إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في فرنسا









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

فرانسوا موريس ميتران

Francois Maurice Morie Mitterrand

(1916-1996)[1]

سياسي فرنسي، زعيم الحزب الاشتراكي، رئيس الجمهورية الفرنسية (1981 ـ 1995)

 

 

ولد فرانسوا ميتران في 26 أكتوبر 1916، في مدينة جارناك Jarnac، في جنوب غرب فرنسا. ونشأ في أسرة محافظة، وكان والده، في البداية، رئيس محطة قطارات، ثم صناعي. وقَدِمَ ميتران إلى باريس في السابعة عشرة من عمره، والتحق بجامعتين في آن واحد، فحصل على إجازة في الحقوق، وأخرى في الآداب، وعلى دبلوم في الدراسات العليا للحقوق العامة، ودبلوم في العلوم السياسية. امتهن العمل الصحفي، ثم دخل حقل المحاماة.

اشترك ميتران في الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، فجُرح وأُسر من قبل الألمان، عام 1940، وحاول الفرار من أسره ولم يوفق. وتمكن من الفرار في المحاولة الثانية، عام 1941. التحق بأحد مراكز أسرى الحرب في فيشي، بين يونيه 1942، ويناير 1943، قبل أن يشارك بفعالية في المقاومة، وانضم إلى المقاومة الفرنسية، ونظم الحركة الوطنية للأسرى.

وفي أغسطس 1944، أسندت إليه وزارة أسرى الحرب، في الحكومة التي شكلها ديجول. انضم إلى اتحاد المقاومة الديموقراطd الاشتراكي. وفي عام 1946، اُنتخب نائباً عن منطقة نييفر Niever (وسط فرنسا)، وأعيد انتخابه في 1951 و1956. وفي الفترة بين 1947 و 1957، شارك في إحدى عشرة حكومة، حيث عُين في عام (1947ـ 1948) وزيراً للمحاربين القدامى، وفي عامي 1948 و1949، عمل سكرتير دولة لرئاسة الحكومة، وفي عامي 1950 و1951، عُين وزيراً لأقاليم ما وراء البحار، وفي عام 1952، شغل منصب وزير دولة، وفي عام 1953، عمل في منصب وزير مفوض لمجلس أوروبا، وفي عامي 1954 و 1955، شغل منصب وزير الداخلية، في حكومة منديس فرانس، وفي عامي 1957 و1958 عُين وزيراً للعدل، في حكومة جي موليه.

عارض بشدة استقلال الجزائر، عندما كان وزيراً للداخلية، في حكومة منديس فرانس (1954ـ 1955). وتبنى موقفاً مناهضاً من الفرنسيين، الذين تعاطفوا مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية. وفي يونيه 1958، صوَّت في البرلمان الفرنسي، ضد تسليم السلطة للجنرال ديجول، وانتقل إلى صفوف المعارضة، وأصبح منذ تلك الفترة، أحد أهم رؤساء المعارضة اليسارية الاشتراكية.

هُزم في الانتخابات التشريعية، في نييفر، عام 1958، ثم أصبح عضواً في مجلس الشيوخ، في عام 1959، وهي السنة التي تعرض فيها لمحاولة الاغتيال في الـ Observatoire، وقيل عنها أنها محاولة دبرها بنفسه من أجل الحصول على شعبية، وفي عام 1962، انتخب مجدداً نائباً، ودان الديجولية في منشور صدر في عام 1964، عنوانه "الانقلاب المستمر".

وفي عام 1965، رشح نفسه كمرشح وحيد لليسار، لانتخابات الرئاسة ضد الجنرال ديجول، باسم الجمهوريين الفرنسيين، وأجبر ديجول على خوض دورة ثانية في الانتخابات، لأن ديجول لم يستطع الحصول على الأغلبية المطلوبة في الدورة الأولى أمام ميتران. وفي الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حصل ميتران على نسبة 45%، من مجمل أصوات الناخبين، فيما فاز ديجول بالرئاسة.

وفي عام 1966، ساهم في تأسيس اتحاد اليسار الديموقراطي الاشتراكي الفرنسي، ولكن الاتحاد لم يتمكن من الاستمرار بعد حوادث مايو 1968 في فرنسا، وقد أُبعد ميتران عن الانتخابات في الفترة من 1969 إلى 1971، ثم تولى رئاسة الحزب الاشتراكي الجديد، في أعقاب مؤتمر ابيناي ـ سور ـ سين (Epinay - Sur – Seine)، الذي شهد تحولاً جذرياً في بنية هذا الحزب.

وفي عام 1972، وقع مع الحزب الشيوعي الفرنسي، وحركة الراديكاليين اليساريين، على برنامج الحكم المشترك لليسار، وخاض الانتخابات الرئاسية، عام 1974، بصفته مرشح اليسار الأوحد. وهُزم أمام فاليري جيسكار ديستان.

وفي عام 1981، خاض معركة الرئاسة، واقترح ميتران، أثناء حملته الانتخابية، برنامجاً اشتراكياً، يتعلق بتوسيع سيطرة الحكومة على الأعمال، وفاز في الانتخابات. وبعد انتخابه، قامت الحكومة بعدد من الإصلاحات منها إلغاء الحكم بالإعدام، وعمل على استقلال الإعلام المرئي والمسموع، واللامركزية، وقام بالتأميمات. وقامت الحكومة بشراء حصص تتيح لها السيطرة على بعض الأعمال المهمة في فرنسا.

وبعد هزيمة حزبه الاشتراكي في الانتخابات التشريعية، في مارس 1986، اُضطر للتعايش مع اليمين، الذي تولى تشكيل الحكومة. وفي عام 1988، خاض الانتخابات ضد جاك شيراك، مرشح اليمين، وفاز ميتران في تلك الانتخابات بنسبة 54% من الأصوات.

وفي 2 أغسطس 1990، عندما غزت القوات العراقية الكويت، أدان وزير الخارجية الفرنسي، آنذاك، رولان دوما، المعروف بصداقته الوثيقة بالرئيس فرانسوا ميتران، ذلك العمل، ووصفه بالاعتداء. وفي التاسع من الشهر نفسه، أعلن ميتران، أنه لا بد من إعادة إحلال القانون الدولي المنتهك من قبل العراق، وتبع هذا الموقف، في 15 سبتمبر، بداية تشكيل قوة داجيه، التي بدأ إرسال عناصرها إلى المملكة العربية السعودية، والذين بلغ عددهم 15 ألف عنصر.

وفي 3 أكتوبر 1990، توجه ميتران بنفسه إلى الخليج وزار العراق في محاولة لإقناع الرئيس العراقي صدام حسين بسحب قواته من الكويت، تجنباً لمواجهة عسكرية مع القوات المتحالفة، لكن محاولته بائت بالفشل، ولم يقتنع صدام بضرورة تجنب الأسوأ.

وفي رسالة وجهتها الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) التي دُعِيَت للانعقاد في جلسة استثنائية، دعا ميتران النواب الفرنسيين للموافقة على مشاركة القوات الفرنسية في العمليات العسكرية ضد العراق، لأن فرنسا تتحمل المسؤوليات المترتبة عن مكانتها ودورها وواجباتها. فوافق البرلمان على هذه المشاركة بغالبية 523 صوتاً مقابل 43 صوتاً معارضاً. بينما وافق مجلس الشيوخ الفرنسي بغالبية 290 صوتاً مقابل 25 صوتاً معارضاً.

وواجه ميتران خلال تلك الفترة هزة وزارية، سببت له بعض الإرباك، وتمثلت في استقالة وزير الدفاع جان بيير شوفنمان، في 29 يناير 1991، الذي عارض مشاركة القوات الفرنسية في العمليات ضد العراق، نظراً للصداقة الشخصية التي تربطه بالعراق، ولاعتباره أن هذه المشاركة تزيد من تبعية سياسة فرنسا حيال سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. ولكن ميتران سرعان ما تجاوز المسألة، وعين بدلاً منه بيير جوكس، وزيراً للدفاع، والذي كان يُعد من الموالين له. ونتيجة للموقف الذي اتخذه ميتران، كان من المنطقي أن تؤيد فرنسا القرارات التي اتخذها مجلس الأمن في 28 فبراير 1991، وأدت إلى فرض الحظر على العراق. وخيب ميتران بموقفه ذلك آمال أصدقاء العراق من الفرنسيين، خصوصاً وأن فرنسا كانت دعمت الجانب العراقي خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية.

واجه ميتران فضائح عديدة وبطالة متزايدة وأزمة اجتماعية. وفي عام 1991، تخلى عن رئيس حكومته ميشيل روكار، وعين، لأول مرة، سيدة رئيسة للحكومة، ايديت كريسون Edith Cresson. وفي عام 1992، تخلى عنها بعد فشلها، وعين بدلاُ منها بيير بيريجوفوا رئيساً للحكومة، الذي كانت حكومته رمزاً للتقشف.

ووقعت فرنسا معاهدة ماستريخت الأوروبية، وفي عام 1993، خسر حزبه الانتخابات التشريعية، لصالح أحزاب اليمين. وجاءت حكومة تعايش جديدة برئاسة إدوارد بالادور، ممثل عن "حزب التجمع من أجل الجمهورية "الديجولي، الذي كان يرأسه ويقوده الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي كان في وقتها عمدة باريس، واستمرت حكومة التعايش في الحكم حتى عام 1995.

وفرانسوا ميتران أول رئيس فرنسي قام بزيارة رسمية لإسرائيل، إلا أنه أعلن أمام الكنيست في القدس المحتلة، أن للفلسطينيين حقاً في أن يكون لهم وطن.

وكان ميتران قد بدأ حياته السياسية بوصفه سياسياً معتدلاً، ثم تحولت آراؤه السياسية إلى الاشتراكية، وأصبح معارضاً رئيسياً لسياسات الحكومة المحافظة. ويتميز ميتران بكثير من المهارات والذكاء، كما يتصف بالهدوء والثقة بالنفس واللباقة.

توفي فرانسوا ميتران، من مرض سرطان البروستاتا، في 8 يناير 1996، في باريس. وأجريت له جنازة رسمية، ترأسها خلفه الرئيس جاك شيراك، وجنازة خاصة، شاركت فيها دانيال زوجته، وأبناؤه الشرعيون، وابنته غير الشرعية مازارين، التي اعترف بها، قبل سنتين من وفاته، ووالدتها آن بانجو عشيقته.

وكان طبيبه الخاص، الدكتور جوبلير، أصدر كتاباً كشف فيه أن الرئيس الراحل فرانسوا ميتران كان مريضا بالسرطان منذ توليه الرئاسة في عام 1981. ولفرنسوا ميتران عدة مؤلفات، منها "نصيبي من الحقيقة".

وخلّف ميتران، الذي عرف بفضوله وميله الفائق إلى الثقافة والآداب عموماً، آثاراً أدبية، في عدة كتب، نشرها تباعاً، منها: "الحقيقة التي أعرفها: من القطيعة إلى الوحدة" Ma part de vertiti: de la rupture a l’unite عام 1969، و"النحلة والمهندسL’abeilleet L’architeche " عام 1978، و"هنا والآن" Ici et maintenent عام 1980، و"سياسة Politique" عام 1984. كما خُصّصت له مئات الكتب التي تناولت سيرته وطباعه، ومواقفه من السياسة والحكم.

كما خلّف ميتران وراءه أيضاً آثاراً معمارية، تُعد حالياً من المعالم البارزة في العاصمة الفرنسية، مثل: "الهرم الزجاجي" الذي طلب إنشاءه في فناء متحف اللوفر، في 3 أبريل 1988، و"قوس لاديفانس" في 17 يوليه 1989، و"المكتبة الوطنية الفرنسية"، التي أصبحت اليوم تحمل اسمه، و"دار أوبرا الباستيل"، في 13 يوليه 1989.



[1] الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999م، ج24، ص506 - موسوعة السياسة، ج6، ص496 - موسوعة المورد، مج7، ص42 ـ صناع الحضارة أعلام القرن العشرين، ص304.