الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

الفصل الثالث
الصراع المسلح

         يتناول هذا الفصل دراسة لطبيعة مسرح العمليات في جنوب السودان، وهو مسرح له سمات خاصة من حيث الطبيعة الجغرافية، وما تُمليه على العمليات العسكرية من قيود. كما يدرس أيضاً محاور التقدم مع دول الجوار، التي تستخدمها عناصر الجنوب وتتلقى من خلالها الإمدادات العسكرية.

         إضافة إلى دراسة القدرة العسكرية للقوات المسلحة السودانية، وحجم هذه القوات في الجنوب، والقدرة العسكرية لميليشيات الجبهات المعارضة في الجنوب.

         وتتناول هذا الفصل العمليات العسكرية، التي وقعت في الفترة من 1980 إلى 1998، ويُلاحظ أن معظم العمليات العسكرية تأتي نتيجة أفعال وردود أفعال، تكون عادة غير مخططة، فضلاً عن أن التعتيم الإعلامي على المعلومات الخاصة بهذه العمليات العسكرية، من كلا الطرفين الحكومة والمعارضة، تجعل الحصول على معلومات كاملة ودقيقة مهمة صعبة.

المبحث التاسع: طبيعة مسرح العمليات

         يتسم مسرح عمليات جنوب السودان بسمات خاصة تختلف عن شماله، بل تختلف كذلك عن مسارح عمليات دول الجوار الجغرافي للسودان.

         من ذلك أن إقليم جنوب السودان يقع داخل المنطقة المدارية، التي تسقط فيها الأمطار الكثيفة من فبراير حتى نوفمبر، وتبلغ ذروتها في شهر أغسطس. كما أن جزءاً من طبيعة أرضه سهول تجري بها أنهار "بحر الغزال والسوباط وبحر الجبل"، أما الأطراف الجنوبية فتكثر بها التلال والجبال، مثل جبل الايماتونج على حدود أوغندا.

         وتؤدي الأمطار إلى تكوّن مستنقعات، مثل مستنقعات مشار في منطقة نهر البارو، ومستنقعات بحر الجبل، التي تبلغ مساحتها 12 ألف كم2، وتصل إلى 37 ألفاً في فترة الفيضان.

         وتوجد الغابات في أقصى الجنوب، وهي في صورة أشجار تتخللها حشائش السفانا، وغابات الأبهاء على طول المجارى العليا، وروافد بحر الغزال. وتعتبر حشائش السفانا هى المظهر السائد في الإقليم.

         وفي إقليم أعالي النيل تصعب حركة جميع أنواع الحملات، خلال الفترة من مارس حتى نوفمبر، بسبب طبيعة الأرض الطينية الناتجة عن السيول. وهذا يؤدي بدوره إلى انتشار الحشائش والغابات. أمّا إقليم بحر الغزال فيمكن الحركة فيه بقوات مترجلة نتيجة للغابات والحشائش الطويلة. كما أن المستنقعات الكبيرة تعوق عملية سير الحملات، مما يجعل العمليات في هذا المسرح، تضطر إلى التحرك على محاور محدودة، أو تلجأ إلى استخدام المشاة المترجلة وحرب العصابات. وهذا يؤدي لأن تواجه بقوات جيدة الإخفاء يصعب اكتشافها، مما يؤدي إلى وقوع القوات في كمائن محكمة الإعداد.

ارتباط المسرح بدول الجوار

         يحيط بالمسرح إثيوبيا وإريتريا من جهة الشرق، وأفريقيا الوسطى من جهة الغرب، وكينيا والكونغو الديموقراطية وأوغندا من جهة الجنوب. وسوف نقف على هذه الدول لإظهار طبيعة المنطقة، وارتباطها بالمحاور.

أولاً: اتجاه الشرق إثيوبيا وإريتريا

         تبدأ حدود  السودان مع إثيوبيا عند التقاء نقطتي الحدود على ساحل البحر الأحمر، وتستمر على امتداد حوالي 2000 كم جنوباً، حتى تلتقي بالحدود الإثيوبية - الكينية - السودانية، شمال بحيرة ردولف في كينيا.

         وطبيعة الأرض على الحدود الإثيوبية شديدة الانحدار لأنها امتداد للهضبة الاستوائية، وتخترقها سلسلة الجبال شرقاً، وكثير من الوديان والتلال ومجاري المياه.

وتوجد المحاور البرية الرئيسية الآتية، بين السودان وإثيوبيا وإريتريا:

1. محور أسمره ـ كسلا

وهو ممتد من أسمره إلى كسلا. وفيه تدور معارك مشتركة بين عناصر جنوب السودان والمعارضة الشمالية من جانب، والقوات المسلحة السودانية من جانبٍ آخر. يبلغ طول المحور 335 كم، ويدخل مدينة كسلا من طرق الاقتراب: أسمره ـ أجوردات ـ سدرات ـ كسلا، أسمره ـ تسني ـ حواش ـ كسلا. وتوجد بهذا المحور مناطق تصلح للحشد في "أجوردات، بارنت"، ومناطق للتجمع في "تسني، سدرات".

وتكثر الجبال والهيئات الحاكمة حول هذا المحور حتى الحدود السودانية، ثم تصبح الأرض مفتوحة حتى كسلا. وهو محور مباشر ومُعَبّد، ويمكن السير عليه بجميع المركبات، وخالٍ من الموانع عدا، الخيران الصغيرة الموسمية، التي يمكن عبورها بمجهود هندسي بسيط.

2. محور مكللى ـ حمرا ـ حمديت

وهو كالمحور السابق، يستخدم حالياً بواسطة قوات المعارضة الشمالية وقوات الجنوب، في مهاجمة السودان. يبلغ طول المحور حوالي 400 كم، ويدخل السودان من ثلاث طرق اقتراب: أم "حجر ـ القرقف ـ خشم القربة"، "حمرا- حمدايت ـ الشّوك ـ القضارف"، "أم حجر، ـ حمرا أم براكيت ـ القضارف".

وتكثر بهذا المحور الجبال والهيئات الحاكمة حول الطريق حتى الحدود السودانية، ثم أرض مفتوحة حتى القضارف. ويشكل نهرا سيتي وعطبرة مانعين طبيعيين على هذا المحور، ويمكن أن تتحرك عليه المركبات في فصل الجفاف فقط.

3. محور أديس أبابا ـ قندرا ـ قلابات ـ القضارف

يبلغ طول هذا المحور 665 كم ويدخل السودان من طريقين: "قندار  ـ متمه ـ قلابات ـ كنينة ـ دوكة ـ القضارف"، "قندار ـ قندورة ـ تابا ـ باسُنْدة ـ دوكة  ـ القضارف".

وهو لا يصلح للاستخدام إلاّ في فصل الجفاف. وتكثر حول هذا المحور الجبال والهيئات الحاكمة حتى القضارف. ويؤدي هذا المحور إلى وسط السودان. وتكثر به الخيران، التي يصعب عبورها في موسم الأمطار. وتساعد على ذلك طبيعة التربة، التي تجعل التحرك في فصل الخريف شبه مستحيل، إلاّ بآليات مصممة لعبور المناطق الطينية أثناء الأمطار.

4. محور أديس أبابا ـ دنقلا ـ أبو مندى ـ منذا ـ الروصيرص

يبلغ طول هذا المحور 544 كم ولا يصلح للتحركات في فصل الأمطار، حيث تكثر في تلك المنطقة الغابات والحشائش والجبال والخيران.

5. محور دنقلا ـ إيتمبو  ـ التمز ـ قيسان ـ الدمازين

يبلغ طوله 448 كم، ويخترق أراض وعرة كثيفة الغابات والحشائش والجبال، ويحتاج لمعاونة هندسية في حالة استخدامه في موسم الأمطار، وبه عدد كبير من الخيران.

6. محور أديس أبابا ـ بمباش ـ أصوصا ـ الكرمك ـ الدمازين

يبلغ طوله 450 كم، ولا يصلح للمركبات في فصل الأمطار، ويخترق أراضٍ وعرة كثيفة الأشجار والحشائش، وتكثر فيه الخيران.

ثانياً: اتجاه الجنوب: كينيا ـ أوغندا ـ جمهورية الكونغو الديموقراطية "زائير سابقاً"

1. مع كينيا

تلاصق الحدود جزء من شرق الاستوائية حيث:

أ. تمتد من التقاء الحدود الإثيوبية الكينية السودانية شمال بحيرة رودلف، لمسافة 232 كم في منطقة وعرة غير مأهولة، نظراً إلى صعوبة الحياة فيها.

ب. يرتبط السودان بكينيا بمحورين محدودين هما:

(1) كبوتيه ـ لوطمى ـ لدوار.

(2) قلال ـ لدوار.

2. مع أوغندا

يمتد على الحدود مع أوغندا، جزء كبير من محافظة شرق الاستوائية:

أ.  تمتد الحدود مع أوغندا من نقطة الالتقاء مع الحدود الكينية، حتى بدايتها مع جمهورية الكونغو الديموقراطية، لمسافة 435 كم. وتمر على الحافات الجنوبية والجنوبية الغربية لمنطقة "ناقشوط" الجبلية، وجبال كبنتى التي تمثل منطقة تقسيم المياه.

ب. ترتبط أوغندا بالسودان بعدة محاور هي:

(1) توريت ـ أكتوس ـ كتقم.

(2) جوبا ـ نيمولى ـ قولو.

(3) كاجوكاجى ـ مويو ـ أروا.

(4) ياي ـ كايا ـ أروا.

3. مع جمهورية الكونغو الديموقراطية

أ. تمتد الحدود لمسافة 628 كم، وهي منطقة تقسيم المياه بين نهر الكونغو وبحر الغزال. وهي منطقة آهلة بالسكان.

ب. ترتبط جمهورية الكونغو بالسودان بالمحاور الآتية:

(1) ياي ـ أبا ـ فرادجى.

(2) مريدى ـ بوتانيقا ـ دنقو.

(3) يامبيو ـ نيا نقارا.

4. مع جمهورية أفريقيا الوسطى

أ. تمتد الحدود بامتداد خط تقسيم المياه لمسافة 1115 كم، وتلاصق جزءاً من غرب الاستوائية وبحر الغزال، وجزءاً من جنوب دارفور.

ب. ترتبط جمهورية أفريقيا الوسطى بالسودان بمحورين، هما:

(1) طبمرة ـ نقطة أبو.

(2) واو ـ راجا ـ كافي كنجن ـ بيرا.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة