إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / مؤتمر صفوان (3 مارس 1991)









مقدمة

عاشراً: وجهة نظر الرئيس جورج بوش بعد ستة أعوام من المباحثات

    كان رأي الفريق الركن خالد بن سلطان، في مؤتمر صفوان، الذي أوضحه في كتابه "مقاتل من الصحراء"، رأياً سديداً، وبعيد النظر، إذ قال:

   انتهت الحرب، ولكن النهاية، لم تكن "تتناسب مع الأسلوب الذي شُنت به. فبقدر ما كانت العمليات العسكرية حاسمة، وبارعة، كانت ترتيبات السلام غامضة، وملتبسة. ولعل هذه الترتيبات، هي المسؤولة، إلى حدٍّ ما، عن بقاء صدام في سدّة الحكم، بعد انتهاء الصراع. فبعد أربعة أعوام من غزو الكويت ـ وقت كتابة هذه السطور ـ لا يزال الرئيس العراقي يُذِيق شعبه سوء العذاب. كما يقف حجر عثرة، بوجوده على رأس السلطة في بغداد، أمام "بناء صرح أمني متماسك" لمنطقة الخليج. ليس هذا فحسب، بل عقبة في إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الدول العربية"

   كانت خاتمة حرب الخليج غير مُرْضِية، لغياب الاتفاق بين أعضاء التحالف، أو حتى المناقشة الصريحة، حول كيفية إنهائها. ويكمن جزء من هذه المشكلة، في تقديري، في مباحثات صفوان، أي في ذلك الاجتماع، الذي عُقد على عَجَل، وجاءت نتائجه غير حاسمة".

    وبعد ستة أعوام، وفي حديث للرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش، بثته شبكة (BBS)، في 16 يناير 1996، في مقابلة أجراها معه الصحفي البريطاني المعروف، السير ديفيد فروست، ودارت في هيوستن، في 12 ديسمبر 1995 ـ أكد الرئيس الأمريكي، ما ذكره الفريق الركن خالد بن سلطان، إذ أعلن أن مباحثات صفوان، التي وضعت شروط وقف إطلاق النار، كان يمكن أن تكون بشكل مختلف؛ معترفاً بصواب رأي قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات. الذي كان قد رأى ضرورة أن يمثَّل الجانب العراقي في المحادثات، بمستوى أرفع، كي يكون استسلام صدام حسين واضحاً أمام العالم. وعلى الرغم من اقتناعه بأن قرار عدم مواصلة الحرب، بعد تحرير الكويت، وعدم ملاحقة صدام داخل العراق، كان صائباً ـ فإن الرئيس، بوش أقر بأن بعض بنود وقف النار، كالموقف من تحليق الطائرات العمودية العراقية، على أثر توقف الحرب، كان يمكن أن تصاغ صياغة مختلفة، أكثر تشدداً (اُنظر وثيقة وجهة نظر الرئيس جورج بوش بعد ستة أعوام من المباحثات الإقرار بصواب وجهة نظر صاحب السمو الملكي الفريق الأول الركن، خالد بن سلطان، قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات) .

    وقال الرئيس بوش: "أتفق مع الرأي القائل، إنه كان يمكن أكثر مما كان، في مؤتمر صفوان. لكنه سأل عمّا إذا كان صدام سيستجيب، لو طلب منه المثول "في تلك الخيمة (صفوان)، ليسلّم سيفه، مثلاً، أو ليحضر حفلة لإذلاله، شخصاً؟"، وكيف سيكون الموقف، إذا رفض الحضور؟

   ولكنه استدرك قائلاً: "إن محادثات وقف النار مع الجانب العراقي، في صفوان، كان يمكن أن تكون بشكل مختلف. ربما لم يقتضِ الأمر أن يحضر صدام حسين. لكن القائد السعودي، الذي كان مسؤولاً عن القوات العربية (يقصد الفريق خالد)، اعتقد أننا نحتاج إلى تمثيل أرفع مستوى، ربما مرتبة واحدة أدنى من صدام، لنبيّن للعالم، بوضوح أكبر، أنهم كانوا يستسلمون (العراقيون). كان في وُسْعنا التعامل مع مسألة تحليق الطائرات العمودية، بطريقة مختلفة. هكذا، أعتقد أن هناك مجالاً لبعض الانتقادات، ذات المفعول الرجعي. لكن لا أعتقد أن المطالبة بأن يحضر صدام، كانت ستكون خطوة صائبة".

   وأقر الرئيس الأمريكي الأسبق، بأن "الجميع كان يعتقد، أن صدام حسين، لن يتمكن من البقاء في السلطة، على الأقل طوال هذه الفترة، التي ما انفكّ مسيطراً فيها. وحساباتي كانت خاطئة. اعتقدت أنه سيرحل. لكن لم أكن، وحدي، خاطئاً. اعتقدوا في العالم العربي، بالإجماع، أنه لن يبقى في السلطة". وعبّر عن أسفه الشديد، لأن صدام ما برح يقمع شعبه، حتى اليوم. لكنه قال إنه سيطاح، في النهاية.

   وفي نهاية الحديث، كرر الرئيس الأمريكي الأسبق موقفه، أن العقوبات الدولية، المفروضة على العراق، يجب ألا تُرفع عنه، إلى أن تنفَّذ كل قرارات الأمم المتحدة، خصوصاً ما يتعلق بأَسْرى الحرب والمفقودين الكويتيين. وقال إنه سيكون من الصعب، حتى في حال تنفيذ تلك القرارات، أن "يعامل صدام حسين بأي احترام، أخذاً في الحسبان ما فعله، والألم الذي ألحقه بأبناء شعبه".