الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
حملة الليطاني
خريطة لبنان
اُنظــــر كـــذلك
 
سلام الجليل الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام جليل)
مذبحة قانا الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1996، (مذبحة قانا)
الحرب الأهلية اللبنانية
الجمهورية اللبنانية

الملحق (ز)

مجزرة دير ياسين، 9 أبريل 1948

      قرية عربية، تقع على المنحدرات الشرقية، على ربوة عالية، تواجه الضواحي الغربية اليهودية للقدس، على بعد أربعة كيلومترات من القدس. تتألف هذه الضواحي من ست مستعمرات. قدّرت مساحة أراضي قرية دير ياسين بما يقرب من 2700 دونم، كان أكثر من نصفها مزروعاً، عام 1948. كما قدّر عدد سكانها بحوالي 750 نسمة، عام 1948.

      وفى الوقت الذي كانت تدور فيه معارك عنيفة في منطقة القدس، خاصة حول القسطل، انسحبت وحدات من عصابتي "الاتسل" و "ليحي"، وعرضتا خطة مهاجمة قرية دير ياسين واحتلالها، على قائد عصابة "الهاجاناه" الإرهابية الصهيونية في القدس، الذي وافق على العملية، مشترطاً الاحتفاظ بالقرية، بعد احتلالها.

      وفى ليلة 8-9 أبريل 1948، اقتربت وحدات من الاتسل وليحي من قرية دير ياسين. فهاجمت قوات الاتسل من الجنوب الشرقي، في حين هاجمتها قوات ليحي من الشمال الشرقي. وأرسلت وحدات ليحي، في اتجاه القرية، سيارة مصفحة، تحمل مكبراً للصوت مستهدفة الوصول إلى قلب القرية، وكانت الرسالة التي تأتي من مكبر الصوت تقول للعرب: "إنكم مهاجَمون بقوى أكبر منكم. إن المخرج الغربي لدير ياسين، الذي يؤدي إلى عين كارم، مفتوح أمامكم. فاهربوا منه، سريعاً، وأنقذوا أرواحكم". لكن سكان القرية، الذين صدقوا النداء، بعد أن أدركوا تغلغل مقاتلي الاتسل وليحي في قريتهم، وخرجوا من بيوتهم، هاربين، اصطيدوا برصاص الصهيونيين. وتقدمت كل مجموعة من عصابتي الاتسل وليحي إلى المنازل، وأخذت في نسف الأبواب وقذف القنابل ورشقها بالنيران، واتجهوا إلى أزقة القرية، يدخلون المنزل تلو الآخر، يطلقون النار، ويذبحون من فيها من نساء وأطفال وشيوخ، ومن يستسلم، منهم كانوا يقتادون خارج منازلهم، وتطلق عليهم النار بطريقة وحشية.

      ومع وقت الظهر، انتهت المعركة، وتوقف القتال، وبدأت عملية التطهير لمنازل القرية وأطلق رجال العصابتين النار على كل من شاهدوه في الطرقات والمنازل. أمّا الناجون من تلك المجزرة البشعة، فقد اقتيدوا في جولة انتصار، مرت عبر الأحياء اليهودية، في اتجاه معسكر يهودا، وقام جمهور من اليهود بالبصق على الأسرى وقذفهم بالحجارة ووجهت إليهم أقذر الشتائم. ذلك بعد أن جرّدوا من مقتنياتهم الشخصية، بطريقة وحشية، وصلت إلى حد تمزيق الثياب، وقطع الآذان والأصابع، لأخذ ما بها من حليّ.

      وقد أسفرت هذه المجزرة البشعة عن قتل ما يقرب من 240 إلى 250 عربياً، إضافة إلى جرح عدد مماثل من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، العزل من السلاح، الذين ليس لهم حول ولا قوة.

      أمّا دوافع هذه المجزرة البشعة، فعديدة، منها ترويع عرب فلسطين لحملهم على ترك بيوتهم، لتحقيق الاستراتيجية العسكرية الصهيونية، التي ترمي إلى احتلال الأراضي العربية وإسكان المهاجرين الصهيونيين مكانهم. كما أن الأسس العقائدية، التي ارتكزت عليها مجزرة دير ياسين، وغيرها من الجرائم وعمليات العنف والإرهاب الصهيونية، بنيت على اعتماد الحق المطلق، الذي يضع الصهيونيين في جهة أعلى من بقية البشر، وعلى الإيمان بالحقد الأعمى على العرب، ونقض حقوقهم الطبيعية نقضاً كاملاً، إلى درجة تصبح فيها جريمة إبادة الجنس العربي عملاً مطلوباً بحد ذاته.

ـــــــــــــــــ



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة