إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الحملة الجوية، واستخدام صواريخ أرض-أرض




آثار الصواريخ العراقية في تل أبيب
أجيال النظام باتريوت
مدفع الطاقة الحركية
النظام AEGIS البحري
النظام الصاروخي ثاد
صاروخ (أريحا -1)
صاروخ لانس
صاروخ باتريوت
صاروخ فروج -7

أوضاع القوات البحرية للتحالف
أوضاع القوات العراقية
الصواريخ أرض/ أرض بالمسرح العراقي
الصاروخ سكود ـ سي




استخدام الصواريخ أرض/ أرض في حرب الخليج الثانية

المبحث الثاني

محددات امتلاك دول الشرق الأوسط صواريخ أرض/ أرض

    تحظى صواريخ أرض/ أرض بأولوية كبيرة في برامج تسليح دول الشرق الأوسط، نظراً لما تشكله من أهمية خاصة كإحدى أدوات الصراع المسلح في العصر الحديث، مما كان دافعاً لدول الشرق الأوسط للتسابق لامتلاك أنظمة صواريخ أرض/ أرض من خلال الحصول على أنظمة تامة الصنع أو من خلال نقل التقنيات والتصنيع.

    وتختلف محددات امتلاك الصواريخ من دولة إلى أخرى طبقاً لظروفها السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولكن الرغبة في امتلاك صواريخ أرض/ أرض تظل مستمرة مادامت صراعاتها الإقليمية محتدمة ومرتبطة بمشاكل السلام والأرض وموارد المياه الإستراتيجية والحدود الإقليمية.

    وتختلف رؤية كلّ دولة في اختيار البديل المناسب طبقاً للمحددات الآتية:

أولاً: الدافع إلى امتلاك صواريخ أرض/ أرض

1. تزايد حدة التوتر والصراعات الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، وتسابق دول المنطقة لامتلاك الصواريخ لتحقيق التوازن بالأسلحة التقليدية أو تهديد العمق الإستراتيجي لدول الصراع.

2. تُعَد الصواريخ الباليستية في منطقة الشرق الأوسط إحدى أدوات الصراع المسلح في العصر الحديث، نظراً لما تتمتع به من قدرة على الردع، مما دفع بهذه الدول إلى امتلاكها لتحقيق الأمن القومي.

3. الإمكانيات الاقتصادية لمعظم دول المنطقة تسمح لها باقتناء هذه النظم المتطورة، بالمقارنة بالقوة الشرائية التي يجب توافرها لشراء طائرات بالنظر إلى مميزات استخدام الصواريخ مقارنة بالقوات الجوية.

4. توافر المصادر التي يمكن الحصول منها على هذه الأنظمة الصاروخية أو تقنيات تصنيعها وتطويرها دون قيود دولية أو سياسية، مثل الصين وكوريا الشمالية والأرجنتين والبرازيل.

5. السهولة النسبية لتصنيع وتطوير صواريخ أرض/ أرض إذا ما قورنت بتصنيع الطائرات، حيث يمكن صناعة الصواريخ في مصانع الطائرات دون حاجة إلى مصانع خاصة، نظراً لسهولة صناعتها، فالصاروخ الواحد يحتاج إلى جزء من خمسة أجزاء من مجهود الأيدي العاملة اللازمة لتصنيع طائرة نفاثة واحدة من قاذفات القنابل.

6. تجمع الصواريخ بين بعض خصائص الطائرة والمدفع، مثل خفة الحركة وقوة النيران والقدرة على الوصول إلى عمق العدو التكتيكي والإستراتيجي بما يحقق عامل المفاجأة.

ثانياً: مبادرات الحدّ من التسلح في الشرق الأوسط:

    شهدت منطقة الشرق الأوسط تعاظماً في سباق التسلح وصل ذروته في حرب الخليج، وخاصة الصواريخ الباليستية؛ نظراً لأن هذه الصواريخ بمداها الكبير، والتي يمكن تجهيزها برؤوس نووية أو رؤوس حاملة "كيماوية ـ بيولوجية"، الأمر الذي يخل بميزان التسلح بالمنطقة ويشجع على العدوان؛ كما حدث بغزو العراق لأراضي الكويت، مما دفع الدول الكبرى لوضع الضوابط للحدّ من تسلح دول المنطقة، ولتعزيز قدرات وإمكانيات القوى الكبرى بما يتفق مع إستراتيجياتها وبما لا يخل بالتوازن العسكري.

1. مبادرة بوش للسيطرة على التسلح في الشرق الأوسط (اُنظر ملحق البنود الرئيسية في مبادرة الرئيس الأمريكي بوش) :

أ. أُعلنت في مايو 1991.

ب. تهدف المبادرة إلى وقف انتشار الأسلحة فوق التقليدية (نووية ـ كيميائية ـ بيولوجية) عبر المنطقة الممتدة من إيران شرقاً إلى المغرب العربي غرباً.

ج. تناولت المبادرة اقتراحاً يفرض القيود على تخزين والحدّ من الأسلحة التقليدية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار بالمنطقة.

د. اقترحت المبادرة تجميد عمليات الحصول على أو إنتاج صواريخ أرض/ أرض كخطوة أولى لإزالتها.

هـ. تفويض الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن تحديد مدى تملك دول هذه المنطقة للأسلحة التقليدية التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها أو لردع عدوان خارجي.

و. الأحوال والمتغيرات الدولية وقت المبادرة

(1) انتهاء حرب الخليج الثانية ورغبة الجانب الأمريكي في حشد رأي عام دولي وإقليمي يؤيد الدور الأمريكي لتحقيق أهدافه وحماية مصالحه في المنطقة.

(2) تفكك الاتحاد السوفيتي وتفاقم مشكلاته الاقتصادية وكثرة نزاعاته الانفصالية، مما أدى إلى تقليص دوره وسيطرة نظام القطب الأوحد.

(3) تغير اتجاهات دول أوروبا الشرقية تجاه الغرب، مما أخل بالتوازن الدولي.

(4) تزايد التأييد الشعبي للرئيس بوش داخل أمريكا نتيجة تحقيق حرب الخليج الثانية لأهدافها ومحاولة استثمار هذا التأييد لمصلحة حملته الانتخابية الجديدة، مما أدى إلى إعلان مبادرته.

ز. أوجه القصور التي انطوت عليها المبادرة

(1) منحت المبادرة الدول التي تملك مسبقاً نظم الصواريخ الباليستية أفضلية، حيث لم تحدد المبادرة آلية لنزعها.

(2) إغفال المبادرة لوضع إسرائيل كقوة نووية وحيدة وتعمدها تجميد الوضع القائم على الصعيد النووي في الشرق الأوسط.

(3) التركيز الشديد على ضرورة إزالة الأسلحة فوق التقليدية، وبصفة خاصة الأسلحة الكيماوية التي قد تكون الدول العربية مالكة لها، الأمر الذي قد يحرمها القدرة على تحقيق الحد الأدنى من التوازن في مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي.

2. مبادرة الرئيس الفرنسي ميتران (اُنظر ملحق البنود الرئيسية في مبادرة الرئيس الفرنسي ميتران):

أ. أُعلنت في 3 يونيه 1991.

ب. الهدف من المبادرة: جَعْلها إطاراً للحدّ من التسلح يصلح تطبيقه بمختلف دول العالم، بما فيها الشرق الأوسط.

ج. تؤكد على ضرورة التحكم في تصدير تكنولوجيا الصواريخ ليشمل مختلف دول العالم.

د. وجوب انضمام جميع الدول لاتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيماوية والالتزام ببنودها.

هـ. احترام حقوق جميع الدول في حقها المشروع للدفاع عن نفسها في ظل التوازن في تصدير الأسلحة.

و. أوجه القصور التي انطوت عليها المبادرة

(1) أشارت إلى حظر استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي قد تمتلكها الدول العربية، دون النص على حظر مماثل للأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل، مما يخل بالتوازن في المنطقة.

(2) تناولت المبادرة الدعوة إلى مراقبة تقنيات صناعة الصواريخ بهدف الحدّ من إنتاجها واستخدامها في الأغراض العسكرية.

(3) دعت المبادرة إلى خفض الأسلحة التقليدية دون تحديد الحد، الأدنى لتحقيق الأمن، وتركت تحديده للدول الكبرى.

3. مؤتمر الدول الخمس لضبط التسلح في منطقة الشرق الأوسط (اُنظر ملحق الأسس التي توصل إليها مؤتمر الدول الخمس لضبط التسلح بالشرق الأوسط):

أ. يُعرف بالإعلان الدولي بشأن عمليات نقل الأسلحة وعدم انتشارها.

ب. صدر في 18 أكتوبر 1991 عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

ج. يهدف المؤتمر إلى وضع أسس موحدة للتحكم في عمليات نقل تقنيات وتصدير الأسلحة التقليدية من الدول الخمس إلى دول منطقة الشرق الأوسط، مع دعوة دول العالم المنتجة لهذه الأسلحة أن تحذو حذو هذه الدول.

د. المبادئ الرئيسية التي توصل إليها المؤتمر

(1) إيقاف بيع الأسلحة التقليدية التي تشكل تهديداً للأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.

(2) تجميد إنتاج صواريخ أرض/ أرض بالمنطقة تمهيداً لإزالتها بالكامل كهدف نهائي.

(3) منع دول الشرق الأوسط من استيراد أو إنتاج مواد تستخدم في صناعة الأسلحة فوق التقليدية.

(4) تعهد جميع دول المنطقة بالانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية عند إبرامها عام 1992.

(5) تتولَّى الأمم المتحدة إنشاء سجل لعمليات نقل الأسلحة لمنطقة الشرق الأوسط.

(6) وضع إجراءات عملية حول عدم انتشار الأسلحة فوق التقليدية النووية والكيماوية والبيولوجية والصواريخ الباليستية، ومراقبتها على المستويَين العالمي والإقليمي بطريقة شاملة وعادلة.

(7) جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

4. نظام التحكم في تقنيات الصواريخ Missile Technology Control Regime (MTCR):

أ. بدأت فكرة النظام عام 1987 بعد انتهاء الحرب الباردة، حيث شرعت الدول الصناعية الكبرى السبع في الدعوة لإنشاء هذا النظام.

ب. الغرض من إنشاء هذا النظام

(1) الرقابة والسيطرة على تقنيات صناعة النظم الصاروخية.

(2) وضع حدّ لانتشار صواريخ أرض/ أرض والنظم التي تصدَّر إلى الدول المستخدمة، وخاصة التي يمكن تحميلها بمواد نووية أو كيميائية أو بيولوجية، وخاصة الصواريخ التي تحمل رؤوساً حربية أكثر من 500 كجم، والتي يزيد مداها عن 300 كم.

(3) العمل على اجتذاب أكبر عدد من الدول إلى النظام بهدف خلق التزام دولي.

ج. حدد النظام فئتَين يحظر تداولهما خارج الدول الأعضاء، وتشمل:

(1) الفئة الأولى: الموضوعات ذات الحساسية الأكبر، مثل:

(أ) نظم الصواريخ الباليستية تامة الصنع.

(ب) نظم الصواريخ الطوافة[1].

(ج) الأجزاء أو المكونات الأساسية للنظم السابقة.

(2) الفئة الثانية: الموضوعات ذات الحساسية الأقل، مثل:

 (أ) محركات صاروخية وأجزاء ومكونات نظم الدفاع الصاروخي.

 (ب) المعدات المساعدة لعمليات الإطلاق.

 (ج) المواد المستخدمة في صنع الهياكل والحاسبات الآلية.

د. لا يُلْزٍم النظام الدول الأعضاء فرض عقوبات على أية دولة عضو في حالة خرقها للبنود.

هـ. انضمت إلى هذا النظام 28 دولة، ولم تنضم دول الشرق الأوسط، حيث أعلنت إسرائيل أنها ملتزمة بالخطوط الاسترشادية وهذا لا يمثل انضماماً للنظام.

5. المبادرة المصرية لنزع أسلحة التدمير الشامل في الشرق الأوسط

أ. أُعلنت في 8 أبريل 1990.

ب. تهدف المبادرة إلى إعلان منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من جميع أسلحة التدمير الشامل.

ج. المبادئ الرئيسية للمبادرة

(1) حظر جميع أسلحة التدمير الشامل بلا استثناء.

(2) التزام جميع الدول في المنطقة من دون استثناء بهذا الحظر بصورة متبادلة ومكافئة.

(3) ضرورة وضع تدابير وآليات للتحقق والتأكد من إذعان كلّ دول المنطقة للحظر المنصوص.

د. لم تتناول المبادرة موضوع نظم الصواريخ الباليستية سواء كوسيلة حمل لأسلحة التدمير الشامل أو وسيلة ردع رئيسية.

ثالثاً: الإمكانيات والقدرات والبرامج الصاروخية لدول المنطقة (اُنظر جدول الصواريخ أرض/ أرض في الشرق الأوسط)

    على الرغم من مبادرات الحدّ من التسلح في المنطقة، إلا أن جميع الدول تبذل جهودها لامتلاك أو تطوير وإنتاج نظم أرض/ أرض الصاروخية، وذلك بإنشاء المصانع والبنية الأساسية والحصول على تقنيات الصواريخ، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي والحصول على سلاح ردع مناسب، ولذا فقد كان موقف دول الشرق الأوسط كالآتي:

1. إسرائيل

أ. بدأ البرنامج الصاروخي الإسرائيلي عام 1960 كإحدى وسائل الحمل للرادع النووي، وانتهت بإعداد برنامج لإنتاج الصاروخ شافيت – 2 والذي جُرِّب طيرانه في يوليه 1961.

ب. تعاونت القيادة الإسرائيلية مع شركة "داسو" Dasso الفرنسية عام 1966 لتطوير وتصنيع الصاروخ أريحا -1 (اُنظر صورة صاروخ أريحا -1)، الذي يصل مداه إلى 450-500 كم، ويحمل رأساً مدمراً يزن 450 كجم، جُرِّب طيران الصاروخ في خريف 1967.

ج. طورت إسرائيل في منتصف السبعينيات الصاروخ أريحا -1 بالتعاون مع إيران، وبالاستعانة بالتقنية الأمريكية، وجنوب أفريقيا، وجُرِّب طيران الصاروخ أريحا -2 في 16 مايو 1967، حيث وصل مداه إلى 845 كم، واستمرت أعمال التطوير وجُرِّب الصاروخ أريحا-2ب في 14 سبتمبر 1989، حيث أُطلق من صحراء النقب وسقط أمام السواحل الليبية قرب بني غازي، حيث وصل مداه إلى 1200 كم.

د. أنتجت إسرائيل الصاروخ أريحا-3 في أبريل 1995، وهو تعديل للصاروخ أريحا-2ب، ويصل مداه إلى 2900 كم.

هـ.  طورت إسرائيل الصاروخ الأمريكي كروز، والذي يصل مداه إلى 3 آلاف كم، ويمكن إطلاق أربعة صواريخ من قاذف واحد دفعة واحدة، وهذا الصاروخ يعمل بنظام الصواريخ الطوافة التي تطير على ارتفاع منخفض جداً ويصعب اكتشافه رادارياً.

و. جرَّبت إسرائيل خلال شهر يوليه 2000 إطلاق صاروخ كروز المطور من الغواصة طراز دولفين، والذي بلغ مداه 1500 كم.

ز. تقدر الإمكانيات الإسرائيلية في مجال صواريخ أرض/ أرض بالآتي:

(1) 200 صاروخ أرض/ أرض طراز لانس الأمريكي الصنع، والذي يبلغ مداه 135 كم، ويحمل رأساً مدمراً يزن 450 كجم، وعدد 12 قاذفاً صاروخياً (اُنظر صورة صاروخ لانس).

(2) 300 صاروخ أريحا-1، وعدد 16 قاذفاً، يبلغ مداه 500 كم، ويحمل رأساً مدمراً يزن 500 كجم.

(3) 300 صاروخ أريحا-2 وأريحا-2ب، وعدد 16 قاذفاً يبلغ مداه من 845-1350 كم، ويستطيع الصاروخ حمل رأس مدمر يزن طناً واحداً أو حمل رأس نووية بقوة 20 كيلو طناً.

ح. لم تتوقف إسرائيل عند إنتاج الصواريخ أرض/ أرض، واستطاعت أن تنتج الصاروخ شافيت الذي يحمل قمراً صناعياً، تحت اسم أفق-1 عام 1988، وأفق-2 عام 1990، وأفق-3، وأفق-4 عام 1998، وذلك باستخدام الصاروخ شافيت أيضاً.

ط. خططت إسرائيل لتطوير الصاروخ شافيت عام 1994 ليصبح صاروخ أرض/ أرض بمدى يصل 4500-5000 كم.

ي. كما طورت الصاروخ Arrow والذي صُمم لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاع يصل إلى 40 كم، ومدى حتى 150 كم.

2. إيران

أ. في منتصف السبعينيات بدأ البرنامج الصاروخي الإيراني بالتعاون مع إسرائيل خلال مشروع أُطلق عليه عملية الزهرة Operation Flower، وأثمر إنتاج الصاروخ أريحا-2، وتوقف البرنامج عام 1979 بعد سقوط الشاه.

ب. مع بداية حرب الخليج الأولى حصلت إيران على صواريخ أرض/ أرض طراز Scud-B من ليبيا وسورية لمواجهة القصف الصاروخي العراقي.

ج. خلال عام 1985 وقّعت إيران اتفاقاً عسكرياً مع كوريا الجنوبية يقضي بإمداد إيران بصواريخ تامة الصنع طراز Scud-B، قُدرت بحوالي 150-200 صاروخ، هذا بخلاف نقل تقنيات إنتاج وتطوير هذه الصواريخ.

د. نجحت إيران بنهاية عام 1988 باستخدام الهندسة العكسية في إنتاج صاروخ جديد سُمي العقاب 130، بمدى 130 كم.

هـ. استمر التعاون الإيراني ـ الكوري لتنفيذ برنامج شهاب، وذلك بنقل تقنيات تصنيع الصاروخ الكوري نود ونج-1 وإنتاج الصاروخ شهاب-3 بعد إدخال تطوير بتقنيات روسية. وفي 15 يوليه 2000 نجحت تجربة طيران هذا الصاروخ، ووصل مداه إلى 1300 كم، ويحمل رأساً حربياً يزن 800 كجم.

و. لم تتوقف إيران عند إنتاج وتطوير صواريخ أرض/ أرض، حيث صرح وزير الدفاع الإيراني في 15 يوليه 2000 أن صاروخاً أضخم (شهاب- 4) يجري تصنيعه كمركبة لإطلاق أقمار صناعية لغزو الفضاء.

ز. جاء في التقرير نصف السنوي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلال شهر أغسطس 2000 إلى الكونجرس، أن إيران تُعَد إحدى الدول الأكثر نشاطاً في السعي لامتلاك تقنيات يمكن استخدامها في برنامجها للأسلحة النووية. وخلال عام 1999 حصلت إيران من روسيا والصين وكوريا الشمالية على القسم الأكبر من الخبرة العملية وتقنيات صناعة صواريخ أرض/ أرض الباليستية.

3. سورية

أ. في بداية السبعينيات حصلت سورية على النظام الصاروخي Frog-7 من الاتحاد السوفيتي.

ب. عام 1983 أعادت سورية تنظيم قدرتها الصاروخية أرض/ أرض بحصولها من الاتحاد السوفيتي على صواريخ Scud-B، ثم تلا ذلك حصولها على النظام الصاروخي SS-21.

ج. عام 1986 حصلت سورية على نظام صاروخي SS-23 السوفيتي، والتي يصل مداها إلى 900 كم، وتحمل رأساً مدمراً يزن 500 كجم، كما حصلت على صواريخ CSS-10 من الصين، والتي يصل مداها إلى 600 كم وتحمل رأساً مدمراً يزن 500 كجم.

د. عام 1991-1992، نجحت سورية في الحصول على صواريخ طراز M-9 الصينية الصنع، بمدى 600 كم، وتحمل رأساً مدمراً يزن 950 كجم.

هـ. نجحت سورية في الحصول على صواريخ Scud-C (اُنظر شكل صاروخ سكود سي) المتطورة من كوريا الشمالية، وتتميز هذه الصواريخ بالدقة العالية في الإصابة ويصل مداها إلى 600 كم، ووزن الرأس المدمراً 500 كجم. وأجرت سورية سلسلة من التجارب الناجحة في يوليه 1992 وأغسطس 1993 وسبتمبر 2000.

و. تمتلك سورية مجموعات أرض/ أرض الصاروخية التالية:

(1) لواء صواريخ أرض/ أرض Frog-7،       18 قاذفاً بمدى 70 كم.

(2) لواء صواريخ أرض/ أرض SS-21،       36 قاذفاً بمدى 120 كم.

(3) لواء صواريخ أرض/ أرض Scud-B،         18 قاذفاً بمدى 300 كم.

(4) لواء صواريخ أرض/ أرض SS-10،       بمدى 600 كم.

(5) لواء صواريخ أرض/ أرض Scud-C المطور،       بمدى 650 كم.

4. العراق

أ. حصل العراق في منتصف السبعينيات على نظام صواريخ أرض/ أرض Frog-7 السوفيتي بمدى 70 كم، ورأس مدمرة 420 كجم.

ب. كما حصل في منتصف الثمانينيات على النظام الصاروخي السوفيتي الصنع Scud-B بمدى 300 كم، ويحمل رأساً مدمراً يزن 985 كجم.

ج. طور العراق الصاروخ Scud-B إلى عدة طرازات:

(1) الصاروخ الحسين، أُنتج عام 1988، ويحمل رأساً مدمراً يزن 135-500 كجم، بمدى حتى 600 كم.

(2) الصاروخ العباس، ثُم أُطلق عليه اسم الحجارة: أُنتج عام 1988، ويحمل رأساً مدمراً يزن 200 كجم، ووصل مداه إلى 800 كم.

(3) الصاروخ البرق "الفاو -1": وهو تحويل لصاروخ سام – 3 أرض/ جو السوفيتي، إلى صاروخ أرض/ أرض، أُنتج عام 1989 وهو مُعَد للاستخدامات الفضائية يصل مداه 185 كم، ووزن الرأس المدمراً ألف كجم.

(4) الصاروخ "تموز -1": أُنتج عام 1989 وهو مُعَد للاستخدامات الفضائية، يصل مداه 185 كم، ووزن الرأس المدمرة ألف كجم.

(5) الصاروخ بدر 2000: أُنتج بالتعاون مع الأرجنتين، وهو تطوير للصاروخ الأمريكي بيرشنج ويصل مداه 950 كم، ووزن الرأس المدمراً 450-530 كجم.

د. بانتهاء حرب الخليج وبعد تنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بتدمير أسلحة التدمير الشامل للعراق، أصبح من الصعوبة تحديد ما تبقى من هذه الأنظمة وما يملكه العراق الآن.

5. ليبيا

أ. بدأ برنامج صواريخ أرض/ أرض عام 1985 بحصول ليبيا على صواريخ تامة الصنع من الاتحاد السوفيتي، حيث حصلت على مكونات النظام Frog-7 والنظام Scud-B.

ب. وخلال عام 1988 حصلت أيضاً على النظام الصاروخي SSC-3 بمدى 80 كم، والنظام الصاروخي SS-21 بمدى 120 كم من الترسانة السوفيتية.

ج. تمتلك ليبيا لواءَيْن Scud-B، 5 ألوية Frog-7، كتيبة صواريخ SS-21 بمدى 120 كم ورأس مدمر يزن 480 كجم، وكتيبة صواريخ SSC-3 يصل مداها إلى 80 كم، ورأس مدمر يزن 450 كجم.

6. المملكة العربية السعودية

أ. سعت المملكة للحصول على سلاح ردع قوي، وذلك لمواجهة الترسانة الصاروخية الإسرائيلية، ولنمو القدرات الصاروخية الإيرانية، وخلال شهر مارس 1988 نشرت الجرائد نبأ حصول المملكة على صواريخ إستراتيجية أرض/ أرض متوسطة المدى "رياح الشرق" من الصين الشعبية.

ب. حصلت المملكة على النظام الصاروخي المعروف في الصين باسم DF-3A، ويُعرف في الغرب باسم CSS-2، والذي أُطلق عليه الاسم السري صقر، بمدى يصل إلى 2800 كم، ويزن الرأس المدمر 2150 كجم.

ج. تمتلك السعودية من النظام الصاروخي CSS-2 15 قاعدة إطلاق متحركة، و65 صاروخاً.

7. اليمن

أ. حصل اليمن على صواريخ أرض/ أرض في بداية التسعينيات من الاتحاد السوفيتي، وذلك بامتلاكه للطراز Frog-7 والطراز Scud-B تام الصنع.

ب. وخلال عام 1995، سعى للحصول على الصاروخ Scud-C والصاروخ SS-21 من روسيا الاتحادية.

ج. وهو يملك الآن ثلاثة ألوية صواريخ أرض/ أرض (Frog-7، Scud-B، SS-21).

8. الإمارات

    بدأ برنامج صواريخ أرض/ أرض عام 1964 بحصولها على 6 قواعد إطلاق صواريخ Scud-B من الصين الشعبية، و30 صاروخ Scud-B و Scud-B المطور من كوريا الشمالية، ويصل مداه إلى 350 كم، ويزن الرأس المدمر ألف كجم.

9. الجزائر

    تمتلك الجزائر صواريخ سوفيتية الصنع طراز Frog-7 بمدى 70 كم ورأس مدمر يزن 450 كجم، وصواريخ طراز SSC-3 بمدى 80 كم ورأس مدمر يزن 450 كجم، وصواريخ طراز SSN-2 بمدى 120 كم ورأس مدمر يزن 500 كجم.

10. الكويت

    كانت تمتلك قبل حرب الخليج الثانية 12 قاذفاً صاروخياً Frog-7 سوفيتي الصنع، واستولى العراق عليها.

رابعاً: نظرة القوى العالمية والإقليمية لانتشار نظم الصواريخ في المنطقة

1. النظرة العالمية

    ترى مراكز الدراسات الإستراتيجية العالمية مخاطر انتشار الصواريخ في المنطقة كالآتي:

أ. ضرورة إتاحة الفرص لتدخل القوى الكبرى المؤثرة في المنطقة وفرض قيود على أعمال البحوث والتطوير في مجال نظم الصواريخ وضبط التسلح بالمنطقة.

ب. تزايد حجم التهديدات الخارجية الموجهة لدول المنطقة، بحجة أن هذه النظم تهدد مصالح الدول الغربية وحلفائها في المنطقة، وهو ما حدث بالفعل في حرب الخليج الثانية.

ج. مخاطر تزويد هذه النظم الصاروخية برؤوس فوق التقليدية، وهو ما تسعى إليه بعض دول المنطقة ويمكن التوصل إليه دون مصاعب كبيرة.

د. يُعَد انتشار صواريخ أرض/ أرض بالمنطقة ذريعة لتوفير القدرات الدفاعية لإسرائيل بسلاح ذي فاعلية ضد صواريخ أرض/ أرض التي تمتلكها الدول التي تهدد أمن إسرائيل.

هـ . الاستنزاف الاقتصادي لموارد دول المنطقة نتيجة أعمال البحوث والتطوير والتسابق في امتلاك الأنظمة المتطورة.

2. النظرة الإقليمية

أ. النظرة الإسرائيلية

    تنظر إسرائيل إلى امتلاك دول المنطقة للأنظمة الصاروخية كالآتي:

(1) قوة ردع مضادة ومؤثرة وقادرة على إصابة جميع الأهداف الإستراتيجية في عمق إسرائيل.

(2) لها تأثير معنوي مدمر بالنظر إلى محدودية القوى البشرية في إسرائيل.

(3) إمكانية تنفيذ الدول العربية للضربة الأولى باستخدام هذه الأنظمة.

(4) امتلاك عدد كبير من دول المنطقة لهذه النظم الصاروخية يشكل عدداً كبيراً من الأهداف الإستراتيجية المطلوب تدميرها في وقت واحد، مما يشكل صعوبة بالغة حتى بعد امتلاك إسرائيل لمنظومة الدفاع ضد الصواريخ الباليستية "باتريوت"[2] (اُنظر صورة صاروخ باتريوت).

ب. نظرة الدول العربية

(1) امتلاك نظم الصواريخ يحقق التوازن الجزئي بالمقارنة بامتلاك إسرائيل صواريخ إستراتيجية تحمل رؤوساً فوق تقليدية.

(2) تحقيق توازن مع القوات الجوية الإسرائيلية المتفوقة كماً ونوعاً في تنفيذ المهام الإستراتيجية.

(3) وسيلة الردع المتاحة والمناسبة طبقاً لإمكانيات وقدرات الدول العربية من الناحية الاقتصادية والتقنية.



[1] الصواريخ الطوافة: صواريخ باليستية تطير على ارتفاع منخفض جداً للتخلص من الكشف الراداري.

[2] باتريوت: صاروخ أمريكي يُستخدم أساساً لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية، ويصل مداه إلى 70: 160 كم.