إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









الانتفاضة الفلسطينية

(د) صنف الطيور Class Av es (Biras)

الطيور من الحبليات الفقارية، ولها أربعة أطراف Limbs؛ إلا أن الاثنين الأماميين منها على شكل جناحين مزودين بالريش للمساعدة على الطيران، في أغلب الأحوال (انظر صورة الطيور). والواقع أن أجسام الطيور كلها مكسوة بالريش. ومما يساعدها على التحكم في درجة حرارة جسمها، أنها من ذوات الدم الحار Worm-blooded (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات)، ويساعد أيضاً على كونها من ذوات الدم الحار قلبها ذي الخلوات الأربع، وتشبه في ذلك الثدييات. لذلك، يضخ الدم في جسمها في دورتين على نحو شبيه بما يجري في جسم الإنسان، فالدم المؤكسد يضخه القلب من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم، في حين يقوم القلب بضخ الدم بعد استهلاك الأكسجين منه من الجسم نحو الرئتين في دورتين.

ولأن الطيور من ذوات الدم الحار، التي لها القدرة في درجة حرارة جسمها وإبقاءه دافئاً حتى في الأجواء الباردة، فإن المؤثرات الحرارية أقل تأثيراً على الطيور في هذا المجال، ويمكنها التحليق على ارتفاعات تنخفض فيها درجات الحرارة حولها كثيراً (انظر صورة طائر محلق)، كما توجد في بيئات باردة ي أصقاع الأرض المختلفة خِلافاً لذوات الدم البارد. يوجد من الطيور أنواع كثيرة، تتجاوز عددها 10 آلاف نوع، وتأخذ أشكالاً عدة، وأحجاماً متباينة (انظر صورة الطيور). وبعض الطيور غير قادرة على الطيران والتحليق، وتعيش على اليابس، وبعضها يعيش في المياه، وتستخدم أجنحتها للسباحة بدلاً من الطيران أو إلى جانب الطيران في بعض الأحوال.

تشبه الطيور الزواحف في وضع البيض وبيوضهما متشابهة، إلى حد ما، ولكن العناية بالبيوض وبالصغار عند الطيور أكثر. ورغم أن بعض الحيوانات تشبه الطيور بأن لها أجنحة مثل بعض الحشرات والخفافيش إلا أن الطيور تنفرد بأنها الحيوانات الوحيدة التي لها ريش، وحتى تلك التي لا يمكنها الطيران حالياً من الطيور، مثل البطريق والنعام (انظر صورة طائر النعام)، يكسو الريش أجسامها.

توجد الطيور في كل أصقاع الأرض، حتى في المناطق المتجمدة والتندرا، وفي المناطق الصحراوية، وذلك يعود لقدرتها على الطيران، وكونها من ذوات الدم الحار، التي تستطيع ضبط درجة حرارة جسمها. كما أن بعض الطيور قادرة على الغوص إلى أعماق قد تصل إلى 250 متر تحت سطح الماء. وتبتعد بعض الطيور المائية في البحار لآلاف الكيلومترات بعيداً عن أقرب يابس. وعلى الرغم من أن جميع الطيور تتكاثر على اليابس.

معظم الطيور تنشط في النهار لطلب العيش وتنام في الليل، ما عدا تلك التي تطلب غذائها ليلاً، مثل البوم Owls. وتتأثر الطيور وتؤثر في البيئة المحيطة بها. لذلك، يعد معظم الباحثين، ازدهار جماعات الطيور في أي صقع من أصقاع العالم مؤشر على الازدهار والغني البيئي، والعكس صحيح. والطيور على اختلافها تستخدم حواسها في التفاعل مع ما حولها وفي الحصول على غذائها. فهي تسمع وترى وتشم الروائح، وتشبه الإنسان في اعتمادها أكثر على حاستَي البصر والسمع. ولكثير منها أصوات جميلة، وتراوح الطيور في حجمها من العصافير الصغيرة، التي لا يتجاوز طولها 5 سنتيمترات، ويقل وزنها عن جرامين اثنين، إلى النعام Ostrich التي قد يصل طولها إلى 2.8متراً، وتزن قرابة 160 كيلوجرام. وأكبر الطيور التي تستطيع الطيران هي الحبارى Bustard التي قد يقارب وزنها 20 كيلوجرام، والمعروف منها 23 نوعاً تنتشر في أوروبا وإفريقيا وآسيا واستراليا. والنوع المسمى الحبارى العظمى Great bustard باسمها العلمي أوتس تاردا Otis Tanda هو أكبرها حجماً (انظر صورة الحباري العظمى). ويصل عرض جناحيه مفرودتين إلى قرابة 2.5 متر وأكثر ما يوجد في أوروبا ولكن أعداده قلت كثيراً بسبب الصيد.

وبنية الطيور الجسمانية تناسب التحليق في الهواء؛ فالصدر البارز بعضلاته القوية، وعظام الجناحين الطويلين المزودين بالريش القوي والطويل، والرأس الصغير وبه عينان كبيرتان، نسبة لحجم الرأس، حادتي الإبصار، كل ذلك يساعد على التحليق، وتتبع الفرائس على الأرض أو تحت الماء. وبدلاً من الفكين والأسنان فإن للطير منقار Beak خفيف الوزن (انظر صورة الحباري العظمى) يأخذ أشكالاً وأحجاماً متباينة حسب نوع الطير وغذائه. وفي الرأس أذنان داخليتان لهما فتحتان صغيرتان في الغالب إلى الخلف من العينين نحو الأسفل. يقوم جسم الطائر على قدمين صغيرتين في الغالب يختلف طولهما من نوع إلى آخر، فيهما في غالب الأحوال أربعة أصابع، ثلاثة نحو الأمام، والرابع إلى الخلف. وللطيور ذيل مكسو بالريش الطويل تستخدمه للتوازن عند الطيران والتوجيه في حال الطيران.

إن من الطيور ما يعيش على الحبوب والفواكه وبذور النباتات وأوراقها Herbivorous ومنها ما يعيش على اللحوم Carnivorous سواء الديدان والحشرات أو الأسماك والحيوانات الأخرى، وبعض الطيور أو معظمها على الأصح تتغذى على الاثنين معاً، النباتات واللحوم Omnivorous. وبشكل عام تقضي كل الطيور سحابة يومها تبحث عن الغذاء. وتجد الطيور المحلقة نفسها عاجزة عن تخزين كميات كبيرة من الغذاء في أحشائها لأن ذلك قد يزيد من وزنها بدرجة تجهدها عند الطيران. لمعظم الطيور خاصة آكلات الحبوب معدة قوية قادرة على طحن الحبوب القاسية. كما أن للكثير من الطيور حويصلات تخزن بها الطعام الذي تحصل عليه لتعود به إلى أعشاشها أو لتتغذى عليه في وقت لاحق.

إن شكل منقار الطير يختلف حسب طعامه؛ فالطيور التي تتغذى على الحبوب مناقيرها في الغالب قوية وقصيرة، وتلك التي تتغذى على الفواكه والمواد النباتية اللينة مناقيرها في الغالب مستدقة وطويلة نسبياً. بينما تمتاز آكلات اللحوم من الطيور، مثل الصقور، والنسور، والبوم، بمناقير معكوفة وقوية في غالب الأحوال (انظر صورة طائر يتناول غذاءه بمنقاره، وصورة أشكال مناقير الطيور). وللطيور التي تتغذى على الأسماك مثل بعض أنواع البط (انظر صورة طيور البط) زوائد شبيهة بالأسنان في أطراف مناقيرها لتساعدها على إحكام مسكتها على فريستها. ويمتاز نقار الخشب Woodpecker بمنقار قوي يحفر به الأخشاب الحية أو الميتة بحثاً عن الحشرات ولبناء عشه.

تبني الطيور أعشاشها بأشكال مختلفة وبنيات مختلفة، وطرق مختلفة، استعداداً لوضع البيوض للتكاثر. فمن الأعشاش ما يوضع على الأرض (انظر صورة عش طائر)، ومنها ما يبنى على فروع الأشجار، ومنها ما يعلق في أغصان الأشجار، ومنها ما يحفر له في جذوع الأشجار، ومنها ما يوضع على المنحدرات الصخرية العالية. وتتزاوج الطيور استعداداً للتكاثر، فمنها ما يقتصر العلاقة فيه بين ذكر واحد وأنثى واحدة طوال موسم التكاثر، ويتناوبان على حماية العش وتربية الصغار Monogamous mating ومنها ما تكون فيه العلاقة بين ذكر واحد وعدد من الإناث Polygynous mating ومنها ما تكون فيه العلاقة بين أنثى واحدة وعدد من الذكور Polyandrous mating ويساعد بقاء الأعشاش على الحفاظ على البيض بدرجة كبيرة ملائمة، وإن كانت بعض الطيور الساحلية بشكل خاص قد تضع بيوضها على رمال الشاطئ دون أي نوع من الإعداد للمكان الذي تضعها فيه. وما ينبغي ملاحظته أن لكل نوع من الطيور، لون وحجم وشكل خاص ببيوضه. وتضع بعض الطيور بيضة واحدة كل سنة أو سنتين مثل البط البحري المسمى الباتروس Albatross في حين يضع الحمام Pigeon قرابة خمس بيضات في العش. وقد يصل عدد البيض في العش الواحد إلى 15 بيضة عند بعض أنواع الطيور.

تبدأ الطيور بالتزاوج والتكاثر في مراحل متفاوتة حسب النوع ولكن الطيور الصغيرة بصفة عامة تبدأ بالتزاوج في السنة الأولى من عمرها، في حين أن الطيور الكبيرة مثل الباتروس لا تبدأ إلا بعد عدة سنوات، 10سنوات مثلاُ، عند الباتروس. وربما يكون لذلك علاقة بمتوسط العمر للأنواع المختلفة من الطيور. فالعصافير الصغيرة لا يتجاوز عمرها ثلاث إلى خمس سنوات في الوقت الذي يعيش بط البارتوس البحري أكثر من 60 سنة.

ـ أنواع الطيور وتصنيفها

إن التحديات التي تواجه العلماء في تصنيف الأنواع المختلفة من الطيور (10 آلاف نوع) وتحديد العلاقات بينها تشبه أو تزيد قليلاً على الصعوبات التي يواجهونها في تصنيف باقي الأحياء. وتأتي الزيادة في الصعوبة عند تصنيف الطيور من انتشار الطيور في بيئات نائية وكثرة حركتها وانتقالها ما يصعب مراقبتها وتتبع طرق تكاثرها وتغذيتها وتفاعلها مع الأنواع الأخرى من الطيور أو من الحيوانات.

وكانت التصنيف في السابق يقوم على التفريق بين الطيور حسب البيئة التي تعيش فيها بحرية، أو قارية، غابية أو صحراوية، مثلاً. ثم سادة طريقة التصنيف السلالي حسب مسار الحيوان التطوري، ثم مع التقدم العلمي لجأ العلماء إلى استخدام الحمض النووي DNA لتحديد العلاقات بين السلالات المختلفة، فالطيور التي تتقارب فيها خصائص الحمض النووي تعد أكثر تقارباً ثم مع تفاقم المشكلات البيئية، وبداية النظر إلى الطيور على أنها من أكثر المخلوقات وأسرعها تضرراً بالتدهور البيئي، أصبح ينظر إلى الطيور كمجموعات تعيش في بيئات تأقلمت عليها وكيفت طرق عيشها وتكاثرها معها. ولذلك، أصبح يفرق بين طيور الماء، وطيور الشاطئ، والطيور المفترسة، وطيور البحري التي لا تظير، وطيور الأشجار.

ـ طيور الماء Aquatic birds

وهي طيور تقضي وقتاً طويلاً بعيداً عن اليابس. وتحصل على طعامها من البحر، كما أنها قادرة على شرب مياه البحر وطرد الأملاح منها. ومن أنواع الطيور المائية بط الباتروس البحري، والبط السحاح Shear waters ويسمى بذلك لأنه يطير على ارتفاعات منخفضة فوق سطح الماء. ومنها أيضاً طائر النوء Petrels وطائر النوء الغواص Diving petrels. هذه الأنواع تعيش في البحر بعيداً عن اليابس وإن كانت أنواع أخرى كثيرة تشاركها العيش في البحر ولكن قريباً من اليابس مثل البطريق penguins وطائر المياه العذبة المسمى لوون Loon قادر على الغوص في الماء. وطائر الغطاس Grebes الذي ينفرد بين الطيور ببناء عشه على الماء.

وهذه الطيور تجيد السباحة والغوص ومعظم هذه الطيور تكون أصابع أقدامها متصلة بغشاء رقيق مثل البط وبعض مثل البطريق تستخدم أجنحتها للتحرك في الماء.

ـ الطيور الشاطئية Wading birds

وهي أنواع من الطيور تخوض الماء بأقدامها في مناطق المياه الضحلة بحثاً عن الطعام. ويفضل هذه الطريقة في الحصول على الطعام الطيور ذات الأرجل الطويلة بالطبع. ومنها الطائر المسمى أبومنجل Ibises (انظر صورة الطائر أبو منجل) وطائر الهيرون Herons والطائر أبوملعقة Spoonbills، وطائر الفلامنجو Flamingoes. وهذه الطيور تخوض في المياه الضحلة في أصقاع الأرض، ما عدا المناطق القطبية (انظر صورة طيور شاطئية).

وهي تتغذى على الأسماك، والضفادع والروبيان، أو حتى بالنسبة للطيور الصغيرة الحجم، المخلوقات البحرية المجهرية. وبشكل عام، كلما طالت القدمان وطال المنقار صار بإمكان الطائر الحصول على غذائه في مناطق أكثر عمقاً (انظر صورة طائر شاطئي).

ـ الطيور المفترسة Birds of prey

ربما تكون أكثر الطيور المعروفة للناس هي الطيور المفترسة من طيور البازي Hawks والصقور Falcons والعقبان Eagles، والبوم Owls. والأنواع الثلاثة الأولى تغدو نهاراً للحصول على غذائها في حين أن البوم يبحث عن غذائه ليلاً. وتمتاز هذه الطيور بمناقير قوية معكوفة ومحدبة تمكنها من تمزيق فريستها إلى جانب أرجل قوية وأصابع مزودة بمخالب حادة وقوية. كما أنها تتمتع بحدة إبصار شديدة تمكنها من تحديد فريستها من ارتفاعات شاهقة. كما تمتاز بسرعة طيران (انظر جدول نموذج من شعب المملكة الحيوانية) وقدرة على المناورة والانقضاض على فريستها أثناء الطيران. وتعد الطيور التي تتغذى على الجيف من رخم وحدأة ونحوها Scavengers من الحيوانات المفترسة أيضاً.

ـ الطيور السيارة Running birds

وهي طيور لا تطير، وتضم أضخم الطيور المعروفة وأكبرها، فهي في الغالب لا تطير لثقل وزنها، ومن أشهرها النعام، وطائر الرية Rhea الشبيه به، وطائر الإيمو Emus الأسترالي (انظر صورة طائر الإيمو). وهذه الأنواع تلتقط غذاءها من الأرض، وهي سريعة في العدو فسرعة النعامة تصل إلى 64 كيلومتر في الساعة (انظر جدول سرعة الحيوانات) ويضم غليها كذلك الديك الرومي Turkey وأصناف أخرى كثيرة من الدجاج Checkin وغيرها في أنحاء متفرقة من العالم (انظر جدول سرعة نماذج من الحيوانات).

ـ طيور الأشجار Perching Birds

يقع في هذه الفئة أكثر من صنف الأنواع المعروفة من الطيور. وتضم جميع الطيور التي لها القدرة على الوقوع على الأغصان (انظر صورة طائر المكاو) ومنها الطيور المغردة Song binds التي تمتاز بأصواتها الجميلة من بلابل، وكناري. ومنها طيور الدخَّل Warblers وبعض أنواع هذه الطيور تستطيع اقتناص الحشرات وهي تطير مثل طائر السنونو Swallows.

بشكل عام، تنتشر الطيور في كل أصقاع الأرض قاراتها وبحارها ومحيطاتها، ولكن بعض الأنواع من الطيور توجد في مناطق محدودة، فأستراليا وما حولها من جزر مثلاً تشتهر بالطيور الغريبة التي لا توجد في أماكن أخرى من العالم. وفي المناطق المدارية في الأمريكتين وفي أمريكا الوسطى يوجد أكبر تنوع للطيور في العالم. أما المناطق القطبية فتغزوها أنواع قليلة من الطيور في فصل الصيف القصير. ويجمع كثير من العلماء الطيور في صنف إيفز Eves ويتشعب إلى 27 رتبة.

(هـ) صنف الثدييات Class Mammalia

الثدييات هي الحيوانات التي تتغذى صغارها بالحليب، وهي حيوانات حبلية فقارية. وتمتاز عن باقي الفقاريات بجهازها العصبي المتطور، وهي على درجة من الذكاء كبيرة مقارنة بباقي الفقاريات. الكثير منها يكسو جسمها شعر أو صوف (انظر صورة القرد). يضم هذا الصنف الكثير من الأحياء المألوف للإنسان كالكلاب  Dogs، والقطط Cats والماعز Goats، والأغنام Sheeps، والفيلة Elephants، والحيتان Whales. والثدييات هي أكثر أصناف الأحياء سيادة على الأرض، لما تتمتع به من بناء جسماني قوي ومن قدرات عصبية وعقلية.

للثدييات، مثلها مثل الطيور، قلب يضخ الدم من أرع خلوات، لذا فالدم يتحرك في أجسامها في دورتين مستقلتين، إحداهما للدم المؤكسد، الذي يضخه القلب من الرئتين إلى باقي أجزاء الجسم. والأخرى للدم غير المؤكسد الذي يضخه القلب نحو الرئتين. وتنفرد الثدييات عن باقي الحيوانات الأخرى بالشعر أو الصوف الذي يكسو أجسامها، وذلك باستثناء الثدييات البحرية.

كل الثدييات تلد باستثناء أنواع من الثدييات غير عادية، تضع البيض، ويطلق عليها مونوتريمز Monotremes وتشمل الحيوان المعروف باسم بلاتيبوس Platypus (انظر صورة بلاتيبوس وقنفذ)، وهو حيوان من الثدييات المائية يعيش في الأنهار والبحيرات الأسترالية ويتغذى على أحياء القاع، كما تشمل هذه الفئة أيضاً نوع القنافذ Echidnas آكل النمل Spiny anteater. وهذه الحيوانات ليس لها أفواه تستطيع أن ترضع بها من أمهاتها بالطريقة التي تفعلها بقية الثدييات، وعوضاً عن ذلك تلعق الحليب مباشرة من أجسام أمهاتها. يقدر عدد الأنواع الموجودة اليوم من الثدييات بنحو 4600 نوع.

وتختلف كثير من الثدييات عن باقي الحيوانات بأن صغارها يولدون ضعافاً لا حول لهم ولا قوة. لذلك تتوقف حياة الصغار على عناية الوالدين والأم بشكل خاص، في كثير من الأنواع، ومساعدتها في تأمين الغذاء والحماية. لذلك تنشأ في عالم الثدييات علاقات قرابة، وتتوارث الخبرات بين الأحياء إذ يتعلم النشء الجديد من أمهاته طرق العيش والتنقل والحصول على الطعام، وتجنب الأعداء.

من الثدييات ما يسير على قدمين، ومنها ما يسير على أربع، ومنها ما يطير، ومنها ما يسبح في الماء. وأضخم الثدييات المعروفة في العالم هو الحوت الأزرق Blue Whale والذي قد يتجاوز طوله 30 متر، وأصغر الثديات الخفافيش Bats والتي قد لا تزن أكثر من جرامين اثنين فقط، ولا يتجاوز طولها سنتيمترين. وبنفس القدر الذي يتباين به أحجام الثدييات تتباين أعمارها، فبعضها لا يتجاوز عمره سنة واحدة، مثل فأر الزَّبَّابة Shrew في حين يبلغ عمر الحصان Horse 20 سنة، ويتجاوز عمر الشمبانزي 50 سنة، وتعيش الفيلة لأكثر من 60 سنة.

والثدييات من ذوات الدم الحار (انظر ملحق ذوات الدم البارد، وذوات الدم الحار من الحيوانات)، فأجسامها قادرة على استخدام الطاقة الغذائية في الحفاظ على درجة حرارة الجسم، لذلك ولقوة بناءها الجسماني وقدراتها الذهنية انتشرت الثدييات في أرجاء الأرض، حتى في البيئات الشديدة التطرف في ظروفها الحرارية (القطبين) وفي ظروفها البيئة عامة (الصحاري). وتعودت كثير من الثدييات على التفاعل مع الظروف القاسية في هذه البيئات، بما يساعدها على التغلب على الصعوبات التي تفرضها البيئة. فالجمل Camel والكنجارو Kangaroo تعيش في الصحاري ولها القدرة على تحمل درجات حرارة عالية وتصبر على العطش لدرجة لا تحتملها حيوانات البيئات الأخرى. وللدببة القطبية Polar Bears (انظر صورة الدب القطبي) والثعالب القطبية القدرة على العيش والمحافظة على درجة حرارة أجسامها في المناطق القطبية المتجمدة، التي قد تتدنى فيها درجة الحرارة إلى ما دون 50ْ مئوية تحت الصفر. وتوجد الثدييات على ارتفاعات شاهقة فوق الجبال العالية، حيث ينخفض الضغط الجوي وتقل نسبة الأكسجين، كما يمكن لبعض الثدييات مثل بعض أنواع الحيتان تحمل ضغط الماء المحيطية الشديد حتى عمق لا يقل عن 2100 متر تحت سطح الأرض. والثدييات هي أكثر الحيوانات هجرة موسمية (انظر ملحق هجرة الحيوانات).

ـ أصناف الثدييات

يقسم صنف الثدييات إلى ثلاثة أصناف فرعية Subclasses، هي:

* الثدييات البياضة مونوتريمز Monotremes: وفي هذا الصنف ثلاثة أنواع فقط سبقت الإشارة إليها (انظر صورة بلاتيبوس وقنفذ)، وكلها توجد في أستراليا والجزر القريبة منها.

* الجرابيات Subclass Marsupials: وهي ثدييات تتكاثر بالولادة؛ إلا أن المواليد يولدون في مرحلة مبكرة من نموهم، فيتم المولود نموه بعد الولادة داخل جراب ملتصق ببطن أمه. ويتغذى خلال هذه الفترة بالرضاعة من ثدييها. وفي هذه الفئة الفرعية هناك 250 نوع من الثدييات منها حيوانات الكنجارو، والكوالا Koala. فمعظم هذه الأنواع تعيش في أستراليا ولكن الجرابيات موجود في أنحاء متفرقة من العالم.

* المشيميات Subclass Placental: ويحظى المواليد من هذا الصنف الفرعي من الثدييات بفترة حمل كافية لاستكمال النمو قبل الولادة، ويتغذى الصغير داخل رحم أمه من عضو إسفنجي يطلق عليه المشيمة، التي تمتص الغذاء من دم الأم وتوفره للصغير. يولد الصغير مكتمل النمو وإن كان لم ينمو فراؤه وقد لا يستطيع الإبصار إلا بعد أيام. وتقع في هذا الصنف معظم أنواع الثدييات إذ يصل عدد الأنواع المعروفة إلى ما يربو على 4300 نوع. ونظراً لكثرة الأنواع في هذا الصنف الفرعي يقسم العلماء هذه الأنواع إلى قرابة 20 رتبة، أكبر هذه الرتب هي القوارض Rodents (انظر صورة القوارض) وتشمل أنواعاً كثيرة تصل إلى 1500 نوع منها السناجيب Squirrels، والفئران Mices، والأرانب Rats.

ـ الثدييات النباتية Herbivores

تتغذى بعض الثدييات بالأعشاب والنباتات، مثل الفيلة والجمال (انظر صورة الجمال). وتنقسم الثدييات التي تتغذى بالنبات إلى قسمين، هما:

* رتبة زوجيات الأصابع Onder artiodactyla: منها الغزلان Deers، والماعز Goats، والخنازير Pigs، والوعول Antelope (انظر صورة زوجيات الأصابع) ولقدمها خف مقسم إلى عدد زوجي من الأصابع.

* رتبة فرديات الأصابع Onder perissodactyla: ومنها الخيول، وتضم جميع الثدييات التي في قدمها عدد فردي من الأصابع.

وهناك ثدييات بحرية تعيش على النباتات، منها خراف البحر Manatees، ولكن جميع الثدييات المائية بحاجة إلى الظهور على سطح الماء للتنفس (انظر صورة ثدييات مائية)، وإلا فإنها تغرق، وإن كانت بعض الأنواع قادرة على الغوص تحت الماء لأكثر من ساعة كاملة.

ـ الثدييات المفترسة Carnivores

وتضم جميع الثدييات المفترسة التي تتغذى على لحوم الحيوانات الأخرى، مثل الأسود Cions، والذئاب Wolves. كما تشمل تلك الثدييات التي قد تأكل اللحوم إلى جانب بعض النباتات، مثل الدببة Bears، والقرود Monkeys (انظر صورة ثدييات مفترسة). ومن آكلات اللحوم من الثدييات ما تعود العيش في الماء العذبة مثل ثعلب الماء Otter الذي يوجد في أنحاء متفرقة من العالم، ومنه أنواع بحرية Sea Otters، وكذلك دلافين الأنهار River dolphines.

ولكن معظم الثدييات المائية تعيش في البحار والمحيطات، وإن كان منها ما يفضل العيش قرب الشواطئ مثل أسود البحر Sea Lions التي تميل للتمرغ على الأرض، أو على جبال الجليد الطافية. في حين تبحر الحيتان والدلافين البحرية بعيداً عن الشواطئ. ولا يحكم تكاثرها وتزايد مجموعات إلا توافر الغذاء، ومناسبة درجة حرارة المياه.

(2) شعبة فرعية حبليات لافقارية (انظر شكل شعب اللاحبليات)

(المادة تحت الإعداد)