إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



تقرير اللجنة الخاصة المعنية بسياسة الفصل العنصري التي تتبعها حكومة جمهورية جنوب أفريقيا (مستخرج من النتائج والتوصيات)

7565/S-6486/A، 25 تشرين الأول/ أكتوبر 1966

...

برنامج عمل الأمم المتحدة

         وفاء من اللجنة الخاصة بالولاية التي أناطتها بها الجمعية العامة، سعت اللجنة إلى التشجيع على وضع برنامج عمل شامل، ترعاه الأمم المتحدة، لحل مشكلة الفصل العنصري.

         وقد أولت أهمية كبيرة للجزاءات الاقتصادية والتدابير ذات الصلة التي تستهدف سرعة القضاء على الفصل العنصري وإقامة مجتمع غير عنصري في جنوب أفريقيا. واقترحت تدابير لإقناع المتاجرين الرئيسيين مع جنوب أفريقيا بالتعاون في تيسير فرض الجزاءات الاقتصادية على صعيد العالم.

         واقترحت حظر توريد الأسلحة وغيره من الخطوات الجزئية المختلفة لبلوغ أهداف دنيا معينة ولكنها حيوية.

         وأكدت أهمية الرأي العام في تعزيز ودعم عمل الأمم المتحدة واقترحت تدابير مختلفة لإعلام الرأي العام العالمي بأخطار الفصل العنصري وبجهود الأمم المتحدة في سبيل حل المشكلة. وأكدت، في هذا السياق، الأهمية الخاصة لتوعية الرأي العام في البلدان التي تحتفظ بعلاقات وثيقة، اقتصادية وغيرها، مع جنوب أفريقيا، ومناهضة الدعاية المضللة التي تبثها حكومة جنوب أفريقيا والمصالح التجارية وغيرها التي تتعاون معها.

         وفي حين دأبت اللجنة الخاصة على الاهتمام بالجهود الرامية إلى إيجاد حل، فقد أولت اهتماما أيضا لمختلف البرامج الإنسانية والثقافية وغيرها، دون تحويل الانتباه عن الحاجة إلى القيام بعمل عاجل تحقيقا لذلك الغرض. وأوضحت أن هذه البرامج لا ينبغي أن تعتبر بأي حال بدائل للعمل من أجل حل المشكلة.

         وفي هذا الصدد، أبدت اللجنة الخاصة الاهتمام بالبرامج والتدابير التي يستطيع المجتمع الدولي عن طريقها الحيلولة دون تفاقم الحالة بشكل خطير وتزايد المرارة والكراهية، ويستطيع المساعدة على التخفيف من الشقاء الذي يعانى منه ضحايا الفصل العنصري. وشجعت المبادرات المختلفة التي ترمي إلى إنقاذ حياة معارضي الفصل العنصري المهددين بالإعدام، ومنع تعذيب السجناء وإساءة معاملتهم بطريقة وحشية. كما شجعت البرامج التي توفر الدفاع القانوني عن الأشخاص الذين توجه إليهم اتهامات بموجب القوانين التعسفية، وتقدم المعونة إلى أسر السجناء السياسيين وتتيح التعليم لمعاليهم والإغاثة للاجئين. وبالتركيز على الطابع الإنساني لهذه البرامج وإبقاءها منفصلة عن الجهود الرامية إلى إنهاء الفصل العنصري، تسعى اللجنة الخاصة إلى تمكين قطاعات واسعة من المجتمع الدولي من أن تبدي، بالعمل، اهتمامها بالتوصل إلى حل سلمي للمشكلة في جنوب أفريقيا.

         وبنفس الروح أشادت اللجنة الخاصة ببرنامج الأمم المتحدة لتوفير التعليم والتدريب في الخارج لأبناء جنوب أفريقيا، وهو يستهدف مساعدة أبناء جنوب أفريقيا على تلقي التعليم العالي والتدريب التقني وتمكينهم من المساهمة بفعالية في تقدم بلدهم وفقا لمقاصد الميثاق.

         وترتقب اللجنة الخاصة تقريرا، تعده حاليا بناء على طلبها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، عن آثار سياسة الفصل العنصري في ميادين التعليم والعلم والثقافة والإعلام في جنوب أفريقيا. وترى أن من شأن ذلك التقرير أن يوفر معلومات موثوق بها إلى المنظمات غير الحكومية والأفراد المهتمين بالأمر ويمكنهم من تقديم المساعدة الملائمة إلى الملايين المحرومين من تكافؤ الفرص بسبب التمييز العنصري.

         وقد أثنت اللجنة الخاصة على الجهود التي تبذلها منظمة العمل الدولية عملا بإعلانها بشأن سياسة الفصل العنصري التي تتبعها جمهورية جنوب أفريقيا، وببرنامجها للقضاء على الفصل العنصري في مسائل العمل في جمهورية جنوب أفريقيا.

         ولا تفتأ اللجنة الخاصة تشجع التدابير المختلفة التي تستهدف تحسين الحالة، دون تحويل الانتباه عن المهمة الرئيسية وهي المساهمة في القضاء على الفصل العنصري. فأقامت اتصالا مع هيئات الأمم المتحدة الأخرى ومع الوكالات المتخصصة والمنظمات غير الحكومية، من أجل تعزيز العمل البناء على جميع المستويات. وبذلك جعلت الجنوب يضطلع بدور مفيد في تشجيع الأخذ بنهج شامل للتصدي لمختلف جوانب سياسة الفصل العنصري وآثارها الضارة، مع التركيز على الفعل لا على مجرد إدانة الفصل العنصري. وكان من دواعي اغتباط اللجنة الخاصة تأييد الجمعية العامة للتوصيات التي قدمتها، فضلا عن انعقاد الحلقة الدراسية المتعلقة بالفصل العنصري في برازيليا في عام 1966 واستجابات الدول والعديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بهذه المشكلة.

         وهذه الجهود التي اضطلعت بها اللجنة الخاصة إنما تبرهن على شدة اهتمامها ببذل أقصى ما في وسعها، وفقا للولاية المسندة إليها من الجمعية العامة ووفقا لمقتضيات الحالة، لتشجيع كل التدابير السلمية الممكنة للتوصل إلى حل لمشكلة الفصل العنصري خلال فترة كانت الأعمال التي تقوم بها حكومة جنوب أفريقيا تعجل بنشوب صراع. وفي حين لم يكن لدى اللجنة الخاصة أدنى شك في أن آمال حكومة جنوب أفريقيا في أن تستطيع أقلية عنصرية مسلحة الهيمنة على البلد إلى الأبد ستبوء بالفشل، وأن اللاعنصرية والعدالة سيكتب لهما النصر، فإنها كانت تحرص دائما على تعزيز التأييد والتفهم الدوليين على أوسع نطاق للكفاح ضد الفصل العنصري، ولاسيما في الدول التي تكون الأغلبية فيها من "البيض والمسيحيين"، وذلك من أجل تشجيع الانتقال السلمي إلى أقصى حد والتخفيف من مخاطر المرارة العنصرية.

         وفي حين تحترم اللجنة الخاصة حق الشعب المضطهد في تحرير نفسه بالوسائل التي يختارها، وتسلم بأن الحكومة توصد باطراد السبل المتاحة للتغيير السلمي، فلعل الاهتمام المستمر الذي تبديه اللجنة الخاصة والتأييد الذي تلقاه من الدول الأعضاء والرأي العام يساعدان في الإسهام في تخفيف حدة العنف والمرارة والكراهية العنصريتين. بيد أنها تسلم بأن خطر الصراع العنيف الطابع لا يمكن تبديده إلا باتخاذ خطوات حاسمة للقضاء على الفصل العنصري.

         وبالنظر إلى تفاقم الحالة في جنوب أفريقيا والأقاليم المجاورة، فإن اللجنة الخاصة ترى أنه ينبغي مضاعفة هذه الجهود العديدة الجوانب في إطار حملة دولية شاملة لمناهضة الفصل العنصري تحت رعاية الأمم المتحدة. وقد حاولت ضمان أن تولى الحلقة الدراسية المتعلقة بالفصل العنصري اهتماما خاصا لتدابير محددة ليشملها برنامج عمل، ولاحظت مع الارتياح أن الحلقة الدراسية قد تقدمت بعدد من التوصيات الجديرة بالنظر والتأييد من جانب هيئات الأمم المتحدة المختصة.