إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في مصر









المقدمــة

المقدمـة

لعب أنور السادات دوراً بارزاً في حياة مصر والعالم العربي، ومنذ أن تولى حكم مصر صار محط أنظار العالم بسبب قراراته المفاجئة التي كانت عادة تقلب الموازين، وتؤدي إلى تغيير السياسات، وتبديل المواقف.

كانت حياة السادات حافلة بالمواقف المثيرة، والأحداث العجيبة، تراه منذ نعومة أظفاره طفلاً أسمر يعدو في حقول قريته، أو يسير ممسكاً بيد جدته "أم محمد"، يجوبان شوارع القرية إلى بيوت ميسوري الحال، لتبيع لهم جدته الزبد والجبن. ثم تراه بعد ذلك يتنقل في مراحل التعليم المختلفة يحالفه الحظ تارة، ويتعرض للفصل من الدراسة غير مرة تارة أخرى. ثم يلتحق بالكلية الحربية بصعوبة بالغة، ثم يخوض تجارب مريرة في الكفاح السياسي، يقود المظاهرات ويساهم في تكسير الصحون، وحرق عربات الترام، ويشارك في الدسسائس والمؤامرات، يجلب السلاح والقنابل، يشارك في اغتيال أشهر الشخصيات. يعيش وراء قضبان السجون، ويُفصل من الخدمة العسكرية، ويفر من السجون، ويطارده البوليس السياسي، تراه يعمل حمَّالاً، وسائقاً، وفي المقاولات، وصحفياً، وضابطاً، عضواً في الحرس الحديدي لصالح الملك فاروق، وعضواً مع ضباط الثورة. ثم تراه مع الرئيس عبدالناصر، إلى أن يصير له نائباً، ثم رئيساً لمصر، بعد ذلك، لعشر سنواتٍ، تمثل منجزات مشهودة: نصر أكتوبر، سيادة القانون، إلغاء الحراسات والاعتقالات، التحول إلى الديموقراطية التعددية، والانفتاح على العالم، واقتلاع النفوذ السوفيتي، والرحلة إلى القدس، ومبادرة السلام مع إسرائيل. وتمثل، كذلك، صوراً أخرى مختلفة: الفساد والنهب، وترويج النمط الاستهلاكي، والاستدانة من الخارج، وأحداث الشغب واعتقالات سبتمبر.

إنها حياة حافلة بالأحداث، والضجيج والرصاص، تنتهي نهاية مأساوية تقول إن السادات كان الحاكم الوحيد في مصر الذي مات مقتولاً عبر تاريخها كله تقريباً.

يتناول هذا البحث سيرة السادات الذاتية منذ ولادته ونشأته، وتعليمه، والتحاقه بالكلية الحربية، ثم مراحل كفاحه السياسي، ودخوله السجن، واشتراكه في ثورة 23 يوليه، ثم المناصب والمهام التي تولاها في عهد جمال عبدالناصر. ثم انتقل البحث إلى فترة تولى السادات رئاسة جمهورية مصر، واستعرض البحث الأعمال الهامة التي أداها السادات، والتحولات الهامة التي حدثت على الساحة في مصر، والعالم أثناء ذلك. ثم استعرض البحث أحداث الشغب في 1977، وتأثيرها على السادات، ثم زيارة القدس، ومعاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل. ثم التحول الذي حدث في شخصية السادات مما دفعه إلى إصدار قرارات سبتمبر والزج بقادة مختلف التيارات إلى الاعتقال، وتصاعد الأزمة وصولاً إلى ذروتها؛ لتصنع النهاية الأليمة على المنصة في 6 أكتوبر 1981.