إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الاجتياح الإسرائيلي للجمهورية اللبنانية، 1982، (سلام الجليل)





مراحل وتطور أعمال القتال
الهجوم على لبنان
المعالم الرئيسية للعاصمة
الحجم والأوضاع الابتدائية للجانبين
تحديد مواقع بطاريات الصواريخ
بطاريات أرض/جو




المبحث السابع

ثالثاً: مواقف القوى المختلفة تجاه مشكلة لبنان

1. الموقف الأمريكي

تركّزت الإستراتيجية الأمريكية، خلال هذه الفترة، في الدعوة إلى حل المشكلة على مرحلتين:

أ. المرحلة الأولى: ضرورة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان، مع دعوة إسرائيل، بصورة أساسية، لسحب قواتها من كل الأراضي اللبنانية.

ب. المرحلة الثانية: يُعرض الاتفاق، بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية، على العالم كله، مع محاولة إقناع السوريين بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.

ج. وفي مايو 1983، تم التوصل إلى اتفاق إسرائيلي ـ لبناني، يحدد انسحاب جميع القوات الأجنبية من التراب اللبناني، وتنظيم ترتيبات بمختلف أشكال التعاون بين إسرائيل ولبنان، بما فيها بدء المفاوضات، بعد الاتفاق بستة أشهر، وذلك لإقامة علاقات طبيعية بين البلدين. (اُنظر ملحق مسوّدة اتفاق 17 أيار/مايو 1983 اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية وحكومة دولة إسرائيل)

ضمنت نصوص الاتفاق لإسرائيل رد الفعل ضد ـ ما تُسميه إسرائيل ـ قواعد الإرهاب في الجنوب اللبناني. كما شمل النشاط المشترك للدوريات الإسرائيلية ـ اللبنانية في لبنان، على الرغم من عدم السماح بتمركز القوات الإسرائيلية داخل البلاد. وترك الاتفاق العديد من الأسئلة من دون إجابة. وفي يونيه 1983، صدّق كل من الكنيست الإسرائيلي والبرلمان اللبناني على الاتفاق، وارتبط به موضوع انسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان. وكان متصوَّراً أنه لو لم يتم الانسحاب، سيصبح الاتفاق باطلاً. وعلى الرغم من موافقة البرلمان اللبناني على الاتفاق، إلا أن الرئيس أمين الجميل أجّل إبرامه. وفي نهاية المطاف، وبضغط من سورية ألغي الاتفاق في عام 1984.

وفي منتصف مارس 1983، جرت مباحثات أمريكية ـ إسرائيلية في شأن لبنان، حضرها من الجانب الإسرائيلي إسحاق شامير، ومن الجانب الأمريكي جورج شولتز. وفي نهاية هذه المباحثات، تولّد لدى الأمريكيين الشعور بأن إسرائيل، أصبحت على استعداد للتخلي عن مطالبها، مقابل منطقة أمنية، والاكتفاء بمقترحات واشنطن. ولم يرفض شامير عروض الأمريكيين، وأصبح عليه، الآن، مواجهة مشكلة أخرى: كيف سيقنع زملاءه في الحكومة بقبول مثل هذه المقترحات؟ ومنذ عودته إلى إسرائيل، اتُّهم بأنه "تخلَّى" عن إسرائيل، في واشنطن. (ولا يوجد في المصطلحات السياسية الإسرائيلية كلمة أسوأ من "التخلي". فما أن يُتّهم رجل السياسة بأنه "تخلى"، حتى يجد نفسه في وضع الدفاع). غير أن شامير أكد أنه لم ينحرف أبداً عن النهج الحكومي (أي سياسة حكومته المعلنة).

2. الموقف السوري

أعلن السوريون مجدداً ـ أنهم سينسحبون من لبنان[3]، بعد معرفة تفاصيل مسوّدة الاتفاق اللبناني ـ الإسرائيلي[4]. وخلال الاجتماع، الذي تم بين وزير الخارجية الأمريكي، جورج شولتز، والرئيس حافظ الأسد، شرح الوزير الأمريكي مضمون الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، الذي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وكان الرئيس حافظ الأسد يعلم جيداً تفاصيل الاتفاق، إذ قال: "إنه أسوأ من اتفاقات كامب ديفيد، إن الاتفاق يحدّ من السيادة اللبنانية، ويشكل خطراً على سورية والبلدان العربية الأخرى. وطبقاً لنص الاتفاق، لا يحق للبنان أن يحتفظ على أراضيه بأي سلاح مضادّ للطائرات، يزيد مداه على 45 كم. وهذا يعني، أن إسرائيل ستسيطر على الأجواء اللبنانية؛ فسلاح الجو اللبناني، لا يحق له التحليق فوق جنوبي لبنان، دون إذنٍ مسبق من السلطات الإسرائيلية. وإن كل القرارات، المتعلقة بجنوبي لبنان، يجب اتخاذها بصورة مشتركة بين الإسرائيليين واللبنانيين".

هاجم الرئيس السوري، حافظ الأسد، فكرة "المنطقة الأمنية"، التي طالبت بها إسرائيل. ووصف هذا الاتفاق بأنه استسلام، ترفضه سورية والدول العربية. كما أعلن الأسد، بكل صراحة، أمام شولتز، أن فيليب حبيب خدعه، خلال الأسبوع الأول من حرب لبنان، إذ وعده، باسم بيجن، أن الوضع سيبقى على الأرض كما كان خلال الأسبوع الأول من المعارك. وبعد مرور عدة أيام على ذلك، هاجمت إسرائيل مواقع الصواريخ السورية في لبنان ودمرتها، وهكذا، أصبح حبيب حليفاً للعملية الإسرائيلية.

3. موقف الاتحاد السوفيتي

من الواضح أن السوفيت بدأوا، بعد الاجتياح الإسرائيلي التحرك بشكل أكثر إيجابية، إذ أرسلوا كميات كبيرة من المعدات إلى سورية من أجل تعزيز خطوطها الأمامية في وادي البقاع، في مواجهة القوات الإسرائيلية. وفي فبراير1983، أقام الروس موقعين كبيرين لصواريخ أرض/ جو (سام ـ 5)، يصل مداها إلى 300 كم، أي أنها يمكن أن تصل، فوق جزء من البحر الأبيض المتوسط، أمام الساحل اللبناني، حيث ينتشر الأسطول الأمريكي السادس. وكان تشغيل الصواريخ وحمايتها يتم بواسطة القوات السوفيتية. وقد فُسر هذا الأمر على أنه إجابة سوفيتية على التدمير الكثيف لبطاريات الصواريخ أرض/جو السوفيتية، الموجودة في البقاع الغربي، وفى بعض المواقع داخل الأراضي السورية، التي تشكل عمقاً لهذه البطاريات، خلال حرب لبنان، وكرد فعل سوفيتي لتمركز مشاة الأسطول الأمريكي في بيروت، ضمن القوات الدولية المتعددة الجنسيات. بل إن بعضهم رأى في ذلك إنشاء قاعدة لقوات الانتشار السريع السوفيتية في الشرق الأوسط.

كما أدّت سورية، مدعمة من الاتحاد السوفيتي، دوراً كبيراً، في تشجيع معارضة أي رغبة من جانب عرفات في الترخيص للملك حسين في التفاوض مع إسرائيل.

رابعاً: موقف كلٍّ من سورية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من الانسحاب

على الرغم من الضغوط الدولية والعربية على سورية، إلا أن أنها كرست جهودها في إيقاع اللوم على الاتفاق الإسرائيلي ـ اللبناني، بل إن الرئيس الأسد أكد أن الاتفاقية تهدد أمن سورية. كان ذلك يعني أن القوات السورية لن تنسحب من لبنان. وكان تصور الرئيس الأسد، أن استمرار النزف الإسرائيلي، بإيقاع الخسائر، واستمرار التعبئة والأعباء الاقتصادية، التي يشكلها لبنان على إسرائيل، من شأنهما أن يزيدا من الضغط السياسي داخل إسرائيل، لكي تنسحب من لبنان دون ارتباط ذلك بانسحاب سورية.

ومارست الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطها، ونشطت المملكة العربية السعودية، وبعض الدول العربية، للحصول على موافقة سورية على الانسحاب. وزار وزير الخارجية الأمريكي، شولتز، المنطقة عدة مرات، وبصفة خاصة سورية، التي كانت مصممة على إلغاء الاتفاق اللبناني ـ الإسرائيلي. وفي الوقت عينه، تعالت الصيحات في إسرائيل، ضد تشغيل قواتها في حراسة المنطقة بين القوى اللبنانية المتنازعة، والتي تؤدي إلى إحداث خسائر في القوات الإسرائيلية. وتحت هذا الضغط، أعادت إسرائيل انتشار قواتها على طول نهر الأولي. ووجدت نفسها تحت ضغط دولي، أمريكي ولبناني وأوروبي، من أجل تنفيذ الانسحاب من لبنان.

وعلى أي حال، فقد دفعت الخسائر التي حلت بالقوات الإسرائيلية، التي تسللت، ثانية، إلى داخل منطقة بيروت ومناطق أخرى بلبنان، إضافة إلى العبء الاقتصادي، الحكومة الإسرائيلية إلى أن تقرر منفردة، إعادة تنظيم أوضاع القوات، بما يقلل الأعباء التي تتحملها هذه القوات، وتضمن لها التأمين المناسب[5]. وبدا واضحاً أن أمل تحقيق الموافقة السورية على الانسحاب معدوم. ووجدت إسرائيل نفسها، في منتصف عام 1983، تواجه موقفاً يصعُب حله، فالمسيحيون مشتبكون في قتال مميت مع الدروز. ومختلف العناصر المسلحة، انقسموا في معركة مهلكة في شمالي لبنان. والسوريون يقاتلون قوات الميليشيات في المناطق المسيحية. ومنظمة التحرير الفلسطينية ممزقة نتيجة ثورة داخلية. والمفارز الليبية والإيرانية، تزيد من حجم الاضطراب داخل وادي البقاع.

ووسط هذا الصراع، جاء تفجير مركز القيادة الأمريكي في بيروت، في 23 أكتوبر 1983، حيث سُحبت جثث مشاة البحرية الأمريكية، وجثث موظفي سفارة الولايات المتحدة في بيروت، من تحت أنقاض المبنى، الذي دمره الانفجار، الذي قتل 16 موظفاً وعسكرياً أمريكياً. كانت النتائج رهيبة، بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قُتل اثنان من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط، كما قُتل أيضاً مدير أجهزة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. وبدأت الأصوات تعلو داخل واشنطن، مطالبة بإجلاء الألف والخمسمائة جندي المرابطين في لبنان.

وقد تأكد للولايات المتحدة الأمريكية، أنه من المستحيل حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي من طريق استبعاد سورية عن هذه العملية. ولقد أعلن الأسد، بكل وضوح، أمام جورج شولتز، ما أثبتته التجربة من أن الحلول الجزئية، لا يمكنها أن تخفف حدّة النزاع أبداً في المنطقة، وأن الحل الوحيد المقبول، هو، إذاً، اتفاق، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

إن الطريق المسدود، الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه في لبنان، أدى إلى انسحابها، من جانب واحد، إلى خط جبهة جديد. وهذا ما كان يتناقض مع الموقف الإسرائيلي السابق، أنها لن تنسحب من الأراضي المحتلة في لبنان، ما لم يبدأ السوريون انسحابهم منه.

وخلال صيف 1983، كانت الولايات المتحدة الأمريكية موجودة في لبنان، في حين بدأت إسرائيل بتنفيذ الانسحاب من الأراضي اللبنانية. وخلال تلك الفترة، أصبح مشاة البحرية الأمريكية هدفاً لعمليات دامية، شنتها بعض الطوائف اللبنانية. وانسحب الجيش الإسرائيلي من الشوف، الذي كان مسرحاً لصراعات دامية بين المسيحيين والدروز. وواجهت الحكومة الأمريكية صعوبات في العثور على مفاوض في القدس. وشيئاً فشيئاً، أخذ مناحم بيجن يغيب سياسياً، حتى إن أكثر مستشاريه ولاء، لم يستطيعوا إخفاء انزوائه. وكان أول إشارة إلى الغياب السياسي لبيجن، هو قراره بإلغاء زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وتفسير ذلك بسيط؛ فمع فشل بيجن في لبنان، أصبح ذا مزاج قاتم. لقد أدرك أن التحالف مع مسيحيي لبنان، كان مجرد وهم، ولم تتحقق تصفية منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تستبعد أخطار إنشاء دولة فلسطينية. وإضافة إلى ذلك، حدثت انقسامات ونزاعات داخلية في المجتمع الإسرائيلي بسبب العديد من ضحايا الحرب في لبنان. كل هذه المعطيات، أدت بهذا الرجل إلى مواجهة الواقع، والقول بكل ما بقي له من قوة: "لن أذهب أبعد من ذلك". وقدم مناحم بيجن استقالته إلى رئيس دولة إسرائيل، حاييم هرتسوج، في 16 سبتمبر 1983، وانتهى عهد من الصراع داخل لبنان … مملوء بالدماء والحروب.

خامساً: الدروس المستفادة

بدأ الغزو الإسرائيلي للبنان يومَي 4 و5 يونيه سنة 1982، بقصف من الطائرات الإسرائيلية، وذلك بحجة الرد على حادثة إطلاق النار على السفير الإسرائيلي في لندن، شلومو أرجوف. واستهدفت الهجمات الجوية معاقل منظمة التحرير الفلسطينية، المتاخمة للحدود الإسرائيلية. ووقع هجوم أيضاً في أقصى الشمال على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ورد الفدائيون الفلسطينيون على ذلك، بقصف المستوطنات الإسرائيلية في الجليل.

وفي اليوم السابع من يونيه، اتصل ضابط إسرائيلي، بواسطة جهاز لاسلكي، بقائد الكتيبة النرويجية، وأخبره أن الجيش الإسرائيلي، "قد" يخترق خطوط الأمم المتحدة في منطقته. وعقب ذلك مباشرة، تقدمت الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية، مخترقة المنطقة. وخلال بضع دقائق، تحوّل وقف إطلاق النار إلى مجرد خرافة، وكذلك قدرته قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوبي لبنان.

كان الغزو الإسرائيلي للبنان أمراً متوقعاً على مدى العامين السابقين للغزو، فأعد الفلسطينيون خططاً مفصلة لمواجهته، ولكن الشيء الذي لم يتنبه له الفلسطينيون، هو مدى ضخامة حجم الهجوم  فلقد صرح أحد القادة الفلسطينيين في مدينة صور لمجلة "ميدل إيست Middle East" ، قبل بدء الغزو بأربع وعشرين ساعة، بقوله: إننا نشعر الآن بالثقة، استناداً إلى ما في أيدينا من أسلحة جديدة. ولن يكون الهجوم الإسرائيلي مهمة سهلة. واعتقادي أنهم يحتاجون، كي يتمكنوا من مواجهتنا، إلى حشد عدد ضخم من الطائرات، علاوة على 30 ألف جندي على الأقل. ولكن ما توقعه القادة الفلسطينيون، كان غير دقيق. فقد دفعت إسرائيل، في بداية الغزو، ما يقرب من 85 ألف جندي، ثم عزّزتهم حتى بلغ عديدهم 120 ألف جندي. وثبت أن ما لدى الفلسطينيين من أسلحة، لا يقارن بالتفوق النوعي والعددي للقوات الإسرائيلية. ويرجع الفضل في عدم جعل الغزو الإسرائيلي "مجرد نزهة قصيرة"، إلى استخدام الفلسطينيين لتكتيكات حرب العصابات، "تكتيكات القوات الخاصة"، التي تدربوا عليها. ووصل الإسرائيليون بسرعة إلى بيروت، ولكنهم لم "يمشطوا" كافة الأراضي التي عبروها. وتعين على أرييل شارون، وزير الدفاع الإسرائيلي، أن يعترف، بعد حوالي أسبوعين من بدء القتال، بأنه لا يزال هناك عشرة آلاف من رجال المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني.

لقد كانت نية إسرائيل تتجه، بالأساس، نحو الاستيلاء على بيروت، والقضاء على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، متوقعة أن هذه العملية، يمكن أن تستغرق نحو أسبوع. ومن دون شك، كان من بين دوافع الغزو الإسرائيلي للبنان، السيطرة على نهر الليطاني، ذلك الحلم القديم. بيْد أن الدافع، الأهم من ذلك، إلى القيام بعملية الغزو، هو الاعتقاد أنه يتعين على إسرائيل، قبل أن يصبح في وسعها أن تقهر الضفة الغربية، وتفرض عليها الصيغة الإسرائيلية للحكم الذاتي، أن تدمر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وفي الوقت عينه، كسر هيمنة سورية على لبنان، وإقامة حكومة فيه، يسيطر عليها الموارنة، لتحرس المصالح الإسرائيلية هناك.

وفي الوقت نفسه، كانت التحركات الإسرائيلية، تخدم أيضاً الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وذلك بتوجيه ضربة قاصمة إلى كل من سورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، الحليفين الرئيسيين للاتحاد السوفيتي.

وعلى الرغم من نفي واشنطن أي تورط لها في تلك الخطط الإسرائيلية، فإن ثمة دليلاً واضحاً جلياً على أن العكس هو الصحيح، بل إن وزير الخارجية، ألكسندر هيج، كان أحد المشجعين الرئيسيين على ذلك الغزو. وتم التنسيق الكامل بينه وبين شارون والسفير الإسرائيلي، موشي أرينز، قبل الغزو بعدة أيام، في واشنطن. بل إن إرجاء إسرائيل شن هجومها إلى ما بعد إتمام الانسحاب من سيناء، جاء نزولاً على إرادة واشنطن.

ولم يكن الفلسطينيون، وحدهم، هم الذين توقعوا ذلك الهجوم منذ شهور. إذ توقعه أيضاً الإسرائيليون المعنيون بهذا الأمر. فلقد تنبأت مقالة، نشرت في جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية، في 28 أغسطس 1981، بأنه لا مجال لتحقيق رغبة إسرائيل في أن يسود الهدوء على جبهتها الشمالية، إلا من طريق دفع قوة عسكرية، براً، تطوق تلك المنطقة تماماً، ثم تطهرها. وتنبأت المقالة بأن شارون، سيسعى إلى الحصول على مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لخططه هذه، وذلك لأنه يدرك أن ليس في مقدوره أن ينفذ مثل هذا المشروع، في مواجهة معارضة أمريكية قوية. وطرح الصحفي الإسرائيلي، ماكسيم جيلان، تحليلاً مماثلاً، في مارس 1982، قال فيه: "إن الإستراتيجية الإسرائيلية، تتمثل في زعزعة استقرار منظمة التحرير الفلسطينية، وغزو جنوبي لبنان حتى نهر الليطاني، وإقامة حكومة يسيطر عليها الكتائبيون اليمينيون، بقيادة بشير الجميل".

وبعد بداية الغزو الإسرائيلي، وضح جلياً حجم التواطؤ الأمريكي، من خلال استخدام الفيتو الأمريكي ضد قرار مجلس الأمن، في 9 يونيه 1982، الذي طالب بفرض عقوبات على إسرائيل. وفي تصريح لوزير الخارجية الأمريكي، ألكسندر هيج، في 15 يونيه، قال: "أصبح غير واقعي المطالبة بانسحاب إسرائيلي غير مشروط". كما أشار ديفيد جونز، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، في اليوم نفسه، إلى أن الأمريكيين سعوا إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية من لبنان، بما في ذلك القوات السورية وعناصر منظمة التحرير الفلسطينية. وازداد التواطؤ الأمريكي وضوحاً، في إثر وصول قطعتين بحريتين أمريكيتين إلى المنطقة، مع بداية الغزو، تمركزتا قبالة الساحل الإسرائيلي ـ اللبناني، وفي كريت، من أجل رصد تحركات البحرية السوفيتية.

ومن الواضح، أن واشنطن كانت متورطة تماماً في هذا الغزو. ويؤيد ذلك قول شارون: "كنت أناقش مع الأمريكان احتمال أن عملية الغزو قد تحدث. وبحثتها، في عدة أوقات، مع ألكسندر هيج، حين قام بزيارة المنطقة. وبحثتها مع واينبرجر، حين زرت واشنطن، قبل الغزو. وبحثتها أكثر من مرة مع السفير حبيب.

كما أكد شارون في حديثه: "إن تحالفنا مع الأمريكان، يقوم على المصالح المشتركة، وهم يعلمون ذلك. إن إسرائيل ساهمت في أمن الولايات المتحدة الأمريكية بقدر لا يقلّ عن مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية في أمن إسرائيل". وما يؤكد ذلك، أن وزير الخارجية، إسحاق شامير، صرح، خلال الغزو، "أن عملية السلام في الجليل، قد بدأت بموافقة تامة من واشنطن". وليس هناك شك، أن التواطؤ الأمريكي يعود، بالأساس، إلى اعتبارات سياسية، من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة. فعلى سبيل المثال، إن القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، سيؤدي إلى تحقيق رجحان لمصلحة "الكتائب" في لبنان، الحزب الذي تعتبره واشنطن موالياً للغرب وصديقاً لإسرائيل. كما أن هزيمة القوات السورية في لبنان، هي هزيمة للاتحاد السوفيتي، حليف سورية، بل سيؤدي القضاء على المنظمة أيضاً إلى شلل الدور الإيراني في لبنان[6].

كما أن الولايات المتحدة وافقت، قبل الغزو، على بيع 50 طائرة F-16 ، بمبلغ 3 مليارات دولار، و11طائرةF-15، بمبلغ 510 ملايين دولار، لإسرائيل. كما وافق الكونجرس الأمريكي على تقديم معونات إضافية إلى إسرائيل، قوامها 125 مليون دولار. وبذا، وصل حجم إجمالي المعونات الأمريكية لإسرائيل إلى 910 ملايين دولار، تم تحويلها إلى هِبة، بعد أن كان من المقرر، أصلاً، اعتبار نصف ذلك المبلغ قرضاً.

ومن الواضح، أن الولايات المتحدة الأمريكية، اشترطت على إسرائيل أن تنفذ هذه العملية في غضون أسبوع واحد، قبل تزايد الضغط الدولي. ولذا، نجد أن حماس واشنطن لتلك العملية، بدأ في الفتور، بعد مرور أكثر من عشرة أيام على بدء الهجوم، حينما أصبح من الواضح، أن الإسرائيليين قد أخفقوا في إنجاز المهمة في الموعد المحدد لها. وتحت ضغط من المجموعة الاقتصادية الأوروبية، ومن موسكو، ومن المملكة العربية السعودية، أصبحت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل مضطرين إلى قبول تحويل الأمور من ساحة الحرب إلى ساحة الدبلوماسية، واتخاذ خطوات لكبح إسرائيل دون مواصلة هجومها على بيروت. وإزاء إحساس واشنطن بتفاقم السخط، الدولي والإقليمي، على الغزو، اضطرت إلى الموافقة على تشكيل قوة حفظ السلام، من بعض القوى المتعددة الجنسيات، تشارك الولايات المتحدة الأمريكية فيها.

1. الدور العربي

ارتكزت المغامرة الإسرائيلية في لبنان على أن العرب لن يتحركوا. ولم يُدهش الفلسطينيين عدم تحرك العرب، لأنهم كانوا يتوقعون ذلك. ومن ناحية أخرى، أخذت الصحافة العربية على الموقف السوري قبوله وقف إطلاق النار، بينما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تواصل القتال. وعلاوة على ذلك، فإن سورية تخلت عن عدة مناطق في لبنان.

كان للمملكة العربية السعودية، منذ بداية الغزو، الثقل الأكبر في تحريك العملية الدبلوماسية، وفي الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية، وصل إلى حدّ التهديد باتخاذ مواقف حازمة من واشنطن. بل كان لها دور إيجابي في دعم المنظمة الفلسطينية بالمعونات المادية، من طريق هيئة الصليب الأحمر الدولي. كما كان لها دور مهم في اجتماع اللجنة السداسية العربية، من أجل إيجاد حل دبلوماسي لمشكلة بيروت، ومنع إسرائيل من الهجوم عليها.

على الرغم من القطيعة العربية لمصر، خلال تلك الفترة، إلاّ أن التحرك الدبلوماسي المصري والضغط الذي مارسته القاهرة لإقناع واشنطن بالضغط على إسرائيل، كان دوراً إيجابياً، ميز الدور المصري. كما كان لمصر دور مهم في مجلس الأمن، من خلال المشروعات المشتركة، التي قدمتها، بالتعاون مع فرنسا، وكان لها التأثير الإيجابي في الساحة الدولية. بل خرجت التصريحات من القاهرة بأن مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، بلا حدود، يمكن أن تؤدي إلى هزيمتها في المنطقة، وتفتح الباب للاتحاد السوفيتي، كي يعود إلى المنطقة. بل تساءلت إحدى الصحف عن سبب تحذير الولايات المتحدة الأمريكية الدائم للعرب من الخطر السوفيتي، وقالت: "إنه في الوقت الذي يطعن فيه الخنجر الإسرائيلي أعماق قلب العرب، وتقصف فيه الطائرات الأمريكية الآلاف من الفلسطينيين، فإننا لن نقبل مقولة أن الخطر يأتي من البحر الأسود".

2. الموقف السوفيتي

اتصف الموقف السوفيي بالصمت والسلبية المطلقة. وهذا ما دعا جريدة "لوفيجارو Le Figaro" الفرنسية إلى القول: "إن أقلّ ما يمكن أن يقال عن الكرملين، هو أنه التزم الصمت إزاء أحداث لبنان". بل إن وكالة "تاس" السوفيتية، أصدرت بياناً، اتهمت فيه واشنطن بالتواطؤ مع تل أبيب، وأدانت العدوان الإسرائيلي. ولكن البيان جاء خالياً من أي مساندة لسورية، ولو شفوية. بل إن موسكو فضلت اتّباع مبدأ "انتظر حتى ترى"، لذلك التزمت الصمت المشوب بالحذر. ومن ثم، كان هذا الموقف السوفيتي السلبي بالغ الغرابة، ويدعو إلى العجب.

ولا شك أن الموقف السوفيتي، بالنسبة إلى الغزو الإسرائيلي للبنان، يمثل منعطفاً جديداً ومهماً في السياسة السوفيتية إزاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي. فللمرة الأولى منذ عام 1967، يترك الاتحاد السوفيتي الساحة العربية ـ الإسرائيلية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لكي تسوّيا الأوضاع في المنطقة بالشكل المناسب لهما، مع الاكتفاء باتخاذ موقف الإدانة اللفظية، وتخلّيه عن حلفائه في المنطقة، وهم سورية والفلسطينيون والقوى التقدمية اللبنانية. والجديد في الموقف السوفيتي، هنا، هو إسقاطه لسياسة الدعم النشيط للموقف العربي. وهذا يمكن تفسيره في ضوء عدة اعتبارات، منها موقف الأمة العربية من الغزو الإسرائيلي للبنان، والذي أثبت للاتحاد السوفيتي عدم جدّية الأمة العربية في مواجهة الخطر الإسرائيلي. أضف إلى ذلك أن الاتحاد السوفيتي، بدأ ينوء بالنفقات الباهظة لوجوده، العسكري والسياسي، في المنطقة العربية، منذ أوائل الخمسينيات وحتى السبعينيات، فآثر الخروج من المنطقة.

سادساً: الدروس المستفادة من الحرب

تعَدّ حرب لبنان، عام1982، من الحروب البارزة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، في ضوء ما شملته من دروس ونتائج، فيما يختص بأساليب القتال، واستخدام نُظُم حديثة من الأسلحة والذخائر.

الدروس المستفادة، من وجهة النظر الإسرائيلية

1. سلاح الجو الإسرائيلي

إن إحدى الظواهر اللافتة للانتباه، والتي ميزت حرب لبنان، كانت في مجال سلاح الجو. وكانت كتابات المعلقين، التي رافقت إنجازات سلاح الجو الإسرائيلي، وتدميره بطاريات الصواريخ أرض ـ جو، هي الشيء الأبرز في حرب لبنان. ولم ينتبه أحد ـ لسبب أو آخر ـ إلى أن نجاح سلاح الجو كان له وجه آخر، وهو مدى مساهمة القوة الجوية الإسرائيلية في حسم المعركة البرية. وقد أبرزت حرب لبنان، أن التعاون القائم بين سلاح الجو والأسلحة البرية، لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي، لأنه لا يتوافق مع ما يجري في ميدان القتال العصري. ففي حرب لبنان، لم يكن سلاح الجو قادراً على إعطاء القوات البرية ما تريد، إذ إنه استعد بصورة جيدة، في مجال تحقيق السيطرة الجوية، وتدمير الصواريخ المضادة للطائرات، لكنه لم يكن على استعداد لتقديم مساعدة متواصلة إلى القوات البرية وفق عقيدة الجيش الإسرائيلي القتالية. ومن ثم، فإن نظرية استخدام سلاح الجو خلال حرب لبنان، كانت نظرية قديمة.

ومن دروس القوات الجوية المستفادة، ذلك النجاح الذي حققته الطائرات العمودية الهجومية، من نوع كوبرا وديفندر، والمسلحة بالصواريخ (تو TOW ). فقد استطاعت هذه الطائرات تدمير عشرات الدبابات السورية، من نوع T-72.كما دمرت العشرات من السيارات وأجهزة الرادار ومصادر النيران الأرضية والأسلحة المضادة للطائرات فاستطاعت شل تحركات العناصر الفلسطينية على الطريق الساحلي.

2. مشكلة التوازن الصحيح في بناء القوات

أضاف ظهور الصواريخ المتنقلة، المضادة للطائرات، من نوع سام ـ 6 وسام-8 وسام ـ 9، بُعداً جديداً إلى القتال في الساحة الجوية، في ميدان القتال الحديث. إذ إن مفهوم "منطقة خالية" من أسلحة مضادة للطائرات، أصبح غير موجود، وهو المفهوم الذي يقيد استغلال الطائرات الهجومية، في مجال مساعدة القوات البرية. وفي هذا المجال، تعلم الجيش الإسرائيلي الدرس، وعزز قنوات التنسيق بين القوات البرية والجوية. وعمل على ترسيخ نظرية "مساعدة القوات البرية" (إسناد القريب) في مفهومها الجديد، والذي يتطلب تغييراً، عقلياً ونظرياً، بين قادة القوات البرية.

وقد استفاد جيش الدفاع الإسرائيلي درساً مهماً، من هذه الحرب، هو "أهمية تحقيق التوازن الصحيح في بناء القوة"، خاصة التوازن بين الوحدات المدرعة ووحدات المشاة الآلية ووحدات المشاة، عند العمل في مناطق قتال ذات طبيعة طبوغرافية مختلفة، صحراوية أو جبلية، أو مبنية.

3. فائض في المعلومات، ونقص في الاستخبارات

كشفت حرب لبنان عن خلل عام في نظام "استخبارات المعركة الحديثة"، وهو أن المستوى الآمر في ميدان القتال، يعاني فائضاً في المعلومات، لكنه يعاني نقصاً في الاستخبارات. فالمعلومات هي عملية جمع بيانات عن الوقائع والأحداث، ومصادر الجمع خلال الاجتياح كانت معيناً، لا ينضب. وقد نتج من ذلك، وجود جهاز متطور لجمع المعلومات من مصادرها المختلفة، المدنية والعسكرية. أمّا الاستخبارات، فمعناها فرز المعلومات وتحويلها إلى استخبارات (فرز، تصنيف، تحليل، وتوزيع). وكان جهاز الاستخبارات، خلال حرب لبنان، مضطرباً، ولم تصل المعلومات، بعد تحويلها إلى استخبارات، إلى المكان الصحيح، في الوقت الصحيح. ومن ثم، لم يمكّن هذا الجهاز القادة من اتخاذ القرارات المناسبة.

4. الحرب الإلكترونية

أظهرت الحرب اللبنانية، أهمية تطوير استخدام وسائل الحرب الإلكترونية، سواء في مجال الاستطلاع أو الإجراءات المضادة (الإعاقة). وبرغم امتلاك إسرائيل تفوق كبير في هذا المجال إلا أن بعض الإجراءات الإلكترونية المضادة التي تعرضت لها وحداتها سواء من القوات السورية، أو أي مجالات أخرى قد أثرت على أعمال قتالها. مما دفع القيادة الإسرائيلية إلى البحث عن إجراءات ووسائل متطورة حتى تؤكد تفوقها في هذا المجال.

5. العقيدة القتالية

لم تتعرض القوات الإسرائيلية لمواقف قتالية صعبة، كذلك لم تشترك قواتها في معارك كبرى ضد قوات نظامية حتى تضع الأساليب القتالية في موقف اختبار. لذلك، فإن العقيدة القتالية بالكامل لم يطرأ عليها أي تغييرات بسبب هذه الحرب. وبصفة عامة، يمكن الخروج بالدروس التالية من حرب لبنان، عام 1982.

إن سلاح الجو الإسرائيلي، المسلح بطائرات أمريكية حديثة، والمزود بالمعدات الإلكترونية الحديثة والتسليح المتطور، يستطيع تدمير التكنولوجيا السوفيتية، في مجال صواريخ الدفاع الجوي. وكان أحد الدروس المهمة من هذه الحرب، هو إنتاج نظام الطائرات غير المرئية للرادار، والتي تجعل شبكة الصواريخ السوفيتية عديمة الجدوى، وأصبح بقدرة الغرب تهديد العمق السوفيتي.

كما يعدّ مجال الحرب الإلكترونية، هو أبرز مجالات الاستخدام في الحرب الإسرائيلية ـ اللبنانية، إذ تتوافر لدى إسرائيل أسلحة متعددة في هذا المجال، أثبتت حرب لبنان قدراتها وفاعليتها. فقد أدت المعدات الأمريكية دوراً كبيراً في مجالات التشويش، خاصة منها تلك المضادة للرادار والصواريخ. وقد نجح الإسرائيليون في ذلك نجاحاً كبيراً، وخير دليل على ذلك عمليات تدمير صواريخ SAM السورية في سهل البقاع. فقد أمكن الأسلحة المتقدمة تكنولوجياً تدمير الصواريخ، أرض ـ جو، السوفيتية الصنع، والتي تعدّ من أحدث الأسلحة التي أنتجها الاتحاد السوفيتي.

كذلك، فإن استخدام عمليات الإبرار، الجوي والبحري، طوال مراحل الحرب، كان له تأثير كبير في خلخلة الدفاعات الفلسطينية، بل الإسراع في تحقيق الهدف العسكري، وهو الوصول إلى بيروت.

كذلك، أثبتت هذه الحرب أهمية التخطيط المبني على معلومات دقيقة، وتفصيلية، وشاملة، مع استمرار الحصول على المعلومات بكافة الوسائل المتاحة خلال مراحل القتال، لأن ذلك يعني القدرة على تنفيذ أعمال القتال بصورة دقيقة، مع تقليل الخسائر.


 



[1] ولد بشير الجميل في بيروت، عام 1947. وحصل على إجازة في الحقوق والعلوم السياسية، من جامعة القديس يوسف، في بيروت. يتحدث اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. فقد ابنته في انفجار سيارة مفخخة عام 1980، ولم يتعدَ عمرها، في ذلك الوقت، العامين. وله ابن وبنت آخران. عيِّن قائداً لـ `القوات اللبنانية` الموحدة، عام 1976. كان صديقاً حميماً لبعض القادة الإسرائيليين، وتعاون معهم قبل الغزو الإسرائيلي للبنان. وكان يطالب، علناً، بانسحاب القوات السورية.')، رئيساً للجمهورية اللبنانية. وهو الرئيس السابع منذ استقلال لبن

[2] كان أمين الجميل قد رشح نفسه للرئاسة اللبنانية في 16 سبتمبر، على أن تجرى الانتخابات قبل 21 سبتمبر 1982، وقبل نهاية ولاية الرئيس (سركيس). وبعث زعماء `الكتائب` برسالة إلى إسرائيل، وعدوا فيها بأن أمين الجميل، سيتابع نهج شقيقه السياسي

[3] كانت إسرائيل تتشكك في نيات السوريين بسحب قواتهم من لبنان، فأكدت، بدورها، أنها لن تنسحب ما لم تتخذ الترتيبات الفعلية الكافية لضمان انسحاب القوات السورية، كذلك

[4] أعلن الرئيس حافظ الأسد، خلال محادثاته مع حبيب، أنه لن يتخذ قراراً بالانسحاب من لبنان، إلاّ بعد الاطلاع على الاتفاق الإسرائيلي ـ اللبناني

[5] عملية السلام من أجل الجليل`، ص 548 ـ 549

[6] يوجد في الجنوب اللبناني أعداد كبيرة من الشيعة الموالين لإيران، وقد اقترحت إيران، خلال الغزو، إرسال قوات لمساعدة سورية في لبنان