إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









أهمية الحيوانات

أهمية الحيوانات

       يمثل كل نوع من أنواع الحيوان جزءاً مهماً من النظام الطبيعي الفريد. فالحيوانات تساعد على بناء الحياة، حيث تُمثل غذاءً للبشر وللنباتات. وهي في الوقت نفسه تحفظ التوازن الطبيعي، لأنها تتغذى على الحيوانات الأخرى والنباتات. وهذا التوازن مهم في الطبيعة، ويُسمى دورة الحياة.

       وقد لا يستطيع البشر الحياة دون مساعدة الحيوانات. فالدور الذي تؤديه في حفظ التوازن الطبيعي، يُعد خدمة مقدرة للبشرية. فضلاً عن أن الحيوانات تمد الإنسان بعدد من الأغذية المختلفة، مثل اللحوم والألبان والبيض والعسل، والمنتجات المفيدة مثل الصوف والفراء والحرير.

       وقد أحدث الإنسان منذ آلاف السنين تغييرات في عالم الحيوان، حين استأنس العديد من أنواعها واستغلها في إنتاج الأغذية والملابس المختلفة. كما قتل أو شرد الحيوانات التي كانت تهاجم أو تعوق استصلاح الأراضي. أما اليوم فالإنسان يسعى لحماية العديد من أنواع الحيوانات، التي عرضوها من قبل لخطر الانقراض.

       وتعتمد معظم النباتات، مثلها مثل البشر، على الحيوانات في احتياجاتها الأساسية. فمن غير الحيوانات لا يستطيع العديد من النباتات التكاثر (أي ينتج أجيالاً جديدة من نوعه). وعلى سبيل المثال يعتمد العديد من النباتات الزهرية على النحل والحشرات الأخرى لحمل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر.

       كما ينمو عدد من أشجار البلوط من جوزات البلوط، التي دفنتها السناجب كمؤونة غذائية ونسيت المواقع التي دفنتها فيها. وبالمثل ينمو كثيراً من أشجار البلوط من الجوزات التي وطئتها الأيائل ودفنتها عميقاً في التربة. وأمّا الطيور فتطير من مكان إلى آخر، وتكون بذور النباتات غالباً معلقة بأرجلها. ونجد لبعض البذور أغلفة شائكة تتعلق بفراء الحيوانات، فتحملها لمسافات بعيدة تنمو فيها تلك البذور بعيداً عن النبات الأم.

       والحيوانات تأكل النباتات أو تحطمها، وكلاها يعتمد على الآخر في غذائه، حيث تُكوِّن فضلات معظم الحيوانات أسمدة للنباتات. وبعد موت وتحلل الحيوانات والنباتات، فإنها تعيد إلى التربة المواد التي تُعين على النمو والحياة.

       وبعض الحيوانات تغير من طبيعة بيئاتها بترسيب مواد صلبة في تلك البيئات. وهذا ما تفعله حيوانات المرجان مثلاً، بتكوينها للصخور الجيرية في بيئاتها من الجير، الذي تمتصه من مياه البحر لتكوين هياكلها الجيرية.

الحيوانات المساعدة للبشر

       بدأت معرفة الإنسان بالحيوانات معتمداً عليها في غذائه. وربما كان الكلب هو أول الحيوانات التي استأنسها الإنسان ودربها للصيد. وبعد ذلك تعلم الإنسان استئناس الحيوانات التي كان يصيدها لطعامه. فمنذ حوالي أثنى عشر ألف عام مضت تم استئناس الأبقار في الأجزاء الجنوبية من جمهورية آسيا الوسطى، المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق. وفي الشرق الأقصى استأنس سكان التيبت Tibet حيوان الياك (ثور التيبت). واستأنس الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية قطعاناً من حيوانات الألكة (انظر صورة الألكة) واللآما.

       استأنس الإنسان الماعز والضأن أولاً للحومها، ثم تعلم الاستفادة من فرائها وجلودها وأصوافها لعمل الملابس والمساكن. وكذلك استؤنس الحصان أولاً للحمه، ثم تعلم الإنسان ركوبه والاستفادة منه في جر الأحمال والأثقال. واستؤنس الخنزير منذ حوالي ثمانية آلاف عام في العصر الحجري الحديث، كما استؤنس البعير في جنوبي شبه الجزيرة العربية، وفي بابل في العراق للركوب وحمل الأثقال. وقد كان الحمار مستئنساً في شمالي أفريقيا منذ حوالي خمسة آلاف عام مضت. واستأنس قدماء المصريين القط لحماية مخازن غلالهم من الفئران والجرذان.

       وقد استخدمت الكلاب والفئران والقوارض في تجارب العلاج لكثيرٍ من الأمراض. ويختبر الأطباء العقاقير الجديدة في الحيوانات أولاً قبل استخدام الناس لها، كما تمد الحيوانات البشر بالكثير من العقاقير المهمة، مثل الإنسولين والأمصال التي تستخدم لمكافحة الأمراض، كما يمد النحل (انظر شكل النحل) الإنسان بحاجته من العسل الأبيض الذي يستخدمه في غذائه وللاستشفاء.

الحيوانات الضارة بالبشر

       إن معظم الحيوانات الوحشية لا تهاجم الإنسان إلاّ عندما تعجز عن الهروب منه، أو عند الدفاع عن صغارها. ولكن هناك القليل من الحيوانات، مثل الأسود والنمور المخططة، قد تفترس البشر، لكنها لا تفعل ذلك إلاّ إذا أصابها الصيادون، أو صارت طاعنة في السن، بحيث لا تستطيع صيد طرائدها المعتادة من الحيوانات الأخرى. وقد تقتات لحوم البشر حسب نهجها الطبيعي في تنوع الغذاء. ولكن التماسيح وأسماك القرش تقتات على أي لحم تجده عندما تكون جائعة. وتتسبب الثعابين السامة في موت البشر في كثير من أجزاء العالم. أمّا أخطر أعداء البشر من الحيوانات فهي الطفيليات، من بعض الحشرات والديدان والحيوانات الصغيرة الأخرى. ويعيش الطفيلي على سطح أو داخل أجسام الحيوانات الأخرى أو النباتات ويتغذى بها. وتشمل الطفيليات الحشرات ماصة الدماء، مثل البعوض وذباب التسي تسي اللذين ينقلان الأمراض الفتاكة. فالبعوض ينقل طفيل الملاريا (انظر صورة طفيل الملاريا) والحمى الصفراء وأمراضاً أخرى، بينما ينقل ذباب التسي تسي (انظر صورة ذبابة التسي تسي) مرض النوم، الذي يفتك بكثير من البشر. كما ينقل مرض الذبابة المميت للأبقار والخيول. أمّا البراغيث والقمل فتنقل أمراض الطاعون وحمى التيفوس.

       وتسبب الطفيليات الدقيقة، التي تدخل أجساد البشر، العديد من الأمراض. وهناك أكثر من مائة نوع من الديدان المسببة للأمراض تعيش داخل أجسام البشر، مثل ديدان البلهارسيا (انظر صورة ديدان البلهارسيا) والديدان الكبدية وديدان الإنكلستوما والديدان الشريطية المُفَلْطَحة والديدان الشعرية. وتتكون أجساد تلك الديدان ـ أساساً ـ من طبقات محدودة من الخلايا.

الحيوانات التي أثر عليها البشر

       أثر البشر على المملكة الحيوانية بطرق عدة. فبعض أنواع الحيوانات اختفت لأن الإنسان قتل أعداداً كبيرة منها أو سلبها أماكن معيشتها الطبيعية، وبعضها الآخر في طريقه للاختفاء، بينما قام علماء الأحياء بانتخاب سلالات من الحيوانات لم تكن موجودة من قبل عن طريق التهجين.

       وقد أصطاد إنسان ما قبل التاريخ حيوانات ذلك الزمان، مثل الماموث ودب الكهوف، لدرجة أدت بها إلى الانقراض. وبعد ذلك قتل ثور الأرخُصّ الوحشي، الذي كان يوجد بكثرة في أوروبا. كما أباد تقريباً ثور البيسون الأمريكي الشمالي، وهو حيوان خشن الوبر يُسمى عادة الجاموس، ويعيش الآن في المزارع الخاصة والمحميات الوطنية.

       وقد قلت أعداد كثيرة من الحيوانات لأن البشر استغلوا أماكن معيشتها السابقة، لبناء المدن والمزارع. ومن تلك الحيوانات الظباء والأفيال ووحيد القرن والحمار الوحشي.

       وعبْر التهجين الانتقائي تم انتخاب صفات منتقاة، من سلالات الحيوانات الأليفة. ومن أمثلة ذلك أن لحوم بعض سلالات الدجاج (انظر صورة الدواجن) أصبحت ذات مذاق أفضل مما كانت عليه. وصار بعض سلالات الدجاج ينتج كميات أكبر من البيض، كما صارت سلالات الماعز والأرانب تنتج صوفاً وفراء أجود. كما تم انتخاب سلالات معينة من الحيوانات لأداء أغراض ومهام خاصة، مثل سلالة كلاب الداشهوند Dachshund الألمانية ذات الأرجل القصيرة، المتخصصة في محاربة حيوانات الغرير التي تعيش في أوجار (أنفاق) ضيقة تحفرها في الأراضي الزراعية؛ وسلالة كلاب الأغنام ذات الكفاءة العالية في حراسة  قطعان الأغنام ورعيها. وهناك سلالات الأبقار ذات الإنتاج العالي للألبان، وسلالاتها الأخرى ذات اللحوم. وهناك أيضاً سلالات الخيول المختلفة التي تستخدم في الأغراض المختلفة سواء للنقل أو السباق.