إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / الحرب الإيرانية ـ العراقية، من وجهة النظر العربية





مناطق النفوذ في العالم
موقع الجزر الثلاث
منطقة جزر مجنون
إصابة الفرقاطة الأمريكية STARK
مسارح الصراع البرية والبحرية
معركة الخفاجية الأولى
معركة تحرير الفاو
معركة سربيل زهاب
الهجوم الإيراني في اتجاه عبدان
الإغارة الثالثة على دهلران
التشابه بين مضيقي تيران وهرمز
العملية رمضان
العملية فجر ـ 8
العملية فجر ـ 9
الغارة الإسرائيلية الثانية
القواعد البحرية الإيرانية في الخليج
اتفاقية سايكس ـ بيكو 1916
حادث إسقاط الطائرة الإيرانية
حدود المياه الإقليمية الإيرانية
حرب الناقلات

مناطق إنتاج النفط
أوضاع القوات العراقية والإيرانية
مسلسل العمليات كربلاء (1 – 9)
مسرح العمليات (الاتجاهات الإستراتيجية)
مسرح العمليات (التضاريس)
مسرح العمليات والدول المجاورة
الموقع الجغرافي للعراق وإيران
المنطقة الكردية
الهجمات الثانوية للعملية بدر
الهجوم المضاد الإيراني العام
الأفكار البديلة للعملية خيبر
التواجد الأجنبي في الخليج
التجمع القتالي لقوات الطرفين
العملية مسلم بن عقيل
العملية بدر
العملية فجر النصر
القواعد والتسهيلات الأمريكية
القواعد والتسهيلات السوفيتية
بدء الهجوم العراقي
تضاريس المنطقة الإيرانية
تضاريس العراق
تقسيم إيران
سلسلة العمليات فجر
طرق المواصلات بالشرق الأوسط
فكرة الاستخدام للقوات الإيرانية
فكرة الاستخدام للقوات العراقية



حرب عام 1967

المبحث الثالث عشر

الهجوم الإيراني

(من "فجر 1" إلى "فجر 6" والعملية "خيبر")

أولاً: إستراتيجية العراق الدفاعية

كان العراق قد اتخذ قراراً بإتباع إستراتيجية دفاعية بحتة، بعد فشله في هجومه على إيران، بهدف التقليل من التفوق البشري الإيراني، بتكبيدها خسائر فادحة في أفراد القوات المسلحة والحرس الثوري الإسلامي، مما يضعف روح القتال لديها، ويقلل من حماسة مقاتلي الحرس الثوري الإسلامي، ويجبر القيادة السياسية الإيرانية على إعادة حساباتها، وتعديل أهدافها من الحرب، والتفكير في السلام مع العراق.

سعى العراق إلى زيادة قدراته التدميرية، بشراء الأسلحة الأكثر قوة من الأسواق العالمية. ونجح في التفوق على إيران في ذلك المضمار[1]، مستغلاً سوء العلاقات بينها وبين الاتحاد السوفيتي، وبينها وبين الغرب بصفة عامة[2]، وساعد ذلك على تفوق العراق في الدبابات والطائرات القتالية والذخائر المتقدمة، عدداً ونوعاً.

ثانياً: بدء حرب المدن (اُنظر ملحق حرب المدن)

انتقل العراق، من خلال إستراتيجيته الدفاعية، إلى التأثير في المجتمع الإيراني، بالقصف الإستراتيجي، بالقوات الجوية، ثم بصواريخ أرض/ أرض، للمدن الرئيسية والأهداف الحيوية، خاصة المنشآت النفطية. كما استخدم صواريخ جو/ سطح الفرنسية المتقدمة، من نوع Exocet ضد السفن الإيرانية، في شمالي الخليج العربي.

استخدم العراق نوعين من الصواريخ، لقصف المدن الإيرانية، صاروخ Frog-7، وصاروخ Scud-B، وهما سوفيتيا الصنع. وكانت البداية في 12 أكتوبر 1981 بإعلان العراق منطقة شمالي الخليج منطقة محظورة، وبدأ يقصف جزيرة خرج الإيرانية[3] بصواريخ فروج، بكثافة عالية. وفي 27 أكتوبر 1982، أطلق العراق صواريخ سكود (ب) على ديزفول، أول مرة، وتكرر ذلك في 18 ديسمبر من العام نفسه، مما أحدث بها خسائر جسيمة. ومنذ عام 1982، اعتمد العراق على صاروخ سكود (ب) في قصف المدن الإيرانية.

وعلى الرغم من تزايد حجم القصف، الجوي والصاروخي، إلا أن النتائج لم تكن حاسمة، لسوء التخطيط، وانخفاض دقة الصواريخ، وضعف الرأس المدمر للصاروخ، الذي كان يحتوي على 500 كجم متفجرات. في الوقت نفسه، فإن إيران ردت، بقوة، باستخدام قواتها الجوية، في مجموعات صغيرة. ومع تحسن أداء الطيارين الإيرانيين، بدأت تحصل على نتائج ملائمة، وقد خسر الطرفان عدد كبير من الطائرات، في وقت وجيز[4].

ثالثاً: سلسلة العمليات "فجر": (اُنظر خريطة سلسلة العمليات فجر)

استمرت إيران في أعمالها الهجومية، فعمدت إلى عدة عمليات متشابهة، على طول الجبهة في أوقات مختلفة، أطلقت عليها الاسم الرمزي "فجر". واستمرت في أسلوبها القتالي، المعتمد على الموجات البشرية، باستغلال تفوقها في العدد، من جهة، والاندفاع الحماسي لمؤيدي الثورة الإسلامية، من جهة أخرى.

1. العملية "فجر 1" (7 ـ 10 فبراير 1983)

كانت أولى الهجمات المسماة "فجر"، في فبراير 1983، في منطقة سوسيان، غرب ديزفول، وهو التوقيت نفسه لعملية "فجر النصر". وكان الهدف هو الوصول إلى مدينة العمارة العراقية، من اتجاه الشمال، وهى الهدف نفسه لعملية "فجر النصر"، مما يدفع إلى الاعتقاد بأنه هجوم معاون، لتفادي المناطق السبخية والمجاري المائية، شرق المدينة، ولجذب جزء من القوات العراقية في اتجاهه[5]. ومما يقوي هذا الاعتقاد، أن الهجوم كان من شمال المستنقعات، في الأرض الجافة، اضطلعت به قوات من الحرس الثوري الإسلامي، مدعمة بعناصر من المشاة الآلية وعدد قليل من الدبابات، وصل حجمها إلى 50 ألف مقاتل، مشكلة في 6 فِرق، منها واحدة فقط مدرعة[6]. بينما كان حجم القوات العراقية في المنطقة مماثلاً من جهة التعداد (50 ـ 55 ألف مقاتل) من الجيش النظامي، بالأسلحة الثقيلة، ومجهزاً دفاعاته في مَواقع متتالية، مع الاحتفاظ بدباباته في الاحتياطي، خلف الدفاعات الرئيسية.

بدأ تنفيذ العملية "فجر 1" ليلة 7/8 فبراير 1983، كعادة الإيرانيين. وزيادة في الحرص على تجنب الهجمات الجوية للقاذفات المقاتلة والطائرات العمودية العراقية، بدأت القوات المهاجمة اتخاذ تشكيل الهجوم في جو ماطر، ومن عدة اتجاهات، كل اتجاه خصص له فرقتان من الحرس الثوري الإسلامي. وكان هدف القوات الإيرانية من ذلك، هو التمكن من الاختراق المحدود، لدفع القائد العراقي إلى استخدام احتياطياته مبكراً ضدها والمبادرة إلى الهجوم المضادّ ضد أنساقها الأولى، لتصده وتدفع أنساقها الثانية إلى طريق بغداد/ البصرة، دون مقاومة.

لم يَنْسَقِ القائد العراقي خلف الفكرة الإيرانية، واحتفظ باحتياطياته خلف الدفاعات المجهزة جيداً، والتي استحالت مصيدة موت في أرض القتل أمامها، حيث حصدت النيران العراقية قوات الحرس الثوري (ومعظمها من المشاة المترجلة) وصدتها أمام الدفاعات حتى الصباح، حين دفع العراقيون بطائراتهم المقاتلة القاذفة وطائراتهم العمودية، المسلحة بالصواريخ والرشاشات، في هجمات جوية ناجحة، ومؤثرة جداً، ضد قوات عاجزة عن الحركة، في منطقة مكشوفة. ثم عمدت الدبابات العراقية إلى هجومها المضادّ، الذي دفع بالمهاجمين إلى الخلف، مرة أخرى[7].

كررت إيران هجومها، عصر اليوم نفسه، ولكن دون جدوى. وفي اليوم التالي، دفعت الفِرقة 92 المدرعة[8] إلى أضعف قطاع للدفاعات العراقية، وتمكنت من اختراق المَواقع الدفاعية العراقية، إذ خرجت منها إلى أرض مكشوفة تماماً، كان ينتظرها فيها تشكيلات من المدرعات العراقية، شنت عليها هجوماً مضادّاً قوياً ومتفوقاً. وتمكنت من حصارها، وإقفال ثغرة الاختراق التي أحدثتها. وخلال اليومَين التاليَين، كانت الفِرقة قد فقدت لواء مدرعاً كاملاً وأُسر لواؤها الآخر. وانتهت العملية باحتلال إيران شريطاً ضيقاً في منطقة القطاع الدفاعي الأضعف، شرق الدفاعات العراقية الرئيسية، فقدت فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل، بينما خسر العراق ثلث هذا العدد تقريباً.

2. العملية "فجر 2" (23 يونيه 1983)

خلال الأشهر الثلاثة التالية، حاول كل طرف الحصول على ميزة ميدانية، بالسيطرة على المناطق المهمة. ففي آخر مارس 1983، شن العراق هجوماً مضاداً في القطاع الأوسط، ولم يحرز أي نجاح، وفي 10 أبريل، ردت القوات الإيرانية بهجوم، استمر 7 أيام، شمال فوكة، نجح في تحقيق بعض المكاسب الجزئية، بالاستيلاء على جزء من المنطقة، وأَسْر 400 جندي عراقي، مقابل سبعة آلاف قتيل وجريح، وهي خسارة جسيمة، مقارنة بالمكاسب المحققة جزئياً. ولجأ الطرفان إلى الضربات الصاروخية وقصف المدفعية والغارات الجوية (القتال عن بعد). وعلى الرغم من خسائر إيران الفادحة، إلاّ أن قادتها، رغبوا في مواصلة القتال لإسقاط النظام العراقي.

تميزت إيران عن العراق بتفوقها العددي في القوة البشرية للدولة، وهو ما جعلها قادرة على تحمل الخسائر المرتفعة في الأفراد. كما كان لها تفوّق في الدخل من عائد النفط، وهو ما يزيد من قدرتها على الاستمرار في القتال. من جانب آخر، فقد كان الوضع أكثر حرجاً لكلا الدولتَين، بامتناع الكثير من الدول عن تصدير الأسلحة والمعدات الحربية إليهما، مع ازدياد خسائرهما فيها. وكان العراق أكثر قدرة على التحايل على قرارات الحظر، واستيراد الأسلحة من مصادر مختلفة، لاستعاضة خسائره[9]. بينما تمكنت إيران من الحصول على بعض الأسلحة من سورية وليبيا، العربيتَين، وإسرائيل والصين الشعبية وكوريا[10]. إلا أن خسائرها كانت أكثر مما حصلت عليه، إضافة إلى تدنى الصلاحية الفنية للمعدات الرئيسية، للنقص الحاد في قطع الغيار، مثل الطائرات القتالية، التي انخفض تعدادها من 400 طائرة إلى 70 طائرة فقط، مما أضعف من قدرتها على استخدامها في معاونة هجماتها البرية.

أتَّبعت إيران إستراتيجية جديدة، تهدف إلى تقليل حجم القوة البشرية، التي يعاني العراق نقصاً فيها، وذلك بالضغط على الطوائف الموالية لها، لإخراجها من القتال. ولذلك، خططت لشن هجوم جديد، في يونيه 1983، ضد العناصر الكردية العراقية في الشمال، استكمالاً لهجوم سابق، كان قد شُن في مارس 1983، ضد العناصر المسلحة لحزب الأكراد الديموقراطي الإيراني، الذي كان العراق يسانده ويدعمه بالأموال والأسلحة. وتمكنت إيران، بتفوق ساحق في القوات والأسلحة، من مهاجمة معاقل هذا الحزب، في بكيز وباكان ومهاباد، وطرده منها.

تسللت القوات الإيرانية، عبْر وادي روانديز، مستغلة طبيعة الأرض، وإلمامها بطبيعة الدفاعات في المنطقة، من طريق عناصر استطلاعها، وهاجمت القوات العراقية التابعة للفيلق الأول، والمدعمة بعناصر كردية مسلحة، ونجحت في الاختراق، وصد الهجوم العراقي المضاد، والاستمرار في التقدم حتى عمق 16 كم. مما دفع العراق إلى استخدام الغازات الحربية السامة (والمحرمة دولياً)[11]. إلاَّ أن القوات الإيرانية استمرت في أعمالها القتالية الناجحة، واستولت على حامية الحاج عمران، في المرتفعات المهمة في المنطقة، ومَواقع المدفعية العراقية، وسيطرت على 43 قرية كردية، تابعة للحزب الديموقراطي الكردي، بما في ذلك مركز رئاسة الحزب، واستولت على معداته وأسلحته.

لم تكن تلك المنطقة ذات أهمية عسكرية أو سياسية، إلا أنها أضعفت من المعارضة الكردية ضد إيران. وحققت طهران بعض الأهداف السياسية الثانوية، فقد أعلنت تشكيل حكومة عراقية في المنفى، في المنطقة الكردية العراقية. وتبنت حركة الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي، واستخدمت الأكراد العراقيين ضد نظام الحكم العراقي، رداً على الخطوات نفسها التي اتخذها العراق. وقد اضطرت بغداد، نتيجة لتزايد قوة الأكراد المنشقين، إلى عقد اتفاق أمني مع تركيا، التي كانت تعاني، بدورها، مشاكل مع أكرادها، ترعى أنقرة، بمقتضاه، حراسة وتأمين خطوط أنابيب النفط العراقية الواصلة إلى أراضيها، فضلاً عن غاراتها المؤثرة في حيث الاتحاد الوطني الكردستاني أجبرت زعيمه، الطالباني، على التفاوض مع الحكومة العراقية، ووقع معها اتفاقاً بالحكم الذاتي، على أن يتنازل عن المطالبة بالاستقلال.

3. العملية "فجر 3" (30 يوليه ـ 10 أغسطس 1983)

تُعَدّ هذه العملية من العمليات ذات الأثر الرئيسي في مسار الحرب، لنتائجها المتعددة، على المستويات المختلفة، في الجانبَين، مثلها في ذلك مثل العملية "رمضان". وكان ميدان القتال لتلك العملية هو منطقة مهران وما حولها من تلال، تسيطر على المدينة والمحاور المؤدية إليها، خاصة محور دهلران ـ مهران ـ عيلام، وهي المنطقة التي يدير عملياتها الفيلق الثاني العراقي.

ساعدت طبيعة الأرض في المنطقة القوات الإيرانية، على حُسن إخفاء وحماية قواتها، في مراحل الحشد والإعداد والاقتراب. فهي ترتكز على حافة الهضبة الإيرانية، وتسيطر على الطريق العرضي الرئيسي في المنطقة، الذي تقع عليه المدينة الإيرانية مهران (هدف الهجوم). ويختلف ذلك عن الأرض المفتوحة (السهول)، في الجنوب، أو المستنقعات المكشوفة، التي سببت خسائر جسيمة للقوات الإيرانية، في العمليات السابقة.

كانت القوات العراقية قد تخلت عن احتلالها لمدينة مهران منذ يونيه السابق، واحتفظت بمواقع على المرتفعات المسيطرة على الطريق، الموصل إلى دهلران جنوباً وعيلام شمالاً، كما كانت على علم باستعداد الإيرانيين لشن هجوم كبير في المنطقة. لذا، فقد بادرت القيادة الميدانية إلى توجيه ضربة قوية، بالدبابات والطائرات والمدفعية، لمناطق تجمع القوات الإيرانية[12]، وهي المرة الأولى التي تقوم تعمد فيها القوات العراقية إلى مبادرة إيجابية ضد القوات المهاجمة، قبل بدء هجومها. ولم ينتبه العراقيون إلى استفادة الإيرانيين من طبيعة الأرض، فقد نشروا مَواقع أمامية، جيدة التجهيز ومخفاة، احتُلت بحوالي 50 ألف جندي من المشاة، المدعمين بالأسلحة المضادّة للدبابات، التي كانت طبيعة الأرض تجبرها على التحرك البطيء، نسبياً، مما جعلها هدفاً سهلاً للأسلحة الإيرانية المضادّة.

أدى فشل الهجوم المضادّ المبكر للقوات العراقية، إلى عواقب وخيمة. فعندما بدأ الهجوم الإيراني، كانت القوات العراقية، قد فقدت اتزانها، بفقدانها قوة التدمير في احتياطيها، وأصبحت غير قادرة على شن هجوم مضادّ، يجبر الهجوم، الذي صُدَّ بوساطة الأنساق الدفاعية الأمامية، على الانسحاب، وهو الأسلوب الذي كانت تزاوله بنجاح، في المرات العديدة السابقة.

تسبب هذا الموقف باستمرار الأعمال القتالية لفترة طويلة، تجاوزت العشرة أيام، من دون أن يستطيع أحد الطرفَين حسم القتال في مصلحته. وتطورت إلى قتال عنيف شرس حول كل شبر من الأرض من الجانبَين. ولم ير العراقيون بداً من استخدامهم الغازات الحربية السامة، مرة أخرى، فضربوا المناطق التي يوجد فيها الإيرانيون بغاز المسترد الخانق، مستخدمين في ذلك قواتهم الجوية. ولم يأتِ ذلك بالنتيجة المطلوبة؛ فقد كانت الظروف الجوية غير مواتية، إذ حملت الرياح السائدة في المنطقة السحابة السامة، في اتجاه بعيد عن القوات الإيرانية. واضطرت القوات العراقية إلى دعم موقفها بمزيد من القوات، لاحتلال المَواقع الدفاعية، من دون أن تستطيع شن هجمات مضادّة، كما حرمتها طبيعة الأرض من الاستفادة من تفوّقها، الجوي والنيراني.

انتهى القتال في المنطقة بتراجع العراقيين عن مساحة تزيد على مائة كم2، من الأراضي المرتفعة حول مهران، حيث استطاع الحرس الثوري الإيراني، أن يحدث اختراقاً، بمواجهة 10كم وعمق مماثل، وأن يثبت أنه قادر، بأسلحته الخفيفة، وعقيدته القوية، أن يحرز نجاحاً، إذا ما اختيرت الأرض الملائمة لذلك. وكانت خسائر الطرفَين من الأفراد قاسية، تعدت 17 ألف قتيل، في أيام القتال الاثني عشر، من أجل 10كم فقط، وتساوى الطرفان في أعداد القتلى تقريباً، وهي المرة الأولى التي يذوق فيها العراقيون طعم الخسائر الفادحة في الأفراد، ويتساووا فيها بالإيرانيين.

نتائج العملية "فجر 3"

أسفرت العملية "فجر 3" عن نتائج أخرى، لا علاقة لها بأهداف العملية نفسها، التي تحققت نسبياً إذ شملت بعض النتائج الإستراتيجية العسكرية، وبعضها كان ذا أثر سياسي محلي، وتعدت آثارها ذلك، لتبلغ الموقف الإقليمي في المنطقة، وتؤثر في الموقف الدولي.

أ. الموقف العسكري للطرفين

غيرت إيران من أسلوب استخدامها لقواتها، المعروف بالموجات البشرية، الذي طالما استخدمته في العمليات السابقة، منذ أن بدأت تتحول إلى الهجوم، إلا أنها لم تستطع استغلال النتائج الإيجابية، التي تحصل عليها بنجاح أولي، بل إنها أصبحت رهينة الأخطاء من الطرف الآخر، لتستطيع التمسك بنجاحاتها الصغيرة. وقد وضح أن القيادة الإيرانية العسكرية قادرة على تطوير أسلوب قتال القوات، والاستفادة من أخطاء الماضي، إلا أنها ما زالت عاجزة عن استثمار النجاح، كما أنها ما زالت غير قادرة على إدارة أعمال قتالية موسعة، في عدة اتجاهات، في وقت واحد. وكان رد الفعل البطيء للقيادة الإيرانية، في استغلال الموقف في مصلحتها، لتطوير أعمال قتالها الناجحة، مدعاة لأن يكون رد فعل العراقيين عنيفاً، باستخدام احتياطياتهم أو قوّتهم النيرانية المتفوقة.

استطاعت القوات المسلحة الإيرانية أن تنظم قواتها، بالاستفادة من تجارب العمليات السابقة ودروسها، والحصول على أسلحة أكثر قوة، في بعض الأحيان. إلاّ أن ذلك لم يكن بالقدر نفسه الذي تطوّر به القوات العراقية نفسها. وقد أفادت معلومات عن الجانبَين، في ذلك الوقت (العاشر من أغسطس 1983)، بعد انتهاء العملية "فجر 3"، بزيادة حجم القوات، النظامية وشبه النظامية، للطرفَين، وكذلك حجم تسليحهما (اُنظر جدول حجم القوات والأسلحة الرئيسية للطرفَين في أغسطس 1983).

كانت القوات العراقية المدافعة متفوقة في دفاعاتها المجهزة جيداً، وكانت تطوّرها بصفة دائمة وتزودها إسناداً إدارياً وفنياً جيداً، ومجهزة هندسياً في عمق الدفاعات. كما كانت تنشر قواعد للصواريخ المضادّة للطائرات حول دفاعاتها ومناطقها الحيوية. وقد ساعدها على ذلك تمكنها من الحصول على أسلحة من الكتلتَين، الشرقية والغربية، على حدٍّ سواء، على الرغم من الحظر العلني الذي صرح به الكثير من الدول المصدرة للأسلحة.

من جهة أخرى، فإن القوات الإيرانية، النظامية وشبه النظامية، كانت تكتسب مزيداً من الخبرات، ويتحسن أداؤها، تدريجياً. إلا أن القيادة السياسية، ظلت عاجزة عن تفهّم الموقف العسكري. وتدخُّل رجال الدين (المندوبين الدينيين في الوحدات العسكرية) في الأعمال القتالية، ضاعف من حجم الخسائر، خاصة البشرية، حتى أن الخميني أمر رجاله بعدم التدخل في العمليات، وحاول رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة، وإفهام قادتها بأهمية الجيش أسوة باهتمامه بالحرس الثوري الإسلامي، وهو ما يوحي بتدني العلاقة وتوترها، بين الجيش النظامي والحرس الثوري.

ب. الآثار الإستراتيجية للعملية "فجر 3"

على صعيد آخر، أدت العملية إلى تداعي كل نتائج العمليات السابقة. فقد شعر الطرفان بعجزهما عن حسم القتال، أو تحقيق أهداف من الحرب، أو التوقف عنها. وعلى الرغم من أن هناك بعض الأطراف الخارجية، قد حاولت التوصل إلى صيغة للتفاهم بين البلدَين كادت تسفر عن وقف إطلاق النار، إلا أن إيران صعدت من شروطها، في الفترة السابقة، وحان الوقت لتصعيد العراق من الموقف كذلك.

أراد العراقيون استغلال سوء الموقف الاقتصادي الإيراني، وصعوبة حصول طهران على الأسلحة من الخارج، فقرروا تصعيد الأعمال القتالية وتوسيعها، لتشمل الخليج العربي. فقد قررت القيادة السياسية قصف المنشآت النفطية الإيرانية في الخليج، وكذلك ناقلات النفط الإيراني، مهما كانت جنسية تلك الناقلات، بما يؤثر في الاقتصاد ويُعجل من انهياره. وكان تقديرهم أن رد الفعل الإيراني، لن يستطيع إحداث خسائر كبيره للمنشآت النفطية العراقية، أو المدن العراقية الحدودية. إضافة إلى أن العراق كان لديه اتجاه بديل لتصدير النفط، عبر تركيا[13] والمملكة العربية السعودية[14]. وقد سعى، كذلك، إلى الحصول على تأييد دولي له، وضغط على إيران يؤديان إلى تحقيق السلام.

كان تقدير العراقيين، أن توسيع نطاق مسرح الحرب، ليشمل الخليج، من جنوبيه إلى شماليه، يعنى دخول باقي دول الخليج العربية دائرة الصراع، وازدياد اهتمام العالم الخارجي بالمنطقة؛ إذ ستسارع الدول المستوردة للنفط إلى التدخل لإنهاء القتال، الذي أثر في وارداتها النفطية. كما قدر العراقيون، كذلك، أن الإيرانيين سيفشلون في التعامل مع الاتجاه الجديد، وسينساقون في اتجاه التصعيد، مما يثير ضدهم المجتمع، الدولي والإقليمي.

طالما هدد العراق بمهاجمة الأهداف الاقتصادية الإيرانية. ولدى حصوله على طائرات "سوبر أتندار" الفرنسية[15]، والصاروخ "أكسوست" جو/ سطح الفرنسي، كذلك، أعلن منطقة شمالي الخليج منطقة محرمة، وحذر السفن الأجنبية من دخول المياه الإقليمية الإيرانية، شمالي الخليج، ولا سيما جزيرة خرج الإيرانية[16]. وقد ردت إيران على ذلك بالتصريح بأنها ستخصص سفن حماية، مجهزة بصواريخ سطح/ سطح، في المنطقة.

هاجم العراق السفن في شمالي الخليج، ليخيف السفن الأجنبية ويؤثر في قدرة إيران على تصدير النفط. وتمادت إيران في رد فعلها إزاء ذلك، فاستخدمت صواريخ سطح/ سطح، وأرض/ سطح (سيلك وورم الصينية الصنع)، والمدافع كبيرة العيار من الجزر الإيرانية، والألغام البحرية لإغراق السفن المتعاونة مع العراق. وبادرت إلى دفع مجموعات من الحرس الثوري الإسلامي والمتطوعين إلى احتلال الجزر في مضيق هرمز، وزادت من حجم قواتها وأسلحتها، في جزيرتَي طنب الكبرى والصغرى، المسيطرتَين على الملاحة في الجنوب.

كان رد الفعل لدى القوى العالمية مختلفاً، فقد صعد الاتحاد السوفيتي من غضبه على الإيرانيين، الذين سبق أن اضطهدوا الحزب الشيوعي الإيراني، وإن كان غضبه لم يتعد التصريحات وحظر الأسلحة، بالنسبة إلى إيران، ودعم العراق بها. بينما سعدت فرنسا بتصاعد القتال في المنطقة، لتزيد من مبيعاتها للعراق والدول الأخرى[17]، من الأسلحة وغيرها من المبيعات الفرنسية. أمّا الولايات المتحدة الأمريكية، فدعمت قواتها البحرية في الخليج، وحذرت إيران من إغلاق مضيق هرمز. وبذلك امتدت الحرب لتشمل المسرح البحري في الخليج العربي، فيما عُرف بحرب الناقلات، التي صاحبت الحرب البرية حتى نهاية عام 1988، مثلها مثل القصف بصواريخ أرض/ أرض على المدن، من الجانبَين.

4. العملية "فجر 4" (19 أكتوبر ـ 30 نوفمبر 1983)

على الرغم من أن حرب الناقلات كانت في بدايتها، وأحداثها لا تزال، ولم تتضح بعد نتائجها وأبعادها وتطوراتها، إلا أن القادة الإيرانيين بدأوا يمهدون لأعمال قتال برية جديدة، في سلسلة عمليات "فجر"، في رسالة إلى العراق والعالم، أنهم لن يتوقفوا عن القتال. فكانت العملية "فجر 4" بدءاً من منتصف سبتمبر 1983، حين حشد الإيرانيون قواتهم في القطاع الشمالي، شرق السليمانية (بالقرب من بنجوين). وبعد أن حشدوا فِرقتَين[18]، وعناصر من الحرس الثوري الإسلامي، وقوات كردية، تابعة لحزب الأكراد الديموقراطيين المعارض لنظام الحكم العراقي، وبعضاً من مجموعات المعارضة الأخرى، شنوا هجوماً على مواجهة 130كم، من مارينان جنوباً، إلى سارداهست شمالاً (داخل المنطقة الإيرانية من كردستان)، في اتجاه بنجوين السليمانية، في 19 أكتوبر 1983، بهدف إقفال ممرَّين جبليَّين في المنطقة، كانت القوات العراقية تستخدمهما، لإمداد الأكراد المعارضين في المنطقة الإيرانية، ثم الاستيلاء على المَواقع والحاميات العراقية، في وادي ومدن بنجوين وجارماك وكردستان العراقية[19].

اتّبعت القوات الإيرانية تكتيكاتها السابقة نفسها، التي اتّبعتها في العملية "فجر 2"، في المنطقة نفسها، إذ دفعت قواتها إلى التسلل داخل المَواقع العراقية الأمامية، بالاستفادة من طبيعة الأرض الجبلية، ثم هاجمت ليلاً[20]، وحددت للمشاة أهدافاً، اختيرت بعناية، وتمكن المتطوعون من اختراق حقول الألغام، ومهاجمة مَواقع الأسلحة العراقية الأمامية، بنجاح. بينما لم ينجح الهجوم العراقي المضادّ، الذي ساندته القوات الجوية بأكثر من 122 طلعة للطائرات القاذفة المقاتلة والطائرات العمودية المسلحة، في إجبار القوات المهاجمة على الانسحاب. بل دفعت إيران موجاتها البشرية المتتالية، لتستولي على ثغرة، وصل عمقها إلى 15كم، في وادي بنجوين، واستولت على خمس معسكرات للأكراد ودمرتها.

في 25 أكتوبر 1983، شنت إيران هجوماً جديداً بأسلوب الموجات المتتالية نفسه. اضطرت، على أثره القوات العراقية، إلى الانسحاب خارج بنجوين، واستمرت القوات الإيرانية في الضغط حتى 31 أكتوبر، حين تمكنت من الاستيلاء على 110 كم2 من الأراضي الإيرانية، التي كان يحتلها العراق، ودمرت معظم أسلحة اللواء 49 المدرع العراقي وبعض عناصر الفيلق الأول، وقتلت 2500 عراقي، مقابل 5 آلاف إيراني، صرح العراقيون بأنهم قتلوا.

في 4 نوفمبر 1983، شنت إيران هجوماً ثالثاً، بالتسلل عبْر الجبال، والاستيلاء على المرتفعات المشرفة على مدينة بنجوين. وحاولت اقتحام المدينة، إلا أن القوات العراقية[21] استطاعت صدها، وتكبيدها خسائر عالية، طوال خمسة أيام قتال (4 ـ 9 نوفمبر).

كرر الإيرانيون محاولاتهم، بهجوم رابع على المنطقة الجبلية، في الجانب العراقي، في 19 نوفمبر 1983. وتمكن الفيلق الأول العراقي من التحول إلى المنطقة الجديدة، واحتلال مَواقع جديدة وتجهيزها، لمنع الإيرانيين من التقدم خلال المنطقة الجبلية.

فشلت إيران مرة أخرى في استغلال نجاحها الأول، وعلى الرغم من نجاح خطتها في التسلل عبْر المناطق الجبلية غير مرة، إلا أنها كانت تهدد هذا النجاح بمحاولاتها لاختراق الدفاعات المحصنة، بدلاً من الاستمرار في التقدم عبْر الوديان، على مواجَهة واسعة في العمق العراقي، ومهاجمة المَواقع المنعزلة. وبدلاً من تكبيد العراقيين خسائر جسيمة، تكبدت هي خسائر عالية في الأفراد والأسلحة، خاصة مع استخدام العراقيين للغازات الحربية السامة، بأسلوب أفضل، هذه المرة، وأعلنت إيران ارتفاع معدلات القتلى نتيجة لذلك.

بعد أربعين يوماً من القتال، وفي 30 نوفمبر 1983، توقفت الأعمال الهجومية الإيرانية. وكانت حصيلة العملية الاستيلاء على مساحة، تصل إلى 200 كم2 داخل الأراضي العراقية، يراوح بين 20 و25 كم، والسيطرة على نتوء شيلري، على مسافة كيلومترين من بنجوين[22]، ودمرت أعداداً كبيره من المعدات العراقية، وصلت إلى 400 دبابة وعربة مدرعة، و20 مدفعاً من مختلف العيارات، و20 قطعة مضادّة للطائرات، وعدة قواعد دفاع جوى من الصواريخ المضادّة للطائرات، وكميات كبيرة من الذخائر والألغام، إضافة إلى أسر 1800 عراقي. إلا أنها لم تستطع هزيمة العراقيين، ولم تحقق أهدافها من الهجوم. وظهر ضعف قواتها أمام التفوق العراقي في الدبابات والقوات الجوية، مجدداً.

خسرت إيران، في عملياتها الأربع "فجر1 ـ 4"، خلال عام 1983 وحده، أكثر من 18 ألف مقاتل وجندي، وأكثر من ضعفَي هذا الرقم من الجرحى، و8 آلاف أسير، مقابل 6500 قتيل، و5 آلاف أسير للعراق. ويرجع ذلك إلى استخدام العراق الغازات الحربية السامة بكثافة. وخسر المدنيون من الجانبَين أعداداً من القتلى، إذ عمد كل جانب إلى الرد على الأعمال القتالية للخصم، بقصف المدن بالمدفعية والصواريخ[23].


 



[1] استورد العراق، عام 1981، ما قيمته 3.7 مليارات دولار، من الأسلحة والمعدات، مقابل استيراد إيران منها بمليار واحد. وفي عام 1982، بلغت قيمة المشتريات العسكرية العراقية 4.3 مليارات دولار مقابل 1.5 مليار للمشتريات العسكرية الإيرانية.

[2] ساءت العلاقات بالسوفيت، عقب قضاء الثورة الإيرانية على ثورة الحزب الشيوعي الإيراني. وكانت سيئة بالغرب، من قبْل، منذ حادث الرهائن الأمريكيين.

[3] سبق أن استخدم العراق صواريخ أرض/ أرض، ضد أهداف إيرانية، خلال عامَي 1980 و1981 بشكل فردي.

[4] في يناير 1983، كان حجم الخسائر العراقية في الطائرات القتالية، حوالي 80 طائرة من أنواع مختلفة. وبلغ عدد الطائرات الإيرانية، التي دمرت أثناء الإغارة على أهداف عراقية، 55 طائرة.

[5] في حالة نجاح الاختراق، يمكن استغلاله، بتحويل الاحتياطيات الخلْفية في اتجاه النجاح، لتطويره والوصول إلى الهدف النهائي للعملية، طريق بغداد ـ البصرة.

[6] كان حجم فِرق الحرس الثوري الإسلامي، لا يزيد على لواء من الجيش النظامي.

[7] عاقب العراقيون إيران، بهجمات جوية مكثفة، على مدن الأهواز وديزفول وخورمشهر. وأعلنوا أنهم نفذوا، في هذا اليوم، 150 طلعة طائرة.

[8] كان متبقياً فيها، من العمليات السابقة، لواءان مدرعان فقط، وكان آخر العمليات، التي شاركت فيها، هي عملية `رمضان` (يوليه 1982).

[9] فقَد العراق، في الفترة السابقة، حوالي 100طائرة وأكثر من ألفَي دبابة وعربة مدرعة.

[10] حصلت إيران، من الصين الشعبية، على صواريخ أرض/ سطح، من نوع SilkWarm ، التي سيكون لها شأن، فيما بعد.

[11] الغازات الحربية: تُسمى، أحياناً، الغازات السامة، وهي أحد أنواع أسلحة الدمار الشامل، المحرمة دولياً، (غازات حربية، مواد حارقة، مواد بيولوجية، أسلحة نووية). وهي تؤثر في أجهزة الكائنات الحية، فتشلها عن أداء وظائفها، مما قد يسبب الوفاة، أو العجز الدائم (أو المؤقت). وتتنوع هذه الغازات، طبقاً لتأثيرها في الأجهزة المختلفة للجسم. فمنها أنواع، تستمر فترة قصيرة (غازات غير مستمرة)، وأخرى تطول فتراتها (غازات مستمرة) لأكثر من عدة أيام كاملة، ويمكن نشرها في الجو، أو على سطح الأرض، باستخدام أسلحة مختلفة (رش بالطائرة، قنابل طائرات، مدفعية، صواريخ أرض/ أرض، صورايخ سطح/ أرض). وكانت بداية استخدامها، عسكرياً، في الحرب العالمية الأولى، بوساطة الألمان. وتستخدم أحياناً (بشكل مخفف) في أعمال مكافحة الشغب، لقوات الأمن الداخلي.

[12] تسمى ضربة إحباط (إجهاض). والهدف منها إنزال خسائر بقوات الهجوم، تعوقها عن أداء مهامها الهجومية.

[13] وُقِّع اتفاق بينهما، في فبراير 1983، لتطوير سعة خط أنابيب نفط، لتصدير نصف مليون برميل، يومياً.

[14] حصل العراق على موافقة المسؤولين السعوديين، على مرور مليون برميل، يومياً، عبْر خط أنابيب سعودي.

[15] مداها يراوح بين 360 و380 ميلاً عبر الأراضي، مما يجعل معظم الأهداف الإيرانية، في الخليج، في مرماها.

[16] كانت إيران تصدر منها مليونَي برميل، يومياً.

[17] بلغت قيمة مبيعات الأسلحة الفرنسية للعراق، في ثلاث سنوات (80 ـ 82) 5.6 مليارات دولار، إضافة إلى 4.7 مليارات دولار مبيعات أخرى، و7 مليارات دولار قروضاً.

[18] بعض المصادر تشير إلى أنهما الفِرقة 12 والفِرقة 24 المدرعتان.

[19] على مسافة 45 كم من السليمانية، و144 كم من حقول نفط كركوك العراقية.

[20] شنت القوات الإيرانية 12 هجوماً، رئيسياً وفرعياً، على طول المواجَهة (130 كم).

[21] كانت القيادة العراقية قد دفعت بتعزيزات إلى المنطقة، من قوات الحرس الجمهوري، ذات الكفاءة العالية، ونشرت بعضاً منها، في داخل مدينة بنجوين.

[22] أصبحت القوات الإيرانية بالقرب من خط أنابيب النفط، العراقي ـ التركي، الذي يبدأ من كركوك.

[23] مع بداية الهجوم الإيراني، قصف العراقيون ديزفول ومسجد سليمان وبهبهان، بالصواريخ، وبثوا الألغام في ميناء بندر خميني. وعندما دفعوا قواتهم المتميزة، من الحرس الجمهوري، إلى القتال، حول بنجوين، سارع الإيرانيون إلى قصف البصرة بالمدفعية.

[24] 27 ألف قتيل.

[25] تقع الكوت على نهر دجلة، وعلى طريق البصرة ـ بغداد، نحو 150 كم جنوب بغداد، وعلى مسافة 75 كم من الحدود الإيرانية.

[26] تقع بعقوبة شمال بغداد، بحوالي 50 كم، وعلى مسافة 75 كم من الحدود الإيرانية. وهي محصنة، مثل البصرة، إذ يحيط بها ساتر ترابي، ودشم للمدافع والأسلحة المختلفة، وفيها مستودعات للذخائر والاحتياجات الأخرى.

[27] تقع `علي الغربي` جنوب الكوت، على طريق البصرة ـ بغداد، على مسافة تقلّ عن 20 كم من الحدود الإيرانية، وعلى مسافة 50 كم من دهلران الإيرانية.

[28] حوالي 50 بئراً منتجة. كان بعض المصادر قد صرحت، أن إنتاجها يتعدى المليار برميل.

[29] بدأت إيران بتحويله إلى طريق ترابي مرتفع، طوله 16كم، واكتمل تحويله، في 7 مايو 1984.

[30] أعلن رئيس الدولة الإيراني، عقب ذلك، أن إيران، يمكنها، الآن، إعادة إصلاح ما دمرته الحرب، وكان يعنى بذلك استخدام عائدات النفط لجزُر مجنون.

[31] قوة الدفاعات، والتفوق الجوي، والتفوق الكمي للدبابات العراقية.