إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



البيان الذي أدلى الأمين العام بطرس بطرس غالي،
في اجتماع عقد بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري

نشرة الأمم المتحدة الصحفية SG/SM/4720/Rev.1-GA/AP/2070/Rev.1-RD/662/Rev.1، 20 آذار/ مارس 1992

          إن الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفصل العنصري يجئ في وقت مفعم بالأمل. فعملية التغيير عن طريق التفاوض الجارية حاليا في جنوب أفريقيا ينبغي أن تؤدى، في المستقبل القريب، إلى مولد مجتمع جديد- مجتمع يستطيع فيه جميع أهالي جنوب أفريقيا، أيا كان العرق الذي ينحدرون منه، العيش سويا في وئام كمواطنين متساويين في إطار ديمقراطية غير عنصرية.

          لقد برهنت بجلاء نتائج الاستفتاء الذي أجري مؤخرا في جنوب أفريقيا على أن الأغلبية الساحقة من البيض في جنوب أفريقيا يؤيدون عملية التفاوض من أجل إقامة ديمقراطية غير عنصرية. وتؤكد النتيجة التزام شعب جنوب أفريقيا بأكمله بالإصلاح والتغيير بالوسائل السلمية. وهي تتيح زخما جديدا ودافعا للمفاوضات الدائرة الآن في إطار مؤتمر العمل على إقامة جنوب أفريقيا ديمقراطية.

          والأمم المتحدة، التي شاركت بصفة مراقب في الاجتماع الأول الذي عقده في كانون الأول/ ديسمبر مؤتمر العمل على إقامة جنوب أفريقيا ديمقراطية، ملتزمة تمام الالتزام بعملية التفاوض. ومن المأمول أن تنضم قريبا إلى المفاوضات جميع الأطراف المعنية التي لم تفعل ذلك بعد. وقد تم التوصل إلى اتفاق أولى في وقت سابق هذا الشهر بشأن ترتيبات مراقبة المرحلة الأولية من عملية الانتقال. ومن شأن إحراز مزيد من التقدم في المفاوضات أن يؤدي إلى وضع الترتيبات الانتقالية التي ستوحي بالثقة عموما من إدارة البلد وستيسر إنشاء الآلية اللازمة لصياغة دستور جديد.

          ومن الأهمية أن تظل المفاوضات دائرة، حتى يتسنى الخروج بتصور مشترك لتسيير انتقال جنوب أفريقيا نحو ديمقراطية غير عنصرية. إلا أن استمرار العنف وأوجه انعدام المساواة في المجال الاجتماعي ـ الاقتصادي يعمل على تعقيد عملية الانتقال. ومن شأن التحسن في المجالات الحاسمة، مثل الإسكان والتعليم والعمالة والصحة، أن يساعد في ضمان الانتقال بالوسائل السلمية إلى جنوب أفريقيا في مرحلة ما بعد الفصل العنصري.

          إن هناك فرصة جديدة سانحة أمامنا الآن للتعجيل بالعملية نحو التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.

          وهناك فترة مثيرة للتحدي ماثلة أمام جنوب أفريقيا والمنطقة بأكملها. ومن واجب الأعضاء التي التزمت، منفردة ومجتمعة، في إطار إعلان الأمم المتحدة المتعلق بالفصل العنصري، بمراقبة وتشجيع إقامة ديمقراطية غير عنصرية ودستورية في جنوب أفريقيا أن تظل متيقظة. وينبغي أن تكون على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم لتيسير القضاء كليةً على الفصل العنصري وإقامة مجتمع في جنوب أفريقيا تتحقق فيه في نهاية المطاف أماني كل مواطنيه في العدالة والمساواة.

          وإننا، إذ نحتفل باليوم الدولي للقضاء على الفصل العنصري، يجب أن نؤكد من جديد إيماننا بحقوق الإنسان الأساسية وبالمساواة ومكانة الإنسان، وبتساوي الرجل والمرأة في الحقوق.

          ولا يمكن أن تتحقق أي تنمية دون توفر الاحترام لحقوق الإنسان، ولا يمكن أن يكون هناك أي احترام لحقوق الإنسان دون التنمية.

          إن العلاقات التي يسودها الوئام بين الأمم وجميع الجهود الرامية إلى توطيد السلم في العالم تتوقف في نهاية المطاف على موقفنا تجاه حقوق الإنسان.