إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / القرآن الكريم









الملحق الرقم ( 3 )

تاسعاً: تجويد القرآن

التجويد في اللغة: التحسين، وفي الاصطلاح تلاوة القرآن الكريم، بإعطاء كل حرف حقّه من التحقيق. ويؤخذ علم التجويد بالتلقي من أفواه العلماء العارفين بطرق القراءة. وهو يُتعلّم لصون اللّسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى، ونيل الأجر والثواب. وهو واجب على كل مسلم ومسلمة، بأمر الله تعالى: ]وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً[ (سورة المزمل: الآية 4)، كما أبان الله تعالى فضل من يتلو القرآن: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[ (سورة فاطر: الآيتان 29، 30).

فالتجويد في القرآن، يعني حُسن أداء قراءة القرآن: فعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: ]سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِr يَقُولُ: حَسِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ فَإِنَّ الصَّوْتَ الْحَسَنَ يَزِيدُ الْقُرْآنَ حُسْنًا[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3365)، وعن البراء أيضاً أنّ النَّبِيِّ r قَالَ: ]زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3364).

وقد أصبح التجويد عِلْماً، له أحكام متعددة يتعين على القارئ تعلمها، وهذه الأحكام تتعلق بالنون الساكنة، والميم الساكنة، والتنوين، والنون والميم المشدّدتين، والمد، واللام الشمسية واللام القمرية، والوقوف، والابتداء، وغير ذلك (أُنظر ملحق أحكام التجويد).

1. مراتب تلاوة القرآن

لتلاوة القرآن ثلاث مراتب: الترتيل، والتدوير، والحدر.

الترتيل: وهو القراءة بتمهل وتفهم من غير عجلة، وهو المرتبة التي نزل بها القرآن: ]وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً[ (سورة المزمل: الآية 4).

الحدر: وهو إدراج القراءة وسرعتها، مع مراعاة أحكام التجويد من مدّ، وتشديد، وقطع، ووصل.

التدوير: وهي مرتبة متوسطة، بين الترتيل والحدر.

2. فضل تلاوة القرآن وسماعه

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِr  ]مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ مَسْأَلَتِي وَذِكْرِي أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلِينَ وَفَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3222).

وعن فضل تلاوة القرآن، أورد عَبْدَاللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَولَ رَسُولِ اللَّهِ r ]مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلاَمٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 2835).

وقد روى الدارمي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ]مَا جَالَسَ الْقُرْآنَ أَحَدٌ فَقَامَ عَنْهُ إِلاَّ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ثُمَّ قَرَأَ: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا)[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3210).

وقد ورد في فضل سماع القرآن، قوله تعالى: ]وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[ (سورة الأعراف: الآية 204)، وعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: ]إِنَّ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ لَهُ أَجْرٌ وَإِنَّ الَّذِي يَسْتَمِعُ لَهُ أَجْرَانِ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3232). 

3. سجود التلاوة (اُنظر ملحق مواضع سجود التلاوة)

يتصل بسماع القرآن وتلاوته، أحكام خاصة، منها حكم " سجود التلاوة ". فإذا قرأ المسلم آية فيها سجدة سُنّ له السجود سجدة واحدة، وكذلك إذا كان مستمعاً إلى قارئ، فقرأ أية فيها سجدة، وسجد القارئ، سُنّ للمُستمع أن يسجد، وان يُكبر عند الخفض والرفع. ويقول في سجوده، كما كان يقول النبيr  فيما روى الإمام عَلِيٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ: r ]كَانَ إِذَا سَجَدَ قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ أَنْتَ رَبِّي سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي شَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ[ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 1044).

وحكم سجود التلاوة سُّنة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r ]إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّار[ُ (سنن ابن ماجه، الحديث الرقم 1042).

4. فضل بعض آيات القرآن (اُنظر ملحق مما ورد في فضل بعض سور القرآن وآياته)

وعن فضل بعض آيات القرآن الكريم، ورد عن النبيr  قوله: ]مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يَدْخُلْ ذَلِكَ الْبَيْتَ شَيْطَانٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى يُصْبِحَ، أَرْبَعًا مِنْ أَوَّلِهَا، وَآيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَآيَتَانِ بَعْدَهَا وَثَلاَثٌ خَوَاتِيمُهَا أَوَّلُهَا  لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3348).

وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِr ]يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ[ (رواه مسلم، الحديث الرقم 1343).

وعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ قَالَ: عَبْدُاللَّهِ ]إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ فِي بَيْتٍ خَرَجَ مِنْهُ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3245). كما قالr في فضل سورة البقرة: ]إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَإِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ لُبَابًا وَإِنَّ لُبَابَ الْقُرْآنِ الْمُفَصَّلُ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3243).

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ ]مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنْ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3273).

وعن فضل سورة يس، قَالَ رَسُولُ اللَّهِr ]إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَإِنَّ قَلْبَ الْقُرْآنِ يس مَنْ قَرَأَهَا فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَ عَشْرَ مَرَّاتٍ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3282).

كما روى أنهr قال: ]أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، قَالُوا نَحْنُ أَعْجَزُ وَأَضْعَفُ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ فَجَعَلَ  قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ  ثُلُثَ الْقُرْآنِ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3297).

وعن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ قَالَ: ]مَشَيْتُ مَعَ النَّبِيِّr  فَقَالَ لِي قُلْ يَا عُقْبَةُ، فَقُلْتُ أَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ، قَالَ فَسَكَتَ عَنِّي ثُمَّ قَالَ يَا عُقْبَةُ قُلْ فَقُلْتُ أَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ، قَالَ قُلْ (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) فَقَرَأْتُهَا حَتَّى جِئْتُ عَلَى آخِرِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِr، عِنْدَ ذَلِكَ مَا سَأَلَ سَائِلٌ وَلاَ اسْتَعَاذَ مُسْتَعِيذٌ بِمِثْلِهَا[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 3305).