إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / فنون وإعلام









جريدة "هيرالد تربيون"

جريدة "هيرالد تربيون"

Herald Tribune

          أصدر جيمس جوردون بينيت James Gordon Bennett Jr.، أول عدد من جريدة الـ"نيويورك هيرالد" New York Herald، الطبعة الأوروبية، في 4 أكتوبر 1887. وخلال الفترة، التي كانت فيها معظم الجرائد، في أوروبا وأمريكا، جرائد رأي، ركزت تلك الجريدة، بقوة، في الأخبار، والمزيد من الأخبار. كما عالجت الرأي معالجة منفصلة. وبذلك، تمكّن بينيت من تقديم أنموذجه الصحفي إلى أوروبا، من خلال إيجاد الطبعة الأوروبية، في باريس.

          ومنذ البداية، استطاعت جريدة "الهيرالد الدولية للأخبار"، التي تصدر في باريس، أن تغطي الأخبار تغطية مكثّفة. وقد أدخل بينيت إلى أوروبا، أسلوب الصحافة الأمريكية، وبعض الابتكارات، مثل ماكينة تنفيذ الأحرف المطبعية، والرسوم الهزلية المخططة، والملوّنة، وكليشيهات صور الأخبار نصف الملونة. وقد كان من بين الأوائل، الذين أَوْلَوْا أخبار العلم والطب اهتماماً كبيراً وملحوظًا. وكان أول من استخدم الراديو، كذلك، في بثّ الأخبار. وبعد وفاة بينيت عام 1918، واصلت "الهيرالد باريس" استخدام التقنية الحديثة، لتقديم أفضل الخدمات إلى القارئ. وفي عام 1928، صارت أول جريدة توزع، بالطائرة، وتصل إلى لندن في الصباح الباكر.

          وقد ظهر للجريدة العديد من الإصدارات الأخرى. وكانت "باريس هيرالد"، إحدى جريدتيْن، صدرتا في فترة الحرب العالمية الأولى. وقد شهدت الأزمة الاقتصادية وغطتها، عام 1930، دون أن تغفل تغطية أي موضوع؛ إلاّ أنها تعرّضت للانقطاع، عندما احتلّ الألمان باريس، في يونيه 1940؛ ولم تستأنف الصدور إلاّ في ديسمبر 1944.

          وبعد وفاة بينيت، تغيّرت ملكية الجريدة، واندمجت في جريدة "نيويورك هيرالد". ومهّد ذلك لظهور جريدة "الهيرالد تربيون - نيويورك". واشترى الطبعة الأوروبية من هذه الجريدة عام 1959، جون هي وتني John Hay Whitney، الذي صار سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية لدى بريطانيا.

          وعلى الرغم من أن جريدة "نيويورك" قد أُغلِقت عام 1966، فإنّ وتني قرر استمرارية جريدة باريس. وتحقيقاً لهذا الهدف، انضمّت الـ"واشنطن بوست " Washington Post إلى الـ"نيويورك تايمز" New York Times في ملكية واحدة. وفي 22 مايو 1967، ظهرت الجريدة، للمرة الأولى، باسمها الجديد، وهو الـ"هيرالد تربيون الدولية" International Herald Tribune.

          ثم اشترت "البوست والتايمز" حصة وتني، وصارتا مالكتين متساويتين لـ "الانترناشونال هيرالد تربيون".

          وقد استعادت الجريدة وهجها وبريقها، بعد أن صار لها مصادر أخبار إضافية متميّزة. وقد عزّزت من سمعتها ومكانتها، بعرضها الموضوعي والواضح، للأخبار العالمية المهمّة. وأصبح قُرّاء الجريدة من غير الأمريكيين، يمثّلون، عام 1970، ثلث قرائها. وفاق عدد القرّاء من أمريكا، عام 1980، عدد القرّاء الآخرين؛ واستمرّت هذه الزيادة في النموّ.

          وفي عام 1974، استخدمت البثّ الإلكتروني، من طريق الفاكس، من دولة إلى أخرى، بافتتاح موقع طباعة، بالقرب من لندن. كما افتتح موقع آخر في زيورخ Zurich، عام 1977. وفي عام 1978، أصبحت إحدى الجرائد الأكثر تقدماً، في أوروبا، بتجهيزات التحرير وأنظمة الضبط النوعي، العاملة بالحاسب الآلي بصورة كاملة. وفي سبتمبر1980، اتّخذت خطوة تاريخية أخرى، عندما بدأت الجريدة بإرسال صور الصفحات، من طريق الأقمار الصناعية، من باريس إلى هونج كونج؛ وبذلك، أصبحت الجريدة اليومية الأولى، التي تُرسل إلكترونيًّا من قارة إلى أخرى؛ وأول جريدة تصل إلى القرّاء، في كافة أنحاء العالم.

          وعزّزت شبكة توزيع الجريدة وتداولها، عالميًّا، بافتتاح مواقع طباعية أخرى، في العالم؛ بلغت، حتى اليوم، اثني عشر موقعًا؛ في باريس، ولندن، وزيورخ، وهاجيو، ومارسيليا، وبولونيا، ونيويورك، وفرانكفورت، وطولوس، وهونج كونج، وسنغافورة، وطوكيو. كما سهّلت الطباعة بالفاكسميلي، في ثلاث قارات، إيصال الجريدة إلى أكثر من 180 دولة، كل يوم.