إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / لجنة الأمم المتحدة، وترسيم الحدود العراقية ـ الكويتية






مواقع الحدود جنوب صفوان
حدود خور الزبير



الفصل الثالث والثلاثون

مقدمة

    دان المجتمع الدولي ما وقع من عدوان عراقي على دولة الكويت المستقلة، وكانت إدانته حاسمة. إذ سارع مجلس الأمن الدولي، وفقاً لسلطاته التي يخوله إياها الفصل السابع، من ميثاق الأمم المتحدة، في حالات تهديد السلم، والإخلال به ووقوع عدوان، إلى إصدار العديد من القرارات، التي تندد بالعدوان، وتتضمن الجزاءات الدولية، اللازمة لإزالة العدوان، وإعادة السلم والأمن الدوليَّين إلى منطقة الأحداث، والحفاظ على الشرعية الدولية.

   وتدرج موقف مجلس الأمن، في قراراته، من الإدانة، وتأكيد عدم مشروعية الاعتداء العراقي على الكويت، والمطالبة بسحب القوات المعتدية، إلى السماح باستخدام القوة، وكافة الوسائل الملائمة الأخرى، لردع العدوان وإعادة الشرعية إلى نصابها. ومن المعلوم، أن قرارات مجلس الأمن، التي صدرت، في هذا الصدد، عملاً بالفصل السابع، من ميثاق الأمم المتحدة، ليست توصيات فقط، بل هي قرارات ملزِمة، يلتزم بها كافة الدول، أعضاء المجتمع الدولي.

   وصاحب القرارات، التي أصدرها مجلس الأمن، ومنظمات هيئة الأمم المتحدة، إدانة للعراق وممارساته، ودعوته إلى الانسحاب غير المشروط، جهود أخرى كثيرة، بذلتها دول عديدة، وشخصيات قيادية عالمية، ومنظمات غير حكومية، سعياً وراء الوصول، مع النظام العراقي، إلى حل سلمي، ينهي المأساة، ويوقف عذاب المواطنين الكويتيين وآلامهم وتنسحب، بموجبه، القوات العراقية المعتدية، من أرض دولة الكويت، المستقلة، من دون شروط. ولعل أبرز تلك الجهود، كان إعلان دول التحالف إصرارها على إقرار الشرعية، والتصدي، بالقوة، لهذا العدوان، الذي تتحدى ممارساته كل الشرائع، لإجباره على الخضوع لإرادة المجتمع الدولي .

   ولكن تلك الجهود، واجهت إصراراً عراقياً على العدوان، وإمعاناً فيه. ولم يكن أمام المجتمع الدولي، إلا أن يصدِر قراره الرقم 678، عبْر مجلس الأمن، في 29 نوفمبر 1990، الذي يمنح العراق فرصة أخيرة، حتى 15 يناير 1991؛ لتنفيذ كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. وما لم ينفذها تنفيذاً كاملاً، فسوف تستخدم جميع الوسائل، اللازمة لدعمها وتنفيذها (اُنظر وثيقة قرار مجلس الأمن الرقم 678 الصادر في 29 نوفمبر 1990 في شأن استخدام جميع الوسائل اللازمة ضد العراق ما لم ينفذ قرارات مجلس الأمن السابقة قبل 15 يناير 1991).

   ويرفض العراق الانقياد للشرعية الدولية، ويصرّ على مواصلة احتلاله لدولة الكويت والإمعان في إهدار حقوق شعبها، وفرض منطق القوة والعنف، وتحدي الإرادة الدولية. وتبدأ معركة تحرير الكويت، فجر يوم الخميس، 17 يناير 1991، بالحرب الجوية، بعد انقضاء مدة الإنذار، التي حددها مجلس الأمن لتنفيذ قراراته.