إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / سير العمليات العسكرية للغزو العراقي للكويت






الغزو العراقي للكويت
أوضاع القوات العراقية
معركة منطقة الشويخ الشمالي
معركة الرقعي
معركة جال اللياح
معركة جال الأطراف
معركة طريق الجهراء
معركة شرق الجهراء
معركة قصر دسمان (مرحلة 1)
معركة قصر دسمان (مرحلة 2)
معركة قصر دسمان (مرحلة 3)
قتال قوات الإبرار البحري العراقي



أولاً: أعمال قتال القوات البرية

أولاً: أعمال قتال القوات البرية

    أعمال قتال اليوم الأول (2 أغسطس 1990)

1. القوات العراقية تخترق الحدود الكويتية (أنظر خريطة الغزو العراقي للكويت)

    بدأت العمليات العسكرية العراقية، في تمام الساعة 2400 [1]، أي في منتصف ليلة 1/2 أغسطس 1990، بدفْع مفرزتَين متقدمتَين، في تشكيل ما قبل المعركة، من مناطق تمركزهما، جنوبي العراق، في اتجاه الحدود الكويتية الشمالية، بهدف اختراقها، والوصول إلى مشارف مدينة الكويت. المفرزة المتقدمة الأولى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 9 المشاة الآلية (توكلنا على الله)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: أم قصر ـ الصبية ـ جسر بوبيان، ومهمتهما اختراق الحدود الشمالية للكويت، والوصول إلى منطقة البحرة، شمال خليج الكويت، في خلال 3 ساعات، ثم تواصل تقدمها إلى مدينة الكويت. والمفرزة المتقدمة الأخرى، بقوة لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة (حمورابي)، مدعمة بفوج استطلاع. تتقدم على محور: صفوان ـ العبدلي، ومهمتها اختراق الحدود الشمالية للكويت، ثم الوصول إلى منطقة الجهراء، غرب خليج الكويت، في الوقت نفسه الذي تصل فيه المفرزة المتقدمة الأولى إلى البحرة، ثم تواصل تقدمها إلى الوفرة.

    وفي الوقت الذي بدأت فيه قوات المفرزتَين المتقدمتَين اختراق الحدود الدولية الكويتية، تحركت قوات النسق الأول (القوة الرئيسية)، من المنطقة الابتدائية للهجوم خلف مفرزتَيها. وفي الساعة 0100، يوم 2 أغسطس، بدأت هذه القوات تخترق الحدود الكويتية، من خلال قطاعَي الاختراق، بقوة باقي الفرقتَين، 9 المشاة الآلية، و 23 المدرعة. كما دُفعت الكتيبتان 65 و68 المغاوير (الكوماندوز)، مع أربعة ألوية مدفعية، بغرض إسناد أعمال قتال القوة الرئيسية المهاجمة، لسرعة الوصول إلى منطقتَي البحرة والجهراء، في الوقت المحدد.

    وأثناء تقدم المفارز المدرعة العراقية، تعرضت لمقاومات ضعيفة، من جانب بعض قوات حرس الحدود الكويتية، وقوات الشرطة، التي كانت تنتشر حول مخافر الحدود المشتركة. فاشتبكت معها، ودمرتها، وتابعت تقدمها، تحت ستر نيران المدفعية والدبابات، كالآتي:

أ. أعمال قتال لواء المفرزة، من الفرقة 9 المشاة الآلية

    حاصر اللواء منطقتَي الروضتين والطرفاوي، أثناء تقدمه في اتجاه البحرة. ودفع قائد اللواء مجموعة قتال، بقوة كتيبة مشاة آلية، تدعمها الدبابات، في اتجاه خور الصبية، في مواجَهة الجسر الموصل إلى جزيرة بوبيان، وتمكنت المجموعة تحقيق الاتصال مع قوة الإبرار البحري، التي أُبرت في الجزيرة، في الساعة 0230.

ب. احتلال جزيرة بوبيان

    في الساعة 0230، يوم 2 أغسطس، أُنزلت كتيبة مشاة بحرية عراقية، مدعمة بالدبابات والعربات المدرعة، على الساحل الجنوبي لجزيرة بوبيان، في عملية برمائية سريعة. فاقتحمت الجزيرة واحتلتها، على الرغم من وجود كتيبة مشاة بحرية كويتية، ووحدات دفاع جوي، للدفاع عنها.

ج. أعمال قتال لواء المفرزة، من الفرقة 23 المدرعة

    تابعت المفرزة المتقدمة المدرعة اندفاعها على محور الطريق الرئيسي، في اتجاه الجهراء، من دون مقاومة، ولم تبدأ قتالها الحقيقي، إلاّ في منطقة اللياح، شمال الجهراء.

2. معركة اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي (معركة "جال اللياح")

    في الساعة 0315، وأثناء تقدم القوات العراقية في اتجاه شمال الجهراء، تصدت لها مجموعة قتال من اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي، عند منطقة اللياح. ودارت معركة غير متكافئة، بين الجانبَين، لمدة 45 دقيقة. انسحبت، على أثرها، القوة الكويتية، إلى جنوب مدينة الجهراء. وفيما يلي تفاصيل هذه المعركة: (أُنظر خريطة معركة جال اللياح)  

أ. حجم القوات العراقية

    لواء مدرع، مفرزة متقدمة من الفرقة 23 المدرعة، ويتحرك خلفه، وعلى مسافة 15 كم، باقي قوة الفرقة.

ب. حجم القوات الكويتية

    كتيبة مشاة آلية، من اللواء السادس المشاة الآلي.  

ج. سير أعمال القتال في المعركة

    في الساعة 0315، يوم 2 أغسطس، صدرت الأوامر إلى قائد اللواء السادس المشاة الآلي الكويتي، بإرسال قوة إلى كلٍّ من منطقة جسر بوبيان، ومنطقة محطة أم العيش، للدفاع عنهما. وأُرِسل فصيل دبابات، لاحتلال منطقة تلال "قوينيص"، وفصيل مشاة، إلى منطقة محطة أم العيش. وبعد ذلك، وردت معلومات إلى قيادة اللواء، بأن القوات العراقية تتقدم على الطريق العام، العبدلي ـ الكويت.

    عندئذ، فتح اللواء السادس فصيل مدفعية، من داخل معسكره. وخرجت قوة، بقيادة قائد اللواء، بحجم فصيل دبابات، وفصيل مشاة آلي، وفصيل صواريخ مضادّة للدبابات، عدا حضيرة (جماعة). وفي الساعة 0330، اشتبكت مع القوات العراقية، واستمر القتال 45 دقيقة. وقد بلغت خسائر اللواء في هذه المعركة، دبابتَين وعربة قتال مدرعة، من نوع (BMP).

    وفي أثناء محاولة القوات العراقية تطويق موقع القوة الكويتية، صدرت الأوامر إلى عناصر اللواء السادس، بالتوجه إلى "المطلاع"، لمعاونة اللواء 35 المدرع على معركته. فسُحب فصيل المشاة الآلي من محطة أم العيش، وفصيل المدفعية من معسكر اللواء، وجُمعت هذه القوة في منطقة "أم الرقيبة". وحال دون انضمام فصيل الدبابات، الموجود في منطقة "قوينيص" إليها، فقدها الاتصال مع قيادة القوة. ثم دُفعت هذه القوة إلى منطقة "المطلاع"، بعد إعادة تنظيمها.

    ولكن القوات العراقية، كانت قد سبقت اللواء السادس، واللواء 35، إلى اجتياز منطقة "المطلاع"، واستولت على محورَي: المطلاع ـ الكويت، والمطلاع ـ الأطراف. وأجبرت اللواء 35 على الفتح في منطقة الأطراف. مما اضطر اللواء السادس إلى اتخاذ موقع دفاعي، قرب "السكراب"، جنوب الجهراء، حيث حوصر، وأُسرت قواته، صباح الجمعة، 3 أغسطس 1990.

3. معركة "جال المطلاع"

    في الساعة 0400، يوم 2 أغسطس، تمكنت القوة العراقية الرئيسية من الاتصال مع مفارزها المتقدمة، على المشارف الشمالية الغربية لمدينة الجهراء، المؤدية إلى مدينة الكويت، بعد أن نجحت المفارز المتقدمة، بمساندة القوات الجوية، في تدمير القوات الكويتية المدافعة، في منطقة أم العيش، وشمال مدينة الجهراء، محققة بذلك المهمة المباشرة للفيلق الثامن/حرس جمهوري.

    وبعد الاستيلاء على المنطقة الشمالية لمدينة الجهراء، واستغلال النجاح الذي أحرزته المفارز المتقدمة، سارعت القوة الرئيسية، إلى تطوير هجومها نحو العمق، وعلى الأجناب، لعزل تجمعات القوات الكويتية المتفرقة، تمهيداً لتنفيذ المهمة التالية للفيلق. وأثناء تقدمها (لواء مشاة آلي من الفرقة التاسعة، ولواء مدرع من الفرقة 23)، تصدت لها قوة كويتية، من كتيبة المغاوير، عند مفرق "الصبية ـ جنوب المطلاع"، حيث دارت معركة غير متكافئة، بين الجانبَين، على طريق "الكويت ـ المطلاع"، أطلق عليها "معركة جال المطلاع". وفيما يلي تفاصيلها: (أُنظر خريطة معركة جال اللياح)  

أ. في الساعة 0200، يوم 2 أغسطس، بعد الاجتياح العراقي للحدود الشمالية الكويتية، بساعتين، كُلِّفَتْ كتيبة مغاوير كويتية، بمهمة حماية محطة أم العيش.

ب. وفي الساعة 0400، صدرت إليها أوامر بتنفيذ مهمة جديدة، هي السيطرة على مركز "المطلاع"، على أن تتولى سرية مشاة آلية، من اللواء السادس الآلي، حماية المحطة بدلاً منها. فانسحبت من محطة أم العيش، تاركة سرية، عدا فصيل، لحماية المحطة، إلى حين وصول السرية المكلفة بهذه المهمة. وأصدر قائد الكتيبة أوامره إلى فصيلي مغاوير، باحتلال مواقع كمائن على طريق "المطلاع". وأثناء تقدم القوات العراقية على هذا الطريق، اشتبكت معها الكمائن، وأنزلت بها بعض الخسائر، إلاّ أنها حوصرت بنيران المدفعية والهاونات، فانسحبت إلى معسكر المغاوير، الذي حوصر، هو الآخر.

ج. وفي داخل المعسكر، دارت اشتباكات بين الطرفَين، استطاعت، خلالها، القوة الكويتية المحاصَرة الانسحاب إلى خارج المعسكر. وأُسِر مَن بقي فيه.

4. معركة اللواء 80 المشاة الآلي الكويتي (معركة "شرقي الجهراء")

    في الساعة 0445، اشتبكت مجموعة قتال كويتية (مشكلة من سرية مشاة، وسرية دبابات)، من اللواء 80 المشاة الآلي، بلواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة العراقية، عند تحويلة الجهراء، وعاقت تقدمه، لمدة ساعة، على جسر تحويلة الجهراء. وعلى الرغم من كثافة نيران القوة العراقية، فقد استمرت المعركة ساعات عدة. وتوقفت بانسحاب القوات الكويتية، بعد وصول تعزيزات عراقية. وقد شملت هذه المعركة المناطق السكنية، شرقي مدينة الجهراء السكنية وجنوبيها، حتى معسكر اللواء 80 المشاة الكويتي. وقد أُطلق على هذه المعركة، "معركة شرقي الجهراء": (أُنظر خريطة معركة شرق الجهراء)        

أ. حجم القوات العراقية

    لواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة.

ب. حجم القوات الكويتية

    قيادة اللواء 80 المشاة وسرية مشاة آلية وسرية دبابات (صلاح الدين).

ج. سير أعمال القتال في المعركة

(1) في الساعة 0430، يوم 2 أغسطس، تحركت سرية مشاة، وسرية دبابات (صلاح الدين)، إضافة إلى قيادة اللواء، من معسكرها، على أثر صدور الأوامر بمعاونة كتيبة المغاوير، المشتبكة بلواء مشاة آلي من الفرقة التاسعة الآلية، ولواء مدرع من الفرقة 23 المدرعة، العراقيَّين، في منطقة "المطلاع". وقبل وصول اللواء 80 إلى المنطقة المحددة، كانت القوات العراقية قد اجتازتها. وفي الساعة 0445، بدأ اللواء 80 يشتبك باللواء المدرع العراقي، في منطقة جسر الجهراء الشمالي الشرقي. واستمر القتال ساعة واحدة.

(2) وفي الساعة 0530، استأنفت القوات العراقية أعمال القتال، فشنّت هجوماً مضادّاً، بقوة لواء مدرع، تعاونه نيران لواءَي مدفعية، على مَواقع تمركز وحدات اللواء 80. وعلى الرغم من صغر حجم القوات الكويتية المدافعة، وكثافة القوات العراقية، استطاع اللواء الكويتي الصمود، باستخدام أسلوب المناورة، حتى اتسعت المعركة، لتشمل، كلاًّ من منطقة شرقي مدينة الجهراء السكنية، ومنطقة السكراب، ومعسكر المشاغل المتوسطة الشمالية، إضافة إلى جسور الجهراء الشمالية الشرقية، والشرقية.

(3) وفي الوقت نفسه، حاصر جزء من القوات العراقية اللواء 80 الكويتي، بينما واصلت بقية القوات العراقية الرئيسية (الفرقة التاسعة الآلية، ولواء من الفرقة 23 المدرعة) تقدمها بهدف سرعة الاستيلاء، على مدينة الجهراء، والوصول إلى مدينة الكويت نفسها، قبل أول ضوء، للانضمام إلى قوة الإبرار الجوي (العمليات الخاصة)، ومعاونتها على أعمال قتالها ضد قوات الحرس الأميري، حول قصر دسمان.

(4) وفي الساعة 1100، من اليوم عينه، اضطر ما تبقى من اللواء 80 إلى الانسحاب، إلى مَوقع دفاعي آخر، لإعادة التنظيم. وبعد استكمال الانسحاب، وتجهيز المَوقع الدفاعي الجديد، ازدادت كثافة الهجوم العراقي، وانقطع الاتصال مع مركز القيادة، وحوصر المَوقع من كل جانب، وسقط المحاصَرون بين قتيل وجريح وأسير.

5. قوات الضربة الثانوية، تخترق الحدود الكويتية الغربية

    في الساعة 0600، يوم 2 أغسطس، شرع اللواء 14 المشاة الآلي، (من الفرقة 21 المدرعة "فرقة المدينة المنورة"، المكونة من: اللواء 2 المدرع، واللواء 10 المدرع، واللواء 14 المشاة الآلي)، للعمل كمفرزة متقدمة للفرقة، عند بدئها بالضربة الثانوية، من اتجاه منطقة "خضر الماء"، في اتجاه مفرق "الجهراء ـ الأحمدي"، بمهمة سرعة الوصول إلى ميناء الأحمدي، وقاعدة علي السالم الجوية، والقضاء على أي مقاومة في طريق تقدمها، من المخافر الكويتية، في الصقيهية، ومهزول، والأبرق، والشقايا، ومن اللواء 35 المدرع الكويتي، ومواصلة التقدم، بعد الاستيلاء على مدينة الأحمدي، في اتجاه الحدود الدولية الكويتية الجنوبية. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)

6. معركة اللواء 35 المدرع الكويتي (معركة "جال الأطراف")

    في الساعة 0545، وفي الوقت الذي كانت تدور فيه معركة اللواء 80 المشاة، على طريق "الكويت ـ المطلاع"، كانت تدور معركة أخرى، بين قوة من لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة العراقية، المتقدمة على محور "المطلاع ـ الأطراف" المتجه إلى الطريق الدائري السادس، وبين اللواء 35 المدرع الكويتي، حيث استمر القتال ساعات عدة. وفي حوالي الساعة 1410، ظهرت مقدمة اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، من الفرقة 21 المدرعة (قوة الضربة الثانوية)، على محور "السالمي ـ الأطراف ـ الجهراء"[2].ومن الفور اشتبكت به قوات اللواء 35 الكويتي. وإزاء كثافة النيران، والحصار النيراني من محورَي "المطلاع"، و"السالمي"، والحجم المتفوق للقوة العراقية، أُجبر اللواء 35 المدرع على الانسحاب بدءاً من الساعة 1500، يوم 2 أغسطس. وفيما يلي تفاصيل معركة جال الأطراف: (أُنظر خريطة معركة جال الأطراف)

أ. حجم القوات العراقية

    لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة، وقوة من اللواء 14 المشاة الآلي، من الفرقة 21 المدرعة.

ب. حجم القوات الكويتية

    قيادة اللواء 35 المدرع، وكتيبة دبابات، وسرية مشاة آلية.

ج. سير أعمال القتال في المعركة

(1) في الساعة 0545، يوم 2 أغسطس، تمركزت قوات اللواء 35 المدرع في مَواقع دفاعية، عند منطقة "غار"، جنوب "جال الأطراف"، شمال الجهراء. واشتبكت بقوة عراقية من لواء مدرع، من الفرقة 23 المدرعة العراقية، كانت متقدمة على محور "المطلاع ـ الأطراف"، المتجه إلى الطريق الدائري السادس، ودامت هذه المعركة ست ساعات، تكبدت فيها القوة العراقية بعض الخسائر، مما أجبرها على التوقف.

(2) وفي الساعة 1410، من اليوم نفسه، ظهر بعض العناصر من اللواء 14 المشاة الآلي، من الفرقة 21 المدرعة، تتحرك على محور "السالمي ـ الأطراف ـ الجهراء"، فغيرت قوات اللواء 35 مواجهتها للاشتباك بالقوة المتقدمة، وإجبارها على الانسحاب. ومع بداية الاشتباك، اضطرت القوات العراقية إلى التوقف.

(3) وأثناء توقف القوات العراقية، عند "الأطراف"، شرق الفريدة، كان قصف المدفعية العراقية مواقع اللواء 35، مستمراً، من مواقعها على محور "المطلاع"، منذ الساعة 0730، إضافة إلى القصف النيراني، الذي بدأ من محور "السالمي"، ونتيجة لكثافة النيران العراقية وقوّتها، من كلا الجانبَين، وعدم تكافؤ القوى، قرر قائد اللواء 35 المدرع الكويتي الانسحاب، جنوباً، بما تبقّى من قواته، بدءاً من الساعة 1500، لإعادة تجميعه، واتخاذ مَواقع دفاعية أخرى. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)

(4) وفي الساعة 1750، وأثناء متابعة اللواء 14 المشاة الآلي تقدمه في اتجاه مدينة الأحمدي، لتنفيذ مهمته الأساسية، تعرض لنيران المَواقع الدفاعية الجديدة، التي اتخذها اللواء 35 الكويتي. ودارت معركة استمرت ما يقرب من 40 دقيقة، استطاعت قوات اللواء 14 المشاة، خلالها، تدمير 3 دبابات كويتية، مما أجبر قوات اللواء 35 على الانسحاب نهائياً من المعركة، والاتجاه، جنوباً، نحو الحدود الكويتية ـ السعودية. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)

(5) وفي الوقت نفسه، بدأت طلائع اللواء 10 المدرع، الذي كان ضمن القوة الرئيسية للفرقة 21 المدرعة (المدينة المنورة)، تصل إلى الجهراء، وتتصل مع اللواء 14 المشاة الآلي، ليتقدما معاً في اتجاه مدينة الأحمدي، بينما كان اللواء 2 المدرع في طريقه تجاه المناقيش والسالمي. (أُنظر وثيقة تقرير آمر اللواء الرابع عشر المشاة الآلي من الفرقة 21 المدرعة العراقية (فرقة المدينة المنورة) حول أعمال قتال اللواء، خلال الهجوم على الكويت، في الفترة من 2 إلى 18 أغسطس 1990) و(أصل الوثيقة)

7. معارك معسكرات المباركية، ("الشويخ الشمالي" ـ "طريق الجهراء" ـ "الرقعي") (أنظر خريطة معركة منطقة الشويخ الشمالي) و(خريطة معركة طريق الجهراء) و(خريطة معركة الرقعي)

    تضم معسكرات المباركية مقر وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان، وهيئة القيادة العامة للجيش الكويتي. وكان العمل يجري داخلها، خاصة مركز العمليات المشتركة، منذ بدء اجتياح القوات العراقية الحدود الشمالية للكويت، وفي حضور وليّ العهد الكويتي، ووزير الدفاع، وأعضاء الحكومة، الذين استُدعوا لاتخاذ القرارات العسكرية الملائمة لمواجهة هذا الغزو. وفي هذه الأثناء، وفي الساعة 0245، واصلت القوات العراقية تقدمها إلى منطقة معسكرات المباركية، حيث تبادلت إطلاق النار مع القوات الكويتية الموجودة فيها، وهي بعض عناصر من قوات الجيش، والحرس الوطني. وفي إثر ذلك، اضطر وليّ العهد ووزير الدفاع، وهيئة القيادة، إلى مغادرة المكان، للانتقال إلى مركز تبادلي. وخلال هذه الاشتباكات واصلت القوات العراقية تقدمها، وتركت قوة، تقدر بكتيبة مشاة، مدعمة بالهاونات والمدافع المضادّة للدبابات، لمحاصرة قوات المعسكرات، بما فيها مقر القيادة المشتركة، لمنع خروج أو دخول أي قوات، بينما ظلت الاشتباكات مستمرة بين الجانبَين.

    وفي الساعة 0930، وصلت قوة كويتية، تقدر بسرية دبابات وسرية مشاة آلية، من اللواء 15 المشاة الآلي، وسرية مشاة، من اللواء الأول الاحتياطي، لفك الحصار عن وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان. وواصلت هذه القوة تقدمها داخل معسكر الرئاسة، من البوابة الجنوبية، على الطريق الدائري الرابع، حتى البوابة الشمالية، على طريق الجهراء، وأخذت مَواقعها الدفاعية، إلى جانب القوات المحاصَرة، داخل المعسكرات، التي كانت مشتبكة بكتيبة المشاة العراقية، الموجودة في هذه المنطقة، بالقرب من أسوار المعسكرات والبوابات الرئيسية، متخذة مَواقعها خلف أسوار مستشفى الطب الإسلامي، ومعهد الاتصالات السلكية واللاسلكية.

    وفي الساعة 1000، وبعد تقدير الموقف، عمد الكويتيون إلى الاشتباك بكتيبة المشاة العراقية، بكافة أنواع الأسلحة المتاحة، حتى أُسكتت نيرانها، وذلك بعد 20 دقيقة من بدء الاشتباك. ووضعت خطة هجوم على هذه الكتيبة، وتطهير المنطقة منها. وقد دارت معركة معسكرات المباركية على ثلاث مراحل:

أ. المرحلة الأولى: معركة منطقة الشويخ الشمالي. (أنظر خريطة معركة منطقة الشويخ الشمالي)

    بدأت هذه المعركة، في حوالي الساعة 1145، حين هوجمت مَواقع القوة العراقية، بقوة سرية مشاة وفصيل دبابات. وأسفر القتال العنيف عن بعض الخسائر في القوة العراقية، وأسر 80 منهم، وهرب بعضهم إلى خلف شارع جمال عبدالناصر. وطُهِّر المَوقع، ونُقل الأسرى والجرحى إلى داخل معسكرات الرئاسة. وفي هذه الأثناء، كان هناك تعزيزات عراقية، تقدر بلواء مشاة آلي، مدعم بالدبابات، تتقدم على محور طريق الجهراء، من اتجاه "دوار العظام". فتراجعت القوة الكويتية، إلى داخل معسكراتها، حتى لا تُحاصر وتُعزل عن باقي القوات، الموجودة في داخل المعسكرات، ولاتخاذ مواقع دفاعية لها داخله. وواصلت القوة الكويتية اشتباكها بالقوة العراقية، من داخل المعسكر، بما تأتى لها من الأسلحة، ولم تتمكن القوة العراقية من إحراز أي تقدُّم على هذا المحور، في هذه المرحلة، التي انتهت حوالي الساعة 1400، بعد أن ارتدَّت القوة العراقية إلى الخلف، وأخذت القوة الكويتية تعيد تنظيمها للدفاع عن وزارة الدفاع ورئاسة الأركان.

ب. المرحلة الثانية: معركة طريق الجهراء (خريطة معركة طريق الجهراء)

    في هذه المرحلة، حاولت القوة العراقية، عدة مرات، دفع عناصر لها، مدعمة بالدبابات والعربات المدرعة والمشاة، لتدمير القوات الكويتية، في معسكراتها. ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل؛ إذ إنها في كل محاولة كانت تمنى بالخسائر، فاضطرت إلى الارتداد إلى الخلف، في منطقة "دوار العظام". وقد استطاعت القوة الكويتية المدافعة عن المعسكرات، أن تمنع القوة العراقية من سلك هذا الطريق، بقية نهار الخميس 2 أغسطس. واستمرت القوة العراقية، من مَواقعها، تقصف المعسكرات بالمدفعية والهاونات، طوال فترة توقّفها في منطقة دوار العظام.

ج. المرحلة الثالثة: معركة الرقعي (خريطة معركة الرقعي)

    بعد فشل القوة العراقية في اجتياز محور طريق الجهراء، واضطرارها إلى التراجع إلى "دوار العظام"، وسيطرة قوة معسكرات المباركية على طريق الجهراء، ومنطقة الكلية الصناعية، ومستشفى الصباح، والمناطق المجاورة لهما، تحركت القوة العراقية إلى طريق جمال عبدالناصر، وتجمعت في الطريق الدائري الرابع، ومنطقة الرقعي. وتحت ستر تمهيد نيراني، من المدفعية والهاونات، بدأت القوة العراقية الهجوم على المعسكرات، من منطقة الرقعي، المقابلة، فسارعت سرية مشاة، من مدرسة المشاة، وسرية مشاة أخرى، من الحرس الوطني، تدعمهما، بالنيران، سرية مشاة ثالثة، من معسكر سلاح المهندسين، إلى صد هجوم القوة العراقية، المتقدمة على الطريق الدائري الرابع، والقوات التي تحميها، في منطقة الرقعي. ودار قتال متلاحم في منطقة الرقعي، بين قوات الجانبَين، من بيت إلى بيت، اضطرت، القوة العراقية، على أثره، إلى التراجع إلى ما وراء الطريق الدائري الخامس. وبعد ذلك، تراجعت القوة الكويتية إلى داخل معسكراتها، للدفاع عنها، وتمكن الكويتيون من السيطرة على منطقة معسكرات المباركية، وما حولها، على كلا الطريقَين، طريق الجهراء، والطريق الدائري الرابع، حتى الساعة 1500.

    وفي هذا الوقت، وصلت تعزيزات عراقية إلى المنطقة، بقوة كتيبة مشاة آلية، مدعمة بالدبابات والمدفعية، تمركزت في منطقة الرقعي، استعداداً لاقتحام معسكرات المباركية. وبوصول هذه التعزيزات ازدادت قوة النيران العراقية، وكان الهدف من هذه التعزيزات، هو إحكام الحصار حول منطقة المعسكرات، والهجوم الشامل عليها، وتطهيرها من القوات الكويتية، والاستيلاء على كل من وزارة الدفاع، ورئاسة الأركان العامة. ونتيجة لذلك، اضطرت القوات الكويتية إلى الانسحاب، وإخلاء المعسكرات، في الساعة 1600، يوم 2 أغسطس، فانسحبت القيادة المشتركة إلى المنطقة الصناعية. أمّا القوات الكويتية، فقد انسحبت إلى المنطقة الجنوبية من المعسكرات، ومنها إلى منطقة كيفان، حيث انضمت إلى القوات الموجودة فيها. وفي 3 أغسطس، وتحت ضغط القوات العراقية على القوات الكويتية في منطقة كيفان، وقصفها بنيران المدفعية والدبابات، انسحبت القوات الكويتية من المنطقة لحماية السكان من القصف المدفعي العراقي.




[1] يذكر العديد من المصادر أن الغزو العراقي للكويت بدأ في الساعة 0200 قبل فجر الخميس 2 أغسطس. وأكد بعضها أنه بدأ في الساعة 2400 من منتصف ليلة 1/2 أغسطس. والرأي الأخير هو الأرجح، إذ إن المسافة بين الحدود الكويتية ومدينة الكويت، تبلغ 64 كم، وإن سرعة الدبابات المهاجِمة ليلاً، لا تتجاوز 10 ـ 12 كم، في الساعة، أي أنها تقطع المسافة في مدة تراوح بين 4 و5 ساعات، (أي أنها تصل ما بين الساعة الرابعة والخامسة من صباح 2 أغسطس)؛ وهو التوقيت الذي بدأت فيه القوات العراقية الدخول إلى مدينة الكويت، بالفعل

[2] غير اللواء 14 المشاة الآلي العراقي، اتجاه تقدمه المقرر ـ كان متجهاً إلى مدينة الأحمدي، طبقاً للخطة الموضوعة له، وأثناء متابعة تقدمه، تعرض لنيران من بعض عناصر اللواء 35 المدرع الكويتي، في الساعة 1410، فاشتبك بها اللواء 14 المشاة

[3] كانت القوات الجوية العراقية، في الساعة 0330 قد قصفت قاعدة أحمد الجابر الجوية، ودمرت الممر الرئيسي والممرات الفرعية، وأشعلت النيران في مرافق القاعدة

[4] عند وصول هذه القوة إلى القصر، كان أمير الكويت، وأفراد الأسرة الحاكمة، قد غادروه، إذ أُتيح للأُسرة المالكة الكويتية 45 دقيقة إنذار، أن القوات العراقية عبَرت الحدود قبل الوصول الفعلي للكوماندوز إلى القصر

[5] أُنزلت كتيبة مشاة بحرية عراقية، في الوقت نفسه، على جنوب جزيرة بوبيان

[6] عن مغادرة أمير الكويت بلاده، يقول الشيخ سعد العبدالله الصباح:`في تمام الساعة الواحدة والنصف، فجر يوم الخميس، أيقظني الأخ وزير الدفاع، وقال: يؤسفني ويؤلمني أن أقول لك إن القوات العراقية، زحفت، الآن، واحتلت المراكز الكويتية. ومن الفور، طلبت حضور جميع الوزراء إلى غرفة العمليات، وبدأ تتابع زحف القوات العراقية داخل الحدود. وتمكنا، بسرعة، وفي وقت قصير، أن ننشر القوات العسكرية الكويتية. وأخذنا نتابع المعركة. وطلبت الانتقال إلى مكان آخر، لنكمل عملياتنا. وفي الطريق إلى المكان المتفق عليه، لا أدري ماذا حصل. لكنني أحسست أن هناك نية مبيتة لإلقاء القبض على الأمير وتصفية السلطة. وعند ذلك لن يكون هنالك شرعية، وهذا ما يريده صدام، وقد ألهمني ربي، في الطريق، فاتصلت بسمو الأمير، وقلت له إن العملية ليست احتلال بعض الأراضي، بل أكبر من ذلك بكثير. فغيرت محرك السيارة باتجاه قصر دسمان لاصطحاب، صاحب السمو، لم أعرف أي طريق أسلك!! وقلت للسائق اتجه إلى مخفر النويصيب، قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية. وهكذا، انتقلنا إلى المخفر، وكنت دائم الاتصال بوزير الدفاع، الذي ظل في مركزه حتى الساعة السادسة من مساء يوم الخميس، وبعد تركه بـ5 دقائق جاءت القوات العراقية واحتلت المبنى