إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / أقاليم وظواهر جغرافية / شبه جزيرة سيناء




أثر النبي صالح
محمية سانت كاترين
نخيل شاطئ العريش
مسجد وكنيسة داخل الدير
نقوش معبد سرابيط الخادم
الشعب المرجانية
دير سانت كاترين
فندق طابا
قلعة صلاح الدين
قاع البحر


المدن في سيناء
التقسيم الإداري لسيناء
استراتيجية سيناء العسكرية
توزيع القوات المصرية
تضاريس سيناء



الملحق الرقم (أ)

روابط القبائل في سيناء

1. الأحلاف والقلائد

كل قبيلة من قبائل سيناء مرتبطة "بحلف" أو "قلد" مع سائر القبائل الأخرى."والحلف" هو معاهدة دفاعية وهجومية.

أما "القلد" فهو معاهدة سليمة لمنع الحرب أو الغزو وحفظ السلام بين القبائل. ولكل قبيلة شخص يطلق عليه "حسيب" لحفظ عهودها مع القبائل الأخرى ويعرف "بالعقيد" أو "نقال الأقلاد" أو "نقال العلوم".

وعند عقد "حلف" أو "قلد" بين قبيلة وأخرى  يجتمع  "حسيبا" القبيلتين وكبارهما في بيت طرف ثالث، ويضع حسيب القبيلة الأولى يده في يد حسيب القبيلة الثانية، ويقسم كل منهما قسم الحلف أو القلد.

قسم الحلف

"الله الله محمد رسول الله، نحن واياكم الحوض واحد والروض واحد، الذي يضركم يضرنا، والذي يسرّكم يسرّنا، بيننا وبينكم عهد الله لا يصير بيننا غزو، ولا حرب، أعداء من عاداكم، وأصدقاء من صادقكم مادام البحر بحر والكف ما ينبت شعر".

قسم القلد

"الله الله محمد رسول الله، ما بيننا عهد الله ما يتعدى أحد على أحد".

وإذا أرادت قبيلة فك القلد العقود بينها وبين القبيلة الأخرى أرسلت رسولاً من قبيلة ثالثة لإبلاغهم بتلك الرغبة، ويعطيهم مهلة مدتها ثلاثون يوماً.

2. حفظ الأنساب والعصبية عند البدو

يتفاخر أهل سيناء، شأنهم في ذلك شأن سائر العرب، بأنسابهم، ويبالغون في استقصائها حتى يردوها إلى الآباء الأولين.

فإن علم النسب في قبائل العرب من العلوم الشهيرة التي لها منزلة رفيعة وقدر كبير من الأهمية بالنسبة لباقي العلوم. وقد كان سيدنا أبو بكر الصديق، رضى الله عنه، من علماء الأنساب.

وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، يتفاخر بنسبه الشريف.

فيقول صلى الله عليه وسلم عن نفسه: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشاً من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم" (صحيح مسلم، كتاب الفضائل)، وهو بذلك يوضح أنه من "كنانة" وفرعة "قريش" التي تناسلت منه. كما قال أيضا عن نفسه صلوات الله وسلامه عليه "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" (مسند أحمد، كتاب "باقي مسند المكثرين").

وتبدأ العصبية عند  البدو من "العائلة" التي تتكون من الأب والأم والأبناء والزوجة والأخوة، ثم تلي ذلك "الفصيلة" التي تتكون من عدة عائلات. ويقال إن الفصيلة هي "العشيرة" وهي رهط الرجل الأقربون التي تمنعه من الناس وتحميه ويكون أكثر التصاقاً بها وارتباطاً معها، ويقول الله تعالى: ]وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10) يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ[ (المعراج: 10-13).

ومن الفصائل تتكون "الأفخاذ"، ومن الأفخاذ تتكون "البطون"، ومن البطون تتألف "العمارة"، ومن العمارة تتألف "القبيلة"، وقد سميت "قبيلة" لتقابل الأنساب فيها، ومن القبائل تتكون"الشُعب"، وهو النسب الأبعد، كعدنان وقحطان، وجمع شُعب "شُعوب"، وبقول الله تعالى: ]يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[ (الحجرات: 13).

فيتسلسل النسب كالأتي: الشُعوب، القبائل، العمارة، البطون، الأفخاذ، الفصيلة (العشيرة)، العائلة.

3. العَطْوة (الهدنة)

إذا نشب نزاع مسلح بين القبائل واستمر لفترة طويلة. يمكن أن يطلب أحد الفريقين "هدنة" من القتال، ويطلقون عليها "العَطْوة" وتتراوح مدتها بين 3 أيام إلى سنة وشهرين. ويتم عقد اتفاق هذه الهدنة بحضور مشايخ القبائل المتنازعة والقبائل الأخرى والقضاة. ويمكن أن يعود الفريقان إلى القتال مرة أخرى بعد انتهاء العَطْوة. ولكن إذا حدث أن نقض أحد الفريقين الاتفاق أثناء الهدنة وشن عدواناً على الآخر، اقتص منه القضاء ضعفين.

وإذا أرادت القبيلتان الصلح، اجتمع "حسيبهما" ومشايخ القبائل وكبارها، وتم دفع التعويضات الناجمة عن القتال، وتكون كالأتي:

  • القتيل الرجل، المعروف قاتله، ديته مائة بعير ويقدر ثمنها.
  • الرجل القتيل الغير المعروف قاتله، يهدر دمه.

المال المنهوب لا يرد لأي من الطرفين.

بعد ذلك يعقد الصلح "بحلف" أو "قلد" كما سبق ذكره.

4. الأخوة، أو "الطلوع"

إذا ضعفت قبيلة من القبائل، كبيرة كانت أم صغيرة، بعد حرب أو نزاع مع قبيلة أخرى، فيمكنها أن تنضم إلى قبيلة أخرى "بالأخوة" للمحافظة على كيانها. وحينئذ يجتمع شيخ القبيلة اللاجئة مع شيخ القبيلة التي لجأ إليها في مجلس خاص. ويقول له "ولاء الأخوة" ونصه: " أنا طالع معك، وأخوك من كتاب الله العزيز. دمي يسد عن دمك، ورجالي تسد عن رجالك، ومالي يسد عن مالك، وأبني يسد محل ابنك، وبنتي تسد محل بنتك، أطرد مطرودك، وأشرد مشرودك، في الخير إخوان، وعلى الشرأعوان، عهد الله بيننا، والقلب صافي. فهل قبلتني؟"، فيقول له شيخ القبيلة الأخرى: "قبلتك على الرحب والسعة". وعندئذ تصبح القبيلتان وكأنهما قبيلة واحدة، حروبهم واحدة، وقولهم واحد ورأيهم واحد وشيخهم واحد. ويعرف ذلك عندهم "بالطلوع".!

وهناك قبائل كثيرة في سيناء بينها "طلوع وأخوة" وفي بعض الأحيان يحدث "طلوع" داخل القبيلة الواحدة، أي انتقال بعض عائلات من البدو من شياخة "فخذ" إلى شياخة "فخذ" آخر من نفس القبيلة.

5. الطنَب (طلب الجوار)

في حالة حدوث نزاع بين شيخ القبيلة وجماعة من رجاله نتيجة خلاف في الرأي أو المشورة، فخرجوا عن الولاء له وكان لديهم القدرة على مقاومته، فإنهم يقاومونه وإلا "طنبوا" على شيخ قبيلة أخرى أي (لجأوا إليه) ونصبوا خيامهم بجوار خيامه، وطلبوا أن ينصفهم، ويأخذ لهم حقهم من شيخهم. وفي أغلب الأحيان يرحب بهم شيخ  القبيلة الأخرى، ويقبل إقامتهم بجواره ويذبح لهم الذبائح، ثم يرافقهم إلى شيخ قبيلتهم ويوفق بينهم، ويعرف ذلك عندهم "بالطنب" أو "طلب الجوار" أو "الحماية"  ويسمى المستجير "طنيب".

وقبول الجوار أو الحماية يرجع إلى شهامة أهل البادية وكُبرائها. وهذا الإجراء معروف في جميع البوادي ومنذ ظهور الإسلام.

6. الوثاقة (الرهائن)

هي عادة قديمة عند أهل البادية، وهي بالنسبة لهم شريعة وقانون. وهي أن يقوم شخص بالاستيلاء على أبل شخص آخر كرهن. في مقابل الحصول على حقه من هذا الشخص الذي يماطله في السداد.

فإذا أدعى رجل على آخر بحق ولم يذعن المدعي عليه لهذا الحق، ولم يطلب قاضياً للفصل في الدعوى. أشهد عليه بذلك وأصبح من حقه أن يأخذ الوثاقة من أبل الشخص الآخر أو من أبل قبيلته.

وإذا كان الخصم من قبيلته، أشهد عليه بذلك أربعة مرات متوالية في أربعة جلسات قبل أن يشرع في أخذ "الوثاقة".

وشروط صحة الوثاقة أن توضع الأبل الموثوقة في بيت رجل معروف، ويقول له: إني أضع هذه الوثاقة عندك حتى يفصل في الموضوع.

وإذا أدرك صاحب الأبل الموثوقة أبله قبل إدخالها في بيت الرجل المندوب، قاتل أحدهما الآخر. ومعظم مشاكل البدو تحدث نتيجة لهذه الوثاقة.

7. الرجم (النصب التذكاري)

الرجم عبارة عن حجر كبير أبيض اللون أو مجموعة من الحجارة البيضاء توضع بالقرب من مصدر ماء أو درب شهير حتى يراه كل الناس. وذلك في الحالات الآتية.

  1. اعترافاً من شخص بجميل شخص آخر.
  2. رد شرف لشخص ما إذا عاب فيه شخص آخر أو اعتدى عليه، وحكم عليه بالرجم.
  3. تخليداً لأثر أو ذكرى معينة أو واقعة مهمة تستحق الذكر.

فيوضع الرجم مكانها تخليداً لذكراها، وهي بمثابة النصب التذكاري. وعادة "الرجم" أو "النصب المرجوم" في البادية تخليداً لذكرى الحوادث الخطيرة والمهمة. وهي عادة قديمة جداً وهذه العادة هي من أجمل عاداتهم، خصوصاً وأن ليس عندهم كتب يدونون بها أخبارهم . وذكرت في التوراة في "سفر يشوع" ص4، عدد 7، وسفر التكوين ص 31 العدد 43.

8. التبييض والتسويد

التبييض هو رفع راية بيضاء على مصدر ماء شهير أو بالقرب منه أو على درب من الدروب اعترافاً بجميل شخص معين. فهو كالرجم. إلا أن الرجم من الحجارة، بينما التبييض يكون من القماش.

أما التسويد وهو عكس التبييض، فهو رفع راية سوداء على ماء شهير، أو درب معروف تشهيراً بشخص ما لارتكابه عملاً قبيحاً، أو تقصيره في الوفاء بدين. فإذا كفل رجل آخر في سداد دين لشخص ثالث، ولم يف بكفالته نشر المكفول له عباءته السوداء على الملأ، وقال: "هذه  راية فلان، وقد نكث بعهده وقصر في كفالته. ونحو ذلك من العبارات التي تندد بالكفيل، وتشوه صورته.

9. رمي الوجه

هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو درء خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى. فإذا هب رجلان أو قبيلتان للقتال وقال أحد الحضور "رميت وجهي، أو وجه فلان، بينكما" كف الفريقان عن القتال فوراً.

لأن للوجه حرمة كبيرة عند البدو. فإذا استمر الفريقان أو الشخصان في القتال بعد "رمي الوجه" قال صاحب الوجه "فلان قطع وجهي" ودعاه إلى "المنشد" (القاضي). فإذا رفض، أشهد عليه أربعة شهود، وشرع في أخذ "الوثاقة" من أبله حتى يقبل الذهاب إلى "المنشد". ولابد للمنشد في هذه الحالة من فرض عقوبة على "قاطع الوجه".

وتختلف هذه العقوبة حسب درجة ومكانة الشخص المقطوع وجهه.

10. الجاهة

في بعض الأحيان يحكم القاضي العرفي بمبالغ كبيرة جداً في قضايا القتل أو العرض أو أي قضية أخرى مثل "قطع الوجه". رمي الوجه..الخ. وقد يصل المبلغ المحكوم به لصالح الشخص الآخر، إلى آلاف الجنيهات. وعادة لا يستطع المحكوم عليه تحمل كل هذه المبالغ. عندئذ تتحمل القبيلة كلها المبلغ بحيث يدفع كل فرد، ذكر، بالغ، نصيباً في "الغرم".

أما إذا استكثرت القبيلة المبلغ، أو لم يستطع أفرادها سداده، حينئذ يقوم زعماؤهم باصطحاب بعض زعماء القبائل الأخرى من غير أطراف النزاع، ويتوجهوا جميعاً إلى المقضي لصالحه طالبين منه تخفيض المبلغ. وهذا الوفد يسمى "وفد الجاهة".

وأحياناً ما يصطحب المحكوم عليه نساءه وأولاده، ويأخذ  معه ذبيحة ودقيقاً، ويسترحمه طالباً تنازله عن الغرامة كلها أو جزء منها، ويعرف ذلك عند العرب "بالجاهة".

وغالباً ما يوافق صاحب الحق على التنازل عن الغرامة كلها، أو جزء منها كرماً منه وشهامة.
أما رفض التنازل عن الغرامة أمام "وفد الجاهة" أو صاحب الغرامة رغم استرحامه، يعتبر بين العرب بخيلاً عديم المروءة والشهامة.


 



[1] من بني أسد عدة رجال من الصحابة وكان منهم رهط أم المؤمنين زينب بنت جحش وهي من زوجات النبي صلى الله علية وسلم

[2] الياضيية : نزلوا من الجزيرة العربية وسكنوا الشام ثم انتقلوا إلى سيناء من عدة قرون والمرجح أنهم سكنوا قطيّة في القرن السابع الهجري قبل القلقشندي بنحو قرن، والذي توفي عام 821 هـ.

[3] الأصل العقليين وصارت تنطق العقايلة من البدو مع مرور الزمن.

[4] 'قالوا لقب بالقناص لشهرته بالصيد وأضافوا أنه سمي بالرياشي لأنه كان يضع الريش في مؤخرة سهامه التي يصطاد بها فرائسه.

[5] وَسْم : علامة لكل قبيلة عربية توضع بكي النار على الإبل والغنم، وكذلك الحجارة لتحديد الأماكن وديار كل قبيلة، ومعنى المسومة، أي المعلمة.

[6] حلاله : المقصود بها أغنامه وإبله.

[7] البشعة : هي طاسة من النحاس توضع على النار حتى يحمر لونها.