواصلة جهود تمكين المرأة ومنع كافة أشكال التمييز ضدها.

لقد ارتبط نجاح حركة عدم الانحياز بوحدة مواقفها واحترامها للتنوع بين أعضائها مما عزز من قدراتها على التفاعل المستمر مع المتغيرات الدولية دون التخلي عن ثوابت الحركة, وبات علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نتمسك بمبادئ الحركة وأهدافها و نترجم الزيادة العددية للدول الأعضاء إلى زيـادة نوعية تتناسب مع قدرتها في التأثير في الأحداث العالمية وإدارة شئون العالم.

ولقد حملت مصر هذه الرسالة خلال الأعوام الثلاثة الماضية بكل أمانه ولم تدخر جهداً في سبيل الدفاع عن مصالح دول الحركة على الرغم مما كانت تعانى منه مصر في ظل هذه الآونة والحفاظ على تماسكهم في التعامل مع أحداث وتغيرات فارقة حدثت خلال السنوات الثلاثة الماضية.

واليوم جئنا هنا لنسلم رئاسة الحركة من مصر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة وكلنا أمل على قدرتها في قيادة الحركة على نحو يحافظ على تماسكها ويدعم ويقوى دورها على الساحة الدولية في إطار من الموضوعية الشافية والواقعية وبما يساهم في البناء على الانجازات التي تحققت على مدار نصف قرن من تاريخ الحركة.

وفى نفس الوقت فإن مصر الثورة ستمد يدها بكل إخلاص للتعاون والتواصل مع جميع أعضاء الحركة وستظل مصر دائماً في طليعة بذل الجهود الدولية لتحقيق الحرية والعدالة والكرامة لجميع الشعوب وسنحافظ على التزامنا بدعم الحركة للاضطلاع بدورها المشهود لتحقيق السلام الدائم الشامل العادل, والمشاركة الفاعلة في الحوكمة العالمية من أجل الوصول إلى نظام دولى أفضل أكثر عدلاً يعبر عن مصالح الجميع بصورة متوازنة دون مبالغة في مراعاة البعض او تفريط في حقوق البعض الأخر.

أيها الإخوة .. الحضور جميعاً من هذا المكان أحييكم وأنا أختم كلمتي وأشكركم, وأشكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذه الاستضافة ، وأود مع نهاية كلمتي أن أقدم تقريراً عن الأداء الخاص بأنشطة رئاسة مصر لحركة عدم الانحياز .

السيد الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية .. السادة رؤساء الدول والحكومات .. السادة رؤساء الوفود والسادة الحضور " يسعدني أن أقدم لمؤتمر القمة 16 لحركة عدم الانحياز تقرير أداء مفصل لنشاط الرئاسة المصرية للحركة يتضمن ما تم تنفيذه من خطة عمل شرم الشيخ منذ انعقاد مؤتمر القمة الخامس عشر للحركة في مدينة شرم الشيخ في يوليه عام 2009 وحتى انعقاد قمتنا اليوم, ويعكس التقرير الوارد جميع أنشطة حركة عدم الانحياز في المحافل الدولية المختلفة تنفيذاً لجميع الوثائق الصادرة عن قمة شرم الشيخ وعلى رأسها الوثيقة الختامية للقمة التى تتضمن المواقف المتفق عليها بين الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تجاه الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لدولنا على المستوى الدولي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

ولا يفوتني التأكيد على نجاح رئاسة الحركة قدر المستطاع في تنفيذ خطة العمل التي لم يكن جهداً فردياً من جانب مصر فقط وإنما جاء نتيجة تعاون وتضافر جميع الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز ودعمهم المتواصل بدور الرئاسة من أجل تعظيم قدرة الحركة على التعامل مع المتغيرات والمستجدات العالمية وعلى مواجهة الأزمات والتحديات وعلى رسم رؤية واضحة للمستقبل تتصف بالاستمرارية والتطور الايجابي الفعال دون التخلي عن مبادئ الحركة أو أهدافها

لقد ساهم الأداء المتميز لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز في نيويورك بما في ذلك مجموعات العمل المنبثقة عنه فضلاً عن التنسيق الفعال مع تجمعات دول الحركة في مختلف المنظمات الدولية ذلك في تمكين الحركة من التحدث بصوت واحد والاستجابة بفاعلية للتطورات التي طرأت باستمرار على الساحة الدولية.

ويوضح التقرير أيضاً مختلف الأنشطة التي اضطلعت بها رئاسة مصر للحركة تنفيذاً لخارطة الطريق التي وضعتها قمة شرم الشيخ بشأن التعامل مع جميع القضايا المعاصرة بداية بموضوعات نزع السلاح والأمن الدولي وحفظ وبناء السلام وحقوق الإنسان والحريات الأساسية بما في ذلك حق الشعوب في تقرير مصيرها ولا سيما دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالإضافة إلى العمل على إحلال السلام العادل الشامل في منطقة الشرق الأوسط هذا مروراً بالموضوعات المرتبطة بإصلاح الاجهزة الرئيسية للأمم المتحدة لجعلها أكثر تمثيلاً وديمقراطية مثل تفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة وتوسيع وإصلاح مجلس الأمن وتعزيز دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي وصولاً إلى قضايا التنمية وتحقيق أهداف الألفية وتمكين المرأة ، وأخيراً مكافحة الارهاب الدولي والاتجار في البشر وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان .

ويتضمن التقرير أيضاً نشاط الرئاسة في تنفيذ الإعلان الخاص بإنهاء الحصار الاقتصادي والتجاري والمالي الجائر المفروض من الولايات المتحدة الأمريكية على كوبا, كما يتضمن تنفيذ الاعلان الخاص باعتبار يوم 18 يوليو من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال بإنجازات الرئيس نيلسون منديلا الذى توج بنجاح الحركة في دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماد قرار عالمي بهذا المعنى بتوافق الآراء في دورتها الرابعة والستين عام 2009 تقديراً لجهود الرئيس منديلا ودوره القيادي في القضاء على العنصرية والترويج لثقافة السلام.

وختاماً أيضاً يؤكد التقرير أهمية استمرار التنسيق والتعاون بين حركة عدم الانحياز ومجموعـة الـ 77 والصين اللذين يمثلان أكبر تجمعين للـدول النامية على الساحـة السياسيـة والاقتصادية.

وفى نهاية كلمتي أود أن أؤكد لكم مجدداً استمرار مصر معكم في بذل الجهود والتنسيق مع رئاسة إيران الشقيقة لحركة دول عدم الانحياز في السنوات القادمة والرئاسات التي تليها ومع جميع الدول الأعضاء لبناء ما حققناه سوياً منذ نشأة الحركة على مدار أكثر من 50 عاماً .

وإنني على ثقة تامة بأن الرئاسة الإيرانية سوف تمضى بنجاح في تنفيذ خطة العمل التي ستصدر عن قمتنا هذه تحقيقاً لأهداف وتطلعات شعوبنا نحو مستقبل أفضل لهذه الشعوب ولكل شعوب العالم وتضامناً أكبر ونجاحاً أوفر.

والسلام عليكم ورحمة الله



[1] الهيئة العامة للاستعلامات