إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه جزيرة سيناء




أثر النبي صالح
محمية سانت كاترين
نخيل شاطئ العريش
مسجد وكنيسة داخل الدير
نقوش معبد سرابيط الخادم
الشعب المرجانية
دير سانت كاترين
فندق طابا
قلعة صلاح الدين
قاع البحر


المدن في سيناء
التقسيم الإداري لسيناء
استراتيجية سيناء العسكرية
توزيع القوات المصرية
تضاريس سيناء



الملحق الرقم (أ)

عادات البدو وتقاليدهم

          استمد البدو عاداتهم وتقاليدهم وخصالهم من البيئة والظروف المحيطة بهم. ومن أهم هذه الخصال هي الشجاعة والكرم، فطبيعة الصحراء الشاسعة القاحلة، وما تكبده المسافر في رحلاته الطويلة وما يستدعيه ذلك من حمل ما يلزمه من الطعام والمياه، خاصة إذا كان ترحاله بدون راحلة مما يضطره إلى ارتياد أي نجع من النجوع، عند نفاد الطعام أو الماء، فيحل عليهم ضيفاً، حيث يستقبلونه بكل الترحاب إذ الكرم هو شيمة البدو. وهم يقولون عن الكرم أنه "شئ هين، وجه بشوش، وسؤال لين".

1. إكرام الضيف (قرى الضيف)

يشتهر أهل سيناء بالكرم شأنهم في ذلك شأن باقي أهل البادية. وهم يتنافسون ويتسابقون في إكرام الضيف إذا حل بمجلسهم. وقد تصل المنافسة إلى حد المشاجرة الكلامية للفوز بإقراء الضيف.

          وقد يصل بهم الأمر إلى حد اللجوء إلى "قاضي المجلس" وهو عادة ما يكون آخر من قام بإقراء الضيف السابق. فإذا حل بمجلسهم ضيف يقدمون إليه القهوة واللبن أولاً ثم يلي ذلك تقديم الطعام. وتتناوب الخيام تقديم الطعام بعد ذلك كل في دوره حسب ترتيب البيوت. وإذا حدث أن كان رب البيت غائباً حينئذ تنوب عنه زوجته في تقديم واجب الضيافة.

ويقيم الضيف طوال فترة تواجده في مجلس القبيلة أو العائلة المعد خصيصاً لذلك.

2. قص الأثر

يشتهر أهالي سيناء بقدرتهم الفائقة على قص الأثر، كما هو شأن أهل البادية. وهم يجيدون قص الأثر سواء كان لرجل أو امرأة أو الأبل. ومنهم من ذاعت شهرته، فيتم اللجوء إليه في الحالات المُلحة وبعضهم يتمكن بسهولة من تمييز ما يستدل من الأثر، وهل كان يحمل شيئاً ثقيلاً أم خفيفاً أو لا يحمل شئ على الإطلاق، وإذا كانت المرأة حاملاً أم غير حامل..الخ. كما يستطيع العديد من أبناء سيناء اقتفاء أثر الحيوانات الضالة حتى يتمكنوا من العثور عليها، وقد ساعدت هذه المهارات في منع السرقات واستتباب الأمن.

3. الصيد

يعتبر الصيد من الهوايات المنتشرة في سيناء. فمعظم أهل البادية مغرمون بالصيد، وهم يخرجون في رحلات صيد قد تطول لعدة أيام يتوغلون فيها في جوف الصحراء، وبعضهم له مهارات فائقة في صيد الغزلان والأرانب البرية وطيور الحباري والسمان الذي يتوافد في فصل الخريف.

4. الختان عند البدو

يختن البدو أولادهم ذكوراً وإناثاً، فيتم ختان الذكور من سن 6 إلى 12 سنة، والإناث من 8 إلى 10 سنوات، ويكون ختان الإناث حسب السنة، ويقوم بتلك العملية أمهاتهن أو قريباتهن أو النساء الماهرات في هذه المهنة، ويتم ذلك في هدوء وبدون احتفال. بعكس ختان الذكور الذي يتم في احتفال كبير.

وعادة ما يتم ختان مجموعة من الصبية في وقت واحد، وتعد لذلك خيمة كبيرة يطلق "خيمة الطهور" ويعلق عليها راية بيضاء. وتتم هذه العملية عند الظهر.

5. طعمة البارود

بعد ختان الذكور تعلق رؤوس الذبائح في أوتاد على مسافة من 40 : 100 خطوة، ويتبارى الرجال في إطلاق النار ويبدأ أهل الحفل بالرمي فيطلق كل منهم رصاصة واحدة تجاه رؤوس الذبائح ومن يصيب رأساً يأخذها مع فخذين من اللحم. وتطلق عليها "طعمة البارود".

6. الزواج والطلاق عند البدو

يفضل البدو الزواج المبكر، وعادة ما يتم الزواج من الأقارب.

وأقرب قريبات الرجل التي يحل له الزواج منها هي ابنة عمه أو إحدى فتيات القبيلة، وإذا رغب في غير ذلك فيتخير فتاته من الأنساب الكبيرة.

أ. الخطبة

يخطب الرجل الفتاة من أبيها أو وليها رأساً وبلا وساطة.

فيذهب ومعه والده أو شقيقه الأكبر. وإذا كانت الفتاة بكراً لا يؤخذ رأيها، ويكتفي برأي الوالد أو الوالي. أما إذا كانت ثيباً فلا بد من سؤالها وأخذ رأيها ورضاها بالزواج ممن تقدم لها.

ب. المهر

مهر ابنة العم جمل أصيل أو خمسة جمال. أما مهر الأجنبية فهو من خمسة جمال إلى عشرين جملاً.

ج. القصلة

إذا وافق والد الفتاة أو وليها على الخطبة، أخذ عصا خضراء وناولها إلى الخاطب، وقال له "هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله، إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه" فيتناول الخاطب القصلة ويقول: "قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله".

د. البُرْزة

هي خيمة تقام للعريس بالقرب من خيام أهله، ويطلق عليها "البُرْزة" حيث تتم بها مراسم الزفاف.

هـ. النقوط

يقدم أقارب العريس الهدايا له، وهي عبارة عن ذبائح من الغنم كمافي الجنوب. أما في الشمال فتقدم الهدايا للعريس من الذبائح أو السكر والشاي والدقيق. وهي دين علية لابد له من وفائه فإذا لم يفه من نفسه طولب به.

و. الذبائح

يقوم أهل العريس بنحر الذبائح من الغنم لأهل الفرح عند باب البُرْزة وتسمع زغاريد النساء. وبعد الأكل يذهبون بعيداً عن البُرْزة حيث يتسامرون إلى ما بعد منتصف الليل. ويدخل العريس مع عروسه ويمكث معها في البُرْزة من يوم إلى ثلاث أيام. ثم تخرج العروس مع زوجها إلى الخلاء بعيداً عن خيام قومه وأهله، ويقوم أهل العريس بإرسال الطعام لهما لمدة  من أسبوع إلى شهر. ثم يذهب أحدهم ويأتي بها إلى منزلها الجديد.

ز. ناجزة البُرْزة

إذا كانت الفتاة لا ترغب في الزواج من عريسها الذي اختاره لها والدها، وأجبرت على الزواج منه، فإنها لا تدخل البُرْزة يوم الفرح وتفر منها إلى أقرب شخص لها من أهلها، وتسمى عندئذ "ناجزة البُرْزة"، وفي هذه الحالة يجوز لها الطلاق، أما إذا ظلت في البًرْزة ثلاثة أيام فلا يجوز لها الطلاق.

ح. معاملة الزوجة لزوجها

المرأة تحترم زوجها، ولا تأكل معه على مائدة واحدة حياءً. ولا تناديه باسمه، بل باسم ولده البكر، فإن لم يكن لهما ولد نادته باسم أبيه، وتحلف برأس أبيها لا زوجها، وبذراع ولدها، ولا تنام المرأة إلا بعد عودة زوجها.

ط. الولادة

ليس لدى البدو مولّدات، بل تلد المرأة وحدها أو تساعدها أقرب قريباتها. وعادة تضع النساء أطفالهن في "المزفر" المصنوع من الشعر، وتعلقه برأسها.

7. الطلاق عند البدو

نسبة الطلاق قليلة جداً بين أهالي سيناء. ونادراً ما يقدم الرجل على طلاق زوجته. لكنه إذا أراد أن يطلقها أخذها إلى أحد الأشخاص المشهود لهم بالنزاهة والسمعة الحسنة "من كبار القبائل" وقال لها في حضرته "أنت طالق. وهذا كفيل طلاقك". وعندئذ يأخذها الكفيل إلى بيت والدها.

إلاّ أن أغلب حالات الطلاق تكون بناء على طلب الزوجة. فإذا أرادت المرأة الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب ذهبت إلى أحد أقاربها. لا إلى أبيها. واستنجدت به للخلاص من زوجها. فيأخذها قريبها إلى "العقبي"، وهوقاضي الأحوال الشخصية، الذي يقوم أولاً بتهدئتها، ومحاولة إرضائها، وردها عن عزمها. وتهوين الأمر عليها، ويحكم على الزوج في الغالب بأن يأتيها ببضع نعجات، ورحاية، وغربال، وحمار تجلب عليه الماء. وأن يجعل خيمتها بين خيمتين من خيام أقاربها. فإذا فعل الزوج ذلك، وبقيت الزوجة كارهة له، مصرة على طلاقها، طلقها العقبي منه.

  • عدة الطلاق

عدة الطلاق لنساء البدو تسعون يوماً. فإذا ظهر أنها ليست حاملاً، يجوز لها الزواج من رجل آخر. أما إذا تبين أنها حامل فإنها تظل بلا زواج حتى تلد وتفطم المولود، وفي هذه الحالة يجوز للزوج أن يرد زوجته إلى عصمته إذا ما وافقت هي على ذلك. أما إذا لم توافق فيمكنها الزواج من غيره.

8. مآتم البدو وأحزانهم

في حالات الوفاة عند البدو، فإنهم يقومون بإجراءات الدفن حسب الشريعة الإسلامية، حيث يغسلون  المتوفي ويكفنونه ثم يصلون عليه صلاة الجنازة، ويقومون بدفنه في أماكن مخصصة لكل قبيلة.

وغالباً ما يكون مكان الدفن بجوار مصدر المياه. والقبور عندهم تقام حسب الشريعة الإسلامية، وهي عبارة عن حفرة واسعة ويتم عمل حفرة في أحد جانبيها بطول المتوفي حيث يضعونه بها ثم يردمون الحفرة الواسعة، ثم يضعون حجريين على القبر من الخارج للاستدلال.

ومن عادات بعض القبائل وضع ثوب من ثياب المتوفي فوق قبره ويتركونه حتى يبلي أو يأخذه عابر سبيل كزكاة عن الميت، وبعض قبائل "الطورة" يعلقون ثوباً من ثياب المتوفي فوق شجرة.

البكاء على المتوفى يكون من النساء المقربات فقط. أما الرجال فلا يبكون المتوفي، ولا يندبونه إلا نادراً. وتقوم النساء بحل شعورهن ووضع التراب على رؤوسهن، ويندبن الميت ويقمن الحداد لمدة أربعين يوماً إلى سنة كاملة، لا يلبسن خلالها الحلي، ولا الثياب الجديدة وينقطعن عن حضور الأفراح، ويخلعن البراقع، ويتلثمن بقماش أسود.

9. أفراح البدو وسهراتهم

أعتاد بدو سيناء إقامة الأفراح في مناسبات الزواج وختان الذكور وفي بعض المناسبات السعيدة الأخرى كعودة الحاج من الأراضي المقدسة بعد أداء الفريضة، أو في حالة الإفراج عن سجين أو إطلاق سراح معتقل أو "السبوع" للمولود الذكر فقط. وفي هذه المناسبات يتم الرقص والغناء والقاء الأشعار. ومن أهم احتفالات البدوهي"الدحية" فهي أحب تسلية للبدو في سهراتهم وفيها يقف المنشدون (المطربون) صفاً واحداً وبينهم يقف شاعر أو أكثر ويعرف "بالبداع" يرتجل الشعر. وترقص أمامهم فتاة بالسيف وتسمى "الحاشية".

ويبدأ المغنون بقولهم: "الدحية، الدحية" ويكررونها مراراً وهم يصفقون بأيديهم ويهزون رؤوسهم، ثم يبدأ "البداع" في إلقاء الشعر، ويردد الحاضرون خلفه ما يقول، ويتقدمون نحو الراقصة "الحاشية" وهي تتراجع إلى الخلف. ثم يجلسون القرفصاء وكذلك تفعل الراقصة، ويغنون لفترة ثم يعودون للرقص مرة أخرى وهكذا.

وهناك نوع آخر من السهرات يسمى "السامر" وهو نوعان:

أ. الرّزعة

وتتكون من فريقين من الرجال، أمام كل فريق راقصة وبداع حيث ينشد البداع ويرد عليه الرجال. ثم يبدأ بداع الفريق الآخر في الإنشاد، ثم يرد عليه الرجال مثل ما يفعلون في "الدحية" وهكذا إلى أن ينتهي الحفل.

ب. الخوجار

وهذا النوع من السهرات تشترك فيه النساء مع الرجال في الرقص والإنشاد حيث تقف النساء بين  صفي الرجال وتغنين وهن واقفات في أماكنهن.

10. الوسم

الوسم عند بدو سيناء معناه العلامة المميزة للحيوانات والأبل والأغنام. فنظراً لكونها ترعى في الخلاء والصحراء الشاسعة وتتجه إلى أماكن مختلفة وراء المرعى الأخضر، حيث الفرصة سانحة لاختلاطها مما يصعب التعرف عليها بسهولة أو تمييزها لذلك فإن الوسم هو الحل الأمثل المتعارف عليه في هذه الحالات للتعرف على أبل وأغنام كل قبيلة. ويتم الوسم عادة بالكي، حيث توضع علامات مميزة على أجسام هذه الحيوانات وتكون على شكل دائرة، أو مستطيل، أو هلال، أو عصا، الخ. وتضع هذه العلامات على الرقبة أو الرأس ولا توضع علامات على الأبقار أو الخيول.

11. الأخذ بالثأر عند بدو سيناء

الأخذ بالثأر عند بدو سيناء عادة مشروعة شأن عادات البدو في كل مكان، ولا حرج من الأخذ بالثأر حسب الشريعة الإسلامية فالعين بالعين والسن بالسن، يقول الله تعالى: ]وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ (المائدة: 45).

ويقول تعالى: ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ (البقرة: 178).

وإذا مات صاحب الثأر قبل أن يثأر لنفسه من خصمه، ورث أولاده الثأر من بعده. وعندما يثأر الرجل لنفسه، ويقتل قاتل أبيه أو أمه أو أخته أو أي شخص آخر، فإنه يشعر بارتياح عظيم ويغمس منديله أو ثوبه في دم القتيل ثم يرفع المنديل أو الثوب على عصاه أو سيفه أو بندقيتة.

وعندما يقبل على ديار عشيرته تستقبله النساء بالزغاريد ويقولون عنه "أنه جاب الثأر بعيار نار وطفّا العار".

12. الحَسَنة

كما أن البدوي لا ينسى السيئة فهو لا ينسى الحسنة، فإذا فعل أحد معهُ جميلاً "شال لهُ الحسنة" أي حفظ لهُ هذا الجميل وأورث الجميل لأبنائه من بعده إلى انقراض الذرية ولا فرق إن كان الجميل بدويًّا أو حضريًّا أما أهل العريش فيحرصون على حسناتهم مع البدو ويدوًّنونها في كتبهم. وأما أهل البادية فيحفظونها في صدورهم.


 



[1] من بني أسد عدة رجال من الصحابة وكان منهم رهط أم المؤمنين زينب بنت جحش وهي من زوجات النبي صلى الله علية وسلم

[2] الياضيية : نزلوا من الجزيرة العربية وسكنوا الشام ثم انتقلوا إلى سيناء من عدة قرون والمرجح أنهم سكنوا قطيّة في القرن السابع الهجري قبل القلقشندي بنحو قرن، والذي توفي عام 821 هـ.

[3] الأصل العقليين وصارت تنطق العقايلة من البدو مع مرور الزمن.

[4] 'قالوا لقب بالقناص لشهرته بالصيد وأضافوا أنه سمي بالرياشي لأنه كان يضع الريش في مؤخرة سهامه التي يصطاد بها فرائسه.

[5] وَسْم : علامة لكل قبيلة عربية توضع بكي النار على الإبل والغنم، وكذلك الحجارة لتحديد الأماكن وديار كل قبيلة، ومعنى المسومة، أي المعلمة.

[6] حلاله : المقصود بها أغنامه وإبله.

[7] البشعة : هي طاسة من النحاس توضع على النار حتى يحمر لونها.