إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


 


خطاب الدكتور محمد مرسي يوم 24/6/2012

كلمة الرئيس محمد مرسى

في المؤتمر الصحفي المشترك مع هيرمان فان رئيس المجلس الأوروبي[1]

بتاريخ 13 يناير 2013

يطيب لي ويشرفني بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الشعب المصري أن أرحب بالسيد "هيرمان فان رومبوي" رئيس المجلس الأوروبي في زيارته لمصر للتباحث حول رؤانا وتقييمنا المشترك لسبل تطوير العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، ولاستكمال حوارنا البناء الذي بدأناه في بروكسل في سبتمبر 2012.

إن الزخم الذى تشهده العلاقات المصرية الأوروبية خلال الفترة الأخيرة إنما يعكس في واقع الأمر الحرص الذى يوليه الجانب الأوروبي لترسيخ علاقته بمصر على أسس المشاركة الحقيقية والاحترام والاعتماد المتبادلين، كما يعكس مدى محورية مصر بالنسبة للجانب الأوروبي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ويدلل على هذا الاهتمام والشراكة الصحية نتائج اجتماعات مجموعة العمل المصرية الأوروبية التي عقدت في القاهرة في نوفمبر 2012 والتي تعد، وعن حق، الحدث الأبرز في العلاقات بين الجانبين منذ ثورة 25 يناير خاصة في ضوء ما تمخضت عنه من نتائج إيجابية تلبى تطلعات الجانبين الشريكين.

وفى ذات السياق، فإن مصر من جانبها تعتز وتثمن عالياً المواقف الأوروبية الواضحة التي اتخذت لدعم عملية التحول الديموقراطي في دول الربيع العربي بوجه عام وفى مصر على وجه الخصوص. وفى هذا الصدد، فإني أود أن أنتهز هذه الفرصة لكى أؤكد على التزامنا الواضح والراسخ بالمضي قدماً في استكمال ما بدأناه نحو بناء مؤسسات الدولة الدستورية وصولاً إلى الحكم الرشيد ودولة القانون في إطار الدولة المدنية الحديثة التي نطمح كلنا إليها.

إن زيارتكم اليوم تأتي في إطار الحوار والتواصل المستمر مع الاتحاد الأوروبي، بمؤسساته ودوله، ليس فقط حول الموضوعات الثنائية، وإنما أيضاً حول الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تنسيق مواقفنا تجاهها، خاصة وأن هناك تقارب كبير في الرؤى تجاه عدد من هذه الموضوعات. وفى هذا الصدد، فإننا نُقدر أنه لا يزال هناك مجالاً متسعاً، نكثف من خلاله تعاوننا لمخاطبة الأسباب الجذرية للصراعات والنزاعات في منطقة شرق وجنوب المتوسط، التي تنتشر فيها بؤر التوتر، وما يحمله ذلك من مخاطر انتشار هذه النزاعات إلى دول أخرى. إننا نُثمن المواقف الأوروبية الواضحة، النابعة من مبدأ، تجاه الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط ونتطلع لمزيد من التنسيق لإيجاد حلول عاجلة وعادلة لهذه الأزمات.

واتصالاً بنظرتنا الشاملة للأمن الإقليمي، فإننا لا نستطيع أن نُغفل بؤرة صراع جديدة آخذة في التشكل في منطقة الساحل الأفريقي. إن الأوضاع في مالي تحديداً يتعين أن يتم التعامل معها بحكمة من كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة حرصاً على احتوائها وعدم اتساع نطاقها، وأن مصر ترحب بالتشاور وتنسيق المواقف مع الاتحاد الأوروبي وباقي الأطراف في هذا الشأن.

إن السجل المشرف للتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي يجعلنا نطمئن إلى قدرتنا المشتركة على العمل من أجل تخطى أية عقبات تعوق تطوير علاقاتنا، ويُمهد لإحداث نقلة نوعية في هذ العلاقة نحو آفاقٍ أرحب بما يُحقق ما تصبو إليه شعوبنا، آخذين في اعتبارنا أن البيئة الديمقراطية الواعدة في مصر باتت تمثل عاملاً محفزاً لإطلاق التعاون في مجالات جديدة وتحرير هذه العلاقة من أية قيود.

ونهاية، فإذ أعرب لكم عن سعادتي باستقبالكم اليوم في مصر، لأكرر تقديري لإسهام الاتحاد الأوروبي وحرصه على دعم المشروع التنموي والنهضوي المصـري.

 



[1] وكالة أنباء الشرق الأوسط، 13/1/2013.