إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



البيان الذي أدلى به الأمين العام يو ثانت في مؤتمر رؤساء دول وحكومات
منظمة الوحدة الأفريقية

نشرة الأمم المتحدة الصحفية 112/SM/SG، 17 تموز/ يوليه 1964

          اسمحوا لي أن ألقي ببضع كلمات بشأن مسألتين أبدت الدول الأفريقية قلقا شديدا حيالهما: الاستعمار والتمييز العنصري. وموقف الأمم المتحدة بشأن هاتين المسألتين، المحدد في الميثاق والوارد تفصيلا في الإعلانات التاريخية المتعلقة بحقوق الإنسان والاستعمار والتمييز العنصري، واضح لا لبس فيه. فالأمم المتحدة تؤيد الحكم الذاتي والاستقلال لجميع الشعوب وإلغاء الفصل العنصري دون أي تحفظات ولا يمكنها أبدا أن تقدم أي تنازلات بشأن  تلك المبادئ الأساسية.

          وقد اهتمت الأمم المتحدة اهتماما شديدا بهاتين المشكلتين منذ بدء وجودها. واليوم لا يمثل احترام حق الشعوب في تقرير المصير وتأكيد المساواة العنصرية مجرد مبدأين من مبادئ الميثاق، بل أنهما مكرسان في تكوين الأمم المتحدة نفسه، فنصف أعضائها دول مستقلة حديثا من آسيا وأفريقيا. وللأمم المتحدة أن تفخر بمساهمتها في التقدم المحرز، مهما كانت متواضعة أو يبدو أن يشوبها التردد في بعض الأوقات ويمكننا أن نشعر بالسرور إزاء تطور مواقف الدول الاستعمارية جميعها باستثناء واحدة أو اثنتين. وتعاني الدول الاستعمارية والمدافعون الباقون عن التمييز العنصري على نحو متزايد من العزلة ولا يمكنها أن تعتمد كثيرا على موافقة الدول الأخرى وصبرها. وقد أسهمت عزلة المستعمرين هذه في الوفاء برغبة الدول الأفريقية في الإبقاء على المشاكل الاستعمارية والعنصرية خارج نطاق الحرب الباردة. ولا يمكننا إلا أن نأمل في أن يسود حسن الإدراك والواقعية كي لا تؤدي المقاومة للتغيير التي تتصف بها قلة من المتطرفين إلى حدوث صراع خطير في هذه القارة.

          وأجد لزاما علي أن أؤكد أن العالمية هدف أساسي، وإن كان ضمنيا، من أهداف الأمم المتحدة. ولا يمكن للمنظمة أن تتمتع بسلطة كاملة وأن تحقق أقصى قدر من الفاعلية إلى أن تمثل فيها جميع الشعوب التي تؤيد مقاصدها ومبادئها. وقد كان استقلال الدول الأفريقية مصدر قوة للأمم المتحدة. وفي رأيي أن هدف العالمية هذا يتطلب إنهاء الاستعمار وإنهاء حرمان الأشخاص من الحقوق الأساسية بسبب العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس. وهكذا فإن المشكلتين اللتين أشرت إليهما ليستا مجرد مشكلتين تنظر فيهما الأمم المتحدة، ولكنهما تؤثران في مركز المنظمة نفسها.