إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحسد









المصادر المراجع

أولاً: الحسد في القرآن والسنة

1. تعريف الحسد

أ. الحسد لغةً

يقال: حسده الشيء، وحسده على الشيء: المعنى تمني أن تتحول إليه نعمة فلان وفضيلته أو يُسلَبهما. وهو حاسد وحسود وحسَّاد.

والحسد مأخوذ من (الحسدل) وهو القراد[1] الذي يمص دم الجلد فشبهوا الحسد بفعل (الحسدل)؛ لأن الحسد يقشر القلب مثل قشر الحسدل لجلد الحيوان.

ب. الحسد في الاصطلاح

تمني زوال نعمة المحسود.

2. الحسد في القرآن الكريم: (أُنظر ملحق الحسد)

ورد الحسد في القرآن الكريم في أربع آيات:

أ. قوله تعالى: ]وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِىَ اللَّهُ  بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ[ (سورة البقرة: الآية 109).

ب. قوله تعالى: ]أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءاَتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءاَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا[ (سورة النساء: الآيتان 54، 55).

ج. قوله تعالى: ]سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً[ (سورة الفتح: الآية 15).

د. الآية الأخيرة من سورة الفلق كما في قوله تعالى: ]قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ[ (سورة الفلق: الآيات 1 ـ 5).

قال الرازي: قوله تعالى: ]ومن شر حاسد إذا حسد[ من المعلوم أن الحاسد هو الذي تشتد محبته لإزالة نعمة الغير إليه، ولو تمكن من ذلك بالحيل لفعل. فلذلك، أمر الله بالتعوذ منه، وقد دخل في هذه السورة كل شر يتوقى ويتحرز منه دينياً ودنيوياً؛  فلذلك لما نزلت فرح رسول الله r بنزولها لكونها مع ما يليها جامعة في التعوذ لكل أمر، ويجوز أن يراد بشر الحاسد إثمه وسماجة حاله في وقت حسده وإظهاره أثره.

3. الحسد في الحديث الشريف

أ. عن عبدالله بن مسعود قال: قال النبي r: ]لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا[ (رواه البخاري، كتاب العلم: الحديث الرقم 71).

ب. عن أبي هريرة t عن النبي r: ]أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لاَ تَبَاغُضَ بَيْنَهُمْ وَلاَ تَحَاسُدَ لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ[ (رواه البخاري، كتاب بدء الخلق: الحديث الرقم 3.14). وهذا إخبار عن أهل الجنة بأنهم مبرؤون فيها من الحسد والتباغض.

ج. عن أبي هريرة عن النبي r قال: ]إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلاَ تَحَسَّسُوا وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا[ (رواه البخاري، كتاب الأدب: الحديث الرقم 5604). وفي الحديث نهي واضح عن الحسد ضمن منهيات أخرى.

د. عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله r: ]وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلاً فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ[ (رواه مسلم، كتاب الإيمان: الحديث الرقم 221). وهذا إخبار منه r بزوال الحسد والشحناء وأن زواله من علامات الساعة الكبرى قبيل يوم القيامة.

هـ. عن عائشة زوج النبي r أنها قالت: ]كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ r رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ[ (رواه مسلم، كتاب السلام: الحديث الرقم 4055).

و. عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن رسول الله r أنه قال: ]إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ تَتَنَافَسُونَ ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ ثُمَّ تَتَبَاغَضُونَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ الْمُهَاجِرِينَ فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ[ (رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق: الحديث الرقم 5262).

ز. عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: ]لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي النَّارِ مُسْلِمٌ قَتَلَ كَـافِرًا ثُـمَّ سَـدَّدَ وَقَـارَبَ وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ وَلاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ[ (سنن النسائي: الحديث الرقم 3058). وهذا الحديث من أشد ما روي في ذم الحسد. والمراد به هنا الحسد المذموم، الذي هو تمني زوال نعمة الغير، كما سيأتي شرح ذلك.

ح. عن سهل بن أبي أمامه أنه انطلق هو وأبوه مع أنس ابن مالك بالمدينة في زمان عمر بن عبدالعزيز، ]فَرَكِبُوا جَمِيعًا فَإِذَا هُمْ بِدِيَارٍ بَادَ أَهْلُهَا وَانْقَضَوْا وَفَنُوا خَاوِيَةٍ عَلَى عُرُوشِهَا فَقَالَ أَتَعْرِفُ هَذِهِ الدِّيَارَ فَقُلْتُ مَا أَعْرَفَنِي بِهَا وَبِأَهْلِهَا هَذِهِ دِيَارُ قَوْمٍ أَهْلَكَهُمْ الْبَغْيُ وَالْحَسَدُ إِنَّ الْحَسَدَ يُطْفِئُ نُورَ الْحَسَنَاتِ وَالْبَغْيُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ وَالْعَيْنُ تَزْنِي وَالْكَفُّ وَالْقَدَمُ وَالْجَسَدُ وَاللِّسَانُ وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ[ (سنن أبو داود: الحديث الرقم 4258). وهذا إخبار بما فعله الحسد في الأمم السابقة.

ط. عن عبدالله بن عمرو قال: ]قيل لرسول الله r أي الناس أفضل قال:  كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ قَالُوا صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ قَالَ هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لاَ إِثْمَ فِيهِ وَلاَ بَغْيَ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ[ (سنن ابن ماجه: الحديث الرقم 4206). وفي الحديث فضيلة القلب الخالي من الحسد.

ي. عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله r: ]لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ وَلاَ هَامَةَ وَلاَ حَسَدَ وَالْعَيْنُ حَقٌّ[ (مسند أحمد: الحديث الرقم 6773).

ك. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: ]الْعَيْنُ حَقٌّ وَيَحْضُرُ بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ[ (مسند أحمد: الحديث الرقم 9291).

ل. عن أنس بن مالك قال: ]كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَ  يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ r مِثْلَ ذَلِكَ فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الأُولَى فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ r مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الأُولَى فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ r تَبِعَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لاَ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلاَةِ الْفَجْرِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَّ خَيْرًا فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلاَثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلاَ هَجْرٌ ثَمَّ وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ لَكَ ثَلاَثَ مِرَارٍ يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاَثَ مِرَارٍ فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r فَقَالَ مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ قَالَ فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِ ي لأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلاَ أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ[ (مسند أحمد: الحديث الرقم 12236). والحديث يفيد أن سلامة القلب من الحسد والغش للمسلمين فيها أجر عظيم.

4. الآثار في ذم الحسد

أ. قال بعض السلف، أول خطيئة كانت هي الحسد. حسد إبليس آدم عليه السلام؛ فأبى أن يسجد له؛ فحمله الحسد على المعصية.

ب. وحكي أن عون بن عبدالله، دخل على الفضل بن المهلب، وكان يومئذ على واسط. فقال إني أريد أن أعظك بشيء. فقال وما هو؟ قال إياك والكبر، فإنه أول ذنب عصي الله به، ثم قرأ ]وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ[ (سورة البقرة: الآية 34). وإياك والحرص، فإنه أخرج آدم من الجنة أمكنه الله سبحانه من جنة عرضها السموات والأرض، يأكل منها إلا شجرة واحدة نهاه الله عنها، فأكل منها فأخرجه الله تعالى منها، ثم قرأ ]قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ[ (سورة البقرة: الآية 38). وإياك والحسد، فإنما قتل ابن آدم أخاه حين حسده، ثم قرأ ]وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ[ (سورة المائدة: الآية 27).

ج. وقال الإمام علي t: "لله در الحسد فما أعدله بدأ بصاحبه فقتله ".

د. وقال ابن عمر t: "لا يكون الرجل عالماً حتى لا يحسد من فوقه ولا يحقر من دونه ولا يبتغي بعلمه ثمناً".

هـ. وقال ابن سيرين رحمه الله: "ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا، لأنه إن كان من أهل الجنة، فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة في الجنة؟ وإن كان من أهل النار، فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار! وقال رجل للحسن، هل يحسد المؤمن؟ قال ما أنساك بني يعقوب، نعم، ولكن غمه في صدرك، فإنه لا يضرك ما لم تعد به يداً ولا لساناً".

و. قال أبو الدرداء:" ما أكثر عبد ذكر الموت إلا قل فرحه، وقل حسده ".

ز. وقال بعض الحكماء: الحسد جرح لا يبرأ، وحسد الحسود ما يلقى.

ح. وقال أعرابي: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد، إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه.

ط. وقال الحسن: يا ابن آدم، لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليه، فلم تحسد من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك، فلم تحسد من مصيره إلى النار؟ وقال بعضهم، الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلاً. ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضاً. ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً. ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً. ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالاً.



[1] القراد: دويبة جمعها قردان ويمص دماء الحيوانات، ويبقى في جلودها مدة حتى تتقشر الجلود.