إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / مذبحة قانا (1996)





قصف معسكر القوات الدولية في قانا

أوضاع مليشيات حزب الله
موقف القوات المختلفة
المخيمات الفلسطينية في لبنان



سابعاً: تطور الموقفين، العسكري والسياسي، في الفترة من 19 إلى 26 أبريل 1996

5. تطور الموقفين، العسكري والسياسي، يوم 23 أبريل 1996

أ. الموقف العسكري في جنوبي لبنان

واصلت إسرائيل قصفها، الجوي والبري والبحري، للأراضي اللبنانية، لليوم الثالث عشر، على التوالي. وذكرت الإذاعة اللبنانية، أن الطيران الإسرائيلي دمّر خزاناً للمياه، يغذي 20 قرية، يقطنها نحو 22 ألف لبناني. كما أوضحت الإذاعة في بيانها، أن القصف الإسرائيلي، شمل أيضاً جسراً رئيسياً، شرق مدينة صور، ودمّره تدميراً كاملاً. كما قصفت إسرائيل عدة قرى، تحتضن المقاومة، في القطاعين، الشرقي والغربي من جنوبي لبنان. وكانت الطائرات الإسرائيلية، قد أغارت، في وقت سابق، على محطتين لتوزيع الكهرباء، بالقرب من بيروت، قدِّرت أضرارهما بنحو 60 مليون دولار.

وكررت إذاعة إسرائيل تهديداتها بأن القيادة الإسرائيلية، سبق أن وجّهت بياناً إلى جميع المدنيين اللبنانيين، الذين يقيمون بالقرب من منازل أفراد حزب الله ومكاتبهم وقواعدهم، أن يبتعدوا عنها، حفاظاً على سلامتهم. وأكدت الإذاعة، أن القوات البحرية الإسرائيلية، مستمرة في عملياتها، على امـتداد السواحل اللبنانية، وذلك بهدف منع تحرك أفراد حزب الله ووسائل نقْلهم وأسلحتهم، في اتجاه الجنوب.

أمّا المتحدث باسم القوات الدولـية، التابعة للأمم المتحدة، تيمور جوكسيل، فقال[3]: "إن الطيران الإسرائيلي، شنّ 26 غارة جوية على جنوبي لبنان. كما أن المدفعية الإسرائيلية، أطلقت أكثر من 400 قذيفة، خلال هذا اليوم. بينما أطلقت المقاومة اللبنانية 99 صاروخاً على شمالي إسرائيل".

كما أعلن نبيل فاروق، أحد المسؤولين في حزب الله: "أن حزب الله، لا يزال يمتلك الكثير من الإمكانات، وإنه سيواصل قصف المستوطنات، ما دام العدوان الإسرائيلي مستمراً على المدنيين اللبنانيين" وأكّد أن الحزب "لم يستخدم، حتى الآن، سوى جزء من قدرته العسكرية".

وأدى القصف الإسرائيلي المكثف، بالقرب من مطار بيروت، إلى منع وارن كريستوفر من التوجه إلى لبنان، بعد مغادرته دمشق، بعد أن تم تحذيره.

ب. تطور الموقف السياسي على الساحتين، الدولية والإقليمية

(1) الأمم المتحدة والأزمة اللبنانية

اجتمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة، لبحـث الموقف في لبنان، حيث أكّد الرئيس اللبناني، إلياس الهراوي، في كلمته، أن جرائم الاعتداءات الإسرائيلية، لن تجعلنا نتنازل عن ذرة واحدة من حقنا، ولن تجرّنا إلى التراجع عن إرادة السلام العادل، والشامل. ووجّه اللوم إلى المجتمع الدولي بأسره، بسبب موقفه من هذه الاعتداءات.

وأوضح إلياس الهراوي حجم الدمار، والمعاناة الإنسانية، اللذين سبّبتهما الهجمات الإسرائيلية، وأثرهما في الاقتصاد اللبناني. كما دعا الهراوي إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425. واستطرد الهراوي قائلاً: "إنه يأسف لأن تدفع بلاده ثمن الحملات الانتخابية في العديد من الدول"، وذلك إشارة واضحة إلى الانتخابات، الأمريكية والإسرائيلية.

كما تقدمت مجموعة دول عدم الانحياز، بمشروع قرار، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يطالب بالوقف الفوري للاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من الجنوب اللبناني، ودفع تعويضات إلى أُسر الضحايا والمصابين من أبناء الشعب اللبناني.

كما طرحت المجموعة العربية في الأمم المتحدة مشروع قرار بإدانة إسرائيل، لعدوانها على الجنوب اللبناني، ويدعو المشروع إلى وقف إطلاق النار، بصورة فورية. كما يطالب إسرائيل بدفع تعويضات مناسبة إلى ضحايا هذه الاعتداءات، واحترام سيادة لبنان.

(2) التحرك الأمريكي، لوقف إطلاق النار

غادر كريستوفر دمشق إلى تل أبيب، مرة أخرى، تاركاً الباب مفتوحاً لمحاولة أخرى. ورأى المراقبون في رفض الرئيس السوري مقابلة كريستوفر، أبلغ دليل على الصعوبات، التي تواجه الوزير الأمريكي في مهمته، التي بدأها منذ عدة أيام. كما تزامنت الانتكاسة، التي أصيبت بها مهمة كريستوفر، مع استمرار القصف الإسرائيلي لجنوبي لبنان، لليوم الثالث عشر، على التوالي. وقال كريستوفر، في تعليقه على مواصلة جولته المكوكية، إن جهوده لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله، تواجِه مشكلات صعبة، وإنها وصلت إلى ذروتها.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، تعليقاً على زيارة الوزير الأمريكي إلى دمشق، أن كريستوفر، غادر فندق شيراتون دمشق، مسرعاً وعلى وجهه علامات التجهم الشديد. كـما رفض الإفصاح عن جهة سفره، التي اتضح، بعد ذلك، أنها إسرائيل. بل إن كريستوفر، غادر دمشق، من دون أن يصحبه فـاروق الشرع، نظيره السوري، إلى المطار. وحاولت سورية التخفيف من حدّة الأحداث، بالقول إن عدم استقبال الرئيس الأسد لوزير الخارجية الأمريكي، جاء بسبب انشغاله باستقبال السيدة بنظير بوتوBenazir Bhuto ، رئيسة وزراء باكستان.

(3) الموقف السياسي الإسرائيلي

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، شيمون بيريز، في تعليقه على المحادثات مع كريستوفر، قائلاً: "إن المفاوضات لا تزال مستمرة. وإن الأطراف المعنية، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل بجدية من أجل التوصل إلى وضع، يسمح بحماية المدنيين". واعترف آمنون شاحاك، رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي: "بأن القوات الإسرائيلية، لم تستطع تحديد معظم أماكن القواذف، التي تطلق الكاتيوشا، أو تحديد الأماكن، التي يخزن فيها حزب الله صواريخه، وأنه ليس في وسع الجيش الإسرائيلي، منع وقوع خسائر في صفوف المدنيين".

(4) الموقف الفرنسي

قال هيرفيه دي شاريت، في تصريحه إلى جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية: "إن الهدف، الذي تسعى باريس إلى تحقيقه، على المدى القريب، هو التوصل إلى حل شامل للمشكلة اللبنانية. وهذا يمكن أن يتحقق، من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان، ونزع سـلاح الميليشيات اللبنانية، وضـمان الأمـن على جانبَي الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية". واقترح دي شاريت نشر قوات دولية في جنوبي لبنان، في إطار اتفاق كامل بين الأطراف المعنية، تنسحب، بمقتضاه، إسرائيل من جنوبي لبنان. وقال إن باريس مستعدة للانضمام إلى القوة الدولية المقترحة، حالة تنفيذ ذلك المقترح. واستطرد دي شاريت قائلاً إن جوهر المحادثات للتوصل إلى وقف العمليات العسكرية في لبنان وشمالي إسرائيل، يتمحور حول الأفكار الفرنسية. وأضاف أن فرنسا، اقترحت تشكيل لجنة دولية، لضمان تنفيذ أي اتفاق. وأكد دي شاريت بقاءه في المنطقة، إلى حين التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة.

(5) الموقف الروسي

صرح يفجيني بريماكوف، وزير الخارجية الروسي، عقب عودته من جولة في سورية وإسرائيل ولبنان، بأن تسوية الأزمة الحالية في لبنان، تمرّ عبْر انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوبي لبنان. وقال إنه لا يمكن أن نحمّل الحكومتين، اللبنانية والسورية، المسؤولية كلها، إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية. وقال بريماكوف، إننا حققنا تقدُّماً في هذه المسألة. وأكّد أن روسيا، تتحرك في تعاون وثيق مع فرنسا والاتحاد الأوروبي، أكثر من تعاونها مع الولايات المتحدة الأمريكية، معرباً عن أسفه لذلك.

ج. الموقف على الساحة العربية

(1) الموقف اللبناني

سَلّم رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري، السفيرَ الأمريكي في لبنان، صياغة جديدة لتسوية الأزمة، وصفها بأنها تمثل الحد الأدنى لمطالب لبنان.

(2) الموقف المصري

عبّر مجلس الشعب المصري، بكل أعضائه، من مختلف الأحزاب والقوى السياسية، في جلسته، يوم 23 أبريل 1996، عن الضمير الشعبي المصري، الغاضب من العدوان الإسرائيلي. وقال إن ممارسة إسرائيل للعدوان، لن يحقق لها الأمن، كما يكشف عن نياتها في ضرب مسيرة السلام. وإن إسرائيل، بهذا المسلك العدواني، المخالف للقوانين والأعراف الدولية، إنما تدق طبول الحرب من جديد، الأمر الذي يحتم على الأمة العربية، تناسي خلافاتها، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذا الخطر الإسرائيلي على المستقبل العربي. وأكّد المجلس، أن الهدف من العملية، هو الانتخابات، وإنه لشيء مؤسف، أن يحدث هذا من أجل إرضاء الناخب الإسرائيلي، والأدعى للأسف، أن المعارضة الإسرائيلية، تؤيد العدوان، الذي يتفق مع الرغبة، التي تسيطر على عقول جميع الإسرائيليين.

وأضاف مجلس الشعب المصري قوله، إن ما يحدث من جانب إسرائيل، إنما هو بتوجيه من الصهيونية العالمية، التي تهدف إلى ضرب السلام، بافتعال الحروب، واستنزاف الموارد العربية، وضرب طموحات الشعب العربي إلى التنمية والتطور. وطالب بعض أعضاء المجلس بسحب السفير المصري لدى إسرائيل، ووقف التطبيع، فوراً. كما قرر المجلس إلغاء سفر الوفد البرلماني المصري، الذي كان سيزور إسرائيل، في إطار الجهد الشعبي، لدعم مسيرة السلام.

6. الموقف العسكري والسياسي، يوم 24 أبريل 1996

أ. الموقف العسكري

في اليوم الرابع عشر للعدوان الإسرائيلي على لبنان، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية، على معاقل حزب الله، في 11 قرية، في منطقة صور. وذكرت المصادر اللبنانية، أن الطيران الإسرائيلي، أغار 40 غارة جوية على القرى المحيطة بصور. كما قصفت السفن الحربية الإسرائيلية الطريق الساحلي، بين بيروت وجنوبي لبنان، وشمل القصف مدخل مدينة صيدا الشمالي. ومن ناحية أخرى، ذكر المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة في لبنان، أن السفن الإسرائيلية، أطلقت 1500 قذيفة، على مدى الأيام الستة الماضية، أسفرت عن إصابة 25 شخصاً، بينهم عدد من العسكريين اللبنانيين، وقطع الطرق وتدميرها. كما أشار أيضاً إلى أن المدفعية الإسرائيلية، أطلقت أكثر من 2300 قذيفة، على 60 قرية في جنوبي لبنان، خلال اليوم الرابع عشر للعدوان الإسرائيلي. كما ذكر المتحدث الرسمي، بأن الطيران الإسرائيلي، أطلق صواريخ جو ـ أرض على قافلتين تابعتين للمنظمة الدولية، كانتا تنقلان مواد إغاثة إلى المدنيين اللبنانيين، المحاصرين في منازلهم، في جنوبي لبنان.

كما أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً، أعلن فيه: مواصلة عملياته العسكرية في جنوبي لبنان، وحذر البيان المدنيين اللبنانيين من وجودهم في 22 قرية أخرى، في منطقتَي صور والنبطية.

واعترف شيمون بيريز بالصعوبة، التي واجهت الجيش الإسرائيلي، في إحداث نتائج ملموسة ضد حزب الله، بالقول: "إن ضرب حزب الله في لبنان، مثل احتساء الشوربة بالشوكة".

ب. الموقف السياسي، دولياً وإقليمياً

(1) التحركات الأمريكية، من أجل وقف القتال

اجتمع وارن كريستوفر، وزير الخارجية الأمريكي، مع الرئيس السوري، حافظ الأسد، ظهر يوم الأربعاء، الرابع والعشرين من أبريل. وقال كريستوفر، إثر الاجتماع، إن الولايات المتحدة الأمريكية، تعمل، بجدية، مع كل من إسرائيل ولبنان وسورية، لإعادة تطبيق تفاهم يوليه 1993، وتحقيق وقف إطلاق نار دائم. وأكد أن الوقت قد حان للتوصل إلى نتائج في شأن وقف إطلاق النار، وتوفير بعض الاستقرار والأمن للمدنيين، على جانبَي الحدود. وقال إنه يأمل أن تتوصل الأطراف إلى قرارات سريعة، لأن كل يوم يمضي، يهدد حياة المزيد من المدنيين.

وفي لبنان، اجتمع كريستوفر، في شتوره، مع رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، ونبيه بري، رئيس مجلس النواب، لمناقشة المقترحات الأمريكية المعدلة.

وعن الموقف من المبادرة الفرنسية، ذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن كريستوفر، يتصل مراراً بوزير الخارجية الفرنسي، على أساس أن فرنسا حليف لواشنطن، وتربطهما علاقات طيبة، غير أن مقترحات الجانبين ليست متطابقة.

وقالت مصادر الخارجية اللبنانية، إن الورقة الأمريكية، التي يحاول كريستوفر الحصول على موافقة إسرائيل ولبنان عليها، لا تزال محل خلاف. كما أكّدت المصادر نفسها، أنه تم تذليل عقبة أساسية، تتعلق بطلب إسرائيل تحويل تفاهم يوليه 1993، مع حزب الله، من تفاهم شفهي إلى تفاهم مكتوب، وذلك بأن يجري تبادل رسائل منفصلة، موقعة من لبنان وإسرائيل، تتضمن نص الاتفاق المقترح.

(2) الموقف الفرنسي

أكد دي شاريت، وزير الخارجية الفرنسي، في تصريحات إلى إذاعة إسرائيل، أنه يسعى إلى تبديد المخاوف من احتمال، أن يكون منحازاً ضد إسرائيل. وقال إن فرنسا صديقة إسرائيل، ولكنها صديقة لبنان أيضاً.

ومن ناحية أخرى، صرح إيف دوتريو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، بأن فكرة تشكيل لجنة للمراقبة، التي اقترحتها بلاده لإنهاء القتال في جنوبي لبنان، تحقق تقدماً. وقال إن الفكرة تثير اهتمام الإسرائيليين والأمريكيين، غير أن هناك بعض النقاط، التي يجب تسويتها.

(3) الموقف المصري

أعلن الرئيس المصري، حسني مبارك، في خطابه خلال الاحتفال بعيد تحرير سيناء، وعيد العمال: "أن مصر مع لبنان في مِحنته. والعدوان الإسرائيلي خطيئة، لا يمكن تبريرها، أو التسامح فيها". وقال" "إن هذه الأحداث مثال صارخ على التجاوزات، التي تتعارض مع روح السلام، وتعيد إلى الأذهان مناخ الحرب والدمار، ولا ترقى إلى مستوى توقعات الشعوب، المتطلعة إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، تستند إلى الرغبة الحقيقية في التعايش السلمي والمصالحة، وتقوم على الاحترام المتبادل، ومراعاة مشاعر الآخرين، ونبذ مفاهيم السيطرة والتفوق". وأكد أن مصر، "تقف مع شعب لبنان في الدفاع عن سيادته ومصالحه، وأنه قادر على تجاوز هذه المأساة بالصلابة نفسها، التي واجه بها أهوالاً مدمرة في الماضي القريب. فهو شعب عريق، أثبت، في كل الظروف، جدارته وأصالته. وظل محافظاً على كرامته، رافعا رأسه في مواجهة المِحن والشدائد".

7. الموقف العسكري والسياسي، يوم 25 أبريل

أ . الموقف العسكري لطرفي الصراع

(1) الموقف الإسرائيلي

في اليوم الخامس عشر للعدوان الإسرائيلي على لبنان، أطلق الطيران الإسرائيلي عدداً من الصواريخ، على مشارف مدينة صور، بهدف استمرار قطع الطريق، ومنع وصول الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى أهالي الجنوب اللبناني، وقطع الطرق والجسور الفرعية. كما قصف الطريق، الذي يربط بين قرى منطقتَي صور وقانا، والطريق الموصل بين حَنَاوَيْه وقانا، بهدف قطعهما. وتمكن الطيران الإسرائيلي من إصابة شبكة الصرف الصحي، ومحطة مياه، تغذي ثلاثاً وعشرين قرية بالمياه النقية.

كما واصلت البحرية الإسرائيلية قصف الطريق الساحلي، الذي يربط بيروت بجنوبي لبنان، وكذلك المدخل الشمالي لمدينة صيدا. أمّا المدفعية الإسرائيلية، فقد أطلقت 950 قذيفة ضد قرى الجنوب اللبناني. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان له موجّه من إذاعة جنوبي لبنان، مواصلة عملياته ضد حزب الله، في الجنوب وفي أي مكان يوجد فيه. وطلب من المواطنين الابتعاد عن مراكز حزب الله وقواعده، حفاظاً على سلامتهم.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن صاروخ كاتيوشا، سقط قرب موقع للجيش، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود، نقل أحدهم إلى المستشفى، في حالة الخطر.

(2) موقف حزب الله

أطلقت ميليشيا حزب الله مجموعات من الرشقات الصاروخية، في اتجاه المستوطنات، شمالي إسرائيل. وأعرب مقاتلو حزب الله عن ارتياحهم التام لوضعهم العسكري في جنوب لبنان. وقال مسؤول عسكري في الحزب، إن البنية العسكرية لحزب الله، لم تمسّ حتى الآن. ولم يصب أي منصة لإطلاق الكاتيوشا، على الرغم من القصف الإسرائيلي العنيف. وقال إن قدرات حزب الله على التحرك، وخطوط إمداداته، لا تزال في وضع جيد.

ب. موقف القوات الدولية في جنوبي لبنان، وإعلانها خسائر العدوان الإسرائيلي

أعلنت القوات الدولية، العاملة في جنوبي لبنان، على لسان تيمور جوكسيل، المتحدث باسم قوات الطوارئ الدولية: "أن الطيران الحربي الإسرائيلي، شن 523 غارة، خلال الخمسة عشر يوماً الماضية، منذ بدء الهجوم على لبنان، وأن إسرائيل، تكثف هجماتها على مناطق واسعة في لبنان. أمّا المدفعية الإسرائيلية، فقد أطلقت أكثر من32 ألف قذيفة". واستطرد المتحدث قائلاً: "إن الهجمات الإسرائيلية، أدت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 155 مدنياً لبنانياً، وإصابة المئات". كما ذكـر جوكسيل "أن حزب الله، أطلق، منذ بدء الهجمات وحتى الآن، 1000 صاروخ كاتيوشا، إضافة إلى مئات القذائف المدفعية وقذائف الهاونات، على شمالي إسرائيل، والمنطقة التي تحتلها في جنوبي لبنان". وأضـاف أن القصف اقترب من مراكز قوات الطوارئ الدولية، العاملة في الجنوب اللبناني، 257 مرة، منها 242 مرة من الجانب الإسرائيلي، و15 مرة من جانب حزب الله. كما أصيب سبعة من جنود قوات الطوارئ الدولية، أثناء تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله"('المتحدث باسم القوات الدولية تيمور جوكسيل، وكالة الأنباء الفرنسية، بيروت، في 25 أبريل 1996.').

ج. التحرك الأمريكي لوقف إطلاق النار

كشف نيكولاس بيرنز، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، النقاب عن المحادثات، التي تمت بين كريستوفر والرئيس حافظ الأسد، بعد محادثاته في إسرائيل ولبنان، في شأن المقترح الأمريكي، المتعلق بوقف إطلاق النار، ووثيقة التفاهم، المتعلقة بالوضع القائم بين لبنان وإسرائيل. وأكد بيرنز، أن هناك صعوبات كبيرة، تواجه المباحثات. وأن ثمة العديد من نقاط الخلاف، ما زالت معلقة. وقال إن كريستوفر، أجرى عدة اتصالات هاتفية، أثناء وجوده في القدس، مع العديد من الأطراف المعنية، وأنه أجرى محادثات مكثفة مع القيادة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية.

وبعد اللقاء، الذي تم بين شيمون بيريز وكريستوفر، في القدس، قال بيريز في تصريحات له إلى وسائل الإعلام: "إن جهود الخارجية الأمريكية، أسفرت عن اتفاقات مهمة، وأحرزت تقدماً. ولكن ما زال هناك قضايا خطيرة، لم تحلّ بعد". وأشار إلى أن إسرائيل وحزب الله، اتفقا على تجديد جزء من تفاهم يوليه 1993، غير المكتوب، الذي يحظر استهداف المدنيين. واستطرد قائلاً إنه يأمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وليس ترتيبات تجميلية، قبل زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي ستبدأ يوم الأحد 28 أبريل 1996".

وكشفت إذاعة إسرائيل، نقلاً عن مصادر إسرائيلية، وجود ثلاث نقط خلاف، بين وجهتَي النظر، الإسرائيلية والسورية، في شأن الوضع في لبنان، تحُول دون تحقيق وقف لإطلاق النار:

النقطة الأولى: رغبة إسرائيل في أن يشمل الاتفاق وقف أي عمل مسلح، ضد القوات الإسرائيلية، في المنطقة التي تحتلها إسرائيل في جنوبي لبنان. وقد رأت "سورية ولبنان، أن ذلك معناه تكريس الاحتلال في الجنوب اللبناني".

النقطة الثانية: رفض سورية توقيع الاتفاق، على أساس أن الحكومة اللبنانية، هي الجهة الرسمية، المخوّلة التوقيع، ولكن دمشق مستعدة للمشاركة في المراقبة والضمانات.

النقطة الثالثة: طلب إسرائيل السماح لها بالرد العسكري، على أي خرق للاتفاق، بالهجوم على مواقع شمال الشريط الحدودي المحتل. "وقد رفض كل من سورية ولبنان هذا الطلب".

د. الموقف الفرنسي

أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، أن الرئيس شيراك، أكد أمام دي شاريت، أنه من المهم جداً، أن يكون هناك بنود دائمة، وقوية، لحماية المدنيين. وأضاف المتحدث، أن الرئيس الفرنسي، أبلغ دي شاريت، أنه سعيد جداً، بتلقّيه أنباء مشجعة من دمشق، مفادها أن اتفاقاً، سيكون ممكناً، في القريب العاجل.

8. الموقف العسكري يوم 26 أبريل

وسط جهود مكثفة للتوصل إلى اتفاق وقف إطـلاق النار في لبنان، واصلت إسرائيل، لليوم السادس عشر، اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية، مستخدمة طائرات القتال والمدفعية الثقيلة وقطع الأسطول. وأفادت الشرطة اللبنانية، أن مدنياً قد لقي مصرعه، وأصيب خمسة آخرون بجروح، نتيجة للقصف الجوي الإسرائيلي على قرى منطقة صور.

كما أعلنت إذاعة إسرائيل، أن المقاومة اللبنانية، أطلقت عدة رشقات من صواريخ الكاتيوشا على منطقة الجليل، قرب مستوطنة كريات شمونة، مما أدى إلى إصابة 3 أشخاص، وإلحاق خسائر مادية كبيرة ببعض المباني.

9. الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، وردود الفعل المختلفة

أ. إعلان الاتفاق بين وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي

بعد جولة مكوكية لوارن كريستوفر، وزير الخارجية الأمريكي، استغرقت أسبوعاً كاملاً، تم التوصل إلى اتفاق تفاهم، بين إسرائيل وحزب الله، لوقف القتال في لبنان. وفي وقت متزامن، أعلن لبنان وإسرائيل نبأ التوصل إلى الاتفاق، الذي يسري في الساعة الرابعة من فجر يوم 27 أبريل 1996، بتوقيت لبنان.

وفي القدس، وفي خلال مؤتمر صحفي مشترك، بين وارن كريستوفر وشيمون بيريز، أعلن كريستوفر، أن جولته في المنطقة، والتي استغرقت أسبوعاً، أسفرت عن التوصل إلى تفاهم مكتوب، تتعهد، بموجبه، إسرائيل وحزب الله بالتوقف عن مهاجمة أهداف مدنية، مؤكداً أن وقف القتال، ليس حلاً شاملاً، ولا يشكل بديلاً من مفاوضات السلام. وقال إن واشنطن، اقترحت استئناف محادثات السلام، في أسرع ما يمكن. وأكّد أن الاتفاق أفضل كثيراً من اتفاق يوليه 1993، لأنه مكتوب، وتتولى لجنة الإشراف على تنفيذه.

أما شيمون بيريز، فقال: إن الاتفاق، لا يضع حدوداً لعمليات الجيش الإسرائيلي، في الشريط الحدودي المحتل، مشيراً إلى أن تل أبيب، لا تسعى إلى تدمير أو تقسيم لبنان، وليس لديها أي مطامع إقليمية فيه.

ب. الموقف في بيروت، بعد إعلان الاتفاق

في مؤتمر صحفي مشترك، في بيروت، مع وزير الخارجية الفرنسي، هيرفيه دي شاريت، أعلن رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان، التوصل إلى تفاهم لوقف إطلاق النار. وقال إن هذا التفاهم، يقضي بتشكيل لجنة خماسية، للإشراف على تنفيذه، تضم الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ولبنان وسورية وإسرائيل. وتشكيل مجموعة استشارية، في أسرع وقت ممكن، تضم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا ودولاً أخرى، لترتيب تقديم المساعدات المالية، لإعادة أعمار لبنان.

وقال الرئيس الحريري، إن الاتفاق، يقضي بالتزام إسرائيل وحزب الله بعدم إطلاق النار على المناطق السكنية، والبنية التحتية. وكذلك منع إطلاق النار من المناطق السكنية أو الصناعية أو من المدارس.

وأشار إلى أن التفاهم، يضم فقرة عن السلام. وأنه بين دول فقط. وسيؤدي إلى حماية المدنيين على كلا الجانبين. وأكد أن الحكومة اللبنانية، تتحمل مسؤولية احترام التفاهم. وأن المقاومة قائمة، ضمن الأطر والتوجهات، التي تخدم المصلحة الوطنية العليا للبنان. وأوضح رئيس الوزراء اللبناني، بأن في التفاهم بنداً، يطالب الأطراف المعنية بضرورة العمل، في أسرع ما يمكن، لتحقيق السلام في المنطقة. وأكّد الرئيس الحريري، أن لحزب الله الحـق، بموجب الاتفاق، في مهاجمة قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنوبي لبنان، معلناً أن الحل النهائي، والدائم، يتمثل في ضرورة جلاء إسرائيل عن لبنان.

وعن خسائر لبنان قال رئيس الوزراء اللبناني: "إن إجمالي الخسائر، يتمثل في مصرع 200 لبناني، وإصابة 400 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن نزوح حوالي 500 ألف لبناني آخرين، وتدمير العديد من القرى والمباني، والكثير من المنشآت، في البنية التحتية اللبنانية".

ج. الموقف في إسرائيل

وأشار التليفزيون الإسرائيلي إلى أن الاتفاق، لا يشير إلى الشريط الحدودي المحتل، في جنوبي لبنان. كما لا يشير أيضاً إلى الحصار، الذي تفرضه البحرية الإسرائيلية على الموانئ اللبنانية. وأن الاتفاق يعطي الجيش الإسرائيلي حرية الرد، إذا تعرض لهجمات من حزب الله.

نص وثيقة الاتفاق، (ملخص ملحق لمحتويات اتفاق تفاهم وترتيبات وقف إطلاق النار في لبنان (26 أبريل 1996)).

د. موقف حزب الله، بالتنسيق مع سورية

أمّا حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله فقال، في دمشق، عقب محادثاته مع وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع: إن مضمون الاتفاق جـيد. وإن الحزب سيلتزم بتنفيذه. وأكّد نصر الله أن الحزب، أبدى استعداده، منذ بداية العدوان، لوقف الهجمات بصواريخ الكاتيوشا على شمالي إسرائيل، شريطة وقف العدوان الإسرائيلي. وأن الاتفاق أسفر عن تحقيق ما كان يريده الحزب، وهو استمرار مقاومة الاحتلال، وحماية المدنيين.

هـ. ردود الفعل لبعض القوى، الدولية والإقليمية، تجاه الاتفاق

(1) في دمشق، قال متحدث باسم الخارجية السورية، إن اتفاق التفاهم، يضع حدّاً للعدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان، ويحفظ حياة المدنيين، من دون المساس بحق المقاومة في مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي. كما أنه يفتح المجال لعودة النازحين إلى قراهم. وأكّد المتحدث، أن وقف إطلاق النار، وحده، لا يكفي، ولا يضع حلاً دائماً للوضع في جنوبي لبنان، مشيراً إلى أنه لا بد من تطبيق أُسس السلام العادل، والشامل.

(2) وفي باريس، أبدت فرنسا، في بيان لرئاسة الجمهورية، سرورها بإعلان وقف إطلاق النار، وبالترتيبات بين إسرائيل وحـزب الله، كخطوة أولى. وأشار البيان إلى أن فرنسا، أسهمت، بكل ما لديها من عزم، في تحمّل مسؤوليتها تجاه أصدقائها في المنطقة. ورحّبت بالجهود المثمرة، التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية، والحكومات المعنية في المنطقة.

(3) وفي لبنان، دعا نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، مئات الألوف، من النازحين من جنوبي لبنان، إلى العودة إلى قراهم، في أسرع وقت ممكن.

(4) وفي القاهرة، أشاد وزير الخارجية، عمرو موسى، بالاتفاق، وهنّأ وزير الخارجية الأمريكية، كريستوفر، بنجاح المساعي، التي بذلها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بين إسرائيل ولبنان. كما بعث ببرقية إلى هيرفيه دي شاريت، وزير الخارجية الفرنسي، أعرب فيها عن تقديره لإسهامه في التوصل إلى الاتفاق. كما بعث ببرقية تهنئة إلى كل من رئيس وزراء ووزير خارجية لبنان، في شأن التوصل إلى الاتفاق.

(5) وفي الأمم المتحدة، أعرب بطرس غالي، الأمين العام للأمم المتحدة، عن ثقته بصمود وقف إطلاق النار، بين إسرائيل وحزب الله، في لبنان. ولكنه أكد أن ذلك، يتطلب مزيداً من الوقت والعمل.

(6) وفي واشنطن، وصف الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بأنه خطوة مهمة إلى الأمام، مؤكداً أهمية تنفيذه كلية. وقال في رسالة، وجهها إلى الرئيس اللبناني إلياس الهراوي، الموجود في واشنطن، لإجراء عملـية جراحية: "إن دور لبنان، وكذلك دور سورية، مهم جداً في تأمين الاتفاق، وفي منع حزب الله من شن هجمات بصواريخ الكاتيوشا على شمالي إسرائيل". وأكد كلينتون أن الاتفاق، سيمكن المدنيين، اللبنانيين والإسرائيليين، من العيش في هـدوء مما يسهل التوصل إلى اتفاق، يؤدي، في جزء منه، إلى إعادة البناء الاقتصادي لجنوبي لبنان. كما أكد التزامه بالمساعدة على إحراز تقدم في مفاوضات السلام، بما يمكن لبنان من استعادة سيادته كاملة، من دون وجود قوات أجنبية على أرضه.

(7) وفي طهران، أكّد علي أكبر ولاياتي، وزير الخارجية الإيراني، أن واشنطن، حاولت الانفراد بجهود حل الأزمة اللبنانية. ولكن التنسيق، الذي حدث بين الأطراف المعنية، أثبت أنها لا تستطيع أن تفعل ما تشاء. وأوضح أنه كان لإيران وسورية وفرنسا ودول أوروبية أخرى، وكذلك حزب الله، دور مهم في صياغة الاتفاق. وقال ولاياتي إن إسرائيل، فشلت في تحقيق أهدافها من العدوان، التي تمثلت في شل القدرة العسكرية لحزب الله، ومحاولة إثارة اللبنانيين، من طـريق ضـرب المناطق السكنية، وإجبار الألوف على النزوح، بل إن إسرائيل، لم تتمكن من حماية مستوطناتها الشمالية. واستطرد قائلاً إن حزب الله، خرج منتصراً، واكتسب الاعتراف الرسمي من جميع الأطراف بحقه في مواصلة الهجمات، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ثانياً: التعليق على الاتفاق

1. الاتفاق جاء حصيلة جهود فرنسية أمريكية

الواقع أن اتفاق التفاهم مبني على قاعدة فرنسية، ولكن بمفهوم أمريكي، أي أن سيناريو الحل كان فرنسياً، ولكن إخراجه كان أمريكياً.

أ. فهو، من ناحية، يلزم حزب الله بعدم إطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمالي إسرائيل، مقابل ألاّ تقوم إسرائيل بقصف اللبنانيين المدنيين.

ب. لحزب الله الحق في مقاومة الاحتلال، داخل الشريط الحدودي المحتل؛ فالاتفاق، من ثمّ، لن يمنع الحزب من القيام بدوره العسكري.

ج. إشراف لجنة مشتركة، من خمس دول، على تنفيذ هذا الاتفاق ومراقبته، أي أصبح هناك آلية لتنفيذه.

2. الفرق بين اتفاقَي يوليه 1993 وأبريل 1996

أ. اتفاق يوليه 1993، كان تم بين حزب الله وإسرائيل، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وفي إطار تفاهم شفهي.

ب. اتفاق أبريل 1996، تم في إطار مظلة دولية، وهو مكتوب. ويتفق مع اتفاق 1993 في إنهاء معاناة الشعبين، على جانبي الحدود.

ج. اتفاق أبريل 1996، ينص على أن يتوقف الجيش الإسرائيلي، وجيش جنوبي لبنان، الموالي لإسرائيل، عن قصف الأهداف المدنية في لبنان. كما ينص على أن تتوقف الميليشيات المسلحة في الجنوب اللبناني، عن إطلاق صواريخ الكاتيوشا على شمالي إسرائيل وسكانه المدنيين.

د. اتفاق أبريل 1996، لا ينص على أي قيود، تمنع أيّاً من الطرفين من الدفاع عن نفسه؛ فهو يبيح لحزب الله مهاجمة الأراضي اللبنانية المحتلة، في الشريط الحدودي.

هـ. اتفاق أبريل 1996، قضى بتشكيل لجنة من خمس دول، هي: "الولايات المتحدة الأمريكية ـ فرنسا ـ سورية ـ لبنان ـ إسرائيل"، من أجل مراقبة تنفيذه؛ وهذا يعني مشاركة سورية بصفة أساسية، في التنفيذ.

و. اتفاق أبريل 1996، لم يحقق المكاسـب التي كانت تريدها إسرائيل، خاصة ما يتعلق بعدم التعرض لقواتها في الشريط الحدودي. كما لم يجمد نشاط حزب الله في مقاومة القوات الإسرائيلية المحتلة؛ وهذا يعني أن المعركة، ما زالت مستمرة، وطويلة.


 



[1] مدينة سان بطرسبرج، هي إحدى المدن المهمة في روسيا، أنشأها بطرس الأكبر، والمعروفة باسم ليننجراد

[2] طلب مشروع القرار، مطالبة إسرائيل بوقف عدوانها واحترام سيادة لبنان واستقلاله وتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 425

[3] تصريح للمتحدث باسم القوات الدولية تيمور جوكسيل لوسائل الإعلام، في 23 أبريل 1996، نقلته وكالات الأنباء والإذاعة اللبنانية.