|
سادساً: موقف الأطراف المختلفة من عملية السلام ، بعد العدوان
1. إسرائيل
ضربت إسرائيل عرض الحائط بعملية السلام، عندما استغلت نتائج مؤتمر شرم الشيخ، وأساءت استخدامها، وتحويلها من هدف ترسيخ السلام، وحفظ الأمن المتكافئ، لكل الأطراف، إلى رخصة لممارسة حماقة القوة، وفرض الأمر الواقع، وإطلاق زمام العدوان. وأيقنت الدول العربية، أن السلام الذي تدّعيه إسرائيل، ليس إلا ستاراً لتحقيق أهداف جديدة، تحت اسم "دولة إسرائيل الكبرى"، ومن ثمّ، بدأت عملية السلام في التراجع.
2. السلطة الفلسطينية
فالفلسطينيون أدركوا أن الاتفاق، الذي عقد مع الجانب الإسرائيلي، ما هو إلا ورقة، لتفتيت الضفة الغربية، وتحويلها إلى "كنتونات" خاضعة لسيطرة إسرائيل، تحاصرها وقتما تشاء.
3. لبنان
أدرك اللبنانيون، أن الصراع مع إسرائيل، من أجل تحرير أرضهم، صراع طويل ولكن ينبثق الأمن من القتال، ومواصلة الضغط على القوات الإسرائيلية المحتلة.
4. سوريه
أدركت سورية، أن إسرائيل، لن تتخلى عن الجولان، وأن الصراع ممتد، وألاّ أما في تحقيق سلام، في هذه المرحلة.
5. مصر
أمّا مصر، فقد تحول السلام بينها وبين إسرائيل، إلى سلام بارد، في ظل مقاطعة شعبية وثقافية. وأيقنت أن إسرائيل دولة لا تهدف إلى تحقيق السلام، وأن سياستهـا في العـدوان، ما زالت مستمرة، وأن أهدافها القديمة، لم تتغير.
6. دول الخليج
أيقنت دول الخليج، أن شيمون بيريز، الذي وعدها بسلام زاهر، كشف عن وجهه الحقيقي، ودمرت إسرائيل، بعدوانها، كل أقاويل السلام والمفاهيم الشرق أوسطية.
سابعاً: العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية، بعد توقف العدوان
خلال الأسبوع الأخير من أبريل 1996، وبعد أيام قليلة من وقف القتال في لبنان، توجّه شيمون بيريز إلى واشنطـن، للحصول على ثمن اعتدائه على لبنان، من خلال توقيع اتفاق إستراتيجي، أمريكي ـ إسرائيلي، يمثّل حلقة جديدة من سياسة الدعم العسكري الأمريكي، المتواصل، لإسرائيل، حتى أصبحت، بالفعل، "غابة من الأسلحة والمفاعلات والنفايات النووية، تهدد جيرانها وسائر المنطقة بالدمار.
ووفقاً لما أعلنه وليم بيري William Perry ، وزير الدفاع الأمريكي، فإن حجم الدعم العسكري السنوي، الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية إلى إسرائيل حالياً، يصل إلى حدود مليار و 800 مليون دولار، عدا المنح والمساعدات العينية.
ويضم هذا الاتفاق الإستراتيجي الجديد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ما يلي :
|
1.
|
التزام واشنطن الكامل بالدعم العسكري للجيش الإسرائيلي، وتحديثه وتطويره، حتى يحقق هدف الحفاظ على تفوّقه النوعي المباشر، في مواجهة الدول العربية كلها.
|
|
2.
|
التزام الولايات المتحدة الأمريكية، إمداد إسرائيل بأيّ أنواع من الأسلحة، كالطائرات والمدرعات والصواريخ وغيرها، في حالة حصول أيّ دولة عربية على نوعيات مماثلة، على أن تكون النوعيات المقدمة إلى إسرائيل، أكثر تطوراً من تلك التي تحصل عليها الدول العربية.
|
|
3.
|
الالتزام الأمريكي بالتعاون، في إطار الاتفاقية المبرمة مع إسرائيل، في حالة نشوب عمليات عسكرية بين إسرائيل وأي دولة عربية أو إسلامية في المنطقة، قد يكون من نتائجها تهديد أمن إسرائيل.
|
|
4.
|
تلتزم واشنطن بالعمل على أن تحقق لإسرائيل كل متطلباتها، في إطار الوضع المماثل تماماً لدول حلف شمال الأطلسي NATO، والتزامها بالسعي إلى قيام علاقات عسكرية وثيقة، بين إسرائيل وبقية دول الحلف.
|
|
5.
|
تمديد التعاون بين الجانبين، في مجال الفضاء الخارجي، خاصة الأقمار الصناعية التجسسية، مع اشتراك إسرائيل الفعلي في برنامج حرب النجوم الأمريكي.
|
|
6.
|
يلزم الاتفاق الجانبين بالتعاون، العسكري والإستراتيجي، الكامل، إزاء أي تهديدات عسكرية بعيدة المدى، ولاسيما في مواجهة الإرهاب، وتشكيل لجنة، عسكرية وأمنية، مشتركة، تخصص لهذا الغرض.
|
|
7.
|
يبدأ الجانبان، الأمريكي والإسرائيلي، في إنشاء مخازن لذخائر وأسلحة أمريكية متطورة، في المناطق الإستراتيجية المهمة، التي تتيح القيام بالعمليات العسكرية السريعة، في المنطقة.
|
|
8.
|
إنشاء روابط أمنية، بين رئاستي الأركان، الإسرائيلية والأمريكية، والموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA).
|
|
9.
|
التشجيع على إقامة أحلاف عسكرية، بين إسرائيل ودول المنطقة.
|
وأكد شيمون بيريز، أن هذا الاتفاق الجديد، سيضمن تعهداً أمريكياً صريحاً، للحفاظ على أمن إسرائيل، وضمان التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي، على القوات المسلحة لكل الدول العربية كافة. ويتضح من هذا التعليق، أن إسرائيل ما زالت تتحدث بلغة الحرب، التي تفهم السلام على أنه سلام الخضوع والإذعان، كما قال إيهود باراك، في حديث له إلى جريدة "هيرالد تربيون"، في أوائـل مايو 1995: "إن العرب اختاروا السلام، لأنهم أدركوا أنهم لا يستطيعون هزيمة إسرائيل، عسكرياً. ولأنهم على وعي بحقيقة حيازة إسرائيل الأسلحة النووية. ثم إنهم يعرفون جيداً مدى العلاقة الخاصة، التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة الأمريكية.
------------------------
|