إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / معركة الخفجي (29 ـ 31 يناير 1991)





الهجوم العراقي على الخفجي
الإغارة على مدينة الخفجي
القوات المشتركة في 18 أغسطس 1990
القوات المشتركة في يناير 1990
تحرير مدينة الخفجي
قطع الطريق إلى الخفجي

القوات العراقية في 16 يناير 1990



ثانياً: سير العمليات القتالية في معركة الخفجي

ثانياً: سير العمليات القتالية في معركة الخفجي

1. الموقف القتالي، قبْل بدء العمليات القتالية

استمرار المناوشات والتراشق بالمدفعية وراجمات الصواريخ، بين القوات العراقية وقوات التحالف، إضافة إلى أعمال الاستطلاع الجوي، والمراقبة والملاحظة من نقاط المراقبة الأمامية على الحدود، من جانب قوات التحالف.

أما الجانب العراقي، فقد استمر في تعزيز قواته داخل الكويت، علاوة على التحركات على طول الحدود.

2. أعمال قتال اليوم الأول (ليلة 29 ــ 30 يناير 1991)

أ. أعمال قتال القوات العراقية

خلال ليلة 29 ـ 30 يناير 1991، أُبلغت تحركات عراقية في اتجاه الحدود الكويتية ـ السعودية، تتقدم في اتجاه الخفجي، على الطريق الرئيسي للكويت، غرب الساحل. واتضح أن هذه التحركات تقوم بها عناصر من الفِرقة الخامسة المشاة الآلية العراقية، والمكونة من اللواء 15 المشاة الآلي، واللواء 20 المشاة الآلي، واللواء 26 المدرع، معززة بلواء من الفِرقة الثالثة. وكانت ألوية هذه الفِرقة تتحرك حركة دائمة على الحدود السعودية ـ الكويتية من شمال مركز الحماطيات حتى الرافعية. ثم تحرك اللواء 26 المدرع في اتجاه رغوة والرافعية. وفي الساعة 2330، يوم 29 يناير، تحركت عناصر من اللواءين، 15 و20، في اتجاه منفذ الخفجي وغرب المنفذ (اُنظر شكل الهجوم العراقي على الخفجي).

بدأ الهجوم العراقي بتوجيه ضربة ذات 4 محاور. كان المحور الرئيسي منها في اتجاه مدينة الخفجي. أما المحاور الثلاثة الأخرى، فكانت ثانوية. وتظاهر اللواء 26 المدرع أمام المواقع الدفاعية لقوات مشاة البحرية الأمريكية (في اتجاه ما بين الوفرة والزبير، وبين الرغوة والرافعية). وقام الطيران بقصفه مما تسبب في انسحابه إلى الشمال. كما أن عناصر عراقية أخرى اشتبكت مع مشاة البحرية الأمريكية، أمام مركز الزبير، ونجم عن الاشتباك تدمير 15 آلية عراقية[1] (اُنظر الترجمة العربية لمقالة نشرتها وكالة أنباء الأسوشيتد برس أدلى بها جندي أمريكي من مشاة البحرية الأمريكية عن دور مشاة البحرية الأمريكية في تحرير مدينة الخفجي تحت عنوان "مشاة البحرية حصلوا على الاعتزاز والفخر في أول انتصار بري") وقتل 11 من مشاة البحرية الأمريكية. وانسحبت القوات العراقية، كذلك، إلى الشمال. وكان الهدف من هذه الهجمات الثانوية، هو التغطية على الهجوم الرئيسي، الذي كانت تعِدّ له القوات العراقية، تجاه مدينة الخفجي.

وفي أعقاب الهجوم الثانوي، وفي الساعة 2400، يوم 29 يناير، قامت عناصر من اللواء 15 المشاة الآلي ببدء الهجوم على مدينة الخفجي، كمفرزة متقدمة للواء، بقوة كتيبة دبابات، وكتيبة مشاة آلية. تمكنت 17 عربة مدرعة من هذه القوة عبور الحدود، ودخول المدينة، إلى أن أصبح عددها 57 (عربة مدرعة، ودبابات من نوع T-55)، في شمالي الخفجي، داخل حدود المدينة، وتمكنت، بعد ذلك، من السيطرة عليها، واتخاذ أوضاع دفاعية في غرب وشمال غرب الخفجي. بينما ظل اللواء 20 المشاة الآلي في مركز النويصيب (الكويتي)، خارج الحدود السعودية، في الاحتياطي، مستعداً للتدخل، لتعزيز قوات اللواء 15 المشاة الآلي في الوقت المناسب.

ب. أعمال قتال قوات المنطقة الشرقية

بوصول معلومات الاستطلاع الجوي والبري، عن بدء الهجوم العراقي على مدينة الخفجي، إلى قائد مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، اللواء سلطان عادي المطيري، أصدر الأمر إلى قائد سرية المشاة البحرية السعودية، الموجودة في مدينة الخفجي، بالاشتباك مع القوات العراقية، ومحاولة منعها من الدخول إلى المدينة. وإزاء الضغط المستمر على السرية السعودية، صدر إليها الأمر بالانسحاب إلى جنوبي الخفجي.

وفي الوقت نفسه، اتصل قائد مركز القيادة المتقدِّم بضابط الاتصال الجوي الأمريكي (الملحق على مركز القيادة)، وطلب منه المساندة الجوية لإيقاف تقدم القوات العراقية وتدميرها، إذ كانت هذه المساندة من مسؤولية جناح طيران مشاة البحرية الأمريكية، الذي أبلغ قائد مركز القيادة المتقدِّم، أنه تم اتخاذ الترتيبات اللازمة للتعامل مع القوة العراقية، وأن الطائرات في طريقها لتنفيذ المهمة.

ومن ثَم طلبت قيادة مشاة البحرية الأمريكية، قبل تنفيذ جناح الطيران التابع لها، مهام المساندة الجوية، ضرورة إخلاء أي قوات ساترة، جنوب مركز الخفجي، إلى الخلف، تجنباً لقصفها من طريق الخطأ.

وفي حوالي الساعة 2400، أبلغت قيادة مشاة البحرية، عن طريق ضابط الاتصال الجوي، مركز القيادة المتقدِّم السعودي، أن القوات العراقية، قد تمكنت من دخول الخفجي، وتقدر قوتها بنحو كتيبتين (حتى 57 عربة مدرعة ودبابة)، وأنه مستمر في قصفها.

ومن الغريب، أن عناصر الاستطلاع المتقدِّمة، من سرية مشاة البحرية السعودية، أكدت أنه لم تنفذ أي مهام جوية، ولم تتعامل القوات الجوية لقوات التحالف مع القوات العراقية، أثناء تقدُّمها تجاه الخفجي.

ج. قرار قائد مركز القيادة المتقدِّم بتنفيذ عملية استطلاع ضد القوات العراقية

بوصول المعلومات عن تمكن القوات العراقية من دخول الخفجي، قرر قائد مركز القيادة المتقدِّم تنفيذ عملية استطلاع، بهدف تحديد حجم القوات العراقية وأوضاعها، داخل مدينة الخفجي، وقطْع الطريق المعبّد الأسفلتي الرئيسي، من شمال منفذ الخفجي، لمنع وصول تعزيز إضافي إلى القوات العراقية، داخل المدينة. واتخذ قراره بتشكيل حجم قوة الاستطلاع، وتحديد مهمتها، وخطة تنفيذ العملية، كالتالي (اُنظر شكل قطع الطريق إلى الخفجي):

(1) حجم قوة الاستطلاع

1.   سرية دبابات من اللواء الثامن المشاة الآلي، من القوات البرية السعودية (قوة واجب عثمان)، مدعمة بفصيل صواريخ مضادة للدبابات (TWO).

2.   سرية دبابات من كتيبة المشاة الآلية القطَرية، مدعمة بفصيل صواريخ مضادة للدبابات (HOT).

(2) مهمة قوة الاستطلاع

1.   تتجمع سرية الدبابات القطَرية في منطقة مركز الزرقاني، حوالي الساعة 0200. وبتمام استعدادها للتحرك، تتخذ أوضاعها في المنطقة، غرب مدينة الخفجي، لتكون مستعدة للاشتباك مع القوات العراقية، في أول ضوء من يوم 30 يناير، وتقوم بتدمير القوات العراقية، غرب وشمال غرب المدينة، وتحديد أوضاع القوات العراقية وحجمها، داخل المدينة.

2.   تتجمع سرية الدبابات السعودية في منطقة تمركز، غرب الخفجي بمسافة 6 كم، قبل الساعة 0200، وتكون مستعدة لاتخاذ أوضاع الاشتباك مع القوات العراقية، في غرب الخفجي، في أول ضوء من يوم 30 يناير.

3.   تتحرك القوّتين من مناطق تمركزهما إلى مواقع الاشتباك، بأوامر من قائد مركز القيادة المتقدِّم.

4.   يتحرك مركز ملاحظة قائد مركز القيادة المتقدِّم خلف القوة السعودية ـ القطَرية المشتركة، للسيطرة عليها.

(3) سير عملية الاستطلاع

1.   في الساعة 0300، من يوم 30 يناير، وصل مركز ملاحظة قائد مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة في المنطقة الشرقية، إلى مركز الزرقاني. وفي أول ضوء، قام قائد المركز بعملية استطلاع بوساطة عربتَي جيب، من اتجاه الشمال الغربي للخفجي. واتضح له أن القوات العراقية، تحتل مواقع دفاعية غرب وشمال غرب المدينة.

2.   وفي الساعة 0800، تحركت سرية الدبابات القطَرية، وفي صحبتها مركز الملاحظة، من اتجاه الشمال الغربي للخفجي (الاتجاه نفسه، الذي سلكه مركز الملاحظة عند قيامه بالاستطلاع في أول ضوء)، والاقتراب، ما أمكَن، من القوات العراقية.

3.   وفي الوقت نفسه، صدر الأمر إلى سرية الدبابات من اللواء الثامن المشاة الآلي، بالفتح واتخاذ وضع الاشتباك، إلى يسار مركز الملاحظة، من اتجاه الشمال الغربي، كذلك.

4.   وبمجرد فتح سريتي الدبابات (القطَرية والسعودية)، واتخاذهما لأوضاع الاشتباك، فتحت سرية الدبابات القطَرية('كانت سرية الدبابات القطَرية، هي الأقرب منهما إلى السرية المدرعة العراقية.') نيرانها على سرية مدرعة عراقية، تتمركز في شمال غربي الخفجي، على الطريق الساحلي، المؤدي إلى المدينة. وبعد اشتباك لمدة 6 دقائق، تمكنت سرية الدبابات القطَرية من تدمير 5 دبابات و6 مركبات مدرعة عراقية. ومن الفور، استسلمت السرية العراقية، المكوَّنة من 20 فرداً، بقيادة ملازم أول.

5.   وباستجواب الأسرى العراقيين، ذكروا أن القوة العراقية المهاجمة لمدينة الخفجي، تقدر بحوالي كتيبتين من اللواء 15 المشاة الآلي من الفِرقة الخامسة المشاة الآلية، أي نحو 1500 جندي.

6.   وبنجاح قوة الاستطلاع في تحقيق مهمتها، صدر الأمر إلى سرية دبابات اللواء الثامن المشاة الآلي، باتخاذ مواقع دفاعية، جنوب الطريق المعبّد (الأسفلتي) الرئيسي، المؤدي إلى شمال مدينة الخفجي، ومنع دخول أو خروج أي قوات عراقية إلى المدينة ومنها، وعزل المدينة كلية، تمهيداً لتصفية القوة العراقية في داخلها، وقطع طريق إمدادها.

7.   بعد اتخاذ سرية دبابات اللواء الثامن، لأوضاعها الدفاعية، عاد مركز ملاحظة قائد مركز القيادة المتقدم إلى مركز القيادة، في ريش المنجور، وفي صحبته سرية الدبابات القطَرية إلى منطقة تمركزها، مرة أخرى، في جنوب مركز الزرقاني، ووصلا إلى مكانيهما في حوالي الساعة 1300، من اليوم نفسه، يوم30 يناير.

د. الأسباب التي أدت إلى سرعة استيلاء القوات العراقية على مدينة الخفجي

(1) تأخر المساندة الجوية القريبة، وعدم الاستجابة لمطالب قائد مركز القيادة المتقدِّم، في الوقت المناسب، إذ لم تشترك القوات الجوية الأمريكية، وهي المسؤولة عن هذه المهمة، إلاّ في اليوم التالي للقتال، وبشكل محدود. ويقول صاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان، في مقال نشر له في العدد 39 بمجلة "الوسط" الصادرة في 26 أكتوبر 1992: "لا يخفى على أحد من العسكريين الذين كان لهم شرف الاشتراك في هذه المعركة، وكذلك، على القيادة المركزية الأمريكية، أن أحد الأسباب التي ساعدت على تقدم أرتال القوات العراقية، واقتحامها للمدينة، هو تأخر المساندة الجوية القريبة، وعدم الاستجابة للطلب في الوقت المناسب، لقد كانت السيطرة العملياتية الجوية من مسؤولية القوات الجوية الأمريكية".

(2) خلوّ المدينة من القوات، إلاّ من سرية مشاة البحرية السعودية، التي كانت مهمتها حراسة المدينة، وتأمين مداخلها، وإبلاغ أي معلومات عن نشاط القوات العراقية. ولم تكن مهمتها القتال، من أجل إيقاف هجوم بحجم كبير للقوات المعتدية.

(3) إن الدفاعات الرئيسية للقوات السعودية، اُّتخذت في العمق، إلى الجنوب بمسافة 30 ـ 40 كم، من الحدود السعودية ـ الكويتية، طبقاً لطبيعة الأرض، حتى تكون القوات، أثناء الإعداد والتحضير للعملية الهجومية، خارج مرمى نيران المدفعية العراقية، التي كانت تطال مدينة الخفجي، وعدَّت هذه المنطقة منطقة أمن، بل منطقة قتل لأرتال القوات العراقية، إذا ما حاولت عبور الحدود. واكتفي بأن ترابط عناصر من قوة خفيفة الحركة في هذه المنطقة، مهمتها الإنذار عند اقتراب الأرتال المعادية.

3. أعمال قتال يوم 30 يناير 1991

أ. صاحب السموّ الملكي الفريق الركن خالد بن سلطان يتولى قيادة المعركة

في صباح يوم 30 يناير، كان من المقرر في برنامج الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، زيارة القوات البحرية السعودية، لتقليد الأوسمة التي منحها خادم الحرمين الشريفين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الملك فهد بن عبدالعزيز، للرائد البحري، سامي صالح شاهين، وعدد من البحارة السعوديين، الذين سبق لهم تدمير أكبر قطعة بحرية عراقية. ثم بعد ذلك زيارة القوات الجوية السعودية، لتقليد وسام للطيار السعودي، النقيب عايض الشمراني، الذي أسقط طائرتين عراقيتين، من نوع ميراج (F-1).

وقبل قيام الفريق الركن خالد بن سلطان بزيارته، كان قد أُبلغ أن هناك مناوشات وتراشقاً بالنيران، قرب مدينة الخفجي، ثم دخول بعض القوات العراقية إليها. ولكنه أصرّ على تنفيذ برنامجه المخطط، ثقةً منه بأن القوات العراقية سيتم تدميرها بوساطة القوت الجوية. وبالفعل توجه سموّه من الرياض لزيارة القوات البحرية، كما هو مخطط. وبينما كان لا يزال مع القوات البحرية، أُبلغ أن التعزيزات العراقية، لا تزال تتدفق إلى الخفجي، وهناك المزيد من هذه التعزيزات، سيصل في تلك الليلة.

وبعد انتهاء زيارته إلى القاعدة البحرية، توجَّه الفريق الركن خالد بن سلطان، من الفور، إلى مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، بعد أن قرر إلغاء زيارته إلى القوات الجوية، ليكون قريباً من أرض المعركة، ومن القادة الميدانيين على جبهة القتال، وحاضراً للتدخل بإمكانات أكبر، ولقيادة المعركة.

وكان من أسباب سرعة توجَّه سموّه، على وجه السرعة، إلى هناك، أن:

(1) يختبر من كثب قدرة القوات السعودية على خوض أولى معاركها، وإعطائها الثقة بنفسها.

(2) يتأكد من أن القوات الجوية للتحالف، قامت بمساندة قوات المنطقة الشرقية، لسرعة تدمير القوات العراقية في الخفجي.

وفي مركز القيادة المتقدِّم، عرض اللواء سلطان عادي المطيري، قائد مركز القيادة المتقدِّم، على الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، الموقف بصفة عامة، وبلغه أنه طلب، رسمياً، المساندة الجوية من طيران مشاة البحرية الأمريكية، منذ 6 ساعات، ولكن الأمريكيين لم يعاونوه، مما أتاح للعراقيين فرصة إرسال التعزيزات إلى داخل مدينة الخفجي.

سارع الفريق الركن خالد بن سلطان بطلب مركز عمليات القوات الجوية في الرياض، وطلب، في وقت واحد، من قائد القوات الجوية الملكية السعودية، الفريق أحمد بحيري، ومن قائد القوات الجوية الأمريكية في الخليج، الجنرال "تشارلز هورنر Charles Horner"، المساندة الجوية، في أقرب وقت، وأن تشترك في هذه المهمة طائرات (B-52 S)، لمواجَهة التجمعات العراقية في الخفجي، حتى لو استدعى الأمر تحويل المجهود الجوي للحملة الجوية لقوات التحالف، من الهجمات على الأهداف الإستراتيجية داخل العراق، أو تقليل الغارات على الأهداف الإستراتيجية العراقية إلى حدّها الأدنى، وتكثيف الغارات الجوية على منطقة الخفجي إلى حدّها الأقصى.

وحرصاً على ضمان سرعة وصول المساندة الجوية، طلب الفريق الركن خالد بن سلطان، العميد أحمد السديري، رئيس هيئة العمليات الجوية السعودية، وأبلغه أنه في حالة وجود أي تردد لدى القيادة الجوية الأمريكية، في تقديم المساندة الجوية، فعليه سحب كل الطائرات السعودية، من المجهود الحربي للتحالف، وتحويلها جميعاً لتقديم المساندة الجوية المطلوبة للقوات السعودية، في منطقة الخفجي.

وسرعان ما أتى هذا الإنذار ثماره، فلم تمضِ دقائق حتى قامت القوة الجوية للتحالف، بتحويل جزء كبير من طائراتها من أماكن مختلفة إلى طرق الاقتراب من مدينة الخفجي، وبدأ سيل من طائرات التحالف يقصف القوات العراقية المتقدِّمة، حتى أنه تم تدمير 80 آلية عراقية في غارة واحدة لثلاث طائرات من نوع (B-52).

كانت لتلك الهجمات الجوية على الأنساق الثانية والاحتياطيات العراقية، فعالية لا شك فيها، لكنها ما كانت لتؤدِّي إلى طرد العراقيين الذين دخلوا إلى الخفجي. إذ أن دخول العربات والدبابات العراقية بين مباني المدينة جعل اكتشافها أمراً صعباً. كما أن تحرير الخفجي كانت تقع على عاتق القيادة المشتركة، وحدها. فالمهمة العاجلة هي وضع خطة الهجوم المضادّ، وتخصيص القوات التي سيُوكل إليها تنفيذ مهمة استرداد الخفجي، وكان ذلك تحدياً بالغ الصعوبة.

وعندما علم الفريق الركن خالد بن سلطان، من ضابط الاتصال الأمريكي، أن هناك طاقمين من مشاة البحرية الأمريكية، من أطقم الإسناد النيراني، التي تُعرف باسم "أنجليكو" (ANGLICO)[2]، قوامهما (11) فرداً، محاصرون فوق سطح إحدى البنايات، في الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة الخفجي ـ كانوا في مهمة استطلاع ومراقبة وإدارة نيران القوات الجوية والبحرية ـ قرر أن تكون الأسبقية الأولى، هي إنقاذ هؤلاء الأفراد. ودعاه إلى اتخاذ هذا القرار سببان:

(1) أن يثبت للجميع، أن المسألة ليست مسألة إنقاذ سعوديين أو أمريكيين، لأن الجميع يخوضون معركة واحدة. وأن الأسبقية الرئيسية، لأي قائد، هي الحفاظ على حياة قواته؛ وما دام الأمريكيون المحاصرون موجودين في الخفجي، فهذا يعني أنهم جزء من قواته، ومن المحتوم إنقاذهم. 

(2) كان يخشى أن يُقْدِم شوارتزكوف على استخدام القوات الأمريكية، سواء أكانت من قوات مشاة البحرية، لتنفيذ هجوم برمائي، أم وحدة من الجيش الأمريكي المحمولة جواً، لتحرير مدينة الخفجي، تحت ضغط إنقاذ الأمريكيين المحاصرين، مما يعني أن المدينة، التي هي في قطاعه، حررها الأمريكيون؛ وفي ذلك عار كبير.

كانت القوة الأمريكية مطوَّقة من قِبل القوات العراقية، وقد بثت ألغاماً حول البناية، المحتجزة فوقها، والتي تبعد مسافة 400 متر عن المدخل الجنوبي للخفجي.

ولإنقاذ الأمريكيين المحاصرين، أصدر الفريق الركن خالد بن سلطان أمره إلى قائد مركز القيادة المتقدِّم، بتخطيط عملية للإغارة على جنوب غربي الخفجي، لتحريرهم. كما أصدر أمراً إليه، بتشكيل قوة مختلطة من القوات السعودية، والحرس الوطني السعودي، والقوات القطَرية، للقيام بالهجوم المضادّ، لتحرير مدينة الخفجي.

عرض اللواء سلطان، قائد مركز القيادة المتقدِّم، على الفريق الركن خالد بن سلطان، خطته التفصيلية لعملية الإغارة، والخطة التفصيلية للعملية الهجومية لتحرير مدينة الخفجي.

ونظراً إلى قِصر النهار، فقد نُفّذت عملية الإغارة في الساعة 1300 يوم 30 يناير، ولم تُنفّذ عملية الهجوم المضادّ لتحرير مدينة الخفجي، لصعوبة القتال في المدينة، خلال الليل، على أن يتم تنفيذها في صباح اليوم التالي، 31 يناير.

وعندما تم الحصول على المساندة الجوية من طائرات (B-52 S) وغيرها، خارج حدود الخفجي، وبعد أن تمت محاصرة المدينة حصاراً كاملاً، وتمت السيطرة على كافة الطرق من المدينة وإليها، وتم احتلال الهيئات الحاكمة حولها، وتم تخصيص المهام للوحدات، التي كلِّفت بالهجوم المضادّ، أيقن قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أن الأمر قد انتهى، وأن القوات العراقية، الموجودة في الخفجي سيتم تدميرها حتماً.

وكان للأوامر السريعة الحاسمة، التي أصدرها الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، أثر كبير في إنجاح خطة تحرير المدينة، ورفْع معنويات القوات المكلَّفة بهذه المهمة.

ب. الإغارة على جنوب غربي الخفجي (اُنظر شكل الإغارة على مدينة الخفجي)

(1) قوة الإغارة

·    سرية مشاة محملة، من إحدى كتائب اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني.

·    سرية مشاة آلية، من إحدى كتائب اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي.

(2) تشكيل قتال العملية

·    في النسق الأول: سرية مشاة محملة، من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني.

·    في الاحتياط: سرية مشاة آلية، من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي (تدفع إلى التدخل تبعاً للموقف)

(3) هدف العملية

·    إنقاذ طاقمَي استطلاع أمريكيين، قوامهما 11 فرداً، محاصرين في إحدى البنايات جنوب غربي الخفجي، ومحاولة إخراجهم من المدينة، بالهجوم على المدخل الجنوبي الغربي للخفجي.

·    الضغط على القوة العراقية، المتمركزة في جنوبي المدينة.

(4) أسلوب تنفيذ العملية

·    تحت ستر قاعدة نيران قوية، في جنوب غربي مدينة الخفجي، تقتحم سرية مشاة من الحرس الوطني المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، وتعزل منطقة البناية، وتدمير القوة العراقية المحاصرة لها، ثم تأمين انسحاب القوة الأمريكية.

·    تستعد سرية مشاة آلية من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي، بالتدخل لتعزيز قوة الحرس الوطني، إذا تطلب الموقف ذلك.

(5) سير عملية الإغارة

·    في تمام الساعة 1630، يوم 30 يناير، اقتحمت سرية مشاة الحرس الوطني السعودي مدخل المدينة. ولكنها تعرضت لنيران الأسلحة العراقية المضادّة للدبابات، من الأبنية المحيطة، فتكبدت السرية خسائر في حوالي 10 عربات ذات عجل[3].

·    ومن الفور، دُفعت سرية المشاة الآلية من اللواء الثامن، فتمكنت من الضغط على القوات العراقية، والاشتباك معها، وتأمين منطقة المبنى، مما أتاح لطاقمَي الاستطلاع الأمريكيين الخروج سالمين، عدا واحد منهم، أُصيب بجروح طفيفة.

·    كما صدرت الأوامر بتأمين منطقة جنوب غربي الخفجي، استعداداً للعملية الهجومية، وتحرير المدينة، التي تقرر تنفيذها في الصباح الباكر من اليوم التالي، 31 يناير، نظراً إلى عدم تمرس القوات، السعودية والقطَرية بالقتال الليلي، خاصة في المدن، وإلى صعوبة قتال عناصر متحصنة بالمنازل والشوارع.

ج. عملية إعادة تجميع القوات استعداداً للعملية الهجومية

(1) قوات الهجوم الرئيسي

استعداداً للقيام بعملية الهجوم المضادّ، لتحرير مدينة الخفجي، أُعيد تجميع القوات المشتركة في الهجوم، في منطقة تجمّع أمامية، في منطقة جنوب مركز الزرقاني (جنوب الخفجي)، كالتالي:

·    الكتيبتان السابعة والثامنة المشاة الآلية، من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني السعودي (سحبتا من قوة واجب أبي بكر).

·    قوة قطَرية مكونة من سرية دبابات من نوع (AMX)، وسرية مشاة آلية، وفصيل صواريخ HOT المضادّة للدبابات (سُحبت هي الأخرى من قوة واجب أبي بكر).

·    كتيبة مشاة آلية من اللواء الثامن المشاة الآلي من القوات البرية السعودية، لتعمل كقوة احتياطية (سُحبت من قوة واجب عثمان).

(2) قوات إغلاق الطريق الساحلي المؤدي إلى الخزانات

دُفعت كتيبة من مشاة البحرية السعودية، شمالاً، إلى الطريق الساحلي، في اتجاه الخفجي، بمهمة حماية الجسر الإستراتيجي، وإغلاق الطريق الساحلي، منعاً لأي تحرك عراقي، جنوباً، في اتجاه مصافي النفط.

(3) قوات قطع الطريق الرئيسي الموصل من الكويت إلى السعودية

تم زيادة حجم سرية الدبابات من اللواء الثامن المشاة الآلي، المتمركزة جهة الشمال الغربي على مقربة من الطريق المتجه جنوباً إلى مدينة الخفجي[4]، لتصل إلى قوة كتيبة دبابات كاملة، ومعها فصيل صواريخ موجهة مضادّة للدبابات (TWO)، بمهمة قطع الطريق الرئيسي، شمال الخفجي، المتجه جنوباً، من الكويت إلى المملكة، أمام التعزيزات العراقية.

4. أعمال قتال يوم 31 يناير 1991

أ. خطة العملية الهجومية لتحرير الخفجي

(1) القوات المشتركة في العملية

·    الكتيبتان السابعة والثامنة المشاة الآلية من اللواء الثاني المشاة الآلي، من الحرس الوطني السعودي.

·    كتيبة مشاة آلية من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي.

·    سريتان من القوات القطَرية (سرية دبابات، وسرية مشاة آلية)، إضافة إلى فصيل صواريخ مضادّة للدبابات (HOT) قطري.

·    كتيبة دبابات، وفصيل صواريخ مضادّة للدبابات (TWO) مزدوج، من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي، بمهمة قطع الطريق، شمال الخفجي، المتجه جنوباً، من الكويت إلى المملكة، ومنع تعزيز القوات العراقية إلى الخفجي.

(2) الأسلحة والمعدات الرئيسية، للوحدات التي اشتركت في معركة الخفجي (اُنظر جدول الأسلحة والمعدات الرئيسية للوحدات التي اشتركت في معركة الخفجي)

(3) تخطيط العملية

في ضوء أوضاع القوات العراقية، داخل مدينة الخفجي، وطبقاً لطبيعة الأرض، وحجم القوات المتيسرة، وبناء على أوامر الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، تم تخطيط العملية وفقاً للمرحلتين التاليتين:

(أ) المرحلة الأولى

تهاجم القوات السعودية والقطَرية، بدءاً من الساعة 0800، صباح يوم الخميس 31 يناير1991، على محورين رئيسيين، كالآتي:

·   المحور الأيمن: الكتيبة الثامنة المشاة الآلية من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني، مدعمة بسرية مشاة آلية قطَرية، تهاجم شرق الطريق الرئيسي.

·   المحور الأيسر: الكتيبة السابعة المشاة الآلية من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني، مدعمة بسرية دبابات قطَرية، ومعها فصيل صواريخ مضادّة للدبابات (HOT)، تهاجم على محور الطريق الرئيسي وغربه.                               

·   في الاحتياطي: كتيبة مشاة آلية من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي، تتحرك في الخلف، على محور الطريق.

بمهمة أَسْر وتدمير القوات العراقية المعتدية، والتي وصل حجمها إلى ما يقرب من قوة لواء مشاة آلي، من الفِرقة الخامسة المشاة الآلية العراقية. ثم تطوِّر هجومها، لتدمير التجميع الرئيسي للقوات العراقية، والوصول إلى عمق مدينة الخفجي، محققة المهمة المباشرة، قبل منتصف نهار يوم 31 يناير. وفي الوقت نفسه، تتصدى كتيبة الدبابات من اللواء الثامن المشاة الآلي، من مواقعها شمال غرب الخفجي، لأي قوات عراقية، تحاول تعزيز القوات المعتدية في المدينة، أو تحاول فك الحصار عنها.

(ب) المرحلة الثانية

يُستكمل، في هذه المرحلة، تدمير وأَسْر باقي القوات العراقية في مدينة الخفجي، وتطوير الهجوم شمالاً، لتحقيق المهمة التالية، بنهاية يوم القتال، وإعلان تحرير الخفجي.

(4) تشكيل العملية

تتشكل العملية في نسق واحد واحتياطي، وقوة تمركز دفاع لمنع التعزيز، كالآتي (اُنظر شكل تحرير مدينة الخفجي):

(أ) في النسق الأول

·   إلى اليسار: الكتيبة السابعة المشاة الآلية من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني السعودي، مدعمة بسرية دبابات قطَرية، وفصيل صواريخ مضادّة للدبابات (HOT).

·   إلى اليمين: الكتيبة الثامنة المشاة الآلية من اللواء الثاني المشاة الآلي من الحرس الوطني السعودي، مدعمة بسرية مشاة آلية قطَرية.

(ب) في الاحتياطي

كتيبة مشاة آلية من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي.

(ج) قوات قطع وتمركز

كتيبة دبابات من اللواء الثامن المشاة الآلي السعودي.

(د) قوات تأمين الجسر على الساحل

كتيبة مشاة بحرية سعودية متمركزة جنوب الجسر المؤدي إلى مصافي النفط، جنوبي الخفجي، على الساحل، لتأمينه.

(5) المجهود الرئيسي

يركز المجهود الرئيسي على المحور الأيسر.

(6) القيادة والسيطرة

مركز القيادة المتقدِّم لقيادة القوات المشتركة، في المنطقة الشرقية، في ريش المنجور.

ب. سَير العملية الهجومية (اُنظر شكل تحرير مدينة الخفجي)

خلال ليلة 30 ـ 31 يناير، حاولت القوات العراقية، المتمركزة في الكويت (عناصر من الفِرقة الخامسة المشاة الآلية) دفع تعزيزات جديدة إلى مدينة الخفجي، لفك حصار قواتها داخل المدينة. إلاّ أن كتيبة دبابات اللواء الثامن المشاة الآلي اشتبكت معها، بالتعاون مع راجمات الصواريخ السعودية، والقوات الجوية، ودمرت لها 17 دبابة، مما أدى إلى فشل مخططها. وفي ضوء فشل القوات العراقية في تحقيق هدفها، بدأت تتراجع داخل الحدود الكويتية.

اعتباراً من الساعة 0800، يوم 31 يناير، بدأت القوات السعودية ـ القطَرية المشتركة، من أوضاعها الهجومية السابق اتخاذها، الهجوم على القوات العراقية في مدينة الخفجي. ونجحت، بعد قتال شرس، داخل المباني والشوارع، في اختراق المدينة المتحصنة بالقوات العراقية.

في الساعة 1000، أبلغت قوة التمركز والقطع، (بقوة كتيبة دبابات من اللواء الثامن)، محاولة اختراق الحدود الكويتية، بقوة عراقية، تقدر بحوالي لواء (100 دبابة وناقلة جند مدرعة)، لتعزيز القوات العراقية في مدينة الخفجي. وبمجرد فتح القوة العراقية في تشكيل الهجوم، فتحت كتيبة الدبابات السعودية نيرانها، وتمكنت من تدمير 12 آلية. واستمرت المعركة زهاء 30 دقيقة. وفي ضوء هذه الخسائر، بدأت القوات العراقية في الانسحاب إلى الحدود الكويتية. وأثناء انسحابها، وبعد تجاوزها الساتر الترابي على الحدود، قصفها الطيران، ودمر عدداً كبيراً منها.

ومع استمرار هجوم القوات السعودية ـ القطَرية المشتركة، وبعد معارك مستمرة، وقتال داخل الشوارع ومباني المدينة، أمكن تدمير معظم القوات العراقية، والسيطرة التامة على المدينة، في تمام الساعة 1230، عدا بعض الجيوب العراقية، التي اختبأت داخل بعض المنازل.

وفي تمام الساعة 1330، تمكنت القوات السعودية ـ القطَرية المشتركة، من تطهير مدينة الخفجي تطهيراً كاملاً، من فلول القوات العراقية المنسحبة، التي فقدت 12 دبابة أخرى في محاولة الانسحاب تلك. كما أن بعض الآليات تُركت سليمة بعد أن غادرتها أطقمها.

ج. أسباب تأخير عملية الهجوم المضاد لتحرير الخفجي

        (1) احتواء القوات العراقية المعتدية.

        (2) إحكام حلقة الحصار حول القوات العراقية، الموجودة داخل مدينة الخفجي.

        (3) عزل الأنساق الثانية للقوات العراقية، وضمان عدم تمكّنها من التدخل في المعركة.

        (4) تقليل خسائر القوات السعودية والقطَرية، التي قامت بالهجوم.

(5) إخلاء طاقمين من أطقم استطلاع مشاة البحرية الأمريكية من المدينة، حتى لا يتعرضوا للنيران الصديقة عند اقتحامها المدينة.

(6) حلول الظلام يوم 30 يناير، وصعوبة قتال قوات متمركزة، داخل المدينة ليلاً.

د. نتائج المعركة

 (1) بعد انتهاء المعركة، اتصل الفريق الركن خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، بخادم الحرمين الشريفين، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، وأبلغه النصر الذي أحرزته قواته وقال سموّه لجلالته:

"مولاي... حرّرنا الخفجي، وطهّرنا تراب الوطن من دنس المعتدي... وهي مدينتكم".

 (2) كما أبلغ سموّه خادم الحرمين الشريفين الخسائر وعدد الأَسرى العراقيين، الذين سيجري استجوابهم. فقال خادم الحرمين الشريفين:

"لا تنسَ أن هؤلاء الأَسرى أُجبروا على قتالنا، فَقَبْل أن تشرع في استجوابهم، تأكد أنهم استراحوا، واغتسلوا، وأُلبسوا ملابس نظيفة، وقُدّم إليهم الطعام. ولا تستجوبهم قبْل ذلك".

هـ . خسائر العملية

(1) خسائر الجانبين في الأسلحة والمعدات

(أ) خسائر القوات السعودية والقطَرية

3 دبابات، وراجمة صواريخ، و2 عربة إسعاف.

(ب) خسائر القوات العراقية

·  تدمير: 11 دبابة T-55، و51 ناقلة جُند مدرعة، و4 شاحنات هيكل طويل، وعربة جيب واحدة.

·  الاستيلاء على: 19 ناقلة جُند مدرعة، و5 شاحنات هيكل طويل، وشاحنة واحدة هيكل قصير، وشاحنة 10 أطنان.

(2) خسائر الجانبين في الأفراد

(أ) خسائر القوات السعودية والقطرية

18 شهيداً، و32 جريحاً.

(ب) خسائر القوات العراقية

32 قتيلاً، و35 جريحاً، و463 أسيراً.

(3) نسبة خسائر الجانبين في الأفراد

8.69 : 1



[1] ذكر جندي من مشاة البحرية الأمريكية، في مقال نشرته وكالة أنباء اسوشيتد برس، أنهم دمروا ( 17 ) آلية عراقية أمام مركز الزبير

[2] ANGLICO، كلمة مكوَّنة من الأحرف الأولى لسرايا إدارة النيران الجوية ـ البحرية.

[3] كانت عربات سرية مشاة الحرس الوطني ذات عجل وليست مجنزرة.

[4] كان قد صدر الأمر إلى هذه السرية، بعد نجاح عملية الاستطلاع، باتخاذ مواقع دفاعية، جنوب الطريق المعبّد الرئيسي، المؤدي إلى شمال مدينة الخفجي، بهدف منع دخول أو خروج أي قوات عراقية إلى المدينة ومنها، وعزل المدينة كلية، تمهيداً لتصفية القوة العراقية في داخلها، وقطع طريق إمدادها.