إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



نداء من اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري إلى مدن العالم،
صادر في 21 آذار/ مارس 1984

A/AC.115/L.606، 4 نيسان/ أبريل 1984

          تابعت اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري باهتمام وارتياح كبيرين الإجراءات التي اتخذتها المدن في بلدان كثيرة لإظهار بغضها للفصل العنصري ومساندتها للكفاح العادل الذي يخوضه الشعبان المضطهدان في جنوب أفريقيا وناميبيا من أجل الحرية.

          وقد اتخذت مدن كثيرة في الدول الأفريقية والدول غير المنحازة والدول الاشتراكية وغيرها من الدول إجراءات حازمة من أجل عزل جنوب أفريقيا عزلا تاما. كما انضمت إليها بعض المدن في الغرب لدى قيام الحركة الداعية إلى مقاطعة جنوب أفريقيا في سنة 1959.

          ومنذ عهد أقرب، كان مما شجع اللجنة الخاصة تشجيعا كبيرا التأييد الذي أعرب عنه 200 عمدة للنداء الذي وجهه عمدة غلاسغو في سنة 1982 بالإفراج عن نيلسون مانديلا وجميع السجناء السياسيين الآخرين في جنوب أفريقيا. كما شعرت  اللجنة بالاغتباط بنفس القدر للإجراء الذي اتخذه عدد من المدن وخاصة في المملكة المتحدة، بدءا بمدينة شيفليد، والمتمثل في اعتماد إعلانات محددة لمناهضة الفصل العنصري، وإعلان نفسها مناطق خالية من الفصل العنصري. ورحبت ترحيبا حارا بالإجراءات التي اتخذتها مدن في الولايات المتحدة الأمريكية وهي المدن التي قررت وقف استثمار حساباتها وأموالها الخاصة بالمعاشات التقاعدية لدى الشركات التي لها صلة بجنوب أفريقيا.

          وقد شجعت اللجنة هذه الخطوات التي قامته بها المدن تشجيعا فعالا وأثنت عليها، إذ أنها تعلق أهمية كبيرة على الإجراءات التي تتخذها المدن لمناهضة الفصل العنصري. ويمكن لسلطات المدن اتخاذ إجراءات هامة، حتى داخل حدود صلاحياتها القانونية، لوقف التعاون مع جنوب أفريقيا التي تأخذ بنظام الفصل العنصري. وبوسعها المساعدة في تثقيف الملايين من المواطنين عن شرور الفصل العنصري. وتشجيع مشاركتهم النشطة في الحملة من أجل مناهضة الفصل العنصري. ويمكنها بذلك تشجيع الحكومات الوطنية التي لم تتخذ بعد إجراءات فعالة وفقا لقرارات الأمم المتحدة بشأن الفصل العنصري على أن تقوم بذلك.

          ويمثل ما تقوم به من إجراءات مصدر تشجيع كبير لشعب جنوب أفريقيا المضطهد ودعما هاما للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة.

          والكثير من مدن العالم هي مدن متعددة الأجناس. ويمكن للإجراءات المناهضة للفصل العنصري أن تصبح جزءا لا يتجزأ من جهودها المبذولة لمناهضة الفصل العنصري.

          واللجنة الخاصة في هذا اليوم، اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، توجه نداء مخلصا إلى جميع مدن العالم باتخاذ الإجراءات المناسبة لمناهضة الفصل العنصري في ضوء الحالة الحرجة حاليا في الجنوب الأفريقي، ومراعاة للعقد الثاني لمكافحة العنصرية والفصل العنصري. وتحث جميع المواطنين على تشجيع وتأييد هذه الإجراءات.

          وفي ضوء المبادرات التي اتخذتها المدن الكثيرة التي قامت بالفعل باتخاذ إجراءات، تقترح اللجنة الخاصة ما يلي للنظر فيه، حسب الاقتضاء:

  1. إعلان أن الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أمر بغيض، وان احتلال ناميبيا غير شرعي؛
  2. وقف شراء أي بضائع يكون مصدرها جنوب أفريقيا وناميبيا؛
  3. سحب جميع الاستثمارات في الشركات المملوكة كليا أو جزئيا لمصالح تابعة لجنوب أفريقيا أو التي تعمل في جنوب أفريقيا؛
  4. اتخاذ المبادرات المناسبة لتثبيط الشركات عبر الوطنية والمؤسسات المالية عن الاستثمار في جنوب أفريقيا أو تقديم قروض إليها؛
  5. حجب مرافق المدن عن أي حدث رياضي أو ثقافي يشترك فيه مواطنو جنوب أفريقيا أو ناميبيا بما يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، أو يشترك فيه رياضيون أو فنانون قاموا بجولات في جنوب أفريقيا وادرجوا في سجلات اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري التابعة للأمم المتحدة؛
  6. تشجيع التدريس عن شرور الفصل العنصري والكفاح الذي يخوضه الشعبان المضطهدان في جنوب أفريقيا وناميبيا؛ وتنظيم معارض مناهضة الفصل العنصري وأحداث أخرى مماثلة؛
  7. حظر عرض المواد الدعائية الرسمية لجنوب أفريقيا في المدارس أو المكتبات أو المرافق الأخرى؛
  8. حظر الإعلان عن منتجات جنوب أفريقيا في مواقع ومرافق خاضعة للمدينة؛
  9. تكريم معارضي الفصل العنصري عن طريق منحهم جائزة الحرية الخاصة بالمدينة أو إطلاق أسمائهم على الشوارع والمباني والحدائق العامة؛
  10. دعم الحركات المناهضة للفصل العنصري في المنطقة؛
  11. تنظيم الأحداث المناسبة للإعلان عن التزامها بمناهضة الفصل العنصري وتشجيع جميع المواطنين على اتخاذ الإجراءات المناسبة.

          وتدرك اللجنة الخاصة أن بعض هذه التدابير لا لزوم له في البلدان التي تكون الحكومات الوطنية فيها قد فرضت جزاءات شاملة على جنوب أفريقيا. وتسلم بأن الإجراءات التي تتخذها المدن هامة على وجه الخصوص في البلدان الغربية التي لم تقم فيها الحكومات الوطنية بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري. بيد أنه بالنسبة لجميع البلدان يمكن للمدن، وينبغي لها، أن تتخذ من الإجراءات ما يناسبها وما يتصل بها.

          ويجب استئصال شأفة الفصل العنصري الذي يمثل إهانة لضمير البشرية وكرامتها بل جريمة ضد الإنسانية. ويمكن لمدن العالم أن تسهم إسهاما هاما في مواجهة التحدي الأخلاقي الأكبر المتمثل في الفصل العنصري. واللجنة الخاصة على ثقة من أن المدن ستتخذ إجراءات في هذا الشأن.

          وسيكون من دواعي تقدير اللجنة الخاصة أن تتلقى المعلومات من جميع المدن عن الإجراءات التي قامت باتخاذها أو تعتزم اتخاذها في هذا الصدد.