إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (6)

البيان الختامي لقمة صنعاء

(26 سبتمبر 1989)

في جو مفعم بالإيمان العميق والثقة الوطيدة بمسيرة الخير والعطاء التي يرمز إليها ذلك القرار التاريخي الذي أعلنه في مدينة بغداد عاصمة النصر والسلام زعماء دول كل من : المملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية العراقية وجمهورية مصر العربية والجمهورية العربية اليمنية ، بتأسيس مجلس التعاون العربي في العاشر من شهر رجب 1409هـ الموافق 16 فبراير "شباط" 1989 ، وفي غمرة احتفالات الشعب اليمني العريق بالذكرى السابعة والعشرين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وتلبية للدعوة الكريمة التي وجهها فخامة الأخ . العقيد علي عبدالله صالح  رئيس الجمهورية العربية اليمنية لعقد الهيئة العليا لمجلس التعاون العربي في مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية عقدت الهيئة العليا اجتماعاتها في الفترة من 14 - 25 صفر 1410هـ الموافق 25 - 26 سبتمبر " أيلول " 1989م برئاسة صاحب الفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية ومشاركة : جلالة الملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية وفخامة الرئيس صدام حسين رئيس الجمهورية العراقية ، وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية .

وقد عبّر زعماء الأقطار الأربعة عن اغتباطهم الكبير وارتياحهم البالغ لما حققته مسيرة التعاون والتضامن والوحدة التي يهدف إليها مجلس التعاون العربي والتي تسير بخطى ثابتة وراسخة على طريق العمل المشترك بين أقطارهم في ضوء تلك الأهداف السامية والغايات النبيلة التي قام على أساسها المجلس وصولاً إلى تحقيق الوحدة العربية الشاملة .

وخلال هذه الدورة أقرّ الزعماء الأربعة عدداً من مشاريع الاتفاقيات والقرارات المرفوعة إليهم من الهيئة الوزارية والتي ستجعل من أهداف وغايات مجلس التعاون العربي المنصوص عليها في اتفاقية التأسيس واقعـاً عملياً معاشاً يلمسه مواطنو الأقطار الأربعة وتمتد آثاره الإيجابية لتشمل العديد من أشكال التعاون والتنسيق على مختلف المستويات الرسمية والشعبية .

وفي إطار التشاور والتنسيق المستمر بين قادة الدول الأربع جرى تقييم الأوضاع العربية بشكل خاص والتطورات الإقليمية والدولية بشكل عام ، فعلى الصعيد العربي، استعرض قادة المجلس الوضع الراهن بين العراق وإيران وعبروا عن قلقهم العميق لتعثر مفاوضات السلام التي يرعاها الأمين العام للأمم المتحدة والقائمة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 / 1987 واتفاق 8 أغسطس 1988م .

وأكد قادة المجلس ضرورة السعي لتحقيق السلام الشامل والدائم بين العراق وإيران في منطقة الخليج العربي وذلك بتطبيق القرار 598 باعتباره خطة سلام كما أكدوا ضرورة مواصلة المفاوضات المباشرة تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة بموجب اتفاق 8 آب 1988م للوصول إلى فهم مشترك لأحكام القرار 598 والتوقيتات والإجراءات الخاصة بتنفيذها بما يؤدى في النهاية إلى تحقيق سلام شامل ودائم يتعهد فيه الجانبان بالالتزام باحترام السيادة وحرمة الأراضي الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع ضرورة التوصل بصورة عاجلة إلى اتفاقية لتثبيت وقف إطلاق النار تنظم الأحكام والالتزامات المتقابلة.

وأكد القادة ضرورة  التعجيل بإنهاء معاناة أسرى الحرب الذين تحرم المواثيق الدولية انتقالهم كأداة ضغط سياسي ودعوا إلى الالتزام بالمادة الثالثة من القرار 598 والمادة 18 من اتفاقية جنيف الثالثة لعام 1949 اللتين تقضيان بالإفراج الفوري عن أسرى الحرب وتبادلهم بصورة شاملة .

كما أكد القادة الأربعة قرار قمة الدار البيضاء وجددوا دعمهم وتأييدهم لموقف العراق الثابت في الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه وحقوقه التاريخية في سيادته على شط العرب مؤكدين الأهمية الملحة للتعجيل بالبدء في تطهير الشط وجعله صالحاً للملاحة بجهود الأمم المتحدة .

وعند استعراضهم لتطورات القضية الفلسطينية جدد قادة دول مجلس التعاون العربي دعمهم الدائم والمستمر للانتفاضة الباسلة التي يخوضها الشعب الفلسطيني في سبيل الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي ونيل حقه الكامل وغير المنقوص في السيادة والاستقلال بقيادة ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية كما أكدوا دعمهم للقرارات التي تتخذها قيادة المنظمة في سبيل تحقيق ذلك وعبروا عن أملهم في أن تتخذ الإدارة الأمريكية موقفـاً أكثر وضوحاً وإيجابية بالنسبة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره تمهيداً لانعقاد المؤتمر الدولي للسلام على أسس دقيقة وواضحة تكفل له النجاح الذي ينشده المجتمع الدولي بأسره .

وعندما استعرض زعماء دول مجلس التعاون العربي الوضع في لبنان الشقيق وصلوا إلى تجديد مؤازرتهم للجهود الخيرة التي تبذلها اللجنة العربية الثلاثية العليا التي شكّلتها القمة العربية في الدار البيضاء من أجل تطبيق قرارات القمة العربية بشأن لبنان مؤكدين مرة أخرى اقتناعهم بما سبق وأعلنوه في قمة الإسكندرية من ضرورة انسحاب القوات غير اللبنانية من أراضي ذلك القطر الشقيق إيمانـاً وثقة منهم بأن توفير مناخ الأمن والاستقرار وإنهاء جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون لبنان هو السبيل الوحيد لتمكين اللبنانيين أنفسهم من التوصل إلى مصالحة وطنية ووفاق سياسي يكفل لجميع اللبنانيين الحرية والمساواة والعدالة وتكافؤ الفرص وحرية الاختيار ويكفل لوطنهم سيادته ووحدته وسلامة أراضيه .

أمّا على الصعيد الإقليمي فقد رحب قادة المجلس بتولي جمهورية مصر العربية رئاسة منظمة الوحدة الأفريقية في ظل ظروف أكثر ملائمة للتوصل إلى حلول سلمية لبعض مشاكل القارة والتي من ضمنها العمل على إنهاء المشكلة الإريترية وتحقيق استقلال ناميبيا وحل النزاع القائم بين موريتانيا والسنغال.

كما عبر زعماء دول مجلس التعاون العربي عن دعمهم وتأييدهم لنضال الأغلبية الأفريقية ضد دولة جنوب أفريقيا العنصرية مؤكدين مساندتهم لأهداف الحركة الوطنية الأفريقية في إنهاء حالة التمييز والتسلط العرقي الذي تمارسه الأقلية البيضاء.

وعلى المستوى الدولي رحب الزعماء الأربعة بما تشهده الساحة الدولية من مظاهر الانفراج السياسي والعسكري والجهود المبذولة للتوصل إلى القضاء النهائي والكامل على أسلحة الدمار الشامل نووية كانت أو كيميائي.

هذا وقد عبر جلالة الملك حسين بن طلال وفخامة الرئيس صدام حسين وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك عن إعجابهم واعتزازهم بما حققه القطر اليمني الشقيق من تقدم وازدهار بفضل ثورته الخالدة كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لما قوبلوا به من حفاوة وتكريم وما عبر عنه الشعب اليمني الشقيق من إيمانه الصادق وإصراره المطلق على دعم مسيرة مجلس التعاون العربي وقد جاء ذلك جلياً واضحاً من خلال مظاهر ابتهاجه العظيم بهذه المناسبة القومية التي تزامنت مع فرحة أبنائه بالعيد السابع والعشرين لثورتهم المجيدة.

------------------------



1/1/1900