إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الولايات المتحدة الأمريكية









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

فرانكلين روزفلت (1882-1945)

(Franklin D. Roosevelt)

الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

وقد شغل المنصب ثلاث مرات على التوالي

 

هو الرئيس الثاني والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من مرض شلل الأطفال الذي عانى منه طيلة حياته، فقد حكم البلاد اثني عشر عاماً، وهي فترة لم يحكمها رئيس أمريكي قبله.

وُلد روزفلت في الثلاثين من يناير عام 1882، في هايد بارك في نيويورك. وتلقى أول دروسه على يد مدرسين خصوصيين، ثم التحق بجامعة هارفارد (Harvard University)، وتخرج فيها عام 1904. وعقب تخرجه التحق بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا (1904-1907)، ولكنه لم يتخرج فيها، إذ فشل في اجتياز الامتحان.

ينحدر فرانكلين ديلانو روزفلت (Franklin Delano Roosevelt)، من أصل هولندي فرنسي. اُنتخب جده الأكبر، نيكولاس روزفلت، عمدة لمدينة نيويورك (1698-1701). أما والده، جيمس روزفلت (1828-1900)، فكان يعمل محامياً وخبيراً مالياً، ومات إثر إصابته بمرض قلبي، عندما كان فرانكلين في أولى سنوات دراسته بجامعة هارفارد. أما والدته سارة "سالي" ـSallie 1854 - 1941، فقد ماتت عن عمر يناهز 87 عاماً، أثناء الفترة الثالثة لتولي ابنها الرئاسة. وعنها ورث روزفلت ثروة، تقدر بـ920 ألف دولار. وكان لفرانكلين أخ واحد من والده، اسمه جيمس روزفلت الصغير، وكان يعمل سكرتيراً أولاً في سفارة أمريكا في فيينا، ثم بعد ذلك في لندن.

تزوج روزفلت من إليانور في عام 1905. وكسيدة أولى، عملت إليانور روزفلت على مساندة الدفاع عن حقوق السود، إلى حد أنها استقالت من منظمة بنات الثورة الأمريكية (Daughters of the American Revolution) احتجاجاً على رفضهم السماح للمغنية السوداء ماريان أندرسون (Marian Anderson) الغناء في إحدى الحفلات. وبعد وفاة زوجها، عينها الرئيس ترومان (Truman) عضواً في أول وفد أمريكي، يشارك في اجتماعات الأمم المتحدة (1946-1952)، ثم عملت بعد ذلك رئيسة للجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. إلى أن ماتت في السابع من نوفمبر عام 1962.

ورُزق روزفلت ابنة واحدة، هي آنا اليانور روزفلت (1906-1975) (Anna Eleanor Roosevelt)، وكانت تعمل صحفية وموظفة علاقات عامة. وله أربعة أبناء هم: جيمس روزفلت (1907-1991)، الذي كان رجل أعمال، ثم انتخب عضواً في مجلس النواب بالكونجرس، إلى جانب عمله كاتباً. واليوت روزفلت (1910-1990)، وكان رجل أعمال كذلك، ثم انتخب عمدة، وكان أيضاً يعمل بالكتابة والتأليف. وفرانكلين د. روزفلت "الصغير" (1914-1988)، وكان رجل أعمال ومزارع، ثم انتخب عضواً في الكونجرس. وأخيراً جون اسبنوول روزفلت (1916 - 1981 )، الذي كان تاجراً وسمساراً بالبورصة.

المناصب التي شغلها قبل توليه الرئاسة

سيناتور في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك (1911-1913)

ظل فرانكلين يشغل هذا المنصب لدورتين متتاليتين. وأثناء عمله، أسس نظام تصويت للبت في قضايا العمال والمزارعين، ووضع قانوناً فيدرالياً للطلاق. وفضّل نظام الانتخاب المباشر، لأعضاء مجلس الشيوخ.

مساعداً لقائد البحرية (1913-1920):

أيد روزفلت الرئيس ودرو ويلسون (Woodrow Wilson)، في الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، عام 1912. فكافأه ويلسون بتعيينه مساعداً لقائد البحرية. فعمل روزفلت على تطوير الأسطول الأمريكي، وكان من مؤيدي اشتراك الولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى. وأثناء الحرب أشرف على زرع الألغام في المياه، بين اسكتلندا والنرويج. كما قام بجولتين استكشافيتين، واحدة بين شهري يوليه وسبتمبر من عام 1918، والثانية خلال شهري يناير وفبراير عام 1919. واستطلع خلالهما قواعد البحرية، ومناطق الحرب في أوروبا.

وفي عام 1920، فاز جيمس كوكس، بتزكية الحزب الديمقراطي له، للدخول في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وعرض كوكس على روزفلت أن يدخل معه الانتخابات كنائب للرئيس، فقبل روزفلت واستقال من منصبه في البحرية. إلا أنهما لم ينتخبا.

عاد روزفلت بعد الهزيمة الانتخابية، إلى مهنة المحاماة. وفي عام 1921، أصيب بالشلل، الذي أقعده، ثلاث سنين، عاد بعدها إلى الحياة السياسية.

محافظ ولاية نيويورك (1929-1933)

فاز روزفلت بصعوبة، لمنصب محافظ نيويورك، في الانتخابات على منافسيه: النائب العام للولاية ألبرت أوتينجر(Albert Ottinger) عام 1928، وتشارلز تاتل (Charles H. Tuttle) عام 1930. وبذلك حكم ولاية نيويورك فترتين استغرقتا 4 سنوات. وخلال فترتي ولايته عمل على تسهيل منح القروض للمزارعين، وأنشأ إدارة لمساعدة الأعداد المتزايدة من العاطلين، كما خفّض ساعات العمل للنساء والأطفال إلى 48 ساعة أسبوعياً. وقاد حملة، لمساندة مشروع عملاق، لاستغلال قوة المياه في نهر سانت لورانس، لتوليد الطاقة. وقد نُفذ هذا المشروع بعد عدة سنوات.

فوز روزفلت في انتخابات الرئاسة

في يناير من عام 1932، فاز فرانكين روزفلت بتزكية الحزب الديمقراطي، للدخول في انتخابات الرئاسة، منافساً للرئيس هيربرت هوفر[1] (Herbert Hoover)، وهو جمهوري من ولاية كاليفورنيا. وأشارت الاستطلاعات المبدئية أن فرصة روزفلت للفوز ضعيفة، حيث كانت أمريكا تواجه أسوأ كساد اقتصادي في تاريخها.

لذا، ركز روزفلت، في حملته الانتخابية، على الكساد الكبير، وما تستطيع الحكومة الفيدرالية أن تفعله حياله. وكون روزفلت مجموعة من الخبراء والاستشاريين، لاقتراح سياسة اقتصادية يستطيع بها إقناع الناخبين لتأييده. وقد شن الجمهوريون حملة تشكيك، في قدرة روزفلت على تولى شؤون البلاد، وتحمل المسئوليات الرئاسية. إلا أن روزفلت طاف أنحاء البلاد، وألقى خلال جولته 60 خطاباً، وعد فيها بمحاربة الكساد، ووضع حدٍ لتذبذب الأسعار. وكذلك، وعد بمنح مساعدات عاجلة للعاطلين، كما تضمنت خطته تنمية الموارد المالية للدولة.

وخلافاً لجميع التوقعات، فاز روزفلت فوزاً ساحقاً، بحصوله على 57% من الأصوات. بينما حصل منافسه الجمهوري، الرئيس هوفر، على 40% فقط.

محاولة اغتياله

في الخامس عشر من فبراير عام 1933، وخلال فترة الرئاسة الأولى لروزفلت، أطلق عليه جيسوب زانجارا 32 عاماً (Giuseppe Zangara)، وهو إيطالي المنشأ، خمسة أعيرة نارية قائلاً: "هناك أُناس كثيرون، يموتون جوعاً". ولم يصب روزفلت بسوء. وقد أُدين زانجبارا، وأُعدم بالكرسي الكهربائي.

ترشيح الحزب الديمقراطي روزفلت، لانتخابات الرئاسة، لفترة ثانية عام 1936

في يوليه عام 1936، اجتمع المؤتمر العام للحزب الديموقراطي، واتفق، بالإجماع، على إعادة ترشيح روزفلت، ونائبه نانس جارنر (Nance Garner) لفترة رئاسية ثانية. وكان منافس روزفلت هذه المرة، ألف لاندون (Alf M. Landon) الجمهوري.

وكان الموضوع الغالب على برنامج الحكومة، في هذه الحملة، هو إعادة مستوى الاقتصاد إلى سابق عهده. وقد ذكّر روزفلت الناخبين بأن إدارته، هي التي أنقذت أنظمة الملكية الخاصة، والمشروعات الحرة، من الدمار، الذي أحدثته إدارة هوفر.

وفاز روزفلت للمرة الثانية، وحصل على 61% من الأصوات، بينما حصل لاندون على 37% فقط.

ترشيح الحزب الديمقراطي روزفلت، لانتخابات الرئاسة لفترة ثالثة عام 1940:

عَقَدَ المؤتمر العام للحزب الديمقراطي اجتماعه في شيكاغو، عام 1940، للبحث عن مرشح للرئاسة، يخلف روزفلت، إذ لم يكن معروفاً إن كان روزفلت يرغب، في ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة. وقد عارض كل من نائبه، جون نانس جارنر (John Nance Garner)، مخطط حملاته الانتخابية، وجيمس فارلي (James Farley) إعادة ترشيحه، لأن كلاً منهما كان يريد ترشيح نفسه. وشجعهم روزفلت على ذلك، وحثّ الناخبين على انتخاب من يفضلونه. ولكنه بطريقة ما أدرج اسمه في قائمة المرشحين، ففاز بأعلى الأصوات داخل الحزب، فرشحه الحزب لخوض الانتخابات، ضد مرشح الحزب الجمهوري وندل ويلكي (Wendell Willkie).

وفي هذه الانتخابات، حصل روزفلت على 55% من أصوات الناخبين، بينما حصل ويلكي على 45% فقط، وبذلك صار روزفلت رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثالثة، على التوالي.

ترشيح الحزب الديمقراطي روزفلت، لانتخابات الرئاسة لفترة رابعة عام 1944:

كانت معركة روزفلت، هذه المرة، ضد توماس ديوي[2] (Thomas E. Dewey)، المرشح الجمهوري. ولم يستطع ديوي انتقاد السياسة الداخلية والخارجية لحكومة روزفلت الناجحة. ولكنه ركز على حالته الصحية المتدهورة. إلا أن روزفلت وجه أنظار الناخبين، إلى افتقار ديوي للخبرة في السياسة الخارجية، محذراً الشعب من تغيير الرؤساء وسط آتون الحرب العالمية الثانية.

وفاز روزفلت للمرة الرابعة بالرئاسة الأمريكية حيث حصل على 53% من الأصوات، بينما حصل منافسة على 46% فقط.

ولكن بعد الانتخابات بأيام، صدقت توقعات ديوي، فلقد كان روزفلت يعاني من ضغط الدم المرتفع، وتصلب الشرايين. وفي 12 أبريل عام 1945، الساعة الواحدة ظهراً، كان روزفلت يراجع بعض الأوراق في منتجع وارم سبرنج (Warm Spring) بولاية جورجيا، وفجأة قال "أعاني من صداع شديد"، وكانت تلك آخر كلمات ينطق بها، فقد دخل في غيبوبة نتيجة نزيف بالمخ، وتوفى الساعة 3.35 ظهراً، بعد 83 يوماً من توليه منصب الرئاسة، للمرة الرابعة.

نواب الرئيس روزفلت

1.     جون نانس جارنر (1868-1967): وعمل في الفترة من 1933 حتى 1941. ورشح نفسه في الانتخابات أمام روزفلت ولكنه فشل.

2.     هنري أجارد والاس (Henry Agard Wallace) (1888-1965): وعمل في الفترة من 1941 حتى 1945.

3.     هاري ترومان ( 1884-1972): وعمل في الفترة من يناير حتى أبريل 1945، وتولى الرئاسة بعد وفاة روزفلت.

أهم الأحداث، التي وقعت في فترة تولى روزفلت الرئاسة

العهد الجديد (New Deal)

عندما تولى زروفلت الفترة الرئاسية الأولى، كانت البلاد تمر بأسوأ تدهور اقتصادي في تاريخها. فوضع روزفلت برنامجاً أسماه "العهد الجديد" (New Deal)، وهو برنامج يقدم إغاثة فيدرالية مباشرة إلى المحتاجين والعجائز. واستحدث، كذلك، نظماً اقتصادية، أسست الدولة الحديثة. وقد تضمن البرنامج ما يلي:

1.  وضع حلول للأزمة المصرفية عام 1933: عندما تولى روزفلت الرئاسة، كانت الصناعة المصرفية في حالة تدهور، حيث كان المودعون يسحبون أموالهم من البنوك، ومن شركات الاستثمار في جميع أنحاء البلاد. وقد أدى ذلك إلى إعلان إفلاس أكثر من نصف البنوك. عندئذ أمر روزفلت على الفور بإعطاء إجازة للبنوك، في الوقت الذي بدأ فيه المراجعون الفيدراليون مراجعة الحسابات، بحيث يتم إعادة فتح البنوك ذات الحسابات السليمة فقط. وقد تسبب هذا الإجراء، في استعادة المواطنين لبعض الثقة في الحكومة، ومؤسساتها البنكية. وقد أتبعت الحكومة هذا التصرف بإصدار عدة قوانين مصرفية، في عامي 1933 و1935، تمنع البنوك من التعامل في الأسهم والسندات. وفي أبريل عام 1933، منع روزفلت تصدير الذهب.

2.  إنشاء مؤسسات رعاية اجتماعية للمدنيين عام 1933: من خلال هذه المؤسسات، وظِّف أكثر من ثلاثة ملايين شاب، تراوح أعمارهم بين 18-25 عاماً، ينتمون إلى الأسر الفقيرة، في رصف الطرق، وزرع الأشجار، والعمل في مشروعات الصيانة والخدمة العامة. وأُسكن الشباب في معسكرات ريفية، تحت إشراف عسكري، مع تقديم الطعام يومياً، إضافة إلى مصروف جيب رمزي.

3.  استصدار قوانين جديدة لتحقيق الاستقرار، في اقتصاديات الزراعة، خلال الأعوام من
1933-1938: عَمِل القانون الأول على تخفيض فائض المحاصيل، بغية رفع الأسعار مع تقديم إعانات مالية للمزارعين تعويضاً لهم. وعلى الرغم من أن هذه الفكرة لاقت سخرية شديدة في البداية، إلاّ أن هذا البرنامج تسبب في زيادة الدخل القومي من الزراعة. أما القانون الثاني، فعمل على تحقيق استقرار الدخل الزراعي، عن طريق دفع قروض للمزارعين لتخزين الفائض من المحاصيل بعد جنيها، ثم بيعها أوقات الندرة بأسعار أعلى، فيتمكن المزارعون من سداد قروضهم.

4.  إنشاء إدارة للإغاثة الفيدرالية عام 1933: وهي إدارة أُنشئت لتقديم المساعدات المالية لمن يثبت فقرهم الشديد، أو للذين أصيبوا بخسارة في تجارتهم، وذلك بعد فحص الأوراق والمستندات الدالة على ذلك.

5.  استصدار قانون الإصلاح الصناعي الوطني عام 1933: أنشأ روزفلت إدارة الأعمال العامة، تحت رعاية وزير الداخلية إيكز (Ickes). وكانت مهمتها تقديم منح ومساعدات للولايات والمدن، لإقامة مشروعات إنشائية عملاقة. كما أنشأ إدارة الإصلاح الوطني (National Recovery Administrateion)، وذلك لتنشيط التجارة، والعمل على تثبيت الأسعار. كما عملت هذه الإدارة على إيجاد روح المنافسة الشريفة، بين الشركات، بغية الوصول إلى أعلى المستويات.

6.  إنشاء لجنة تبادل الأوراق المالية عام 1934: أُنشئت هذه اللجنة، لتصحيح الاستخدام الخاطئ للأوراق المالية، الذي أدى إلى انهيار البورصة عام 1929. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت جميع الأوراق المتداولة والسندات، مسجلة لدى هذه اللجنة.

7.  إنشاء إدارة إدخال الكهرباء إلى الريف عام 1935: عملت هذه الإدارة على توفير الأموال اللازمة، لإدخال الكهرباء إلى المناطق الريفية، التي أهملت منذ وقت طويل، من جانب الشركات. ذلك أنّ إدخال الكهرباء في هذه المناطق، لا يدر ربحاً مثل إدخالها في المناطق، ذات الكثافة السكانية العالية.

8.  استصدار قانون واجنر عام 1935 (Wagner Act): حُقَّ للعامل، بموجب هذا القانون، إبداء رأيه في اللوائح التنظيمية للشركات، التي يعمل فيها، من خلال ممثلين له يختارهم، كما مُنِع أصحاب الشركات من اتخاذ أي إجراءٍ معادٍ، ضد المتظلمين.

الاعتراف بالاتحاد السوفيتي (1933)

بعد تبادل الخطابات مع وزير الخارجية الروسي، ماكسيم ليتفينوف (Maxim Litvinov)، وافقت الولايات المتحدة، لأول مرة، منذ قيام الثورة الروسية، على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع الاتحاد السوفيتي. وقد وعد الروس بأن يوقفوا حملات التشهير، ضد الولايات المتحدة. كما وعدوا، كذلك، بضمان الحرية الدينية، والحق في المحاكمة العادلة، للأمريكيين المقيمين بالاتحاد السوفيتي.

سياسة الجيرة الطيبة

تبنى روزفلت سياسة "الجيرة الطيبة"، مع دول أمريكا اللاتينية. فسحب القوات الأمريكية من هايتي، وألغى التعديل الدستوري، الذي كان يسمح للولايات المتحدة بالتدخل في الشئون الداخلية، لدولة كوبا. كما دفع أموالاً لبنما (Panama) مقابل استغلال قناة بنما. وقد وضعت هذه السياسة أساساً قوياً للتحالف الغربي، ضد قوات المحور في الحرب العالمية الثانية.

الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، والتدخل الأمريكي (1941-1945):

في بداية الحرب العالمية الثانية، أعلن روزفلت حياد الولايات المتحدة وعدم تدخلها، وقد تكونت لجنة عام 1940، لتجنب أمريكا الدخول في الحرب. ولكن مع احتلال فرنسا، ووقوع معركة بريطانيا (Battle of Britain) الشهيرة عام 1940، اقتربت الولايات المتحدة أكثر من الحلفاء. وفي سبتمبر عام 1940، أعلن روزفلت عن عزمه إرسال 50 سفينة حربية قديمة لبريطانيا، مقابل إعطائهم حق استخدام بعض القواعد البحرية. وفي مارس عام 1941، أقرضت الولايات المتحدة بريطانيا، وبعد ذلك الاتحاد السوفيتي، ودول أخرى تابعة للحلفاء، معدات حربية تقدر بخمسين مليار دولار. وفي السابع من ديسمبر عام 1941، هاجم اليابانيون بيرل هربر (Pearl Harbor) في هاواي، وتسببوا في مقتل 2300 أمريكي، وإصابة 1200 آخرين. وفي اليوم التالي طالب روزفلت الكونجرس إعلان الحرب.

وفي نهاية السنة الأولى، من مشاركة أمريكا في الحرب، بدأ الحلفاء يشقون طريقهم إلى النصر. وفي مؤتمر الدار البيضاء (Casablanca)، يناير عام 1943، أصر روزفلت وتشرشل على استسلام ألمانيا التام غير المشروط. ووضعا خططاً لضربها عن طريق الجو. وعندما لاحت نهاية الحرب، اجتمع روزفلت وتشرشل ورئيس الوزراء السوفيتي جوزيف ستالين (Joseph Stalin) في يالتا (Yalta) في فبراير عام 1945، لوضع خطط ما بعد الحرب. ومات روزفلت بعد شهرين، خلال المراحل النهائية للحرب.

وقد كتب روزفلت كتاب "المحارب السعيد" عام 1928 (The Happy Warrior). كما كُتب عدد من الكتب عنه، مثل: "روزفلت: الأسد والثعلب" "Roosevelt: the Lion & the Fox” لجيمس ماك جريجور برنز (James Burns).

فقرات من خطب زروفلت

خطاب التنصيب الأول (4 مارس 1933)

"... في البداية لا بد أن أؤكد إيماني، أننا يجب ألا نخاف من شئ، إلاّ من الخوف نفسه. لأن الخوف من دون أسباب واضحة، يشل المجهودات، التي تلزمنا لتحويل التأخر إلى التقدم..."

".... هدفنا الأول هو حث الناس على العمل. وتلك ليست بالمشكلة بالغة الصعوبة، لو أننا واجهناها بحكمة وشجاعة. ومن الممكن إنجازها جزئياً بالتوظيف المباشر عن طريق الحكومة نفسها. وبهذا نستطيع إنجاز المشاريع المطلوبة، لإعادة مواردنا الطبيعية...".

خطاب التنصيب الثاني (20 يناير 1937)

"... في هذا البلد أرى ملايين من المواطنين، لا يتمتعون بما يعتبر أدنى المستويات من ضرورات الحياة…".

"… أرى ملايين من العائلات تحاول العيش على دخل ضعيف للغاية، مما يزيد من أزمة العائلة يوماً بعد يوم…".

"… أرى ملايين لا يتمتعون بحقوق التعليم والترفيه، وفرص تحسين مستواهم، ومستوى أطفالهم…".

"… لا أصور لكم الوضع بهذا الشكل نتيجة يأس، ولكن نتيجة أمل، لأننا إن استطعنا توضيح الصورة، وفهم الأخطاء، ستستطيع الحكومة إصلاحها...".

خطاب التنصيب الثالث (20 يناير 1941)

"... لا تعد حياة الأمم بعدد السنين ولكن بعمر الروح الإنسانية. فحياة الإنسان تبلغ ستين عاماً وعشرة أعوام تزيد أو تنقص. أما حياة الأمة، فهي مقياس عزيمتها وإصرارها على الحياة...".

"… منذ ثماني سنوات كانت الحياة في هذه الجمهورية مجمدة، يحكمها الرعب؛ ولكننا أثبتنا عدم صحة ذلك، كنا في وسط الصدمة، ولكننا تصرفنا واتخذنا خطوات، بسرعة وشجاعة وإصرار…".

خطاب التنصيب الرابع (20 يناير 1945)

"... اليوم، في هذا العام من الحرب، 1945، تعلمنا دروساً، ولكننا دفعنا في المقابل أثماناً باهظة، وسوف نستفيد بها...".

"… تعلمنا أنه لا يمكن العيش في سلام بمفردنا؛ إن سلامة أمتنا معتمدة على سلامة الأمم الأخرى. تعلمنا أن نحيا كرجال، وليس كنعام أو كلاب...".

"… لقد تعلمنا أن نكون مواطنين للعالم أجمع، أعضاء في المجتمع الإنساني...".

"… لقد تعلمنا الحقيقة البسيطة، كما قالها ايمرسون (Emerson)، إن الطريقة الوحيدة لتكسب صديقاً هي أن تكون صديقاً...".

المصادر والمراجع

1.      Arthur, M. S. Jr., The Age of Roosevelt: The Crisis of the Old Order 1919-1933. Houghton Mifflin, Boston, 1957.

2.      Cole, W. S., Roosevelt and the Isolationist, 1932-1945. University of Nebraska Press, 1983.

3.      Conkin, P. K., The New Deal, 2nd ed., Harlan Davidson, 1975.

4.      Dalleck, R., ed., Roosevelt Diplomacy and World War II., Krieger, 1979.

5.      Dalleck, R., Franklin D. Roosevelt and American Foreign Policy, 1932-1945. Oxford, 1979.

6.      Freidel, F., Franklin D. Roosevelt, 4 vols., Little, Brown, 1952-1973.

7.      Goldberg, R. T., The Making of Franklin D. Roosevelt: Triumph over Disability. 1982; reprint, Univ. Press of Am., 1984.

8.      Heinrichs, W. H., Threshold of War: Franklin D, Roosevelt and American Entry into World War II. Oxford, 1988.

9.      Hough, R., The Greatest Crusade: Roosevelt, Churchill, and the Naval Wars. Morrow, 1986.

10.  Israel, F. L., Franklin D. Roosevelt. Chelsea House, 1985.

11.  James, M. B., Roosevelt: The Lion and the Fox. Harcourt, Brace and World, New York, 1956.

12.  James, M. B., Roosevelt: The Soldier of Freedom. Harcourt Brace Jovanovich, New York, 1970.

13.  Kimball, W. F., ed., Churchill and Roosevelt, The Complete Correspondence, 3 volumes. Princeton Univ. Press, 1988.

14.  Kimball, W. F., The JFranklin Roosevelt as Wartime Statesman. 1991; reprint, Princeton University Press, 1994.

15.  Larrabee, E., Commander-in-Chief. Harper, 1987.

16.  Roosevelt, F. D., Franklin D. Roosevelt and Foreign Affairs, vols. 1-3 ed., by Edgar B. Nixon, Harvard University Press, 1969.

17.  Roosevelt, F. D., Franklin D. Roosevelt and Foreign Affairs, vols. 4-17, edited, by Donald B. Schewe, Clearwater Pub., 1979.

18.  Sidney, W., The President as World Leader. Lippincott, Philadelphia, 1964.

19.  William A. D., The Complete Book of U.S. Presidents. 5th ed. 1996 update by Connie Jo Dickerson, Wings Books, New York, 1997.

 



[1] ولد عام 1874، وتوفى عام 1964.

[2] ولد في 1902 وتوفى عام 1971.