الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
الموقع الجغرافي للسودان
تضاريس السودان
التقسيم الإداري للسودان
التوزيع القبلي للسودان
قناة جونجلي
أماكن معسكرات الفصائل

جغرافية الإقليم الجنوبي

         يقع إقليم جنوب السودان داخل المنطقة المدارية، حيث تسقط الأمطار خلال الفترة من فبراير حتى نوفمبر، وتبلغ أقصاها خلال شهر أغسطس. ويختلف معدل سقوط الأمطار وتوزيعها من عام لآخر. ومناخه حار شمالاً، مداري في وسطه، استوائي في جنوبه.

         ويمر في وسط الإقليم النيل الأبيض، ويطلق عليه بحر الجبل. وتوجد غربه هضبة غرب الجبل، تتخللها بعض الجبال. ويوجد جنوب ملكال مستنقعات كبيرة تعوق سير الملاحة. كما تعوق مجارى الأنهار الممتدة بالإقليم، الكثير من السدود الناتجة من كثرة الأعشاب الموجودة في مجارى تلك الأنهار .

         ويضم جنوب السودان في جملته مساحات متسعة، يغلب عليها السهولة في السطح. وتشمل أحواض أنهار الغزال، والسّوباط الأدنى، وحوض بحر الجبل. وتكثر في الأطراف الجنوبية التلال والجبال، مثل جبل الايماتونج شرق النيل، على حدود السودان مع أوغندا، حيث تظهر أعلى قمة في السودان (3187 متراً)، والمناطق الجبلية في الشرق. وفي الوسط حوض سهلي منبسط يقل فيه الانحدار، فيضعف تيار النهر وتعترضه السدود النباتية.

المناخ وتأثيره على الطبيعة الجغرافية لجنوب السودان

         جنوب السودان أكثر مناطق السودان مطراً، وأقربها لإقليم السافانا. ويمكن القول إنّ أعالي بحر الجبل والغزال تمثلان منطقة دون استوائية، إذ يتميز فصل المطر بطوله، وله قمتان في يونيه وسبتمبر. وسجلت الأرصاد الجوية في جنوب السودان قدراً من المطر وصل أحياناً إلى 150 سم في المناطق الجبلية. والمظهر النباتي السائد في الإقليم هو حشائش السافانا بأنواعها المختلفة. أما الغابات، التي توجد في أقصى الجنوب فلا تقارن بالغابات الاستوائية، نظراً لوجود فصل الجفاف. وإن ظهرت الغابات فعلى هيئة أشجار تتخللها حشائش السافانا في الجزء الجنوبي من السودان، كما تظهر غابات الأبهاء على طول المجارى العليا لروافد بحر الغزال، وأهم أشجارها الماهوجنى والأبنوس والتك .

         غير أن ارتفاع جبال الإيماتونج، أتاح لها فرصة نمو أنواع من أشجار الجهات المعتدلة ذات الأخشاب اللينة.

الأقاليم الجغرافية

1. إقليم أعالي النيل

يقع هذا الإقليم في المنطقة، التي يلتقي فيها شمال السودان وجنوبه، وتجرى فيه روافد بحر الغزال وبحر الجبل ونهر السّوباط.

ونظراً إلى أن إثيوبيا تحد الإقليم من الشرق، فإن الهضبة الإثيوبية، التي تنحدر في اتجاه الغرب، تؤثر مباشرة على سهول أعالي النيل وجونقلي، حيث تندفع الأنهار والبحيرات العديدة في اتجاه الغرب، لتُغذي النيل الأبيض. وأهم هذه الأنهار نهر السّوباط.

ويمتد موسم الأمطار على نهر السّوباط في منابعه العليا، لمدة خمسة أشهر في السنة، من يوليه حتى أكتوبر. لكن مياه الأمطار تنتشر وتتبدد في السهول، مكونة منطقة هائلة من المستنقعات. وتبلغ مساحة حوض نهر السّوباط حوالي 224 ألف كم2 . ويتكون نهر السّوباط نتيجة لالتقاء رافدين، الأول هو نهر بيبور (IBORP)، وتقع أهم منابعه بالغرب من بحيرة رودلف، والثاني نهر بارو (BARO)، الذي ينبع من جنوب هضبة الحبشة، وهو أول رافد يغذي نهر النيل، ويحمل إليه طمي الحبشة حتى شهر ديسمبر من كل عام.

ويبلغ طول نهر السّوباط من منطقة التقاء النهرين إلى النيل الأبيض، حوالي 347 كم، ومعظم جسور النهر وروافده منخفضة. ويُمد نهر السّوباط نهر النيل بنحو 3  ,13 مليار متر مكعب سنوياً، وهي تمثل حـوالي 14% من الإيراد الكلـي للنيل، يسهم منها نهر "باور" بحـوالي 7, 9 مليار م3 (72% من إيراد نهر السّوباط).

ويأتي فيضان السّوباط بعد شهرين من فيضان النيل الأزرق، مما يساعد على عدم انخفاض مناسيب نهر النيل بسرعة، عقب انتهاء فيضان النيل الأزرق. وأخطر مناطق المستنقعات على نهر السّوباط هي مستنقعات "مشار"، حيث يفقد نهر البارو حوالي (4) مليار متر مكعب سنوياً. وقد اكتشف النفط في هذا الإقليم، في منطقتي بانتيو وخور عداد في أوائل الثمانينيات، إضافة إلى وجود مشروع قناة جونقلي ضمن هذا الإقليم.

2. إقليم بحر الغزال

تبلغ مساحة هذا الإقليم حوالي 180 ألف كم2، بين دائرتي عرض 30ْ : 14ْ شمالاً، وخطى طول 22ْ : 30ْ شرقاً. ومع أن بحر الجبل وروافده وما يتصل به من خيران، تجري في هذا الإقليم، إلاّ أن كمية مياهه قليلة للغاية، بسبب قلة الأمطار على مناطقه الشمالية. ويتميز هذا الإقليم بخصوبة التربة والغابات والحشائش الطويلة.

3. إقليم بحر الجبل

يُطلق هذا الاسم على الجزء من نهر النيل الممتد من بحيرة ألبرت، حتى التقائه بالسّوباط لمسافة 1280 كم، ولهذا يشتمل على "نيل ألبرت" الذي ينتهي عند نيمولى، التي يتغير عندها مجرى النيل نحو الشمال الغربي، وتكثر فيه الجنادل والمساقط، حيث يصبح مجراه بين نميولي والرجاف غير صالح للملاحة. ويستمر شرقاً ليلتقي بالسّوباط وذلك لمسافة 120 كم، وتقل على طول هذا القطاع المستنقعات والنباتات الكثيفة. ويتصل بالنهر هنا رافد (لول) حيث يسير موازيا له، ليلتقي به عند بلدة (تونجا) وتبعد 80 كم شرق بحيرة توتنجو. وفي هذا الموقع يلتقي بحر الجبل ببحر الزراف.

أهم الخيران التي تصب في بحر الجبل

 

ـ

خوركيت وطوله 135 كم، ويصب في بحر الجبل جنوب جوبا، على مسافة 7 كم.

 

ـ

خيران جرديل ـ تثييل ـ فاميل ـ بان ـ تيازليل ـ جيتاز.

أهم الجزر في منطقة بحر الجبل

جزيرة جوند وركو، وتبلغ مساحتها ثلاثة آلاف فدان، وتقع شمال مدينة جوبا.

منطقة المستنقعات في بحر الجبل

يبدأ شاطئ بحر الجبل في التباعد على مسافة 180 كم (شمال جوبا)، حيث يشكل شبكة من المستنقعات بعرض 14 كم، وبمساحة قدرها 12 ألف كم2. وعندما يرتفع منسوب بحر الجبل، تزداد هذه المساحة لتصل إلى 37 ألف كم2 حيث تمتلئ بمياه الفيضان، وتجف في فترة التحاريق لتشكل أكثر المناطق فقداً في الموارد الاستوائية. وهذه المنطقة تصعب فيها العمليات العسكرية.

أهمية الموقع الجغرافي

1. الثروة المعدنية

يزيد من الأهمية الاقتصادية للإقليم الجنوبي، توفر العديد من الثروات المعدنية الطبيعية، كالنحاس والذهب والحديد، وإن كانت كمياتها قليلة.

2. الثروة الحيوانية

يعتمد السكان في الإقليم الجنوبي على حرفة الرعي، التي تتمثل في تربية الماشية (الأبقار)، والأغنام والماعز، حيث تنتشر حشائش السافانا وتغطي مساحة كبيرة من السهول. ولكن أهمية هذه الثروة تقل في معظم المديرية الاستوائية، وجزء من مديرية بحر الغزال، نظراً لوجود مساحة تقرب من ثمانين ألف ميل مربع موبوءة بذبابة التسي تسي.

3. الصناعة

تعتمد الصناعة في الجنوب على بعض الصناعات الصغيرة، التي أنشئت منذ زمن بعيد، ومعظمها زراعي في مظهره، مثل النسيج والغزل اليدوي ودباغة جلود الأغنام والماعز وصناعة الفخار البدائي، ومعظمها صناعات يدوية. أما الصناعات الحديثة بالإقليم فهي محدودة للغاية، وأهمها الصناعات الغذائية (مصنع التعليب بواو).

4. الزراعة

إن اتساع الأرض الصالحة للزراعة في الإقليم الجنوبي، إضافة لوفرة مياه الري ـ حيث روافد نهر النيل المختلفة والمنتشرة بالإقليم وكذلك الأمطار ـ والأيدي العاملة، يمكن أن يجعل من الجنوب سلة غذاء للسودان وللعالم العربي، إذا توفرت الخُطط والاستثمارات المناسبة، مما يساعد السودان على بناء وتطوير قوته الاقتصادية، خاصة في منطقة الجنوب التي تُعاني من الفقر والتخلف.

5. المواصلات

يشكل جنوب سوداني أحد حلقات الربط على مستوى القارة الأفريقية، بالنسبة للطرق البرية والسكك الحديد الدولية المزمع إنشاؤها، من أقصى شمال القارة على البحر المتوسط  ـ مروراً بالإقليم الشمالي للسودان ـ إلى أقصى جنوب القارة في كيب تاون. كما يمكن أن يكون أحد حلقات ربط شبكات الكهرباء، بين دول شمال القارة وجنوبها، وما يمكن أن يحققه من فائض مستقبلي منها نتيجة للإمكانيات الهيدروكهربائية المتاحة بالمنطقة.

ويعتبر جنوب السودان أحد أهم الأقاليم في منطقة حوض النيل، حيث تمر فيه أغلب روافد نهر النيل من المنابع الاستوائية، ومن هضبة الحبشة، مما يضع هذا الإقليم في الحاضر والمستقبل، في إطار مهم بالنسبة للإستراتيجية المصرية.



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة