إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الإذاعة




محطة راديو هواة
البث الإذاعي
العصر الذهبي للمذياع
تصنيع المذياع
جوليلمو ماركوني

موجات AM وFM
موجات الراديو
أجزاء راديو AM وFM
انتشار موجات البث الإذاعي




المبحث الثالث

رابعاً: استخدامات الراديو

يحتل البثّ الإذاعي الجزء الأكبر من الاتصالات، التي تُجرى من طريق الراديو، مما يتيح للمستمعين استقبال برامجه المتنوعة الأغراض، والهادفة إلى المتعة والمعرفة. كما تُستخدم موجات الإذاعة في العديد من التطبيقات الأخرى، مثل الاتصالات ذات الاتجاهَين التي يجري فيها إرسال الرسائل واستقبالها. وفي البثّ الإذاعي، ومعظم الاتصالات ذات الاتجاهين، تَنقل الموجات الإذاعية الصوت والموسيقى؛ ولكنها تنقل، في الأنواع الأخرى من الاستخدامات، إشارات أخرى، مثل الحزم الإذاعية، المستخدمة في أنظمة الملاحة، وإشارات التحكم عن بعد.

1. البثّ الإذاعي

ينشأ البثّ الإذاعي عن محطات البثّ. وتوجد محطة بثّ إذاعي واحدة، على الأقل، في كل بلد من بلدان العالم. وفي بعض الدول العربية، لم يقتصر البث الإذاعي على العواصم العربية، بل تعداها إلى المدن الرئيسية الأخرى. ويفوق العدد الكلي لمحطات البث الإذاعي، في العالم، 25 ألف محطة، منها نحو 10 آلاف محطة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وهو عدد لا يوجد مثله في دولة أخرى.

2. مدى البثّ الإذاعي

يمتلك الناس، في العالم، أكثر من بليوني مذياع، بمتوسط جهاز واحد لكل ثلاثة أشخاص. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، 534 مليون جهاز، وهو أكبر عدد من الأجهزة في قطر واحد. وفي الصين نحو 219 مليون جهاز، أي بمعدل 18 جهازاً لكل مائة مواطن. أما في بريطانيا، فيبلغ عدد أجهزة الراديو 66 مليوناً، أي بمعدل 114 جهازاً لكل مائة نسمة.

والسبب الرئيسي لانتشار الأجهزة الإذاعية الواسع، يرجع إلى كونها محمولة، ويمكن نقْلها من مكان إلى آخر، في سهولة. وبعضها كبيرة، تعمل بالكهرباء، وهي تُحفظ، عادة، في المنازل، حيث تتاح الكهرباء. ولكن ملايين الأجهزة صغيرة الحجم، وتشغل بالبطاريات الجافة. وبعضها  يمكن حملها في الجيوب، ويمكن استعمالها في أي مكان تقريباً، مثل المنازل والحدائق والشواطئ والرحلات وأماكن النزهة. كما تستخدم أجهزة المذياع على نطاق واسع، في وسائل النقل، متيحة الاستماع إليها، في أي وقت.

وتُعَدّ الأجهزة المحمولة وسيلة ملائمة، للبلدان أو المناطق، التي تتوافر فيها الطاقة الكهربائية. ولكن العديد من المناطق، تفتقر إلى الكهرباء؛ كما أن استخدام الأجهزة العاملة بالبطارية محدود، في العديد من الدول، وذلك لصعوبة الحصول على البطاريات، أو لغلاء ثمنها.

وفي عام 1995، صمم المخترع البريطاني، تريفور بيليس، مراعياً العوامل الآنف ذكرها ـ جهازاً إذاعياً يعمل آلياً، لمساعدة المجتمعات الإفريقية البعيدة، على استقبال نشرات برامج مكافحة الإيدز الإذاعية. ويفيد من هذا الجهاز، كذلك، القاطنون في الأماكن البعيدة؛ إذ يمكّنهم التقاط أحدث المعلومات، عن الفيضانات والمجاعات والأوبئة.

وقد هُندست الأجهزة الآلية، أساساً، لتباع إلى وكالات الإغاثة، لاستخدامها في توزيع المواد في الدول النامية؛ ولكنها تباع، الآن، كذلك، في الدول الصناعية. ويزن الجهاز الآلي 2.6كجم؛ ويمده بالقدرة مولد داخلي صغير، يدار بنابض ملتو، طوله نحو 9 أمتار، ينتج، عندما يكون ملفوفاً كله، 30 دقيقة من التشغيل. ويلقى الجهاز قبولاً، لأنه لا يعمل بالكهرباء أو البطاريات.

3. أنواع البرامج الإذاعية

تختلف البرامج الإذاعية، من بلد إلى آخر، ولكنها، تتفق في توفير التسلية والمعرفة. ويراعي العديد من البلدان، أن تكوّن برامج المنوعات نسبة 90% منها؛ أما الباقي فيخصَّص للمواد الثقافية بكل وجوهها. وتحظى البرامج الدينية، في الإذاعات العربية، بنسبة كبيرة من برامجها المختلفة؛ وهي تتضمن تلاوة القرآن الكريم وتفسيره، وشؤوناً إسلامية متنوعة. وتمثّل الإعلانات جزءاً من البرامج المذاعة؛ إذ تُبَثّ في خلالها، أو خارج أوقاتها، في المحطات التجارية. أما المحطات غير التجارية، مثل هيئة الإذاعة البريطانية، فلا تبثّ أي نوع من الإعلانات، عدا تلك التي تنوّه ببرامجها.

ويحاول معظم الإذاعات اجتذاب المستمعين، بوساطة برامج، تهمّ ذوي الأهواء المختلفة، كالموسيقى الصاخبة، مثلاً، للمراهقين، والأخبار العلمية للمثقفين.

وتَشِيع الموسيقى المسجلة، في برامج التسلية والترويح والمنوعات. ومعظم الإذاعات المتخصصة بها، تذيع نوعاً معيناً منها، مثل موسيقى البوب، أو الموسيقى الهادئة، أو موسيقى الجاز، أو الموسيقى الشعبية. كما يذيع بعض المحطات الأخرى، أنواعاً مختلفة من الموسيقى، من دون أن تختص بها.

ويسهم المذيعون، الذين يقدمون الموسيقى، ويعلقون عليها، في اجتذاب المستمعين. ولذلك، فإن معظم المحطات الإذاعية، تسعى إلى توظيف مُعلقين متميزين، ذوي أساليب شيقة.

ولا تقتصر البرامج المسلية على الموسيقى، بل تتعداها إلى الفكاهة، والتمثيليات ذات الحلقات، والمسرحيات التي تنقل نقلاً مباشراً، أو المسجَّلة؛ وبعض التمثيليات، تكتب للبث الإذاعي فقط.

وتقدم البرامج الخاصة بالمعلومات، الأخبار والأحداث العالمية، والمقابلات الإذاعية؛ وتنقل المباريات الرياضية نقلاً مباشراً.

وتُبَثّ نشرات الأخبار في أوقات محددة، بمعدل ساعة، أو نصف ساعة في بعض المحطات. كما تقدم المحطات الإذاعية تغطيات مباشرة للأحداث الخاصة، مثل الانتخابات العامة، أو افتتاح المجالس التشريعية. وتعنى المحطات بنشرات الأحوال الجوية، وحركة المرور، وسوق البورصة، وأخبار الزراعة. ويهتم جزء آخر من البرامج بأحداث المجتمع، وأنشطة السكان، وخدمات الدولة. ويوجد عدد قليل من الإذاعات، التي تختص بتقديم الأخبار فقط. وفي بعض الدول، تنقل المحطات الإذاعية جلسات المجالس التشريعية نقلاً مباشراً.

أما المقابلات الإذاعية، فتقدم مناقشات حول موضوعات متعددة، تغطي النواحي المختلفة للحياة. وكل برنامج من هذا النوع، يقدِّمه مذيع أو مذيعة، تدير المقابلة، وتَحْكُمها. وتتفاوت موضوعات هذه المقابلات، بين الموضوعات السياسية الجارية، مثل معالجة الانتخابات، وقضايا الدولة التي تهم المواطنين؛ والموضوعات الاجتماعية، مثل الجريمة، أو التلوث، أو الفقر، أو العنصرية، أو التمييز بين الجنسَين. ويُتاح للمستمعين المشاركة، في العديد منها في النقاش، عبْر هواتف الإذاعة، بطرح أسئلتهم، أو إبداء وجهات نظرهم.

وتحظى البرامج الرياضية، مثل نظيرتها الإخبارية، باهتمام خاص؛ إذ يحاول المعلّقون الرياضيون نقْل الأحداث الرياضية المميزة، ولا سيما مباريات كرة القدم وكرة المضرب والكريكت، فتنقلها نقلاً مباشراً؛ وهو ما يسمَّى التعليقات، أو على الأقل تنقل نتائجها للمستمعين.

وتتنافس المحطات الإذاعية في اجتذاب المستمعين، فيذيع معظمها برامج، تحقق رغبات فئة معينة منهم؛ كالمحطات التي تبثّ موسيقى البوب، مثلاً، والتي تحاول اجتذاب المراهقين وصغار السن.

4. الاتصالات ذات الاتجاهَين

يلقى هذا النوع من الاتصالات إقبالاً متزايداً؛ لأنه يوفر سرعة الاتصال بين مكان وآخر، كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وهو يستخدم في مجالات: السلامة العامة، الصناعة، الأمن القومي، الاتصالات الخاصة.

أ. في السلامة العامة

يستخدم رجال الشرطة موجات الإذاعة لمنع الجريمة، وللقبض على الخارجين على القانون. كما يستخدمها رجال الإطفاء، لإخماد الحرائق ومنع انتشارها؛ إذ تزوَّد سياراتهم بأجهزة اتصال صغيرة الحجم، ومحمولة، تدعى المتحدث السيار (ووكي ـ توكي)، تمكنهم من الاتصال بمقارّ قياداتهم، لتلقّي تعليماتهم؛ إضافة إلى الاتصال فيما بينهم. وتزوَّد الطائرات والسفن بأجهزة اتصال، لتنظيم عملها، وتسهيل عمليات الإنقاذ.

وتستخدم فِرق إسعاف خاصة الموجات الإذاعية، للمساعدة على إنقاذ الأرواح، بعد وصولها إلى منطقة الحادث؛ فينقل المسعفون، عبْر أجهزة اتصال موجودة في سياراتهم، حالة المرضى إلى الأطباء، الموجودين في المستشفيات، لاستفتائهم في الإسعافات الأولية الملائمة.

ب. في الصناعة

أصبحت الاتصالات ذات الاتجاهَين وسيلة، لا بدّ منها في وسائل النقل، من سيارات الأجرة إلى الطائرات؛ إذ يتلقى سائقو سيارات الأجرة، التعليمات حول أماكن وجود الركاب؛ بينما يتلقى طيارو الطائرات تعليمات الهبوط أو الإقلاع، بوساطة أجهزة تعمل بموجات الإذاعة. كما تزوّد وسائل النقل الأخرى، مثل السفن والقطارات والشاحنات، بأجهزة اتصال مماثلة.

ويوفر استخدام الإذاعة الجهد والوقت والمال، في العديد من المرافق الصناعية. فعمال البناء، يستخدمون أجهزة الاتصال، لمخاطبة زملائهم، الذين يعملون في الأبنية العالية، كناطحات السحاب. ويتلقى الفلاحون، والعاملون في الغابات، المعلومات التي يحتاجون إليها، عبْر أجهزتهم.

ج. في الأمن القومي

تؤدي الأجهزة الإذاعية دوراً مهماً، في ربط وحدات الدفاع، الموجودة في أماكن متعددة، بعضها ببعض. وتعتمد وسائل الدفاع المسلحة، بكل فروعها، على أجهزة الاتصال الإذاعية، ذات الاتجاهَين، اعتماداً متزايداً، ليتمكن رجالها من تبادل المعلومات، والتنسيق فيما بينها. ويستخدم العسكريون الإذاعة، في الطائرات والدبابات والسفن؛ إذ إنها تمكّن مراكز الاتصالات الكبيرة، وأجهزة المتحدث السيار من الاتصال المستمر بين الوحدات العسكرية.

د. في الاتصالات الخاصة

يتلقى العديد من هواة تشغيل أجهزة الراديو، اتصالات بعيدة المدى، بوساطة أجهزتهم. ويستخدم الأطفال، في لعبهم، أجهزة متحدث سيار قصيرة المدى. كما يستخدم العديد من الناس أجهزة اتصال إذاعية، في سياراتهم الخاصة، أو سفنهم. ويُدعى هذا النوع من الراديو، الذي يشغل للأغراض الخاصة ـ موجة الإذاعة الخاصة. وقد مكن تطوير الإذاعة الخلوية، في الثمانينيات من القرن العشرين، من استخدام الهواتف المحمولة في كل مكان، وكذلك استخدام الهواتف المثبتة في السيارات. (اُنظر صورة محطة راديو هواة) و(ملحق راديو الهواة)

هـ. استخدامات أخرى

إضافة إلى الأصوات البشرية، تستطيع موجات الراديو نقل معلومات، تشمل إرسال أنواع عديدة من الإشارات واستقبالها؛ ما يتيح تشغيل أجهزة المِلاحة، ووسائل التحكم من بعد، وأجهزة نقل البيانات، إضافة إلى العديد من الاستخدامات الخاصة الأخرى.

و. المِلاحة

تتولى موجات الإذاعة نقْل إشارات مِلاحية خاصة، تساعد الطيارين على البقاء ضمن خطوط السير المرسومة لهم. ولدى العديد من السفن أجهزة خاصة، تحدد مسارها، بمساعدة إشارات ملاحية مُرسلة من السواحل. كما تعتمد الطائرات والسفن على الرادار، وهو وجْه خاص من الإذاعة، لتحقيق أمْنها. وإضافة إلى ذلك يستخدم رواد الفضاء أجهزة مِلاحة، بمساعدة موجات الإذاعة، لقيادة سفنهم في الاتجاه المرسلة إليه.

ز. التحكم عن بعد

يستخدم هذا النظام في توجيه الطائرات، التي تسير من دون طيار. ويمكن، كذلك، استخدام النبائط المتحكم فيها، في قيادة عربات القطار، أو فتح الأبواب وإغلاقها، أو تشغيل الآلات.

ح. نقْل البيانات

تستطيع الأجهزة، التي تعمل بموجات الإذاعة، نقْل كمية كبيرة من المعلومات، وبسرعة عالية، بين جهازَين إلكترونيَّين؛ كما في حالة إرسال معلومات، من جهاز اتصال على الأرض، إلى حاسوب على متن سفينة فضائية. وتستخدم موجات الإذاعة، كذلك، في نقْل صور الفاكسميلي، بتحول الصور إلى إشارات إلكترونية.

ط. الاستخدامات الخاصة

يستخدم الجواسيس، ولجان التحقيق، أجهزة مخبأة، تعمل بموجات الراديو، تدعى المنصتات؛ للتصنت على المحادثات، بغرض الحصول على المعلومات السرية. كما تساعد الأجهزة، التي تعمل بموجات الإذاعة، على تشخيص أمراض المعدة؛ إذ يبتلع المريض قرصاً، يسمى القرص الإذاعي، أو الكبسولة الإذاعية، تحتوي على باعث إذاعي صغير الحجم، يبثّ معلومات طبية حول وضع المريض. وتوجد أنواع من الموجات الإذاعية، ذات طاقة عالية، تستطيع تحضير الطعام المطبوخ، في ما يُسمى أفران الميكروويف.