إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الأردن









ملحق

الدعوة لعقد اجتماع قمة عربي:

في 19 سبتمبر 1970 صدر تصريح اللسيد محمد المصمودي وزير الخارجية التونسي حول توجيه الدعوة إلى عقد مؤتمر قمة عربي لتدارس الموقف في الأردن.

في 19 سبتمبر 1970 أرسل الرئيس جمال عبدالناصر برقية إلى الملك حسين حول وجوب التزام القوات الأردنية بوقف إطلاق النار جاء فيه "إن آخر التقارير التي تلقيتها من الفريق محمد صادق تظهر لي أن هناك مخاطر كبيرة كامنة فيما يجري الآن في عمان….إن عناصر من الجيش الأردني ما زالت تواصل إطلاق النار رغم ما تلقيته من تأكيدات جلالتكم وذلك في نفس الوقت الذي أعلم فيه أن قيادة اللجنة المركزية لتحرير فلسطين قد قبلت بوقف إطلاق النار… إنني أرجو تدخل جلالتكم الشخصي والفوري لكي تلتزم وحدات الجيش الأردني بوقف إطلاق النار، وأرى من واجبي أن أرفع صوتي محذراً خطورة النتائج…"

في 20 سبتمبر 1970 أرسل الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين برقية ثانية بشأن، وقف إطلاق النار. جاء فيها "لقد تلقيت من الفريق محمد صادق أنه بعد جهد طويل وبعد مخاطر عديدة تمكن من ترتيب لقاء مع الأخ ياسر عرفات رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك ضمن مهمته التي كلف بها من الأخوة معمر القذافي وجعفر نميري ومني، والتي تستهدف وضع حد للحرب الأهلية في الأردن، ثم علمت الآن أن المكان الذي رتب فيه الاجتماع يتعرض هذه اللحظات لقصف عنيف من جانب عناصر الجيش الأردني… إنني أتمنى من كل قلبي أن تتخذوا من القرارات الفورية ما هو كفيل بوضع حد لما يجري الآن.

في 20 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين إلى برقية إلى الرئيس جمال عبدالناصر رداً على برقيتي الرئيس له جاء فيها "… لقد كنت جاداً ومخلصاً عندما طلبت من القوات المسلحة إيقاف إطلاق النار أمس (السبت) ويؤسفني أن يكون الطرف الآخر قد أعرض عن كل نداء حتى نداءكم … ولم يتورع حتى عن قصف مقري طول ساعات المساء، كما فعل طول الليالي الأربع الماضية … ويسرني أن انقل إلى سيادة الأخ ظهور بوادر مشجعة لتحقيق لقاء بين الأخوة … وقد طلبت من الحكومة إشراك الأخ الفريق محمد صادق في الجهود وإطلاعه على كل النتائج".

في 20 سبتمبر 1970 أرسل السيد ياسر عرفات إلى الرئيس جمال عبدالناصر رسالة حول الحوادث في الأردن ورد فيها "تلقيت رسالتكم التي وصلتني في هذه الظروف الدقيقة الحاسمة والتي تتعرض فيها ثورتنا الفلسطينية لأخطر تصفية تهدد كيان ووجود شعبنا اللاجئ الفلسطيني.. لقد كان نداءكم ولثقة إخوانكم بكم أثرها الكبير في الاستجابة لهذا النداء، فأعطيت الأوامر فوراً بإيقاف إطلاق النار منا إذا ما وافق الطرف الآخر على ذلك ولكننا فوجئنا أن إطلاق النار لم يتوقف منهم منذ ساعة إعلان الحكومة الأردنية ذلك، مما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن نية السلطة في الأردن هي السير في خطتها حتى النهاية تستهدف تصفية الثورة الفلسطينية… إننا سنعمل بكل طاقتنا بالتعاون مع الفريق محمد صادق موفد الرؤساء الثلاث وسنبذل قصارى جهدنا لمحاولة إيقاف هذه المآسي التي ابتلى بها شعبنا ولن نألو جهداً بذلك.

وإنني أكرر طلبي من الأخ الرئيس عبدالناصر أن يعمل مع إخوانه عملاً سريعاً لإيقاف هذه المحنة وهذا الدمار الذي فاق كل تصور.

في 20 سبتمبر 1970 ألقى الدكتور نور الدين الأتاس الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس الدولة ورئيس الوزراء في الجمهورية العربية السورية خطاب حول حوادث الأردن هاجم فيه السلطة في الأردن وأمريكا والإمبريالية والصهيونية ثم جاء في البيان "لا يمكننا على الإطلاق إلا أن نمد إخواننا أبناء فلسطين من ثوار ومقاومة وجيش تحرير بكل ما يلزمه للدفاع عن أبنائه…"

في 20 سبتمبر 1970 أعلن بيان مجلس قيادة الثورة الليبي أن الجمهورية العربية الليبية تعلن:

1. توافق على الاجتماع الطارئ للملوك والرؤساء العرب في القاهرة في موعد لا يتجاوز 21 سبتمبر 1970

2. تشكيل قوة عربية مشتركة من الجمهورية العربية الليبية ومن الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية لتحول دون تصادم الفريقين مجدداً.

3. إذا لم يتحقق ما ذكر في رقم واحد واثنين فإن الجمهورية العربية الليبية سوف تتخذ من الموقف المنفردة التي تراها لا بد منها".

في 20 سبتمبر 1970 برقية من الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب حول دخول قوة من الجيش السوري إلى الأراضي الأردنية جاء فيها: "فوجئنا كما فوجئ معنا كل عربي.. حيث قامت قوة تقدر بلواء مدرع من الجيش السوري بالاعتداء على أراضينا.. إنني في الوقت الذي أضع فيه أخواني القادة العرب أمام المسؤوليات التاريخية التي تطرحها المؤامرة الغادرة عليهم أؤكد أن الأردن بجيشه وشعبه سيقف في وجه المؤامرة ….".

في 20 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين برقية ثانية إلى الملوك والرؤساء العرب حول دخول قوة من الجيش السوري إلى الأراضي الأردنية جاء فيها: كنت قد أعلمتكم صباح هذا اليوم بقيام الجمهورية العربية السورية بالاعتداء على الأراضي الأردنية. ويؤسفني أن أبلغكم الآن أن القوات السورية دخلت الأردن بوحدات مدرعة كبيرة وكثيفة، وعلى طول القطاع الشمالي بكامله متحركة في اتجاه إربد…"

في 20 سبتمبر 1970 صدر نداء القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى أعضاء الحزب للالتحاق بصفوف الثورة الفلسطينية.

في 20 سبتمبر 1970 صدر نداء المجالس البلدية والنواب والأعيان وممثلي النقابات المهنية والعمالية والتجارية والطلابية في محافظة نابلس ونداء آخر من نقابات الأطباء والمهندسين والعمال والوجهاء في الضفة الغربية إلى الملك حسين لوقف الاقتتال في الأردن.

في 20 سبتمبر 1970 نداء الهيئة الإسلامية في القدس إلى المسئولين الأردنيين لوقف الاقتتال في عمان.

في 20 سبتمبر 1970 أمر صادر من السيد ياسر عرفات القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية إلى ضباط وجنود اللواء الأربعين في الجيش الأردني جاء فيه: "من قائد قوات الثورة إلى فلول اللواء الأربعين المتقهقر ضباطاً وصف ضباط وجنود:

1. عليكم القيام فوراً بتسليم أنفسكم وكامل أسلحتكم وذخائركم إلى مقر قيادة الثورة في إربد.

2. لقد تم تمزيق اللواء الأربعين الذي تتبعونه وقُهرَ قَهراً تاماً، فلا يوجد أمامكم إلا منفذ واحد وهو التسليم والعودة إلى صفوف الشعب والثورة، وهذا هو مكانكم الطبيعي والصحيح، أن الثورة ستضمن لكم المعاملة الأخوية الكاملة.

3. الشرف العسكري وروح النضال القتال التي فقدتموها في لواء (الوحشية) الأربعين ستعود لكم وتتم تنميتها بانضمامكم لقوات الثورة في اللواء الشمالي المحرر في مقر قيادة إربد.

4. كل من يعص هذا الأمر ولا يسلم نفسه بكامل أسلحته وذخائره، حتى الساعة الثالثة من فجر الاثنين الحادي والعشرين من سبتمبر 1970 ولا ينضبط بهذا الأمر العسكري، سيتم تقديمه لمحكمة الثورة وتصدر أحكامها بحقه على هذا الأساس.

في 20 سبتمبر 1970 صدر بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول التحاق عدد من ضباط الجيش الأردني وجنوده بالثورة الفلسطينية.

في 20 سبتمبر 1970 صدر بلاغ عسكري صادر من القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية حول الموقف في شمالي الأردن. تضمن: "تقهقر قوات السلطة العميلة بعد معارك 36 ساعة متصلة وانتهت بانتصار كاسح لقوات ثورتنا الظافرة، وتقهقرت على أثره فلول قوات السلطة العميلة تاركة وراءها عتادها متجهة باتجاه الجنوب.. قواتنا تسيطر على المنطقة الشمالية بكاملها. معنوياتها عالية ومرتفعة".

في 21 سبتمبر 1970 أرسل الرئيس جمال عبدالناصر رسالة إلى الملك حسين حول المحاذير المحيطة بتصفية المقاومة جاء فيها: " لقد طلبت إلى الفريق محمد صادق أن يبلغ جلالتكم بقراري إليه أن يغادر عمان بعد التطورات المؤسفة والمحزنة التي لا زالت مستمرة والتي لا نجد سبيلاً لوقفها على نحو نرضاه.

وإذا كان لي أن أقول لجلالتكم شيئاً في هذه اللحظات الخطيرة من حياة أمتنا فإنني أضع تحت تصرفكم ما يلي:

1. إن استمرار العمليات العسكرية بالطريقة التي جرت وما تزال تجري في عمان ينبغي له أن يتوقف، وكان يجب أن توقف منذ وقت طويل، وكان يتحتم على السلطة الأردنية أن تكون أقدر على ضبط النفس خصوصاً بعد أن توصلنا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

إن المسألة ليست مسألة السلطة ولكن هناك عوامل وطنية وقومية وإنسانية لها حرمتها ولها احترامها ولست أتصور كيف يمكن أن تقوم سلطة في الأردن، أو تستقر على الأنقاض والأشلاء وعلى دم يراق بغير حساب.

2. أن جلالتكم تذكرون منذ لقائنا في الإسكندرية في 21 آب (أغسطس) الماضي أنني أوضحت لكم وجهة نظري كاملة في أنه ليس من المصلحة العربية العليا الآن ولا في صالح نضالنا المستقبل أن تتعرض المقاومة الفلسطينية لأية عمليات تؤدي إلى تصفيتها أو تحمل شبهة مثل ذلك القصد. ولقد أحسست أني أوضحت رأيي أمامكم وأن اقتناعكم به كان بادياً.

ومن سوء الحظ أن شكل الحوادث منذ بدأ تشكيل حكومة عسكرية في الأردن خلق انطباعاً معاكساً لهذه الروح ثم توالت التصرفات بعد ذلك بما لم يكن هناك مبرر له.

إني أدرك أنه وقعت من الجانب الآخر أخطاء، ولكن الجمهورية العربية المتحدة لا تستطيع أن تقبل بأن يكون الرد على ذلك بما يظهر للكل وكأنه ضربة للمقاومة كلها.

3. إنني لا أملك إلا مصارحة جلالتكم بأن الظروف الأخيرة دفعت إلى مواقع المسؤولية في الأردن بعناصر لا أظن أنني قادر على الاطمئنان إلى حسن نواياها، ولست أعتبر أن النصيحة التي يمكن أن يقدمها مثل هؤلاء نصيحة صائبة أو خالصة. ومع أنه ليس من حقي أن أتدخل في الشؤون الداخلية للأردن فإنني لا أستطيع بمسؤولية الظروف غير أن أصارحكم بذلك، وتقديري أن خطر هذه العناصر لا يتربص بالمقاومة الفلسطينية فقط ولكن يمكن أن يؤدي إلى مخاطر على الأردن نفسه وعلى مؤسساته الوطنية.

4. إن الجمهورية العربية المتحدة تؤمن بأهمية دور المقاومة الفلسطينية، وتؤمن بشرعيتها، وتعتقد بفاعليتها في النضال المستمر ضد العدو، وفي هذا كله فإن الجمهورية العربية المتحدة كانت ترى دائماً وما زالت ترى حماية المقاومة الفلسطينية من كل أعدائها ومن بعض الذين يتظاهرون ـ لمآربهم ـ بصداقتها بل ومن بعض العناصر المنتمية إليها ذاتها، وكنا نقول ومازلنا نقول أن المقاومة الفلسطينية ظاهرة من أنبل الظواهر التي أسفرت عنها نكسة حزيران (يونيه) سنة 1967.

وكنا نريد ولا زلنا نريد أن تتصرف كل القوى العربية على هذا الأساس حرصاً على أمل وحفاظاً على حق وتجسيداً لوجود الشعب الفلسطيني في ساحة الصراع.

5. إن الفريق محمد صادق سوف يقدم إلى جلالتكم نداء أخيراً بوقف إطلاق النار لكي نستطيع جميعاً أن نعيد تقدير مواقفنا. أن استمرار تداعي الحوادث على هذا النحو يعرض مئات الألوف من أبناء الشعب العربي لأهوال مروعة، ثم أنه يفتح الباب أمام مضاعفات قومية ودولية لا بد أن نحذر منها.

وكرجاء نهائي فإني أرجوكم الاستجابة إلى هذا النداء بأسرع وقت وحفاظاً على مستقبل هذه الأمة وأمنها وكرامتها.

أننا لا نملك أن نتابع ما يجري الآن في الأردن ساكتين ولا نستطيع تقبل ترديه ساعة بعد ساعة.

وأريدك بأمانة أن تعرف أننا لن نسمح بتصفية المقاومة الفلسطينية، ولن يكون في مقدور أحد أن يصفيها، وسنجد أنفسنا في حرب أهلية عربية بدلاً من حرب مع العدو وهذه محنة رهيبة لا أريدك أن تتحمل مسؤوليتها وأعتقد مخلصاً أنه مازال في يدك أن تتجنبها.

إنني أعرف لك مواقف مشرفة، ولقد سمعتك أكثر من مرة تتحدث عن شعبك وعن أمتك، وهذه فرصة أخيرة متاحة لنا جميعاً لتكون تصرفاتنا على مستوى مسؤوليتنا التاريخية. وليكن تفيق الله معك فيما تقرر.

في 21 سبتمبر 1970 وجه الملك حسين إلى الشعب خطاباً حول حوادث الساعة جاء فيه:

"أيها الأخوة الأعزاء، يا أبطال القوات المسلحة ورفاق درب الشرف والنضال، أيها الضباط والجنود البواسل في القطاع الشمالي وفي كل معقل من أردننا الحبيب، تحيات الحب والولاء والإعجاب والتقدير أبعث بها إلى كل واحد منكم. إنكم تصنعون اليوم موقفاً تاريخياً سيكون له أثر بعيد في مستقبل بلدكم وأمتكم لأجيال عديدة قادمة".

"أيها الأخوة، تعلمون أن العمليات التي قامت بها قواتنا المسلحة في عمان كانت نتيجة وجود مؤامرة دنيئة تستهدف بلدكم ووجود أمتكم، وتستهدف تمكين عدوكم من غزو أراضيكم وفرض احتلاله على هذا الجزء الغالي من الوطن العربي الكبير. ولو قدر لهذه المؤامرة أن تحقق النجاح الذي كان يحلم به مخططوها، لكانت العاصفة قد اجتاحت الوجود العربي بأسره. ولَكُنَّا وأمتنا قد خسرنا قضيتنا المقدسة إلى الأبد".

"إن الهجمات التي عانتها كرامتكم، والتي عانتها كرامة وشرف وممتلكات أقربائكم وأهلكم، المواطنين الشرفاء، وجو الإرهاب والرعب وإثارة الشكوك والانقسامات بين أخوة السلاح والنضال التي كان يقوم بها المتآمرون وعملاؤهم كانت مجرد تهيئة لتلك المؤامرة الدنيئة.

وإنكم لا تقفون وحدكم أمام كل هذا. إن الشعب بأكمله معكم لأنه، أيضاً، الضحية المستهدفة لهذا المخطط الرهيب.

ولقد قدمت المواقف اللا مسؤولة والمتهاونة لدى بعض الدوائر الحكومية الفرصة التي أتاحت للمؤامرة أن تنمو وتستشري كالسرطان في أنحاء الأردن وهكذا أقيمت القواعد الفدائية في عمان بدلاً من وادي الأردن وفي صميم المحتل من أرضنا. وجرى تكديس الأسلحة في كل مدينة وقرية. وكانت متفجرات الموت والدمار مخزنة بين السكان وفي أماكن تجمع المواطنين، بدلاً من أن تكون هناك لتحمي شعبنا في الأسر وتسحق نير الاحتلال عن رقاب الشعب.

وعندما أعان الله قواتنا المسلحة وعادت الوحدة بين الأخوة وبدا أكيداً أنهم سيواصلون المسيرة في ميدان النضال وليس في عمان وأربد أو في المدن والقرى، وعندما بدا أن الوضع لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه ـ وبمعونة الله سوف لن يعود إلى ما كان عليه ـ وعندما بدا أن المؤامرة قد سحقت، وأن المخطط الآثم قد أحبط، وأن الخدع التي ضللت الكثيرين من الأشخاص البسطاء والسذج قد كشفت، وعندما بدا أن الكيان الأردني قد خرج سالماً ـ وسيبقى سالماً بفضل سواعدكم وتصميمكم ـ وأن الكيان العربي قد خرج سالماً وسيبقى سالماً بفضل تصميمكم وتضحياتكم ـ عندما بدا كل ذلك، دخلت المؤامرة مرحلتها الثانية واتخذت بعداً جديداً. لقد قام العملاء الحقيقيون ـ الذين ابتلى بهم جيش سورية الشقيقة وشعبها بالإضافة إلى كل رجل من أمتنا ـ بعدوانهم علينا ودفعوا بمدرعاتهم التي قاموا بسحبها من القنيطرة ومرتفعات الجولان، لمهاجمة أرضنا العربية في محاولة لزعزعة مواقع قواتنا على مرتفعات أم قيس وفي الأماكن المشرفة على طبريا وبيسان.

أجل أيها الأخوة لقد أعطى أولئك العملاء الذين سلموا القنيطرة ومرتفعات الجولان دون أن يطلقوا طلقة واحدة دفاعاً عنهاً، أعطوا إسرائيل اليوم فرص للتوسع على حسابنا مرة ثانية. لكن نسي أولئك العملاء انهم أتوا إلى أرض يحميها رجال أبطال وشجعان. وكيف لهم أن يعلموا حقيقة اللواء الأربعين؟ كيف لهم أن يعلموا حقيقة المعركة التي خاضها هذا اللواء في عقابة (منطقة جنين) والمثلث ونابلس والجلمه وجنين؟ كيف لهم أن يعرفوا عن الأعمال البطولية لهذا اللواء ضد قوة إسرائيل الكبيرة ـ تلك القوة التي أتاح لها العملاء من حكام سورية أن تسيطر علينا عندما عرضوا جناحنا الأيمن للانكشاف وعندما كان كل ما فعلوه في حرب حزيران (يونيه) هو الوقوف جانباً والمراقبة بعد أن جروا أمتهم إلى تلك الحرب؟ كيف لهم أن يعرفوا عن اللواء الأربعين الذي قدم أعداداً من الشهداء كالمقدم عبدالله الشقير والرائد عبداللطيف كريشان والرائد محمد أمين عبدالله وعشرة أسماء آخرين؟ كيف لهم أن يعرفوا عن اللواء الأربعين شقيق اللواء الستين وجميع ألوية جيشنا وشقيق اللواء الثامن العراقي وجميع قوات صلاح الدين العراقية الباسلة؟

كيف لهم أن يعرفوا عن مدينة اربد التي صمدت أمام قذائف الموت والدمار التي أطلقها عليها الجيش الإسرائيلي من مرتفعات الجولان التي سلمها عملاء دمشق إلى الجيش الإسرائيلي دون مقابل؟ كيف لهم أن يعرفوا عن مدن وقرى الشمال التي صمدت بكل شجاعة وبطولة أمام قصف العدو من المرتفعات السورية التي مرح فيها العدو المحتل بموافقة وبركة العملاء في دمشق؟

إني واثق أن الجيش السوري سيرفض أن يقاد بحسب أهواء جلاديه وجلادي الشعب من حكام دمشق. إن هذا الجيش سيصر على اللقاء مع اخوته رفاق السلاح في القوات المسلحة الأردنية ليتحد الجانبان في مسيرتهما على طريق النصر والتحرير. وسيكون للجيشين أيضاً رفاق أعزاء آخرون ـ جميع المقاتلين الشرفاء ـ بعد أن تزال جميع الحواجز والعقبات، جميع الأخطاء والشوائب. أيها الأخوة، إن الله معنا، ولسوف يعطينا النصر ويمكننا من تحقيق أهدافنا. والله المعين على كل حال".

في 21 سبتمبر 1970 صدر تصرح لناطق باسم وزارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية، حول بيان أمريكي يتهم الحكومة السورية بالتدخل في حوادث الأردن وقد نفى المصدر هذا الادعاء واعتبرها توطئة لتدخل عسكري أمريكي في المنطقة.

في 21 سبتمبر 1970 صدر نداء من الملك حسين إلى القوات الأردنية لوقف إطلاق النار وجاء فيه: "إنني آمر بالتقيد المطلق والشديد بوقف إطلاق النار اعتباراً من هذه اللحظة وأطالب من الجميع المحافظة على الأمن والنظام. وأذيع هذا النداء من راديو عمان في الساعة الخامسة والربع مساءً على أثر تسلم الملك حسين رسالة مهمة من الرئيس جمال عبدالناصر (على ما جاء في الأهرام).

في 21 سبتمبر 1970 صدر بيان رسمي حول عقد مؤتمر قمة عربي عاجل في القاهرة لبحث الموقف المتدهور وذلك في الساعة الحادية عشر من صباح الثلاثاء 22 سبتمبر 1970 في مقر الجامعة العربية بالقاهرة وكانت الحكومة التونسية قد تقدمت بهذا الاقتراح ثم تمسك به مجلس قيادة الثورة في الجمهورية العربية الليبية وتولى الاتصالات بشأنه مع كل العواصم العربية.

في 21 سبتمبر 1970 صدر بيان مجلس الثورة والوزراء الجزائريين حول تمنع الجزائر عن الاشتراك في مؤتمر قمة عربي.

في 21 سبتمبر 1970 تصريح للسيد حمود القباني وزير الإعلام السوري، حول التهديد من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل العسكري المباشر في الأردن.

في 21 سبتمبر 1970 صدر نداء العقيد الركن سعد صايل قائد لواء الحسين في جيش الأردني، إلى القوات الأردنية للالتحاق بالثورة الفلسطينية.

في 21 سبتمبر 1970 بعث السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، برسالة إلى مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في القاهرة حول الوضع في الأردن جاء فيها:

"عمان تحترق لليوم السادس، والآلاف من شعبنا تحت الأنقاض تعفنت جثثهم، عشرات الآلاف من البيوت هدمت، مئات الآلاف من شعبنا في الشوارع والمساجد شردت بلا مأوى، قتلانا في الساحات تناثرت جثثهم، الجوع والعطش يفتك بالباقي من أطفالنا ونسائنا والشيوخ ومدافعهم ودباباتهم لا تزال تقصف وتدمر رغم كل عهودهم لكم، أنها مجزرة لم يشهدها التاريخ. لقد حاولنا باستمرار أن نجنب بلدنا هذه المذبحة، وحاولنا أكثر من مرة أن نقيم معهم اتفاقاً، ولكنهم في كل مرة كانوا يغدرون ولجانكم التي أرسلتموها تعرف كل التفاصيل. لم نعد نثق بأحد منهم ولا بشرفهم لذا أدعوكم باسم هذا الشعب أن تنتقلوا بمؤتمركم إلى عمان فوراً لتروا بأنفسكم حجم الجريمة…."

في 22 سبتمبر 1970 أصدر ياسر عرفات بياناً حول عدم صحة بلاغات السلطات الأردنية بشأن وقف إطلاق النار.

في 22 سبتمبر 1970 صدر بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول التهديد بإنزال قوات أمريكية في الأردن جاء فيه:

"وجدت السلطة العميلة نفسها عاجزة عن تصفية الثورة بدأت فجر أمس 21 سبتمبر 1970 التمهيد لنزول القوات الأمريكية الإمبريالية في بلادنا، واخترعت أكذوبة دخول قوات سورية إلى الأراضي الأردنية، وبعد هذا مباشرة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية راعية إسرائيل وصديقة السلطة العميلة أنها بدأت في إعداد الفرقة (82) للتدخل في الأردن لصالح السلطة العملية تحت شعار إنقاذ الرعايا الأمريكيين إن اللجنة المركزية للثورة الفلسطينية، تعلن بوضوح عن دخول لواء حطين الذي هو جزء من جيش التحرير الفلسطيني، وهو حق من حقوق الثورة المشروعة ليأخذ دوره الوطني في الدفاع عن الثورة وإحباط المؤامرة…. واللجنة المركزية تحذر الإمبرياليين الأمريكيين التدخل ….".

في 22 سبتمبر 1970 صدر تصريح لناطق باسم وزارة الخارجية في الجمهورية العربية السورية يندد بالتهديدات الأمريكية بالتدخل في الأردن.

في 22 سبتمبر 1970 وجهت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في القاهرة رسالة حول رأي اللجنة في ما يجب تدبره إزاء الوضع الراهن في الأردن وجاء في هذه الرسالة: "… بعد أن دمرت مخيمات اللاجئين والأحياء الآهلة في عمان تدميراً شبه كامل". وعددت الرسالة الخسائر وطالبت بأن ينتقل المجتمعون في القاهرة إلى عمان أو الزرقاء ليشاهدوا بأعينهم وحشية المذبحة…". (الوثيقة الرقم 735 الوثائق الفلسطينية العربية عام 1970 ص 805، 806).

في 22 سبتمبر 1970 أدلى السيد محمد حسنين هيكل وزير الإرشاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة بحديث حول الحوادث الراهنة في الأردن. (الوثيقة الرقم 736 الوثائق الفلسطينية العربية عام 1970، ص 806، 8090).

في 22 سبتمبر 1970 صدر بيان من كل من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، الهيئة التنفيذية للاتحاد العام لطلبة فلسطين، وذلك للتنديد بالتدخل الأجنبي ويعلنون وقوفهم بجانب المقاومة والثورة الفلسطينية.

في 22 سبتمبر 1970 تصريح لمتحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية حول استدعاء السفير السوري والسفير العراقي في الجزائر للتشاور معهما بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

في 22 سبتمبر 1970 صدر بيان للسيد ياسر عرفات حول حرص الثورة على سلامة الرعايا الأجانب.

في 22 سبتمبر 1970 أصدرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نداءاً تهيب بكافة الجمعيات للتدخل فوراً لإنقاذ الجرحى والمشاركة بواجبها الأساسي.

في 22 سبتمبر 1970 صدر بيان لكافة الثوار المقاتلين بالتعاون مع أفراد الصليب الأحمر.

في 23 سبتمبر 1970 أرسل السيد صلاح خلف أحد قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والسيد فاروق قدومي عضو اللجنة التنفيذية لـ "فتح" رسالة إلى الملك حسين بشأن إيقاف القتال الدائر في الأردن وقد جاء في تلك الرسالة: ".. لذلك ومن أجل هذا الشعب الذي أحببته حياتك أن نتوجه إلى الجميع بنداء الوالد الذي لا ينحاز إلى جهة، بل يحرص على الجميع من شعب وجيش وفدائيين. نداء فيه روح الذي يقطع دابر الفتنة ويمنع استمرارها بشكل يحفظ الجميع واضعاً بين يدي جلالتكم الاقتراحات العملية التالية:

1. أن ينسحب الجيش إلى أماكن مناسبة حول العاصمة.

2. بعدها ينسحب الفدائيون من المدينة وتلف كافة القواعد من المدينة.

3. بعد هذه الخطوات يمكن التوصل إلى صيغة تضمن ما يلي:

·   التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثلة للشعب الفلسطيني وإنهاء التشرذم في العمل الفدائي.

·   يكون تواجد الفدائيين على حدود الوطن المحتل ولا يتواجدون في المدن.

·   تقيد الفدائيين والتابعين لهم بأنظمة البلاد وقوانينها. ثم يتفق على النقاط الأخرى بروح المصالحة الوطنية التي ليس فيها غالب ومغلوب إنما فيها روح الصفاء الوطني.

وأَمَلِي بجلالتكم أن تكون كما عهدناك حريصاً على أن يتم ذلك بإشرافك وجهدك.

وحتى تظل وحدة هذا الشعب خالدة وحتى نتمكن من العمل على التحرير الكامل لترابنا ووطننا السليب، ولا أنسى يا جلالة الملك إخوانك وأتباعك المعتقلين الذين اعتبرتهم ضيوفك وبرعايتك. هذا ورعاك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته).

في 23 سبتمبر 1970 رسالة الملك حسين إلى الشعب والفدائيين حول التوصل إلى اتفاق لوقف القتال. أشار في هذه الرسالة إلى الرسالة التي وصلته من السيد صلاح خلف والسيد فاروق القدومي وآخرين كما جاء برسالة الملك الآتي:

"1. إن المكان الطبيعي للفدائيين وقواعدهم هو خط المواجهة مع العدو...

2. التعامل مع منظمة التحرير الفلسطينية كممثلة للشعب الفلسطيني على أساس أنها تمثل وحدة العمل الفلسطيني السياسي والعسكري...

3. يمنع تواجد أية قواعد للفدائيين في عمان والمدن والقرى الأردنية ويكون تواجد القواعد على حدود الأرض المحتلة.

تطبق أنظمة الدولة وقوانينها على الفدائيين وتمارس الدولة سيادتها التامة على جميع من يتواجد فوق أراضيها ويتمسك الجميع باحترام تلك السيادة…"

في 23 سبتمبر 1970 وجه اللواء جعفر النميري رئيس مجلس قيادة الثورة السوداني كلمة إلى الأردنيين والفلسطينيين، بصفته رئيساً لوفد الزعماء العرب الذي حضر إلى الأردن للعمل لوقف إطلاق النار، حول استجابة الفريقين المتحاربين لمسعاه وجاء في الكلمة:

"لقد لمسنا من جلالته ـ الملك حسين ـ الاستجابة الصادقة الفورية لنداء أمته وصوت ضميرها.."

"ولئن تعذر الاجتماع بالأخ ياسر عرفات فقد اجتمعت وأعضاء الوفد العربي بالأخوة من الثوار الفلسطينيين وهم صلاح خلف (أبو اياد) وفاروق القدومي (أبو اللطف) وإبراهيم بكر، وبهجت أبو غربية، وسيادة العقيد سمير الخطيب من قادة العمل الفدائي الفلسطيني، ولمست من إخواني جراحات قلوبهم واسى أفئدتهم، ووجدنا عندهم الاستجابة الفورية".

"لقد اطلع وفدنا على الرسالة التي وجهها جلالة الأخ الملك حسين صباح هذا اليوم وما اشتملت عليه من قرارات ارتكزت على المقترحات التي قدمها الأخ صلاح خلف (أبو أياد) لجلالته في رسالة عند منتصف ليلة أمس وإننا نبارك هذه القرارات ونؤيدها باسم القادة العرب والشعوب العربية وندعو بأخوة وإخلاص لاعتمادها والتمسك بها واتخاذها أساساً لأي تنظيم تفصيلي مقبل. ولقد اتفقنا أيضاً جميعاً على وجوب وقف إطلاق النار وإنهاء القتال الدائر على الفور وإلى الأبد".

في 23 سبتمبر 1970 وجه الملك حسين كلمة إلى المواطنين حول التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار جاء فيها:

"تم بحمد لله التوصل إلى إقرار الاتفاقية التي أذعناها عليكم صباح هذا اليوم وذلك في اجتماع حضره الرئيس جعفر نميري وإخوانه أعضاء الوفد المرافق الذي جاءنا ممثلاً لإخواننا القادة العرب المجتمعين في القاهرة الآن. كما حضره عدد من الأخوة قادة العمل الفدائي الفلسطيني، وتم دراسة الأمور وإقرار الاتفاقية و اعتمادها لتنظيم المسيرة المشتركة على طريق النصر والتحرير ولقد أصدرت قراراً للقوات المسلحة الأردنية وقائدها الكبير المشير حابس المجالي وإخوانه القادة والضباط والجنود بالتمسك بوقف إطلاق النار وبالاتفاقية المباركة … وأدعو كل مواطن إلى أن يفوت الفرصة على كل من تسول له نفسه إثارة الفتنة".

في 23 سبتمبر 1970 أصدر المشير حابس المجالي الحاكم العسكري العام في الأردن القرار التالي بوقف إطلاق النار: "بناءاً على البيان الذي صدر باسم مؤتمر القادة العرب على لسان اللواء جعفر النميري والذي أكد نقاط الاتفاق التي نصت عليها بيان الملك رداً على المقترحات الواردة في رسالة أبو أياد ورفاقه صباح اليوم، فإني آمر بما يأتي:

أولاً: على القوات المسلحة الأردنية والأمن العام والجيش الشعبي التقيد التام بوقف إطلاق النار تقيداً تاماً.

ثانياً:  على القادة والضباط مراقبة تنفيذ هذا الأمر بمنتهى الحزم والانضباطية.".

في 23 سبتمبر 1970 أرسل السيد ياسر عرفات برقية إلى الرئيس جمال عبدالناصر ينفي فيها التوصل إلى اتفاقية ما بين الطرفين المتحاربين بالأردن جاء فيها:

"فوجئنا الآن باتفاقية لا علم للثورة بها، تعلن باسم أخوة هم في الواقع أسرى لا يمثلون الثورة الفلسطينية حالياً، ولا يمارسون فيها أية مسئولية، ولا يعرفون مواقعنا ومواقع الطرف الآخر. للمرة الرابعة يعلنون وقف إطلاق النار ثم لا يلتزمون به، ولم يلتزموا به حتى الآن. المؤامرة خطيرة. يرجى التدخل ويجب أن تتم المقابلة بيننا وبين وفد القمة وذلك لمعرفة الحقائق ومدى خطورتها الآن….).

في 23 سبتمبر 1970 أرسلت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية رسالة للواء جعفر النميري رئيس وفد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب إلى عمان، حول ما أشيع عن اتصاله ببعض القياديين الفلسطينيين الذين، أسرتهم السلطات الأردنية. وطالبت اللجنة المركزية لتحرير فلسطين أن يحضر اللواء جعفر النميري ومن معه إلى عمان ليروا بأنفسهم ما يجري في عمان.

في 23 سبتمبر 1970 أصدرت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير بياناً حول عدم تمكنها حتى هذا التاريخ من الاتصال بوفد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب. كما أصدرت بياناً آخر تندد بالمفاوضات التي تمت بين أبو أياد ورفاقه والسلطات الأردنية.

في 23 سبتمبر 1970 أصدرت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير بياناً تهاجم فيه الملوك والرؤساء العرب حول ما أشيع عن تبنى وفد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب لاقتراحات الملك حسين. (وثيقة الرقم 758 الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1970 ص 817).

في 23 سبتمبر 1970 برقية تأييد للثورة الفلسطينية من الاتحاد العام لطلبة تونس.

في 23 سبتمبر 1970 نداء من إدارة مستشفى الأشرفية في عمان وبرقية من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني للمناشدة بتزويدها بالأدوية والأطباء لعدم توافرها. مع كثرة عدد الجرحى.

في 24 سبتمبر 1970 برقية مرسلة من الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب بالقاهرة عن عدم تقيد بعض الجماعات بوقف إطلاق النار رغم التزام الجانب الأردني به.

في 24 سبتمبر 1970 أرسل الرئيس جعفر النميري رئيس وفد مؤتمر الملوك والرؤساء العرب إلى عمان برقية إلى الملك حسين حول ما بلغه من تجدد القتال في الأردن.

في 24 سبتمبر 1970 برقية من الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب المجتمعين في القاهرة (جلالة الملك فيصل آل سعود عن السعودية ـ الرئيس جمال عبدالناصر عن الجمهورية العربية المتحدة، مصر، ـ الرئيس سليمان فرنجية عن لبنان ـ السيد الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس ـ الشيخ سعد العبدالله الصباح وزير دفاع الكويت ـ القاضي عبدالرحمن الإيرياني عن اليمن الشمالي ـ السيد سالم ربيع على عن اليمن الجنوبي، يخبرهم فيها الملك حسين حول تجسيم بعض الإذاعات العربية الأخبار عن حوادث الأردن ونشر أخبار مثيرة ومشوشة وتنشر أنباء عن تجدد القتال هنا وهناك ما لا صحة له على الإطلاق مما يعرقل جهود التسوية وذلك مثل إذاعة دمشق.

في 24 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين برقية للواء جعفر النميري حول موقف إطلاق النار في أربد وحول الموقف السوري جاء فيها: "إن الجهود التي بدأت منذ يوم أمس تكللت بالنجاح بإزالة أسباب الخلاف في أربد، وقد أصدرت منذ أمس أوامر مشددة إلى جميع الوحدات العسكرية والقادة العسكريين بوقف إطلاق النار والتمسك بالاتفاق نصاً وروحاً … إن إذاعات اللجنة المركزية من دمشق لا تزال ماضية في التحريض والإثارة وقد تصدت لاستنكار الاتفاق ورفضه فور الإعلان عنه كما أنها تدعو عناصر الفدائيين باستمرار للمضي في القتال وتمزيق ذلك الاتفاق. وقد أطلقت بالفعل نيران كثيفة على بعض قواتنا في عمان … أرجو أن أؤكد تمسكي بالاتفاق وحرصي الخاص عليه لكني أود أن أحذر من مصادر الأخبار التي لا تعطيكم بأمانة صورة صادقة عما يقع.

في 24 سبتمبر 1970 أرسل الزعيم محمد الداود رئيس مجلس الوزراء الأردني كتاب استقالة للملك حسين ورد فيه: "… بتاريخ 15 سبتمبر 1970 شرفتموني وأسندتم إلى رئاسة الوزراء لأقوم أنا وزملائي الوزراء باتخاذ كل خطوة ممكنة لإنقاذ البلاد من الوضع المتردي والذي كانت تنهار إليه بسرعة خاطفة منذ الدقيقة الأولى لاستلامي السلطة قمت أنا وزملائي وبكل سرعة بالخطوات اللازمة في محاولة استمرت يومين بليلتهما، ومع أننا لم نفقد الأمل منذ تابعنا محاولاتنا نطرق بها كل باب ولكن لسوء حظي وزملائي فقد أغلقت الأبواب والسبل وحالت دون وصولنا الغاية المنشودة… لم نجد سبيلاً إلا تسليم السلطة للحاكم العسكري العام ليعيد النظام والقانون للبلاد، وبقيت وزارتي مشلولة تروعها الأحداث، وما قامت بمحاولة لإنقاذ الموقف المحزن إلا وفشلت.. رأيت يا سيدي أن مخاوف شديدة تعكر صفو المحاولات لإنهاء النزاع بين الأشقاء جيشاً وفداء، والمخاوف هي وجود حكومة عسكرية، ومع أن جلالتكم والدنيا تعلم أن حكومتي جاءت بهدف واحد هو الإصلاح وتنفيذ الاتفاق والتعاون مع الفداء الغالي وجميع القوى لصد العدو الغاشم … ولإزالة هذه المخاوف التي لا مبرر لها وأنا ابن الفداء وابن فلسطين وجرحى فلسطين أحمل جراحي ليومنا هذا، أرجو يا سيدي أن أرفع لجلالتكم استقالتي لتتمكنوا من تأليف حكومة مدنية حسماً للمخاوف واعتباراً من هذا اليوم".

في 24 سبتمبر 1970 صدر بيان المتحدث المصري حول نتائج اجتماعات الملوك والرؤساء العرب بعد دراسة الموقف اتفقوا على: "أن يسافر الرئيس جعفر النميري إلى عمان مرة أخرى على رأس وفد يضم السيد الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس ـ والسيد حسين الشافعي عضو اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي المصري ـ والشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وزير الدفاع الكويتي ـ والسيد رشاد فرعون مستشار الملك فيصل والسيد فاروق أبو عيسى وزير خارجية السودان ـ والفريق محمد صادق رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وذلك لتقصي الحقائق والعمل بكل الوسائل من أجل وقف إطلاق النار وسوف يعود الملوك والرؤساء العرب إلى الاجتماع مرة أخرى صباح يوم 25 سبتمبر 1970 للنظر في النتائج التي توصل إليها الوفد".

في 24 سبتمبر 1970 برقية من قيادة الثورة الفلسطينية إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين تناشده فيها الوقوف بجانب الثورة.

في 24 سبتمبر 1970 أصدر السيد ياسر عرفات بيان إلى الشعب والفدائيين حول وجوب الثبات والنضال.

في 24 سبتمبر 1970 بعث الرئيس جعفر النميري برسالة عبر إذاعة عمان إلى السيد ياسر عرفات يطلب منه تحديد مكان وزمان للاجتماع به.

في 24 سبتمبر 1970 أرسل السيد ياسر عرفات برسالة للرئيس جعفر النميري محدداً فيها ميعاد الاجتماع الليلة 24 سبتمبر 1970 مساءاً ومكان لقاء مندوب السيد ياسر عرفات هو سفارة الجمهورية العربية المتحدة في جبل اللوبيدة حيث سيصحبهم المندوب إلى مقر السيد ياسر عرفات وقد أفاد السيد ياسر عرفات بأنه أمر قواته بعدم التعرض لسيارة اللواء جعفر النميري ومن معه وطلب أن يبلغ الطرف الآخر (السلطات الأردنية) بعدم التعرض للسيارة كذلك.

في 24 سبتمبر 1970 أدلى السيد عبدالعزيز بوتفليقة وزير خارجية الجزائر بتصريح حول مسببات حوادث الأردن متهماً السلطة الأردنية بالتآمر لتصفية المقاومة الفلسطينية وضرب الشعب الفلسطيني وينفي اتهام الأردن لسورية بتحريض المقاومة على القتال ويحذر من التدخل الأجنبي في الأردن.

في 24 سبتمبر 1970 صدر نداء من جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية تطلب فيه تزويد مدينة عمان بالماء والسعي لإنقاذ الجرحى.

في 25 سبتمبر 1970 بعث السيد ياسر عرفات برسالة إلى الثوار الفلسطينيين يأمرهم بإيقاف إطلاق النار حقناً للدماء وحتى يتمكن الناس من دفن موتاهم وتضميد جرحاهم والحصول على مستلزمات الحياة الضرورية واستجابة منه لنداء الملوك والرؤساء العرب وأن الثورة الفلسطينية تبقى ملتزمة بهذا القرار إذا التزم الطرف الآخر بذلك. (وقد أذاع الرئيس جعفر النميري هذا الرسالة بنفسه من إذاعة عمان).

في 25 سبتمبر 1970 أصدر الملك حسين أمراً للقوات الأردنية بوجوب وقف إطلاق النار بعدما أكد الأخوة قادة العمل الفدائي الفلسطيني استعدادهم للتنفيذ بوقف إطلاق النار تنفيذاً تاماً، وأكرر أمري للقوات الأردنية المسلحة بوجوب التنفيذ بوقف إطلاق النار تنفيذاً فورياً وكاملاً وفي الوقت ذاته فإن على جميع المحرضين والضالين والمضللين أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتقوا الله في وطنهم وإني أطلب من الجميع التعاون بصدق وإخلاص لإتاحة الفرصة أمام جهودنا المبذولة لإعادة الأمن والنظام (وقد أذاع الملك حسين الأمر بنفسه من إذاعة عمان وذلك على أثر تلاوة اللواء جعفر النميري رسالة السيد ياسر عرفات من إذاعة عمان".

أدلى السيد/ الباهي الأدغم رئيس مجلس الوزراء التونسي، يوم 25 سبتمبر 1970، ببيان حول الوضع في الأردن ومهمة الوفد الذي أوفده اجتماع الرؤساء العرب إلى عمان، الوثيقة رقم 777، ص824، الوثائق الفلسطينية العربية 1970.

في 25 سبتمبر 1970 كلمة للسيد ياسر عرفات إلى رجال الثورة في جبل الأشرفية بعمان يحييهم فيها على بطولتهم وتصديهم لقوات العملاء التي حاولت اليوم اختراق جبل الأشرفية، وطلب مزيداً من التصدي والصمود.

في 25 سبتمبر 1970 أدلى السيد كمال ناصر الناطق الرسمي باسم اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحافي حول حوادث الأردن (أذيع التصريح من بيروت في جريدة النهار يوم 26 سبتمبر 1970).

في 25 سبتمبر 1970 صدر بيان الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل بشجب "المؤامرة الإمبريالية على الثورة الفلسطينية".

في 25 سبتمبر 1970 صدر بيان اللجنة المركزية لنصرة الثورة في الخليج العربي المحتل وفلسطين في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بشجب ما تتعرض له الثورة الفلسطينية في الأردن.

في 25 سبتمبر 1970 صدر نداء من إدارة مستشفى الأشرفية في عمان إلى اللواء جعفر النميري حول تعرض المستشفى لهجوم القوات الأردنية، وجاء فيه "للمرة العشرين يخرقون ما أعلنوه عن وقف إطلاق النار ومنذ الصباح الباكر فتحت نيران مدفعيتهم الثقيلة ومدفعية الدبابات والرشاشات على أهلنا وشعبنا في كثير من المواقع. والآن في هذه اللحظة يتحركون بدباباتهم وآلياتهم والمشاة تجاه مستشفى الأشرفية بينما يتصدى الثوار لهم. ولسنا نستبعد على الإطلاق أن يقصف المستشفى الذي يزدحم بالمئات من الجرحى أن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على نيتهم المبيتة في الاستمرار بالمجزرة ولتسمعوا ولتشهدوا ولتتحركوا، تحركوا فوراً لإيقاف هذه المجزرة".

في 25 سبتمبر 1970 صدر بيان لقيادة قوات الثورة الفلسطينية حول اعتداء القوات الأردنية على مستشفى الأشرفية في عمان جاء فيه: بينما كانت دبابات العملاء تشن هجوماً على المستشفى الجراحي بالأشرفية محاولة الوصول إلى المستشفى، تسلل عدد من المشاة تحت ستار كثيف من القصف المدفعي وقاموا بإطلاق النار على المرضى وضربوهم بالبلطات مما أدى إلى استشهاد عدد من الجرحى وإيقاع جراح بليغة في البعض الآخر، كما قام الجنود المتسللون باختطاف الأطباء والممرضين والممرضات وعدد من الجرحى وساقوهم معهم، وقد حدث هذا بعد ظهر اليوم وبعد إعلان السلطة العميلة عن وقف إطلاق النار … وندعو بعثة الصليب الأحمر الدولي المتواجدة في عمان وكل البعثات الطبية العربية والدولية للتوجه إلى المستشفى لمعاينة ما حدث. ولإغاثة مئات الجرحى الذين يهددهم الموت، كما تطلب من الرئيس النميري التدخل فوراً لحماية الأطباء والممرضات والممرضين والجرحى الذين اختطفتهم قوات السلطة".

في 25 سبتمبر 1970 بيان البعثة الليبية في الأردن حول تعرض الأطباء وسيارة الإسعاف لقصف القوات الأردنية.

بيان لإدارة مستشفى الأميرة بسمة في أربد حول تعرضه لقصف القوات الأردنية وسيارة الإسعاف معطلة ولا يوجد مكان لإيواء القتلى والجرحى.

في 25 سبتمبر 1970 بيان اتحاد الكتاب اللبنانية حول حوادث الأردن يندد بالتهديد بالتدخل الأجنبي ويؤيد المقاومة ويطلب حمايتها وعدم تصفيتها.

في 26 سبتمبر 1970 أرسل الرئيس جمال عبدالناصر برقية للملك حسين حول التقرير الذي قدمه الرئيس جعفر النميري إلى الملوك والرؤساء العرب عن الوضع في الأردن جاء فيه: ". يؤسفني أن أبلغكم قلقنا الشديد بعد التقرير الذي استمعنا إليه من الرئيس جعفر النميري وبقية أعضاء الوفد الممثل لنا الذين عادوا من عمان الليلة.

إن التقرير الذي استمعنا إليه منهم جميعاً يؤكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك عدة حقائق:

1. أن هناك إصراراً من جانب السلطة الأردنية على مواصلة إطلاق النار برغم كل المحاولات التي بذلت.

2. إن كل الوعود التي قطعت لنا أهدرت إهداراً كاملاً وأُفرغَتَ من أي قيمة حقيقة لها.

3. إن هناك مخططاً لتصفية المقاومة الفلسطينية برغم كل إدعاء بغير ذلك.

4. إن هناك مذبحة مروعة تجري في الأردن، منافية لكل القيم العربية والإنسانية.

5. إن وفد الرؤساء الذي عاد من عمان يشعر أنه قد تعرض لمراوغات لم يكن يجب أن يتعرض لها.

إزاء ذلك كله فإننا اتفقنا الآن على أن يعقد الأخ الرئيس جعفر النميري مؤتمراً صحفياً يذيع فيه باسمه وباسم كامل أعضاء اللجنة التي شاركته في مهمته تفاصيل تقريره إلينا. إننا نشعر بحزن شديد أن تصل الأمور بيننا إلى هذا الحد، ولكن ما يجري الآن لا يترك لنا مجالاً لغيره، فالحق أحق أن يقال، ستبقى أمتنا دائماً أكبر من كل شر وأقوى من كل تدبير.

في 26 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين برقية إلى الرئيس جمال عبدالناصر، رداً على برقية الرئيس عبدالناصر له. جاء فيها: "أؤكد لكم أن القوات المسلحة الأردنية احترمت وستحترم وقف إطلاق النار على الرغم من الاستفزازات المستمرة التي لا تطاق. لقد تعرضنا أمس وأمس الأول في مقر قيادتنا العام لقذف عنيف متواصل، وقد استطاعت بعثة التوفيق العربية بنفسها أن تكون شاهدة على بعض هذه الهجمات.

إننا نجهل إلى الآن عواقب احتلال القوات السورية لهاتين المدينتين (أربد، الرمثا) … الحالة عادت إلى الهدوء من جديد في عمان، وأن الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى وضعها الطبيعي غير أن بعض العناصر المسلحة المتفرقة في مختلف الأماكن، ما زالت تحاول منع إعادة النظام والأمن. إننا نبذل أقصى الجهد لتصفية آثار العصيان وتضميد الجراح. وبعد بضع ساعات ستتولى حكومة جديدة شؤون البلاد التي ستدخل في مرحلة جديدة من وجودها...".

في 26 سبتمبر 1970 قدم الرئيس اللواء جعفر النميري رئيس وفد الملوك والرؤساء العرب إلى عمان تقريراً عن المساعي التي بذلها الوفد في العاصمة الأردنية وعن حالة العاصمة. (الوثيقة الرقم 791 الوثائق الفلسطينية عام 1970، ص 840).

وملخص هذا التقرير أنه تقابل مع الملك حسين والسيد ياسر عرفات وكل منهما شرح الوضع من وجهة نظره وخلص التقرير إلى أن السلطات الأردنية لم تلتزم بوقف إطلاق النار، وأن الوفد رأى وسمع ذلك بنفسه واتصل أعضاء الوفد بالقيادة الأردنية وأبلغوها بذلك، وقدر السيد ياسر عرفات عدد القتلى بحوالي 25 ألف، وأنه موافق على إيقاف إطلاق النار، وضرورة وجود ضمانات لذلك ـ كما طالب بتشكيل حكومة وطنية. وقال السيد عرفات أن السلطات الأردنية قبضت على 14 ألف شاب من منازلهم بمجرد انهم شباب قادرون على حمل السلاح. وطالب السيد ياسر عرفات بإيقاف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لدفن جثث الموتى، وأفاد أن خسائر الجيش الأردني ليسوا أقل من 5000، وخسائر في المعدات بلغت 93 دبابة بخلاف العربات والآليات الأخرى. وأفاد اللواء جعفر نميري بأنه حدث قصف لمقر اللجنة الموجودة في سفارة الجمهورية العربية المتحدة. فاتصل اللواء النميري بالملك حسين شخصياً الذي أرسل لهم نائب رئيس الأركان ونائب مدير العمليات ومدير الأمن وقاموا بالاتصال بمدير العمليات فتم إيقاف القصف بسرعة خيالية على غير العادة. مما يؤكد أن الاتصالات والأوامر يمكن إيصالها للقوات بسرعة جيدة على غير ما كان يزعم قادة القوات المسلحة وعندما توجهت اللجنة للمطار في سيارة مصفحة أطلق الجيش الرصاص على سيارتهم. وخرجت اللجنة من عمان بانطباع جماعي أن هناك مخطط لإبادة كافة رجال المقاومة الفلسطينية الموجودين في عمان، ويجري تنفيذ هذا المخطط بالرغم من كل الوعود والاتفاقات.

كما أفاد اللواء النميري أن السيد ياسر عرفات حضر مع اللجنة من عمان إلى القاهرة عن طريق مطار عمان وهو مدعو لحضور اجتماع الملوك والرؤساء. (الوثيقة رقم 791، ص840، الوثائق الفلسطينية العربية1970).

في 26 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين برقية إلى الرئيس جمال عبدالناصر حول تقرير الرئيس جعفر النميري عن الحالة بالأردن تتلخص في أن الملك حسين هاجم تقرير الرئيس النميري وأفاد أنه يخالف الحقيقة. وأن الرئيس النميري اطلع على الحقيقة كاملة، وأن لديه من المعلومات والوثائق والحجج يستطيع أن يعرضه لتبرء ذمته.

في 26 سبتمبر 1970 أرسل الملك حسين برقية إلى الملك فيصل حول تقرير الرئيس جعفر النميري عن الحالة بالأردن تتلخص في أن القوات المسلحة بالأردن التزمت بوقف إطلاق النار، وأن الحالة بعمان بدأت تعود لطبيعتها وأن ما يحتاجه الآن هو دعم الأشقاء للخروج من هذه المحنة. وأن في طليعة ما يعيق أي جهد هو موقف بعض المتكلمين باسم اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومنهم الناطق الرسمي الذي عقد مؤتمراً صحفياً في بيروت أمس أعلن فيه أن الثورة لن تلقي السلاح إلا بعد الإطاحة بالملك حسين والقضاء على عائلته.

في 26 سبتمبر 1970 جرى اتصال هاتفي بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين اتفقا فيها على وقف الحملات الإعلانية المضادة للملك، وأن يوقف الملك إطلاق النار من جميع وحدات الجيش وأبدى الملك استعداده للحضور للقاهرة واتفقا على حضور الملك حسين في صباح اليوم التالي 27 سبتمبر 1970. (الوثيقة رقم 795، ص848، الوثائق الفلسطينية العربية 1970)

في 26 سبتمبر 1970 الملك حسين يكلف السيد أحمد طوقان بتشكيل حكومة أردنية جديدة.

في 26 سبتمبر 1970 صدر بيان اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية يهاجم الملك حسين والحكومة العسكرية السابقة ويرفض الحكومة الجديدة وطالب البيان بالآتي:

1. ضرورة التزام العملاء بالهدنة، ووقف إطلاق النار لنتمكن من دفن شهدائنا، وتضميد جرحانا، وتأمين الخبز والماء والمأوى لشعبنا المشرد.

2. طرد الحكم العسكري العميل، ومحاكمة القتلى وسفاكي دم الشعب والثورة، وطرد جميع المسؤولين في السلطة عن تنفيذ حرب الإبادة على الثورة والشعب.

3. قيام حكم وطني ينفذ إرادة الشعب، أو يضع الحلول الجذرية لتحقيق وحدة الشعب والوطن في الساحة الأردنية الفلسطينية.

4. وجود قوة عربية مسلحة للإشراف على وقف إطلاق النار.

إن اللجنة المركزية تعلن للعالم أجمع، أن مؤامرة السلطة العميلة لن تمر، وأن الثورة والشعب سيدافعان ويقاتلان بكافة أنواع الأسلحة من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت.

في 26 سبتمبر 1970 صدر بيان مجلس قيادة الثورة العراقية حول موقف الحكومة العراقية وحزب البعث العربي الاشتراكي من حوادث الأردن جاء فيه: "تواجه الأمة العربية في هذه الأيام مؤامرة من أخطر المؤامرات التي تتكاتف لتنفيذها الإمبريالية العالمية وفي مقدمتها الإمبريالية الأمريكية والصهيونيه وقوى الرجعية العربية وعلى رأسها السلطة الرجعية الفاشية في الأردن، والأوساط العربية المتخاذلة اللاهثة وراء الحلول الاستسلامية التصفوية بزعامة سلطات القاهرة…. وأخذ البيان يردد مثل هذه العبارات وغيرها بطريقة مثيرة. (الوثيقة رقم 798، ص851، الوثائق الفلسطينية العربية 1970).

في 26 سبتمبر 1970 صدر حديث صحافي للسيد ياسر عرفات بعد وصوله للقاهرة بصحبة الرئيس جعفر نميري. وهاجما في الحديث سلطة الأردن ودعا إلى مواصلة الكفاح وأنه سيعود للأردن للقتال والاستمرار والصمود.

في 26 سبتمبر 1970 صدر بيان ممثلي الغرف التجارية العربية في الضفة الغربية يندد بالأحداث ويستنكر ما حدث من السلطة في الأردن وطالب الدول العربية بتجميد علاقتها مع الأردن وطالب المواطنين والتجار بالتبرع بسخاء إلى لجان الغوث. كما ناشد الصليب الأحمر الدولي لمساعدة الجرحى.

في 26 سبتمبر 1970 وزع مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت لائحة اتهام قانونية ضد الملك حسين بتهمة إبادة الجنس البشري.

في 27 سبتمبر 1970 أدلى الملك حسين بحديث صحافي جاء فيه: " لقد فعلت كل ما كان علي أن أفعله لقد وصلنا إلى نقطة كان فيها شعبي المقيم تحت الاحتلال العسكري الأجنبي (الإسرائيلي) أكثر أماناً في بيوتهم بعشرات المرات من شعبي المقيم في عاصمتنا عمان

قد يصل عدد القتلى إلى ألفين إننا لا نعرف بعد بالتحديد الأضرار في المدينة كانت بالغة للغاية عندما يرى الناس كميات الأسلحة والذخيرة التي كانت لدى رجال العصابات في عمان والاستعدادات التي اتخذوها من أجل القتال هنا، فبإمكانهم أن يسألوا أيضاً كيف سمحنا للأمور أن تصل إلى هذا الحد… لقد كانوا يتحدثون عن مقاومة إسرائيل ولكنها لم تكن مسألة إسرائيل إطلاقا. لقد كانت مسألة الاستيلاء على الحكم هنا لقد كنت دائماً متحيراً بما كانوا يصفونه بالثورة الفلسطينية. لقد كان بإمكاني أن أفهم جيداً مقاومة فلسطينية وليس ثورة فلسطينية… لم يكن بإمكاننا أن نميز من كانوا فدائيين حقيقيين عمن كانوا امتدادات لحركات سياسية في العالم العربي. لقد كنا على استعداد لدعم جميع المقاومة الشرعية …. ومن جهة أخرى لم تكن هناك وحدة واحدة في الجيش أو القوات الجوية لم تستفز فيما يتعلق بالتحرش بعائلاتها وبيوتها، لقد كنت أجد صعوبة بالغة في السيطرة عليها… لقد وجد الكثير من العراقيين مع رجال العصابات هنا في شوارع عمان، وبينما كان جيشهم محايداً في هذه الأزمة فإن الكثير من الأسلحة وصلت من خلال قطاعهم… لقد تم الاستيلاء على الكثير من وثائق العصابات بالإضافة إلى أطنان من الأسلحة والذخيرة… لقد وجدت أن الضابط (الرقيب) الذي اعتاد أن يقود سيارة أطفالي، والطباخ هنا في بيتي كانا كلاهما أعضاء في منظمات العصابات السرية، وقد تم العثور عليهما في صويلح.

في 27 سبتمبر 1970 تم توقيع اتفاقية القاهرة ما بين الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية. (الوثيقة الرقم 803 الوثائق الفلسطينية العربية عام 1970، ص 856).

اتفاقية القاهرة ما بين الحكومة الأردنية والمقاومة الفلسطينية.

وصولاً إلى حقن الدماء العربية نتيجة لما حدث في المملكة الأردنية الهاشمية خلال العشرة أيام السابقة لهذا الاتفاق، وصوناً لأمن وسلامة الأمة العربية لما تتعرض له من مؤامرات استعمارية، وتحقيقاً للاستقرار في الأردن الشقيق الذي يتعرض للتمزق والآلام، تم الاتفاق التام في هذا اليوم السادس والعشرين من رجب 1390 هجرية الموافق السابع والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) 1970 بين المجتمعين في مؤتمر الملوك والرؤساء العرب على ما يلي:

أولاً: إنهاء كافة العمليات العسكرية من جانب القوات المسلحة الأردنية وقوات المقاومة الفلسطينية فوراً، مع إنهاء كافة التحركات العسكرية التي لا تحتمها مقتضيات النشاط المعتاد وإيقاف كافة الحملات الإعلامية التي تتنافى مع أغراض هذا الاتفاق.

ثانياً: السحب السريع لكافة القوات المسلحة الأردنية من عمان وإرجاعها إلى قواعدها الطبيعية مع سحب جميع القوات الفدائية من عمان ومركزتها في أماكن تلائم العمل الفدائي.

ثالثاً: فيما يتعلق بمدينة اربد وغيرها من المدن تعود الأوضاع العسكرية والمدنية إلى ما كانت عليه قبل الحوادث الأخيرة تحت الإدارة الأردنية.

رابعاً: تحمل سلطات الأمن الداخلي حفظ الأمن تحت الإدارة المدنية.

خامساً: إطلاق سراح المعتقلين لدى الجانبين فوراً.

سادساً: تكوين لجنة عليا لمتابعة تطبيق هذه الاتفاقية الأساسية مع ما قد ينبثق عنها من اتفاقيات فرعية مع ممارسة تنسيق العمل والعلاقات بين كل من السلطة الأردنية والمقاومة الفلسطينية حتى يستتب الأمن وترجع الأمور إلى حالتها الطبيعية.

سابعاً: تكون لجنة المتابعة العليا ثلاثة مكاتب فرعية تابعة لها وتأتمر بأمرها على النحو التالي:

1. مكتب عسكري يمارس جميع الشؤون العسكرية لتنفيذ بنود هذه الاتفاقية.

2. مكتب مدني يعني بالشؤون المدنية التي تهم العلاقات الأخرى غير العسكرية بين الطرفين.

3. مكتب الإغاثة والإسعافات الذي يتولى الإشراف على توزيع المؤن والمساعدات التي تصل إليها من الدول العربية وغيرها على الضحايا والمصابين والمحتاجين.

ثامناً: تقوم اللجنة العليا للمتابعة بإعداد وإبرام اتفاقية ملزمة للطرفين تتضمن استمرار النشاط والعمل الفدائي واحترام سيادة البلاد في حدود القانون فيما عدا الاستثناءات اللازمة للعمل الفدائي.

تاسعاً: القرارات التي تتخذها اللجنة العليا للمتابعة تنفيذا لهذه الاتفاقية تكون ملزمة إلزاماً نهائياً وتاماً لكل من الطرفين.

عاشراً: تمارس اللجنة العليا للمتابعة مسؤولياتها المشارة إليها سلفاً وفوراً على أن ترفع تقارير عنها إلى الملوك والرؤساء العرب من وقت لآخر، حول ما تقوم به من مهام وما تتخذه من مقررات وعن مدى سير هذه الاتفاقية وتقيد الأطراف المعنية بها.

حادي عشر: تتألف اللجنة العليا للمتابعة برئاسة السيد الباهي الادغم رئيس وزراء جمهورية تونس، وعضوين آخرين أحدهما يمثل السلطة الأردنية يعينه الملك حسين، والثاني يمثل المقاومة الفلسطينية ويعينه السيد ياسر عرفات.

ثاني عشر: تهيئة الجو المناسب لتنفيذ هذه الاتفاقية مما يجعل الوصول إلى ما رمت إليه من أهداف سامية ممكنا وشرعياً يلتزم الطرفان بإنهاء كافة الأوضاع الاستثنائية والحكم العسكري.

ثالث عشر: في حالة إخلال أي من الطرفين الأردني والمقاومة الفلسطينية بأي بند من بنود الاتفاقية أو عرقلة تنفيذها ستقوم كل الدول العربية باتخاذ إجراءات موحدة وجماعية ضدها.

رابع عشر: دعم الثورة الفلسطينية والوقوف معها حتى تتحقق أهدافها في التحرير الكامل ودحر العدو الإسرائيلي الغاصب.

التواقيع

الملك فيصل، الأمير صباح السالم الصباح، الرئيس جمال عبدالناصر، الرئيس اللبناني سليمان فرنجية، الملك حسين بن طلال، السيد ياسر عرفات، العقيد معمر القذافي، اللواء جعفر النميري، السيد الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس، السيد أحمد الشامي عضو المجلس الجمهوري اليمني.

نص حديث ما بين الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة، والسيد ياسر عرفات رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، حول الموقف في الأردن[2]. القاهرة 29 سبتمبر 1970.

ـ سيادة الرئيس، كيف نستطيع أن نأتمن هؤلاء الناس، وهم هناك مصرون على التصفية بينما نحن هنا نتباحث. لا فائدة، وليس أمامنا إلا أن نهد الدنيا على رؤوسهم ورؤوسنا، ولتكن النتيجة ما تكون.

ـ ياسر، لا يجب لأي شيء الآن أن يجعلنا نفقد أعصابنا.

لا بد أن نسأل أنفسنا طول الوقت: ما هو الهدف؟

الهدف كما اتفقنا هو وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن.

إنني تحركت من أجل هذا الهدف، بناء على تقديري للظروف، وبناء على طلبك أنت لي من أول لحظة.

إن موقفكم في عمان مرهق. ورجالكم في أربد عرضة للحصار. ولقد قلت لك من أول دقيقة إننا لا نستطيع مساعدتكم بتدخل عسكري مباشر من جانبنا، لأن ذلك خطأ، لأن معناه أنني سأترك إسرائيل لأحارب في الأردن. كما أن ذلك إذا حدث سوف يفتح الباب لتدخلات أجنبية تنتظر هذه اللحظة. إنني خلال الأيام الأخيرة فتحت لكم أبواب كل ما أردتموه من سلاح وذخيرة.

كما إنني أرسلت لكم بالطائرات رجال الكتائب الفلسطينية الثلاث من جيش التحرير التي كانت موجودة على الجبهة المصرية لكي تعزز موقفكم. وأنت تعرف أنني بعثت إلى بريجنيف لكي يضغط الاتحاد السوفييتي بكل قوته على الولايات المتحدة الأمريكية حتى لا تتدخل، ولقد بعثت أنت لي تطلب مني أن أفعل ذلك وقد فعلته.

كل ذلك في سبيل أن نكسب وقتاً نحول فيه دون ضربة قاسمة توجه للمقاومة، وتعوق كذلك وحدة قوى النضال العربي. إنني حرقت دمي خلال الأيام الأخيرة لكي أحافظ عليكم، وكان أسهل الأشياء بالنسبة لي أن أصدر بيانا إنشائياً قوياً، أعلن فيه تأييدي لكم، ثم أعطيكم محطة إذاعة تقولون منها ما تشاءون ضد الملك، ثم أريح نفسي وأجلس لأتفرج.

لكني، بضميري، وبالمسؤولية لم أقبل ذلك. إنني أستطيع أن أنهي المؤتمر هذه اللحظة، إن المؤتمر من وجهة النظر السياسية قد حقق كثيراً.

ذهب الأخ النميري أول مرة وعاد بأربعة من زعماء المقاومة استخلصهم بالضغط من السجن. ثم صدر عنا بتقرير النميري والبعثة التي رافقته إلى عمان، تقرير أوضح الحقيقة كلها، وشكل قوة ضدها سياسية هائلة.

أستطيع أن اترك الأمور على هذا الحد وأستريح. ولكني أسأل نفسي وأسألك: ما هو الهدف؟ هذا هو السؤال الذي يجب ألا ننساه.

هدفنا ما زال هو وقف إطلاق النار، لإعطائكم فرصة لإعادة تقدير موقفكم، وإعادة تجميع قواكم. ونحن الآن أمام فرصة للاتفاق.

هل نحاول، أو نسكت وننسى هدفنا؟

لك القرار، لأن موقفي منذ اللحظة الأولى كان من أجلكم، من أجل حمايتكم وحماية الناس الذين لا ذنب لهم، والذين هم الآن قتلى لا يجدون من يدفنهم، وجرحى لا يجدون من يعالجهم، وشاردون بين الأنقاض أطفالاً ونساء، يبحثون في يأس عن أبسط حق للإنسان وهو حق الأمن العام على حياته.

في 27 سبتمبر 1970، أدلى السيد الباهي الأدغم بتصريح حول وجود عملية إبادة للشعب الفلسطيني. (الوثيقة 806، ص859، الوثائق الفلسطينية العربية 1970).

في 27 سبتمبر 1970 صدر بيان عن اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية عن منع السلطات الأردنية وصول المعونات الطبية إلى الشعب وطالب البيان تأليف لجنة خاصة تتولى استقبال المعونات من أطراف العالم وتوزيعها بأمانة على المخيمات.

في 28 سبتمبر 1970 وجه الملك حسين إلى الشعب كلمة حول اتفاقية القاهرة دعا فيها إلى فتح صفحة جديدة من الأخوة والمحبة. وكانت كلمة قصيرة. (الوثيقة الرقم 810، ص865، الوثائق الفلسطينية العربية 1970).

في 28 سبتمبر 1970 وجه السيد ياسر عرفات كلمة إلى الشعب والثوار حول موجبات القبول بوقف إطلاق النار ما بين قوات الثورة والقوات الأردنية وكانت كلمة مطولة. (الوثيقة الرقم 812 الوثائق الفلسطينية العربية ص 861، 863).

جاء فيها وكرر "أن السلطة العميلة العسكرية في الأردن دبرت الخطة للقضاء على الثورة الفلسطينية وإبادة الشعب في الأردن خلال ساعات، ولكن الصمود البطولي لم يذهل السلطة العسكرية العميلة في الأردن فقط، وإنما أذهل العالم … إن تنفيذ وقف إطلاق النار مرهون بالتزام الطرف الأخرى به، وهذا هو المحك… ثم أشاد بصمود قواته والجماهير.

في 28 سبتمبر 1970 أدلى السيد ياسر عرفات بحديث صحافي إثر توقيع اتفاقية القاهرة يتلخص في أنه يتوجه إلى دمشق ثم إلى الأردن. وبالنسبة للفدائيين سينقل الفدائيين من عمان إلى أماكن تلائم العمل الفدائي، ولكن ستبقى المليشيا الشعبية في عمان وفي مواقعها السابقة. في عمان الآن أكثر من 30 ألفاً من قوات المليشيا. وقال أنه بصدق وشرف سيلتزم بتنفيذ الاتفاقية، ولن يفرط في حق الثورة. وأما عن التفاؤل فالحقيقة أن تجارب السنوات الثلاث الماضية لا تدعني للتفاؤل أبداً.

في 28 سبتمبر 1970 توفى الرئيس جمال عبدالناصر أثر الإرهاق الشديد بسبب ما بذله في هذه القضية.

في 4 أكتوبر 1970 أرسل السيد نسيم مجدلاني، وزير الخارجية اللبناني إلى المعتمدين السياسيين العرب في بيروت حول رفض حكومته السماح لطائرة عراقية بإنزال عدد من الفدائيين العائدين من بغداد في مطار بيروت.

في 5 أكتوبر 1970 بيان جبهة التحرير العربية حول امتناع السلطات اللبنانية من السماح لعدد من المنتمين إليها بالعودة إلى لبنان بعدما خرجوا إلى الأردن لنصرة الفدائيين.

في 6 أكتوبر 1970 أرسل السيد ياسر عرفات برقية إلى اللجنة العربية العليا للمتابعة حول استمرار العمليات العسكرية والتعديات على المواطنين في الأردن وجاء في البيان:

"ما حدث أمس 5/10/1970، من عمليات عسكرية ضد قاعدة لنا في منطقة حريما شمال أربد، وكيف حدث الهجوم الغادر على قواتها في هذه المنطقة".

في 6 أكتوبر 1970 أرسل ياسر عرفات برقية إلى العميد أحمد حلمي رئيس لجنة الرقابة العسكرية العربية حول استمرار العمليات العسكرية وحملات الاعتقال في الأردن وجاء في البيان:

أولاً: قامت عناصر من الجيش الأردني في الليلة بتطويق قرية مغبر السرحان وخاصة المنازل الفلسطينية، وقد تم اعتقال عدد من مواطنينا ولا زالوا رهن الاعتقال والتعذيب الوحشي. وقد وجهت إليهم تهمة حمل السلاح والتعامل مع الفدائيين.

ثانياً: توجد بعض الاعتقالات في كثير من المدن وفي قرى السلط.

في 6 أكتوبر 1970، أدلى السيد إبراهيم بكر عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بحديث حول مغالطات تتعارض مع روح اتفاقية القاهرة، وردت في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الإعلام الأردني (الوثيقة الرقم 833، ص884، الوثائق الفلسطينية العربية 1970).

في 13 أكتوبر 1970 وجه الملك فيصل نداء إلى شعوب وحكومات الأمة العربية والإسلامية للمشاركة في إغاثة المنكوبين في حوادث الأردن.

في 13 أكتوبر 1970 عقدت اتفاقية ما بين الحكومة الأردنية واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتنظيم العلاقة بينها وقد وقعها كلاً من 1. الملك حسين  2. السيد ياسر عرفات

3. السيد الباهي الأدغم.

(الوثيقة الرقم 842، ص895، الوثائق الفلسطينية العربية عام 1970).

في 22 أكتوبر 1970 وقع بروتوكول لتنفيذ اتفاقية عمان الموقعة في 13 أكتوبر 1970.

في أول نوفمبر 1970 أدلى السيد/ أمين الشلبي، المندوب السوداني الدائم لدى جامعة الدول العربية، ونائب رئيس اللجنة العربية العليا للمتابعة، حول فراغ اللجنة من مهمتها في الأردن. (الوثيقة رقم 863، ص933، الوثائق الفلسطينية العربية 1970)

في 14 نوفمبر 1970 أدلى الناطق باسم اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومندوبها في اللجنة العربية العليا للمتابعة حول تخلف الحكومة الأردنية عن العمل بموجب الاتفاقات المعقودة معها.

في 14 نوفمبر 1970 أدلى ناطق أردني بتصريح حول التزام الحكومة الأردنية باتفاقيتي القاهرة وعمان.

في 26 نوفمبر 1970 صدر بيان اللجنة العليا للمتابعة حول المراحل التي قطعت في سبيل تطبيق اتفاقيتي القاهرة وعمان. (الوثيقة رقم 908، ص1011، الوثائق الفلسطينية العربية 1970)

في 2 ديسمبر 1970 جاء في خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الرابعة لمجلس الأمة الأردني.. وما مشروع الدويلة الفلسطينية التي يروح لها أعداء الأمة العربية حينا بعد حين إلا مؤامرة على وحدتنا هنا في الأردن وضرباً لمعنى الوحدة المقدسة في وجدان كل عربي.

في 7 ديسمبر 1970 صدر تصريح لناطق رسمي أردني حول اتفاق الحكومة الأردنية واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية للعمل على وقف العمليات الاستفزازية. 

في 8 ديسمبر 1970 أدلى ناطق رسمي أردني بتصريح حول اشتباك مسلح وقع بين قوة أردنية وجماعة من الفدائيين الفلسطينيين جاء فيه "أن كمين نصبه الفدائيون أطلق النار على دورية من دوريات القوات المسلحة عند مثلث طريق جرش القديم المتفرع عن الطريق الرئيسي في صباح يوم 8 ديسمبر 1970 الساعة الثامنة وخمس وثلاثون دقيقة، وردت عليها القوات الأردنية ودام الاشتباك حتى الساعة التاسعة والربع صباحاً. وتوقف الاشتباك بناءاً على تدخل اللجنة العربية العسكرية العليا".

في 8 ديسمبر 1970 صرح الناطق العسكري باسم قيادة الثورة الفلسطينية حول قصف قوات من الجيش لمخيم البقعة حيث أفاد البيان أن المخيم تعرض للقصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة صباح يوم 8 ديسمبر 1970 من قبل قوات الجيش الأردني. وقد استمر القصف مدة ساعة وأدى إلى استشهاد أحد المدنيين وإصابة ثلاثة بجراح.

في 8 ديسمبر 1970 أدلى الناطق العسكري باسم قيادة الثورة الفلسطينية بتصريح حول مهاجمة قوات من الجيش الأردني لقواعد فدائية في السموع والطيبة مستخدمين المدفعية الثقيلة والدبابات، وقد استمر أكثر من خمس ساعات متواصلة نتج عن هذا القصف استشهاد ثلاثة عشر من المقاومة وجرح عدد آخر ولا يزال الجيش يحاصر المنطقتين.

في 9 ديسمبر 1970 جاء في رد مجلس الأعيان الأردني على خطاب العرش المذاع في 2 ديسمبر 1970 "ولئن كانت فكرة إنشاء الدويلة الفلسطينية من بدع الصهيونيه والاستعمار فإن الوعي القومي والحس الوطني في شعبنا الباسل المناضل كانا كفيلين بالقضاء على هذه البدعة في مهدها".

في 9 ديسمبر 1970 جاء في رد مجلس النواب على خطاب العرش المذاع في 2 ديسمبر 1970 "أن أبناء المملكة يؤمنون معكم بأن فلسطين هي الأردن مثلما كانت الأردن هي فلسطين. فالشعب واحد والأرض واحدة والتاريخ واحد والمصير واحد، ومن هنا كانت الوحدة المقدسة وحدة الأردن بضفتيه التي زادت مع الأيام قوة ورسوخاً. وما مشروع الدويلة الفلسطينية التي يروج لها أعداء الأمة العربية حينا بعد حين إلا مؤامرة خبيثة على وحدتنا هنا في الأردن وطعناً لمعنى الوحدة المقدسة في وجدان كل عربي، وتصفية لقضية فلسطين".

في 14 ديسمبر 1970 صدر بيان للجنة العربية العليا للمتابعة حول حادثي إطلاق نار في عمان جاء فيه:

"بينما كان رئيس اللجنة العربية العليا يقوم اليوم الأحد 13 ديسمبر 1970 بصحبة دولة السيد وصفي التل رئيس الحكومة الأردنية والمناضل السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بجولة في منطقة الشمال الأردني لتهدئة الخواطر وتصفية الأجواء وحل المشاكل القائمة تمهيداً لرجوع الأوضاع إلى طبيعتها جرى في مدينة عمان حادثان أليمان. وقع الحادث الأول في جبل الأشرفية حيث اعتدت عناصر غير مسئولة على مكتب الأمن الموجود بمستشفى الأشرفية وأردت أربعة من أعضاء الشرطة المتواجدين به. ووقع الاعتداء الثاني في نفس اليوم على سيارة تابعة للجيش الأردني كانت تمر في جبل الجوفة فنتج عن ذلك مقتل الجندي الذي كان يقود السيارة، ونددت اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بهذا العمل، وأمرت أجهزتها بتعقب المتسببين في كل من الحادثين وتم إلقاء القبض على هذه العناصر وسَلّمَت اللجنة المركزية المتهمين بهذين الحادثين إلى سلطات الأمن لمعاقبتهم قضائياً، تقيداً بأحكام الاتفاقات وتجسيماً لعزمها على ردع كل من تحثه نفسه الإخلال بالأمن... إن رئيس اللجنة العربية العليا يهيب بالجميع أن يظلوا متمسكين قولاً وعملاً بما تنص عليه الاتفاقات

في 14 ديسمبر 1970 صدر بيان للجنة العربية العليا للمتابعة حول اتخاذ بعض القرارات لتنفيذ اتفاقية عمان (الوثيقة الرقم 944، ص1071، الوثائق الفلسطينية العربية 1970).

في 14 ديسمبر أدلى مصدر سوري مسؤول بتصريح حول الحوادث في الأردن جاء فيه: "إن استمرار الأحداث الدامية في القطر الأردني لن يخدم سوى العدو ومخططاته، ونحن نعتبر استمرارها خطة مدبرة تستهدف تصفية المقاومة الفلسطينية … إن الجمهورية العربية السورية.. سوف تواصل مساندتها لحركة المقاومة … ولن تقف مكتوفة اليدين إزاء المحاولات الجارية لتصفية المقاومة.

في 15 ديسمبر 1970 صدر بيان للسيد وصفي التل رئيس مجلس الوزراء الأردني والحاكم العسكري العام، حول جمع أسلحة الجيش الشعبي والميليشيا جاء فيه: " لقد بدأت الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لجمع أسلحة الجيش الشعبي وتنظيم السيطرة عليه في المدن والقرى وكذلك بدأت اللجنة المركزية من جهتها باتخاذ إجراءات مماثلة لجمع أسلحة المليشيا. واعتباراً من تاريخ 2 ديسمبر 1970 أمر بما يلي:

أولاً: يمنع منعاً باتاً حمل الأسلحة داخل المدن والقرى والأماكن المأهولة.

ثانياً: يمنع منعاً باتاً اقتناء الأسلحة الفردية بكل أنواعها أو الاحتفاظ بها في البيوت داخل المدن والقرى والأماكن المأهولة إلا بترخيص قانوني.

ثالثاً: كل من يخالف هذا الأمر يعتبر خارجاً على القانون أو متمرداً أو عميلاً للعدو

في أواسط ديسمبر أدلى الدكتور جورج حبش، الأمين العام للجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بحديث صحافي حول واقع حركة المقاومة الراهن، والذي نشر في جريدة الهدف العدد 84 بيروت الصدر في 23 يناير 1971، ص 8 جاء في بعض منه"رداً على بعض الأسئلة: "الوضع بشكل عام هو استمرار الصراع بين السلطة الرجعية العميلة في الأردن من ناحية وحركة المقاومة من ناحية أخرى.. بعد معركة سبتمبر بقي هدف السلطة هو نفسه ـ تصفية حركة المقاومة. الذي تغير هو المخطط والأسلوب

ورداً على السؤال ما هو الحل بالنسبة لكم؟

أجاب "الحل في رأينا واضح تماماً. فعندما تنتشل حركة المقاومة نفسها من حالة البلبلة والذهول التي تعيشها وعندما تحسم موقفها السياسي وتحدد خطها العسكري تنتهي كل الأزمة التي تعيشها حركة المقاومة وتبدأ الصورة تتجه باتجاه آخر إن الحل هو بيد حركة المقاومة.

فأعاد السائل السؤال تحديداً أيضاً ما هو المقصود أجاب الدكتور جورج حبش: "المقصود لحسم الموقف السياسي هو أن تقول حركة المقاومة لنفسها ولمقاتليها وجماهيرها أو أنصارها على الصعيد العربي والعالمي بأن هذا النظام الرجعي العميل القائم الآن في الأردن سيبقى في حالة سعي متصل لإبادة حركة المقاومة. وأن هذا الكلام هو وحده الحقيقة وبالتالي لم يعد أمام حركة المقاومة، دفاعاً عن بقائها ووجودها وحريتها في الحركة إلا أن تناضل جنباً إلى جنب مع جماهير الشعب الأردني والحركة الوطنية الأردنية لإزالة هذا النظام حتى يقوم في الأردن حكم شعبي تقدمي غير رجعي، ووطني غير عميل، يحقق للجماهير الأردنية حريتها وتقدمها ويوفر للثورة الفلسطينية حماية وسنداً ودعماً. أما المقصود بتحديد الخط العسكري فهو إجراء تعديل جذري في طريقة المواجهة العسكرية.

في 16 ديسمبر 1970 صدر بيان للجنة العربية العليا للمتابعة يشيد بروح التعاون التي برهن عنها المسؤولون عن تنفيذ القرارات.

في 17 ديسمبر 1970 صدر بيان اللجنة السياسية العليا لشؤون فلسطين في لبنان حول توقع حوادث جدية في مخطط تصفية الثورة الفلسطينية.

في 28 ديسمبر 1970 تقدم السيد الباهي الأدغم رئيس اللجنة العربية العليا للمتابعة، بمذكرة إلى الحكومة الأردنية واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول تردي الوضع في الأردن بسبب تكرار بعض الحوادث من الطرفين سواء كان ذلك ناتجاً عن عدم التقيد بأحكام الاتفاقيات، أو بالقرارات، أو كان ذلك ناتجاً عن عدم إلغاء بعض التدابير الاستثنائية، وأحداث غيرها مما خلق توتراً ملحوظاً متزايداً، بالرغم من الجهود التي بذلتها اللجنة لتطويق هذه الأحداث وللحد من التوتر.


 



[1] مجلة الكتب وجهات نظر، العدد الثاني، السنة الأولى، مارس 1999، القاهرة.

[2] نشر السيد محمد حسنين هيكل، وزير الإرشاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة، نص هذا الحديث الذي جرى بحضوره في مقاله الأسبوعي `بصراحة.