إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


كلمة الرئيس محمد مرسي في مسجد "سيدي جابر"

كلمة الرئيس محمد مرسي في مسجد "سيدي جابر"[1]

الإسكندرية، في 12 أكتوبر 2012

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

(رضينا بالله رباً وبالإسلام دينا ومحمد صلى الله علية وسلم نبيناً ورسولاُ)

(قل بفضل الله وبحمد وفي ذلك فليفرح المؤمنون)

الحضور الكرام

السيدات والسادة

شعب الإسكندرية العظيم، أحيكم بتحية الإسلام، أرحب بكم

واعبر لكم عن سعادتي الكبيرة لوجودي معكم اليوم، واشعر بانتماء خاص ومحبة لأهل الثغر الجميل.

ونحن في أيام مباركة ونقترب من أيام التشريق ـ عيد الأضحى ـ التضحية بأغلى ما يملك الإنسان لإرضاء ربة من اجل وطنه، هذه الأيام تذكرنا أيضا بما كان في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام 1973 "نصر أكتوبر"، وكيف ان صيحات الله اكبر زلزلت العدو بكل ما يملك من إمكانيات، حيث عبر رجال مصر قناة السويس وكان فضل الله علينا ولازال كبيرا

هذه الأيام مباركة علينا جميعا.. نحرص فيها علي الخير ونتعاون من اجل وطننا ومن اجل مصالحنا، ومن اجل أبنائنا وأحفادنا، يسعدني ان أقف بينكم اليوم لأري هذه الوجوه الكريمة والطيبة من رجال الأزهر والكنيسة والقوي السياسية التي اجتمعت في حب كعادة الإسكندرية، كما أرى شعبا كريما طيبا ودموعا غفيرة لأناس تحب وطنها

يسعدني أيها الأحباب أن ننظر إلى الأمام لنري ماذا نريد وما الذي ينتظرنا وكيف نحقق هذه الأهداف العليا والكبيرة لثورة 25 يناير، ونحن في مصر الجديد نحب ما الذي نريد أن نراه، بالتأكيد لا نريد ان ننظر إلى الخلف، وان كنا لا يمكن أن نغض البصر عن جرائم أفسدت الوطن ـ فسنستخدم القانون ضد كل ممن قوتلوا الثوار وحاولوا إعاقة مسيرة الثورة.. كل هذا لا يمكن ان نغض الطرف عنة

أما ونحن نتحدث عن المستقبل فنريد لأوطاننا خيرا، وعلي الشعب إلا يقصر في حق وطنه، بعدما عناه من ديكتاتورية وتزوير للإرادة وقهر للناس، وساعد ذلك في إهدار كرامة الوطن، وها انتم تعلمون ماذا كان يفعل المستعمر القديم بالشعب فقد استخدم "نظرية فرق تسد" فيفسد بين ذات الناس وهذا ما وقع في فجر يناير 2011، من النظام بتفجير كنيسة القديسين رغبة منهم في لفت أنظار المواطنين بعيدا عن تزوير الانتخابات ـ لكن الناس عرفت بعد كده بالأدلة النظام المجرم المتسبب في الحادث والذي أراد أن يوغل الصدور بين أبناء الوطن الواحد، وأقول لكم: هذا الزمن انتهي وولى، ولن يعود ونحن معًا جميعا في مصر المستقبل ـ مصر الأمن والاستقرار

الآن يحدث بعض التصرفات التي فيها بعض الشدة من قبل الأمن "دة شغلهم" وأقول لكم محاولة ضبط المكان مسؤوليتهم، واعتذر لمن وقع عليهم أي ضغط من قبل الأمن.. والله انا مستعد انزل في وسطكم واسلم عليكم جميعا.. يأهل الإسكندرية طول عمرنا ماشيين في وسطكم جميعا.. قائلا: فين الإسكندرانية هما مش ها يعزمونا ولا أية.. كلنا لازم نشارك في الاستقرار واستعادة الأمن فوحدة مهما بذل من جهد سيحتاج إلى أيدي شعبية متعاونة

ندرك أن الراشي والمرتشي الاثنان مذنبين، ومن يبع السلع في السوق السوداء.. أن لم يجد من يشتريها منه فسوف يلقيها.. وذلك يعني ضرورة معاونة الأمن في الحارة والشارع والقرية حتى لا يجد المجرم العابث مكانا له بيننا، ولا نقبل أن يُضار أفراد الوطن

مصر الجديدة التي نأملها تعني الاستقرار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأنا أدرك أن جميع مطالب الناس مشروعة.. ونستلم كافة مطالبكم من الأذن للقلب.. وسمعت أحدكم بيقول فين العدالة.. فذلك يتطلب إتباع القنوات الرسمية والشعبية والأمنية ستبحث جميع مشالكم وإيجاد الحلول.. وحقوقكم ستعود إليكم.

أيها الأحباب الكرام.. الإسكندرية عانت كثيرا في المرحلة الانتقالية، وكثرت أكوام القمامة، واهتز الأمن، فقال المصيفون نعاني الزحام.. وقال أهل المدينة نعاني من الاكتظاظ، أظن أن الإسكندرية هذه الأيام تسعي نحو نهضة "بس شوية صبر". مؤكدا علي بدء حل المشاكل من خلال مقترحاتكم وتعيين نائب جديد، وإجراء بعض التعديلات الإدارية خلال شهر أو شهرين ستكون العاصمة الثانية في أفضل حال.

الناس اللي عايزة زيادة وبتقول أطبعوا فلوس.. أرد عليهم كيف نفعل ذلك ـ فالأسعار سترتفع ويزيد معدل التضخم.. أنا من الجامعة وعشت مع موظفيها 20 عاما واعلم أن العملية التعليمية لا تستقيم بغيرهم.. أتابع مطالب الموظفين والعاملين بعقود مؤقتة.. أنا عارف تواريخ وما تم من طرق للتوظيف.. استمعت للدكتور أسامة رئيس جامعة الإسكندرية والذي كلمني طالبا حل مشاكل الموظفين بالجامعة.. فاعلم أن مشروعة، لكن طبيعة المرحلة بحاجة إلى التكامل والتشابك، فلا يجب أن نعطل المرور ولا المواصلات وكل دة مخالف للقانون ـ إلا إننا نقبله.. فالناس من حقها أن تطلب لان دة من حقهم وواجب تلبية هذه المطالب بقدر ما نستطيع ـ لكن المسالة تحتاج إلى بعض الوقت ـ وليس معني ذلك انها لسنوات ممتدة.. والحكومة لو عندها مواد مش هتتأخر ولا يمكن أن تحجب، وسوف ارتب لقاء برؤساء الجامعات.

وعن مشاكل الأطباء أكد أنها مشروعة ـ لكن هل يمكن ان كل من لدية طلب يقوم بتعطيل الشغل، فلا يمكن ان ينتظر المريض حتي يتوفر حق الطبيب.. أريدكم ان تعلموا ان العمل عليا والرزق من عند الله.

هناك سعي لمحاسبة كل من افسد الوطن أو خالف القانون ـ لا اريد استثناءات ـ لكن اذا فكر احد من هؤلاء "عيني علية" اذا تحرك احدهم سعيا لإحداث اي ضرر او سوء قبل ان ياخد القانون منة فلن اتركه.. واللي بيعبثو او يتعاونوا مع العدو في الخارج ـ ولا اقصد بذلك مصريا واحد.. فالعدو معروف خارج أوطاننا يريدون ان يعبثوا بالوطن.. لكن قواتنا مستعدة لهم في كل مكان في الشمال والغرب والجنوب والشرق

وحول براءات المتهمين في قضايا قتل المتظاهرين، فالأدلة الجنائية قليلة ورجال القانون والقضاء يتحركون بشكل مؤسسي.. وكلنا نعرف ان المتهم هو من يمتلك الدليل واخفاة ـ لكن لا يمكن ان يفلت هؤلاء المجرمون مرة اخري، ولجنة تقصي الحقائق تعمل ليل نهار وجهاز الكسب غير المشروع لا ينامون ـ يتحركون ـ وكل يوم بتسمعوا عن إحالة واحد او اثنين للنيابة.. وذلك امر هام من اجل الاستقرار وتحقيق الامن والتنمية والنهوض بالاقتصاد

مؤشرات الاقتصاد كلها تشير الي ان مصر بدات تتحول الي اعلي.. وأطالبكم لا تعطلوا المرور ولا الإنتاج او اي نوع من أنواع العمل في اي مؤسسة، فهذا ضرر بالغ.. ومستعد اجي الإسكندرية مرة واثنين و3 وأروح المدن والمحافظات واقعد مع الناس ومثلوا المجتمع المدني عشان نشوف احنا بنملك اية وهنعمل، فكلنا نسعي في اتجاة واحد نحو مصر الجديدة ومقصدش "مش حي النزهة" وطبعا الطرق مختلفة في السير وهو دة الفرق.. والاستقرار يتطلب العمل وهذا من واجبات الدين

وحول التشريع قال في 12 أغسطس الماضي الغيت الإعلان الدستوري وأصدرت بعض المواد القليلة لتيسير الامور وأردت بذلك الحفاظ علي سلطة التشريع، خاصة وان مجلس الشعب غائب، وامامنا شهر او اثنين او اكثر التشريع لدي رئيس الجمهورية للحفاظ علية.. فهتف الحضور الشعب يريد تطهير القضاء، فتابع الرئيس القول اسعي لاستقلال القضائية.. وهي الان تطور عملها وتعيد ترتيب اوراقها بتنظيم هيئاتها، هم مستقلون في قراراتهم وأحكامهم وامورهم الداخلية دون اتدخل من السلطة التنفيذية

اذا كانت هناك بعض الأحكام لا تعجب الشعب فهذا ليس معناة ان هناك قاضي.. فانت "الشعب" لا تعلم ملابسات الموضوع.. وذلك ليس معناة ترك المجرمين في المجتمع، علينا الا نخلط الاوراق، سأسعى بكل قوة لمنع المجرمين من العبث داخل المجتمع وعليا الانتظار لان يقول القضاء كلمته وحقكم انتم في رقبة رئيس الجمهورية

اطمئنكم لم استخدم السلطة التشريعية منذ أن توليت مهام الرئاسة سوي في ثلاث حالات، الأولي: التامين الصحي لابنائنا الأطفال، والثاني كان في قضايا الحبس الاحتياطي بالنسبة للصحفيين، والقرار الثالث كان بالعفو عن كل من تم القبض علية وحبسه دون تحقيق قضائي، واعدكم بالإفراج عن ضباط الجيش المحبوسين "ضباط 8 ابريل"

لا يمكن ان ننسي دماء خالد سعيد "شرارة الثورة" وسيد بلال، ونحتاج من القضاء قصاص عادل من مرتكبي تلك الجرائم، فتحية لأسرة سيد بلال وخالد سعيد.

ايها الاحبة الكرام أرى في وجهكم مستقبل مشرق لمصر.. وعايز أوصيكم وصية.. محدش يشتري من المهربين للسولار وأنابيب البوتاجاز من المهربين للسوق السوداء، فجاري ملاحقتهم، كل ما علينا ان نتحمل شوية كي نسيطر عن الفساد الذي يحيط بنا.. أحبكم جميعا في الله وسعدت بوجودي معكم.

أشكركم على تلك الوقفة وكل عام وانتم بخير



[1] الهيئة العامة للاستعلامات