إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في المملكة العربية السعودية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود

(توفي عام 1354هـ)

 

هو الأمير عبدالله بن جلوي بن الإمام تركي بن عبدالله. وُلد في مدينة الرياض، عام 1287هـ، حيث قضى سنواته الأولى، وتعلم في كتاتيبها القرآن الكريم والسُّنة الشريفة، التي رسَّخت في شخصيته القيم والعلوم الإسلامية، خاصة مبدأ العدالة، وفقاً للشريعة الإسلامية. وكان الأمير عبدالله بن جلوي فارساً من فرسان آل سعود، المشهود لهم بالشجاعة والإقدام، والحزم وقوة الشخصية، وشدة العزيمة.

وكان أحد الذين أخذهم ابن رشيد إلى حائل، إلى جانب الأمير سعد بن جلوي والأمير عبدالعزيز بن تركي والأمير هذلول بن ناصر بن فرحان آل سعود. وبقى فيها حتى عام 1306هـ، حين عاد إلى الرياض، وآثر البقاء فيها حين رحل الإمام عبدالرحمن بن الإمام فيصل، مع ابنَي الأمير جلوي بن تركي: الأمير عبدالعزيز والأمير فهد، إلى الكويت. ثم لحق بهم، حينما ازدادت مضايقات وظلم عمال ابن رشيد له.

ارتبط هذا الأمير الفارس، منذ نشأته الأولى، بصداقة وحب وولاء نادر للملك الموحِّد، البطل عبدالعزيز بن عبدالرحمن. وكان في مقدمة شجعان آل سعود، الذين عقدوا العزم على استرداد الحق المغتصب، في هجومهم المظفر على حصن المصمك، في الرياض، تحت لواء الجهاد، الذي قاده صقر الجزيرة العربية، عبدالعزيز. وكان له دور بارز في هذا الهجوم، إذ أردى عامل ابن رشيد، عجلان، قتيلاً، في ملحمة الحق والعز، التي خططها البطل الفذ، الملك عبدالعزيز، عام 1319هـ.

انطلاقاً من إيمانه بالمسيرة الخيرة، التي قادها، وجاهد من أجْلها الملك عبدالعزيز، لتوحيد المملكة على أُسس من الإيمان والشريعة، فقد شارك الأمير عبدالله بن جلوي في جميع المعارك، التي خاضها الملك الموحِّد، بكل شجاعة وولاء وإخلاص. وقاد في سبيل ذلك الغزوات، بعد فتح الرياض. فكان أول أعماله، أن قاد سَرِية إلى "علية"، لتأمين العاصمة. وسار مع الملك عبدالعزيز، لفتح الدلم. وتحقق ـ بفضل من الله ـ النصر لجنود الحق، بقيادة الملك الموحِّد، وانهزمت جيوش ابن رشيد. وقاد سَرِية إلى ثرمداء، ثم إلى شقراء، وقضى على التمرد فيهما.

وكان ـ يرحمه الله ـ قد عُرف عنه الحزم، وعدم التردد في محاربة كل متمرد، يعترض مسيرة الجهاد المظفر. وكان مهيباً، يبث اسمه الرعب في قلوب المتمردين. فعند فتح عنيزة، رفضت سَرِية ابن رشيد وآل بسام، التسليم، فما كان من الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ إلاّ أن أرسل، من آل سليم، مائتي مقاتل، تحت لواء الأمير عبدالله بن جلوي. وما أن علمت السرِية بمقدم الأمير عبدالله بن جلوي، حتى سلمت في الحال إلى آل سليم.

وقد كان الملك عبدالعزيز ـ يرحمه الله ـ يعتمد عليه في كثير من المهمات، التي تتطلب قدرات خاصة، لما عُرف به من شجاعة وحزم وولاء.

ولما انتظم الأمر ـ بفضل من الله ـ ثم بحنكة الملك عبدالعزيز وعبقريته وشجاعته، وبسالة الشجعان، أمثال عبدالله بن جلوي، الذين آمنوا بحكمة القيادة، ونُبل غاية الجهاد، التي قادها الملك الموحِّد ولاّه الملك إمارة القصيم، عام 1328هـ.

وفي فتح الأحساء كان الأمير عبدالله بن جلوي، في طليعة فرسان آل سعود؛ إذ سار بسَرِية، بين الكويت والرقيقة، التي كان يقطنها العجمان، خارج البلاد، من الناحية الجنوبية، لتأمين مؤخرة الجيش، إبّان اقتحام المدينة.

ثم ولاه الملك عبدالعزيز إمارة الأحساء والمناطق الشرقية، عام 1331هـ. وتجلت الحكمة في هذا الاختيار؛ إذ وطد الأمن في طرقها وقضى على المفسدين وقطاع الطرق، وفِتن القبائل، وكسب ولاءها. وارتبط بعلاقات قوية بمشايخ الخليج. وتمكن من فرض النظام والعدل فرضاً حازماً، استدعاه الوضع، آنذاك، ووطد سلطة الدولة، بإيجاد تنظيم إداري، أسهمت شخصيته الحازمة في تأكيده، فقضى على الخارجين على السلطة، والمفسدين والمخربين، فلم يتهاون معهم، وحرص على تطبيق العدالة والشريعة على الجميع. وكان ـ يرحمه الله ـ مضرب المثل في القوة والعدل، وتطبيق أحكام الشرع الإسلامي، المستمد من الكتاب والسُّنة.

واستمر أميراً للأحساء، إلى أن توفي ـ يرحمه الله ـ عام 1354هـ. وقد تأثر الملك عبدالعزيز بوفاة نصيره في الجهاد، ورفيقه في مسيرته، منذ بدايتها، وحضر من الرياض إلى الأحساء للتعزية في وفاته.

وقد خلف ـ يرحمه الله ـ عشرة أبناء، منهم الأمراء: محمد الأول وفهد وسعود وحمد الثاني وسعد ومنصور وعبدالمحسن وعبدالعزيز وتركي، الذين ساروا على نهجه، في العدل والمحافظة على الشريعة الإسلامية، والولاء والإخلاص للمليك. كما أنه خلف إناثاً.