الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة    

 
نيقوسيا والخط الأخضر
الاقتراح التركي
بحر إيجه
قبرص - التقسيم الفعلي
اُنظــــر كـــذلك
 
جمهورية تركيا
جمهورية اليونان
جمهورية قبرص

الفصل التاسع
حلف شمال الأطلسي ومشكلة قبرص

1.  الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والمشكلة

        ارتبطت قضية قبرص باثنين من أعضاء حلف شمال الأطلسي، هما تركيا واليونان. غير أن هذا الحلف، لم يتمكن من فض هذا النزاع. كما أن مجهودات الأمم المتحدة، قد فشلت، هي الأخرى، في إيجاد حل لهذه المشكلة .

        وبعد تفجر الوضع في قبرص، في نهاية 1963، طلبت تركيا عقد اجتماع لمجلس حلف شمال الأطلسي، في لاهاي في شهر في مارس 1964. وأعطى مجلس الحلف تعليماته إلى  الجنرال ديرك ستيكر Dirk U. Stikker، السكرتير العام لحلف شمال الأطلسي، ببذل مساعيه الحميدة، للتخفيف من حدة الحرب بين اليونان وتركيا، في شأن جزيرة قبرص. وعقب زيارته كلاًّ من اليونان وتركيا، صرح: "إن جميع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، ترى أنه يتعين على حكومتَي اليونان وتركيا، تأييد وساطة الأمم المتحدة في قبرص. وأن على الحكومتين إدراك أن الخلاف القائم بينهما، في منطقة حيوية، بالنسبة إلى الحلف، يهدده بالخطر" .

        أحالت دول الحلف قضية قبرص إلى هيئة الأمم المتحدة. وجاء في بيان الحلف ما يلي: "إن دول حلف شمال الأطلسي، ستكثف جهودها لحسم الخلاف بين الأطراف المتنازعة في الحلف، وفقاً للمادة الأولى من معاهدة الحلف، وقرار مجلس الحلف، عام 1956، في فض المنازعات بين الدول الأعضاء" .

        إن المادة الأولى من معاهدة الحلف، قد نصت على أن: "يتعهد أطراف المعاهدة بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة، بالعمل على تسوية جميع المنازعات الدولية، التي يكونون مشتركين فيها، بطرق سلمية، وبكيفية لا تؤدي إلى تعكير صفو السلم والأمن الدوليين، ولا تناقض مبادئ العدالة. وأن يمتنعوا، في علاقاتهم الدولية، عن التهديد، أو استعمال القوة بأي كيفية، لا تتفق مع أغراض الأمم المتحدة" .

        وعمل حلف شمال الأطلسي، في هذه الفترة، على أن تكون جهوده في تسوية مشكلة قبرص، متوافقة مع الجهود الرامية إلى إحالة هذه المشكلة إلى الأمم المتحدة.

        أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية كلاًّ من حكومتَي تركيا واليونان، أن الإدارة الأمريكية، سوف تتخذ إجراءات معينة، للحيلولة دون وقوع حرب بين دولتين من أعضاء حلف شمال الأطلسي، وأعلنت بأنها سوف تضع الأسطول السادس الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط، لمحاصرة جزيرة قبرص، لتأمينها ضد التدخل التركي المحتمل.

        وبعث جونسون رسالة إلى عصمت إينونو، في 5 يونيه 1964 . جاء فيها أن تدخل تركيا، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، في قبرص، سيؤدي إلى حرب بينها وبين اليونان، وهي عضو في الحلف، وأن تدخل تركيا العسكري، من دون موافقة الدول الأعضاء في الحلف، قد ينتج منه تدخل سوفيتي في المشكلة". وأنذر الرئيس الأمريكي بأن الــدول الأعضاء في الحلف، "لن تدافع عن تركيا" .

        أجاب إينونو على رسالة جونسون قائلاً: "جاء في رسالتكم، إذا تدخل السوفيت في قبرص، فإن دول حلف شمال الأطلسي، لن تدافع عن تركيا. والمبادئ الأساسية للحلف، تخالف ما ذهبتم إليه، لأنه حالة وقوع عدوان على أي دولة من الدول الأعضاء في الحلف، فإن الحلف سيكون مسؤولاً عن رد هذا العدوان. ومن البداية، تشاورنا معكم في هذا الموضوع، وعندما تجددت الاشتباكات في الجزيرة، في 25 يناير 1963، أعلمناكم باتصالنا مع الدول موقعة المعاهدة المذكورة. وكان جوابكم أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن طرفاً في هذه المشكلة" .

        وصف إينونو الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "غير راغبة في اتخاذ أي إجراء، يساعد على حل مشكلة قبرص. وأن الموقف بين تركيا واليونان قـد أصبح مظلماً" .

        وحرصت الولايات المتحدة الأمريكية على إقامة حالة قريبة من التوازن، في القوة العسكرية بين تركيا واليونان، على الرغم من اختلاف حجم البلدين، مساحة وعدداً.

2.  الولايات المتحدة الأمريكية واليونان والمشكلة

تناولت حكومة "جورج  باباندريو، عام 1964، مشكلة قبرص على النحو التالي:

أ.

إخراج المشكلة من أيدي بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، لعدم اختصاصهما. ورفض تدخل حلف الأطلسي في هذا النـزاع، لأنه كان من أهم العقبات التي واجهت مكاريوس، الضغوط التي تعرض لها من جانب حلف الأطلسي، والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة. فقد كانت قبرص، منذ إنشاء الحلف، الشرارة التي هددت باندلاع الحرب بين أطرافه، وتقويض أركانه. فخلال الخمسينيات، كانت مشكلة قبرص سبباً في الخلاف الحاد، الذي نشب بين اليونان وبريطانيا، وكانت الأخيرة، تلقى التأييد التام من واشنطن. ومنذ الستينيات، كان النـزاع حول الجزيرة هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين اليونان وتركيا، اللتين تشكلان الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي .

ب.

ضرورة الاستجابة لمطالب القبارصة الأتراك ـ طبقاً لوجهة النظر الأمريكية، التي عبر عنها حلف شمال الأطلسي ـ وذلك بالحصول على الحكم الذاتي، في ظل دولة فيدرالية. ولقد لقي هذا الاقتراح، هو الآخر، معارضة شديدة من جانب مكاريوس، الذي كان يرى أن ذلك من شأنه خلق دولة داخل الدولة، إضافة إلى أن نسبة 18%، التي يشكلها الأتراك، لا تعدّ مسوغاً لإقامة حكومة فيدرالية. وأرسلت الولايات المتحدة الأمريكية، مبعوثيها إلى العواصم الثلاث، المعنية بمشروع يقضي بإرسال قوات أمريكية، وأخرى تابعة لحفظ السلام في الجزيرة. وأعلنت قبرص رفضها لهذا المشروع، على الرغم من موافقة تركيا واليونان عليه، وتأييد بريطانيا له. وكانت نتيجة الرفض القبرصي، التلويح الأمريكي بقطع المعونة العسكرية، واستخدام الأسطول السادس، كأداة للضغط .

ج.

الإشارة إلى أن الهدف النهائي للحكومة، بعد عام 1964، هو وحدة قبرص واليونان، مع عدم انتهاك حقوق الأقلية التركية في الجزيرة.

د.

تقديم المعونة، والمساعدة العسكرية إلى قبرص، في حالة تعرضها لأي هجوم تركي.

------------------------



الصفحة الأولى الصفحة السابقة الصفحة التالية الصفحة الأخيرة